• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع الاستشارات
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
  • موقع المكتبة الناطقة
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الطهارة وفضل الوضوء (خطبة)
    خالد عبدالرحمن الكناني
  •  
    شكرا أيها الهدهد (2)
    عامر الخميسي
  •  
    مفاهيم خاطئة في التدين
    د. أسماء جابر العبد
  •  
    عبد الرحمن بن عوف (خطبة)
    فهد بن عبدالله الصالح
  •  
    نظم فضل علم العلل
    عبدالعليم محمود
  •  
    الدعوة إلى الاعتصام بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله ...
    ناصر بن سعيد السيف
  •  
    حكم الاستهانة بالمصحف
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    شهر شعبان وما اختص به من بين شهور الزمان
    الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد
  •  
    الوقت الكنز النفيس
    أبو حاتم سعيد القاضي
  •  
    زكاة الإبل والبقر والغنم
    الشيخ صلاح نجيب الدق
  •  
    أخطاء تقع في المساجد
    مفرح بن سعيد العتيبي
  •  
    خطبة عن تكريم المرأة في الإسلام
    د. سعود بن غندور الميموني
  •  
    رجال بارك الله في أعمارهم
    أحمد بن عبد الله الحزيمي
  •  
    شكرا أيها الهدهد (1)
    عامر الخميسي
  •  
    أصل الاستحسان
    أبو الحسن هشام المحجوبي ووديع الراضي
  •  
    صفات الرجال في القرآن والسنة (1)
    د. أمير بن محمد المدري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الأسرة والمجتمع / تربية الأولاد
علامة باركود

تربية الأبناء على تحمل المسئولية

الشيخ أحمد الزومان

المصدر: ألقيت بتاريخ: 4/8/1431هـ
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/11/2010 ميلادي - 11/12/1431 هجري
زيارة: 22525

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تربية الأبناء على تحمل المسئولية

 

إنَّ الحمدَ لله نحمَدُه، ونستَعِينه ونستَغفِره، ونعوذُ بالله من شُرُور أنفُسِنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يَهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلِل اللهُ فلا هاديَ له، وأشهَدُ أن لا إله إلاَّ الله وحدَه لا شريك له، وأشهَدُ أنَّ محمدًا عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70 - 71].

 

أمَّا بعدُ:

فبعضُ الآباء يشتَكِي من سلبيَّة أولادِه، ويَرَى عدَم اهتِمامهم بغيرهم، وأنهم لا يُشاطِرُونه همومَه ممَّا يتعلَّق بأهلهم أو ببعضِ حوائِجِه الخاصَّة، فالحملُ كلُّه علَيْه؛ فهو يقومُ بكلِّ شيءٍ مع أنَّه يُوجَد في البيت أكثرُ من ابنٍ بلَغُوا الحلم أو كادوا، ولو استَطلَعت الأمرَ من جِهَة الأبناء لوجدتهم يُحمِّلون آباءَهم تقصيرَهم، وأنهم هم السبب في ذلك.

 

ولو تأمَّلنا من حولنا لَوَجَدنا أنَّ بعضَ الأبناء لهم دورٌ بارِزٌ في تَصرِيف شؤون البيت والأسرة، ويتحمَّلون جزءًا مِن مسؤوليَّات أبيهم، فيتحمَّلون جلَّ الأعمال التي للأبِ أو بعضها؛ إذًا ليس كلُّ العيب في أولادِنا، بل ربما يأتي العيبُ منَّا مَعاشِر الآباء، فنُقصِّر في تَحمِيلهم المسْؤوليَّات منذ الصِّغَر، فإذا كبروا شقَّ عليهم ذلك.

 

بعضُ الآباء يشتَكِي من عُزُوف أولادِه عن حُضُور المناسَبات الاجتماعيَّة، بل إذا حضَر ضُيوفٌ للبيت لم يحضروا، وأصبح الأبُ هو المسؤول عن استِقبال الضُّيوف وتَودِيعهم وإكرامهم، مع أنَّ أولادَه ليس لديهم شغلٌ يَشغَلهم عن الحضور، بل ربما كانوا داخِل البيت، وهنا على الأب أنْ يقف مع نفسه ويَنظُر هل له دورٌ في ذلك؟ فالأبناء في حالِ الصِّغَر لديهم رغبةٌ شديدة في حضور المُناسَبات الاجتماعيَّة، ومُشارَكة الناس الأقارب والأباعد مُناسَباتهم، ويُلحُّون على أبائهم لحضور هذه المناسبات والجلوس مع الضُّيوف إذا حضروا للبيت، فإذا كان الأب يمنَعُهم من ذلك فمِن الطَّبَعِيِّ إذا شبوا ولم يألَفُوا حُضورَ هذه المناسبات أنْ يَزهَدُوا فيها كِبارًا، ولا يَرتاحوا إذا حضروها.

 

وقد كان سلَفُ هذه الأمَّة يُحضِرون أولادَهم الصِّغار مَجالِسَ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - ليَستَفِيدوا وليتربَّوا على إلفِها؛ يقول عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - كُنَّا عندَ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: ((أخبِرُوني بشجرةٍ تُشبِه - أو: كالرجل - المسلم، لا يَتَحاتُّ ورقُها))، قال ابن عمر: فوَقَع في نفسي أنها النَّخلة، ورأيتُ أبا بكرٍ وعمرَ لا يتكلَّمان فكرهت أنْ أتكلَّم، فلمَّا لم يقولوا شيئًا قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((هي النخلة))، فلمَّا قمنا قلت لعمر: يا أبتاه، والله لقد كان وقَع في نفسي أنها النَّخلة، فقال: ما منَعَك أنْ تكلَّم؟! قال: لم أرَكُم تكلَّمون فكَرِهتُ أنْ أتكلَّم أو أقول شيئًا، قال عمر: لأنْ تكون قلتَها أحبُّ إلَيَّ من كذا وكذا؛ رواه البخاري (4698) ومسلم (2811).

 

وابن عمر - رضي الله عنهما - كان من صِغار الصَّحابة، فحين قَدِم النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - المدينةَ كان عمره إحدى عشرة سنة تقريبًا، وكان يحضر مجالس الكِبار ويحضر مُناسَبات المسلمين في المدينة، فلمَّا كبر أصبَح علَمًا من أعلام المسلمين.

 

وبعضُ الآباء يتولَّى شِراء حَوائِج البيت، فهو الذي يتنقَّل بين المَتاجِر لشِراء الأطعِمة ونحوها للبيت، فيكبر الأولاد وهم لا يُحسِنون التَّعامُل في البَيْع والشِّراء، وربما يقَع الابن حينَما يتزوَّج في حرَجٍ عندما يُرِيد شِراء حوائج بيتِه؛ لأنَّه لَم يُدرَّب على ذلك، وحُجَّة الأبِ أنهم لا يُحسِنون الشِّراء، وربما غشَّهم بعضُ الباعة؛ فهم لا يُحسِنون المُماكَسة، ولا يعرفون قِيَم السِّلَع، وربما اشترَوْا سِلَعًا فاسِدةً، وهذا أمرٌ يقَع، لكنْ على الأبِ تَدرِيبُهم أوَّلاً باصطِحابهم معه حين الشِّراء ومُشاوَرتهم، وإذا كان اختِيارُهم غير حسنٍ بيَّن لهم وجه الخطأ، ثم يستقلُّون بالشراء، وإذا حصَل منهم خطأٌ وهو - حاصِلٌ غالبًا - يقوم بتَوجِيههم لتَدارُك هذا الخطَأ مستقبلاً، فغالبًا الوُقوع في الخطأ سببٌ في اليقَظَة مُستَقبلاً، وكذلك يُشرِكهم الأبُ في بعضِ الأعمال؛ فمثلاً حينما يبدأ الأب في بناءِ بيتٍ فليَكُن للأولاد دورٌ في ذلك، بشِراء بعض موادِّ البناء، أو بإشرافٍ، أو غير ذلك ممَّا يُناسِب أعمارهم.

 

يقول ربُّنا - تبارك وتعالى -: ﴿ وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ﴾ [النساء: 6]، فيَأمُر الله وليَّ اليتيم أنْ يُدرِّبه على البَيْع والشراء حينما يُقارِب البلوغَ، فإذا تبيَّن له حُسنُ التصرُّف في المال دفَع المال إليه.

 

على الأب أنْ يُربِّي أولاده على حُسن تَصرِيف شُؤونهم الخاصَّة منذ الصغر، يُدرِّبهم على حُسن التصرُّف في المال فيما يخصُّهم مِنْ مَصروف؛ فمثلاً يُعطِي الأبُ ابنَه مصروفَه الشهري، ويُخبِره أنَّ هذا المصروف للفترة من كذا إلى كذا، قد لا يُحسِن الابنُ التصرُّف أوَّل الأمر، فينفد المصروف قبلَ انتِهاء المدَّة أو يضيع منه، لكنْ من خِلال التجرِبَة سنجد بعد فترةٍ أنَّ هذا المصروف سيَكفِيه، بل ربما وفّر منه لشِراء حَوائِج أخرى له.

 

وإذا كان كبيرًا يجعَل له حسابًا في البنك، ويُعطِيه بطاقة صرَّاف ليأخذ مصروفه شيئًا فشيئًا، وهذا له أثرٌ كبيرٌ في شُعورِ الابن بأنَّه أصبَح رجلاً معتمدًا على نفسه، وأنَّه محلُّ ثقة أبيه، وكذلك شِراء حَوائِجه الخاصَّة؛ كالملابس يُدرَّب على شرائها ثم يتولَّى هو الشِّراء.

 

وعلى الأب أنْ يُشعِرَ ابنَه بنُبوغِه وحُسنِ تصرُّفه، فيُعامِله مُعامَلةَ الكِبار، فيشركه في المسائل الكِبار التي تتعلَّق بالبيت من زَواج أختٍ، أو شراءِ بيتٍ، أو بَيْعٍ أو عِلاجٍ، خطأِ أحدِ أفراد الأسرة، أو نحو ذلك من الشُّؤون الكِبار للأسرة أو للأب؛ تقديرًا لحسن تصرُّفه وتحمُّله للمسؤوليَّة؛ فعن ابن عباس - رضِي الله عنهما - قال: كان عمرُ يُدخِلني مع أشياخ بدرٍ، فكأنَّ بعضهم وجَد في نفسِه فقال: لِمَ تُدخِل هذا معنا ولنا أبناء مثله؟! فقال عمر: إنَّه مَن قد علِمتُم، فدَعاه ذاتَ يوم فأدْخَلَه معهم، فما رُئِيتُ أنَّه دَعاني يَومئذٍ إلاَّ ليُرِيهم، قال: ما تقولون في قول الله - تعالى -: ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ﴾ [النصر: 1]؟ فقال بعضهم: أُمِرنا أنْ نحمد الله ونستَغفِره إذا نصَرَنا وفتَح علينا، وسكَت بعضهم فلم يَقُل شيئًا، فقال لي: أكذاك تقول يا ابن عباس؟ فقلت: لا، قال: فما تقول؟ قلت: هو أجَلُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أعلَمَه له، قال: ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ﴾ [النصر: 1] وذلك علامة أجلك ﴿ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾ [النصر: 3]، فقال عمر: ما أعلَمُ منها إلاَّ ما تقول؛ رواه البخاري (4970).

 

الخطبة الثانية

على الأب أنْ يُحمِّل أولادَه مسؤوليَّة البيت شيئًا فشيئًا، يُشرِكهم في حَلِّ المشاكل إنْ وُجِدت، فيكون الابنُ مَسؤولاً عن أهلِه في الذهاب والإياب، وفي مُراجَعتهم المستشفى، وفي اصطِحابهم إلى السوق، يُشرِكهم فيما يتعلَّق بشؤون أخَواتِهم، فيكون لهم دورٌ في قبول الخاطب وفي السؤال عنه، وهل هو مناسبٌ أو لا، فيَنشَأ الابن على تحمُّل المسؤوليَّة، ولدَيْه القدرة على مُخالَطة الرجال ومُناقَشتهم؛ عن أنس - رضِي الله عنه - قال: كنت ألعَبُ مع الغِلمان فأتانا رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فسلَّم علينا وأخَذ بيَدِي فبعثَنِي في حاجةٍ وقعَد في ظلِّ حائطٍ أو جدارٍ حتى رجَعتُ إليه فبلغت الرسالةَ التي بعثَنِي فيها، فلمَّا أتيتُ أمَّ سليمٍ قالت: ما حبَسَك؟ قلت: بعثَنِي النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - في حاجةٍ له، قالت: وما هي؟ قلت: سرٌّ، قالت: احفَظْ على رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - سرَّه، قال: فما حدَّثتُ به أحدًا بعدُ؛ رواه الإمام أحمد (11649)، ورواته ثقات.

 

وعلى الأب العملُ على رفْع معنويَّات أبنائه؛ يُشعِرهم بتقديره لهم، يَمدَحهم ويُثنِي على مَواطِن الخير فيهم، لا سيَّما عند غيرِهم وبحُضورِهم، وليس الأمر مُتعلِّقًا بالأب فقط، بل على أفراد المجتمع أنْ يُشعِروا أبناءَ المسلمين بقَدرِهم؛ يُقدِّرونهم ويحترمونهم، يَتعامَلون معهم كما يَتعامَلون مع الكبار، فهذا له دورٌ في شُعورِهم بقدرهم، فيترفَّعون عن بعض ما لا يرضَى من الأقوال والأفعال؛ عن أنسٍ - رضي الله عنه - قال: كان غلامٌ يهوديٌّ يخدم النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فمَرِض، فأتاه النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يَعُودُه، فقعَد عند رأسِه فقال له: ((أسلِمْ))، فنظَر إلى أبيه وهو عندَه فقال له: أطِعْ أبا القاسم - صلَّى الله عليه وسلَّم - فأسلم، فخرَج النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو يقول: ((الحمد لله الذي أنقَذَه من النار))؛ رواه البخاري (1356).

 

في الخِتام تذكَّر - أخِي الأب - قولَ الشاعر:

وَيَنْشَأُ نَاشِئُ الفِتْيَانِ مِنَّا ♦♦♦ عَلَى مَا كَانَ عَوَّدَهُ أَبُوهُ

 

أخِي الأب، كأنِّي بك تجيل فكرَك وترجع بذاكرتك إلى الوَراء، إلى أيَّام طفولتك وشبابك، وتتذكَّر أنَّه لم يعمَل معك بعض ما ذُكِر ونَشَأت معتمدًا على نفسك، وهذا صحيحٌ، لكنْ لا تنسَ أنَّ ظروف الحياة التي كُنتَ تمرُّ بها تختَلِف عن ظروف الحياة التي يمرُّ بها أبناؤك.

 

أبنائي الشباب ممَّن يسمع كلامي، إيَّاكم أنْ تفهَمُوا أنِّي أقصد من كلامي أنْ يجلس الواحد منكم ولا يُبادِر بالعمل ومساعدة أهله إلاَّ إذا طلَبُوا منه ذلك، فمن العقوق أنْ تَرَى أباك مشغولاً في شؤونه الخاصَّة أو في شؤون البيت وأنت في لهوٍ ولعبٍ، فبعضُ الآباء قد لا يحبُّ أنْ يُكلِّف أبناءَه شفَقَةً عليهم، فليُبادِر الابن، وليتحمَّل جزءًا من المسؤوليَّة.

 

واعلَمُوا أنْ ظروف الآباء مختلفةٌ، ونظرتهم فيما يُصلِح أبناءهم تختَلِف، فليس ما يفعَلُه عمك أو خالك أو أب جيرانِكم مثلاً مع أبنائهم يُمكِن أنْ يقوم به أبوك، فلا تُطالِبه بأمورٍ قد لا يستَطِيعها أو يستَطِيعها لكنْ تشق عليه، أو يرى أنَّ المصلحة بخلافها.

 

وهَبْ أنَّ أباك قصَّر في بعْضِ مسْؤوليَّاته تجاهك أو تجاه أمِّك، فليس هذا مُسوِّغًا أنْ تُقصِّر في حقِّه ولا تُعِينه فيما تَقدِر عليه، فعليه ما حمل وعليك ما حملت.




 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • من نافذتي
  • مظاهر التربية الإسلامية
  • مشاجرات الأبناء... مشكلة كل أسرة
  • المسؤولية الجماعية في الإسلام
  • الولد بين الطبع والشرع
  • في تربية الذريَّة والعناية بها
  • مداخل عامة في مسؤولية الآباء تجاه الأولاد
  • كيف نرغب الدراسة في نفوس الأبناء؟
  • الطبيب المريض
  • تربية الأبناء الأهمية والوسائل
  • ترى .. مسؤولية من؟
  • التخوف من المسؤوليات
  • خصائص المسؤولية في القرآن
  • الاهتمام بتربية الأبناء
  • كيفية الجلوس مع الأبناء
  • أسلوب القدوة الحسنة في تربية الأبناء
  • تربية الأبناء على احترام المال والاعتدال في الإنفاق
  • نموذج من طرق تربية الأبناء في التراث
  • الصبر والاستمرار في تربية الأبناء ومتابعتهم
  • تعليم الأبناء النظام

مختارات من الشبكة

  • مناهج التربية العقدية عند الإمام ابن تيمية "بحث تكميلي" لرسالة ماجستير التربية(رسالة علمية - آفاق الشريعة)
  • التربية الجمالية في الإسلام ومفهومها(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • سؤال التربية بين الخطاب الرؤيوي والبديل السوسيوثقافي من خلال كتاب: إشكاليات التربية بالمغرب لمحمد أمزيان(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أهمية التربية النفسية للطفل (الأطفال والتربية النفسية)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • كلمات في التربية: تربيتنا بين الإنسان والآلة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • التربية الخاصة أو تربية ذوي الاحتياجات الخاصة (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تربية الأمة الإسلامية تربية ربانية من خلال الاتعاظ بأحوال الأمم(مقالة - موقع أ.د. مصطفى مسلم)
  • إسبانيا: وزارة التربية والتعليم تعلن تدريس التربية الدينية الإسلامية العام المقبل(مقالة - المسلمون في العالم)
  • التربية الذكية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • التربية على أركان الإسلام والإيمان والإحسان (5)(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 


ترتيب التعليقات

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
كُتَّاب الألوكة
  • افتتاح مسجد وبئر وإسلام المئات بقرى إفريقية
  • إشهار 75 إسلامهم في قرية "كونغاندو" بغانا
  • إسلام 45 بقرية أويومدو بغانا
  • افتتاح بئر وإسلام العشرات بقرية أوبيتي في غانا
  • إسلام 37 بقرية نادوندو في غانا
  • توزيع عربات للخضراوات وقوارب صيد على الفقراء بسريلانكا
  • استمرار مشروع حفر الآبار في قرى دولة مالاوي
  • معهد متكامل لإعداد الدعاة في بروندي


تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1439هـ / 2018م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 10/8/1439هـ - الساعة: 3:6
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب