• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    سلمان الفارسي
    الشيخ صلاح نجيب الدق
  •  
    شرح السنة للإمام المزني تحقيق جمال عزون
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    شرح التصريف العزي للشريف الجرجاني تحقيق محمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    نكبات أصابت الأمة الإسلامية وبشائر العودة: عين ...
    علاء الدين صلاح الدين عبدالقادر الديب
  •  
    في ساحة المعركة
    د. محمد منير الجنباز
  •  
    لوط عليه السلام
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    الصحيفة الجامعة فيما وقع من الزلازل (WORD)
    بكر البعداني
  •  
    شرح البيقونية للشيخ محمد بن عبد الباقي الزرقاني
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المؤثرون المسلمون والمنابر الإلكترونية معترك
    عبدالمنعم أديب
  •  
    مناهج التصنيف في علم الدعوة في العصر الحاضر ...
    رانيه محمد علي الكينعي
  •  
    الدكتور محمد عبدالمنعم خفاجي سيوطي العصر
    د. ماجد محمد الوبيران
  •  
    سفرة الزاد لسفرة الجهاد لشهاب الدين الألوسي
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    غزوة بدر
    د. محمد منير الجنباز
  •  
    محيي الدين القضماني المربِّي الصالح، والعابد ...
    أ. أيمن بن أحمد ذو الغنى
  •  
    إبراهيم عليه السلام (5)
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    سفراء النبي صلى الله عليه وسلم لمحمد بن عبد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / طب وعلوم ومعلوماتية
علامة باركود

العظام في جسم الإنسان

العظام في جسم الإنسان
أ. د. علي فؤاد مخيمر

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 22/11/2018 ميلادي - 13/3/1440 هجري

الزيارات: 58810

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العظام في جسم الإنسان


العظام: هي التي تشكل الهيكل العظمي الذي يُعطِي جسم الإنسان وأجسام بقيةِ الفِقاريات أشكالَها المميزة، وعلى العظام ترتكز عضلاتُ الجسم وأربطته التي تربط المفاصل بين العظام، فتُعِين على حركة الجسم، وتشكل العظامُ تجاويفَ حصينةً وصناديق محكمةً لحماية الأعضاء الحيوية بداخلها؛ مثل: الجمجمة التي تحمي الدماغ والعين ومحتويات الأذن الداخلية، والفِقرات التي تحمي النخاع الشوكي، والقفص الصدري الذي يحمي القلب والرئتين، والحوض الذي يحمي الرحم والمثانة.

 

حتى العظم نفسه يحمي النخاع الذي يعدُّ مصنعًا لإنتاج بعض مُكوِّنات الدم؛ مثل كرات الدم الحمراء، فبدون هذه الصناديق لعبِث الإنسان بهذه الأعضاء الدقيقة والحيوية، ولولا الجهاز العظمي لكان الإنسان كومةً من الجلد واللحم لا شكلَ لها.

 

مُكوِّنات العظام: العظام في مُجملها مركَّبةٌ من مادة أساسية، هي الكالسيوم؛ حيث توجد 99 % من نسبة الكالسيوم بالجسم بالعظم، ويحتاج امتصاص الكالسيوم من الأمعاء إلى هرمون تُفرِزه غُدَّة صغيرة جدًّا إلى جانب الغُدَّة الدرقية.

 

فلو تعطَّلت هذه الغدة الصغيرة جدًّا لَما أمكن امتصاصُ الكالسيوم من الأمعاء، وكذلك تحتاج العظام إلى فيتامين "د"، فإذا لم يتوافر هذا الفيتامين أُصيب الطفل بلين العظام، فإن شكل العظام عبارة عن شوكيات تتداخل مع بعضها البعض، فتُكوِّن جسمًا متينًا لدرجة متناهية، وصدق رب العزة إذ يقول: ﴿ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ﴾ [البقرة: 259]؛نُنْشِزُها؛ أي: نجعلها على شكل شوكيات متداخِلة؛ حيث تبدو متينةً وقاسية جدًّا، وكذلك تُغطَّى السطوحُ الخارجية والداخلية للعظم بطبقاتٍ مِن الخلايا المُكوِّنة للعظم والنسيج الرابط؛ وهي:

1 - طبقة خارجية "Pexiosteum"، وهي عبارة عن غشاءٍ ليفي رقيق يكسو العظام، ولكنه قوي جدًّا، يُحِيط ويُغطِّي ويكسو كلَّ سطوح العظام عدا المفاصل، كما توجد به أوعية دموية والأعصاب المغذِّية لباقي العظام.

 

2 - طبقة داخلية: وهي تتألَّف من خلايا مُسطَّحة، لها القابلية على الانقسام الاعتيادي والتمايز، لتكوين الخلايا بانيةِ العظم، فهي لها دورٌ بارز في نموِّ العظم وإصلاحه.

 

فهذه الطبقاتُ لها وظائف عديدة؛ أهمها تغذية النسيج العظمي، وتوفير الإمداد المستمرِّ للخلايا بانية العظم الجديد، لغرض إصلاح العظم ونموه، ولهذه الأسباب لا بد من المحافظة على هذه الطبقات أثناء إجراء العمليات الجراحية.

 

تكوين العظم:

كما علِمنا أن العظم بِنْيَتُه قوية ومحكمة من الخارج، ومسامية إسفنجية من الداخل، ولو أن بِنْيَتَه من الداخل كما هي من الخارج، لكان وزن أحدنا أربعة أمثال وزنه الطبيعي، وكذلك وجود فجوات وجيوب عظمية من أجل تخفيف العظام، مثل ما هو موجود بعظمة الجمجمة، ويصدق على هذا الإعجاز الرائع قولُ العلماء: "مِن بِنْية العظم يتحقق حدٌّ أقصى من النتائج بحد أدنى من اللوازم"، فهناك توازنٌ رائع بين البنية المقاومة والوزن الخفيف، فمِن عظمة الله تعالى في عَظْمِنا أن هذا الجهاز يوجد به هدم وبناء مستمرَّانِ؛ حيث إن الإنسان يتجدَّد هيكله العظمي خمس مرات في عمره، بمتوسط كل ست أو سبع سنوات، بفعل عملية الهدم والبناء، وهي التي تؤدي أيضًا إلى التئام الكسور.

 

فعمليةُ الهدم والبناء المستمرَّة في العظام تجعله مَخزنًا للكالسيوم، فإذا احتاجتِ الأمُّ لتشكيل عَظْم وليدِها إلى الكالسيوم؛ إذ لم يكن غذاؤها كافيًا من هذه المادة - أخذ الجنينُ مِن مخزون عظم أمه ما يشكل به عظمه.

 

ومِن إعجاز رب العزة في هذا الجهاز أن هناك هرموناتٍ تُنظِّم نمو العظم وإيقافه عند حد معين، ولولا هذه الهرمونات لكان الإنسان قزمًا أو عملاقًا، ومن المعلوم أن الطول والقصر لهما علاقة بهرمون النمو.

 

بداية تشكيل العظام:

يبدأ تشكل العظام في وقت مبكر جدًّا من حياة الجنين - في اليوم العشرين - قبل أن يبدأ تشكيلُ العضلات، وقد أشار القرآن الكريم إلى أسبقية خلق العظام على العضلات؛ أي: اللحم، وهذه الإشارة منذ 14 قرنًا من الزمان، في قوله تعالى: ﴿ فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ﴾ [المؤمنون: 14]،ويكتملُ تشكيل العِظام ما بين الأسبوعين الخامس والسادس، لكنها تكون غضروفية ثم تتكلس (أي تتعظم)، والتعظم هو تحوُّل الغُضْروف إلى عظمٍ، يبدأ من الحياة الجنينية ويستمر بعد الولادة إلى سن اكتمال النمو الطولي من 17 سنة إلى 21 سنة، ويبقى في أطراف العظام طبقةٌ غُضْروفية، والحكمة من وجودها أنها تمتصُّ الصدمات، ومِن رحمة الله بنا وجودُ قرص غُضْروفي بين كلِّ فِقْرتين من فِقْرات الظهر، يعمل على امتصاص الصدمات؛ ليكسب الإنسان حياةً مريحة، وعندما تتقدَّم السنُّ بالإنسان تتحول إلى مادة صلبة تفقد ليونتها وتقرب مِن العظام.

 

وعندما يموت الإنسان يتحلَّل سائر جسده، فتتحلل الأنسجة الرخوة أولًا في أيام معدودات، ثم يتحلل العظم الذي قد يستغرق سنوات طويلة جدًّا، ولا يبقى من الجسد بعد التحلل إلا عظمٌ واحد هو عَجْب الذَّنَب، وهو جزء من الفِقرة الأخيرة من العُصْعُص من العمود الفِقْري.

 

تحمل العظام:

تتحمل العظام ضغوطًا عالية جدًّا، فيقع عليها أثناء المشي العادي مثلًا ضغطٌ يصل إلى 600 كجم/ سم2، يزداد هذا الضغط كثيرًا عند الركض والقفز، وبعض العظام لا ينكسر إلا تحت ضغوط كبيرة للغاية.

 

فعظم الساق "Tibia" مثلًا يمكن أن يتحمَّل ضغط 5,1 طن قبل أن ينكسر، وكذلك عظم عُنق الفَخِذ يتحمل ضغطًا يعادل 250 كجم تقريبًا، ففي العظام خصائصُ المتانة والقوة على نحوٍ عجيب، فتبارك الله أحسنُ الخالقين!

 

الرياضة وتقوية العظام:

إن العظام تمثل هيكلًا صلبًا ترتكز عليه العضلات، ومن أهم العوامل التي تحدد قوةَ العظام درجةُ حركة الجسم ونشاطه اليومي؛ إذ إن الإنسان النشيط الذي يتحرك يوميًّا باستمرار يتمتَّع بكثافة عظام أكثر مِن الخامل المُلازِم للراحة.

 

فقد ثبت علميًّا أن المجهود العضلي الذي يقوم به الإنسان، ينشط خلايا البناء العظمي، فالرياضيون يتمتَّعون بكمية عظام غنية بأملاح الكالسيوم أكثر ممَّن يقضون أوقاتَهم في الجلوس والراحة.

 

إن قوةَ تنشيط العظام ترجعُ إلى قوة الضغط والجذب التي تمارسها العضلات وأوتارها أثناء انقباضها وانبساطها، وكذلك إلى تغيير التيار الكهربائي العضلي أثناء الحركة، فهذا التيار الكهربائي يُمثِّل حافزًا لا بأس به لنشاط الخلايا العظمية.

 

وقد بحَث العلمُ الحديث عند تحديد نسبةِ فِقدان العظم عند الخمول والراحة - فوجد أن العظم في هذه الحالة يفقدُ بسرعةٍ مواده المُكوِّنة له، ويصبح رقيقًا ضعيفًا هشًّا، وكذلك في غياب الجاذبية التامة في رجال الفضاء؛ حيث لا تقاوم العضلات عبء الجاذبية الأرضية.

 

فمن هنا نستطيعُ أن نقول: إن كل انقطاع عن الحركة والرياضة يفقد كمية العظم في الجسم قوتَها وكثافتها، بحسب درجة هذه الانقطاع، فالخمول يزيد مِن نشاط خلايا الهدم، فيتحلَّل النسيج العظمي، ويهرب الكالسيوم والفسفور من العظم، وتنهار المادة العظمية البروتينية الكولاجين، كما ينقص فيتامين (د) وبعض هرمونات الغُدَّة الدرقية TsH.T4.T3، ويرتفع هرمون الكالستونين، وهو هرمون هدم للعظام، وثبت أن نخاع العظام المُنتِجَ لخلايا العظم الأصلية يُصاب بالضعف والضمور مِن جرَّاء الراحة والخمول؛ مما يُؤدِّي إلى ضعف وقلة كتلة العظم.

 

ويُبيِّن الأطباءُ أن تقويةَ هذه العظام الخاملة لا تكونُ بالأدوية فقط، ولكن بالعودة إلى الحركة والنشاط؛ حيث إن حركةَ انقباض وانبساط العضلات تُكوِّن التيار الكهربائي المُنشِّط للنسيج العظمي، إلى جانب قوى الضغط والجذب التي تمارسها العضلات وأوتارها على مراكز التحامِها بالعظام؛ مما يؤدي إلى نشاط البناء العظمي ومتانة تركيبه.

 

الإبهام:

في يد الإنسان خمسةُ أصابعَ، وفي كل أصبع ثلاثُ سُلاميَّات، إلا الإبهام فهو مكون من سلاميتين، وهذا الإبهام قد يكون هو السببَ في تطوُّر وازدهار حضارة الإنسان، ونجد أن الإنسان يتميَّز بالإبهام عن باقي المخلوقات بالآتي:

♦ في السُّلامَى الثانية في الإبهام يرتكز وترٌ طويل قابض مع عضلة يطوي السلامى الثانية، فيُعطي الإبهامَ رشاقةً ودقة في الحركة.

 

♦ مَفصِله الكروي يُعطِيه المرونة الفائقة.

 

♦ مُحاط بما لا يقل عن خمسة أوتار؛ مما يمنحه الحركة برشاقة في كل الاتجاهات؛ من البسط والقبض والتبعيد والتقريب والدوران، والإمساك والمقابلة.

 

بسبب هذا التميز في الدقة والتركيب انطلقت اليد لتؤدي مهمات لا حصر لها، فلولا أن الله تعالى صنع الإبهامَ لَمَا كان لهذه الأصابع من قيمة، وجرِّب أن تكتب دون إبهام، أو أن تَخِيط دون إبهام، أو ترتدي ثيابَك دون إبهامٍ، أو تعمل على آلة، فإنك لن تستطيع فعل شيء، وصدق ربُّ العزة إذ يقول: ﴿ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [النمل: 88].


الإعجاز في قوله تعالى: ﴿ فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ﴾ [المؤمنون: 14].

 

منذ زمن قريب كان يُعتَقد أن العظام والعضلات تظهران وتَنموانِ معًا، غير أن البحوث العلمية الأخيرةَ أظهَرت حقيقةً مختلفة تمامًا لم يكُنْ أحدٌ ينتبِه إليها، وهي أن نسيجَ الغضاريف في الجنين يتحوَّل إلى عظام أولًا، ثم يتمُّ اختيار خلايا العضلات من الأنسجة الموجودة حول العظام، لتتجمع هذه الخلايا وتلفَّ العظامَ، غير أن هذه الحقيقة التي كشفها العلمُ الحديث قد أخبرنا ربُّنا عز وجل بها في القرآن قبل 1400 سنة.

 

فقد أثبت العلم الحديث أنه في الأسبوع السادس تتمُّ أول عملية تحوُّل إلى عظام في عظم التَّرْقُوة، وفي نهاية الأسبوع السابع يبدأ التعظم في العظام الطويلة، ويتم اختيار خلايا العضلات من النسيج المحيط؛ حيث تبدأ العضلات بالتكوُّن، ويبدأ نسيج العضلات بالانقسام حول العظم إلى مجموعة أمامية ومجموعة خلفية، فبهذا الاكتشاف أثبتت الأبحاثُ الميكروسكوبية أن تطوُّر الجنين داخل رَحِم الأم يتمُّ كما وصفَتْه آيات القرآن الكريم، ففي خلال الأسبوع السابع يبدأ الهيكل العظمي بالانتشار في الجسم، وتأخذ العظام شكلَها المألوف، وفي نهاية الأسبوع السابع - وخلال الأسبوع الثامن - تأخذ العضلات وضعيَّتَها حول أشكال العظام.

 

فمنذ عشر سنوات صوَّر عالم من علماء التصوير المراحلَ المختلفة لتخلُّق الإنسان منذ بَدْء الحمل وحتى الولادة، ونال عليها جائزة نوبل للتصوير الطبي؛ حيث استطاع أن يلتقط صورًا رائعة للجنين في طور النُّطفة والمضغة والعَلَقة، وطورِ تكوُّن العظام الذي يسبق بأسبوع فقط طورَ اكتساءِ العظام باللحم.

 

وبهذا التتابع يثبت العلم الحديث ما جاء به النصُّ القرآني بالإشارة إلى التتابع السريع بين مرحلة العظام ومرحلة الكسوة، وذلك بوجود حرف الفاء في كلمة ﴿ فَكَسَوْنَا ﴾، مشيرًا إلى السرعة والترتيب، وكذلك فإن لفظ الكسوة يشير أيضًا إلى التنوع والتشكل في العضلات، كل حسب وظيفته في موقعه التشريحي، كما تتنوَّع الثياب حسب موقعها ووظيفتها، وكذلك تناسب لابسها من حيث الحجم والهيئة.

 

ولو تأمَّلنا في الآية الكريمة لوجدنا الاتصال الدقيق بين الكسوة والعظام، حتى إنه لا يفصل فاصلٌ بين كلمة ﴿ الْعِظَامَ ﴾ وكلمة ﴿ لَحْمًا ﴾، يدل ذلك على الارتباط الوثيق بين اللحم والعظام في الآية الكريمة، وهذا ما أكدَتْه أقوال المفسرين من علماء المسلمين.

 

أهمية كسوة العظام باللحم:

1 - البَدْء في الاستقامة والاعتدال وانتصاب القامة عند الأسبوع الثاني، والاستعدال في وضع الانحناء الشبيه بالهلال؛ قال تعالى: ﴿ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ﴾ [الانفطار: 7].

 

2 - البَدْء في الحركات الإرادية في الشهر الرابع؛ كمصِّ الإصبع، وهذا يُمثِّل حكمة من الله، ليتعوَّد الطفل على الثَّدي بعد الولادة، وكذلك التقلُّب داخل الرحم، وهذا لن يتأتَّى إلا بعد كساء العظام بالعضلات وتطوُّر عضلات الأجنَّة.

 

3 - ظهور ملامح وتغيرات الوجه للجنين (حزن – فرح ... إلخ)، وهذا لا يتأتَّى إلا باكتساء العظام باللحم.

 

4 - حركة الجنين في بطن أمِّه في الأسبوع الثاني عشر، وتُحِسُّ به الحامل في نهاية الأسبوع السادس عشر، ولهذه الحركة دلالة مهمة في متابعة الحمل قبل الولادة، فلو قلَّت الحركة تكون لها دلالةٌ خطيرة عند أطباء النساء والولادة.

 

5 - عدم حدوث تيبُّس في حركة مفاصل الجنين وضمور العظام.

 

6 - إطلاق طاقة الحركة، وهذه الطاقة المتولدة من الحركة مهمة لتطوُّر باقي الأجهزة للجسم.

 

7 - الحركة داخل الرحم للجنين مهمة لترسيبات الكالسيوم ومعظم مراكز التعظُّم لعظام الجنين.

 

8 - كِساء العضلات للعظام يُعطِي الجنين صورةً متكاملة فيها بهاء وفرحة مقبولة، وصدق ربُّ العزة إذ يقول: ﴿ هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [آل عمران: 6].

 

9 - حركة العظام لا بد أن تستمرَّ بعد كسوتِها بالعضلات؛ لأنها تساعد على تصنيعها وتقويتِها ومتانتها، وعدم حركتها لا يساعد على ذلك، وأما الراحة المستمرَّة فتؤدي إلى ضمورها وضَعفها.

 

10 - كسوة العظام بالعضلات مُهمَّة؛ حيث إنها تتمُّ في نهاية الأسبوع السابع قبل أن ينفخ الرُّوح فيه، وهذا علامة مهمة للجهد والترتيب.

 

أوجه الإعجاز العلمي:

1 - قال تعالى: ﴿ فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ﴾ [المؤمنون: 14]، فكان القرآن الكريم سَبَّاقًا في إثبات تكوُّن العظام في جنين الإنسان قبل اللحم قبل 1400 سنة، وهذا الذي أثبَتَه العلم الحديث بالوسائل العلمية المتقدمة.

 

2 - استخدام حرفِ العطف الفاء الذي يفيد السرعة في التطورات المتلاحقة.

 

3 - وجود عَلاقة وثيقةٌ بين العظام والعضلات، فجاءت كلمتا ﴿ الْعِظَامَ ﴾ و﴿ لَحْمًا ﴾ في الآية الكريمة متتاليتينِ، لا يفصل بينهما فاصل، ربما لشدة الارتباط بينهما بِنائيًّا وفسيولوجيًّا، وذلك يرجع إلى أهمية المجهودِ العضلي لتنشيط خلايا البِناء العظمي، وزيادة مخزون الكالسيوم في العظام، وأن خمول الجسم يزيد في نشاط خلايا هَدْم العظام؛ مما قد يؤدي بالأمر إلى هشاشة العظام.

 

4 - اختار الله تعالى في كتابه لفظًا في غاية الإعجاز اللُّغوي، وهو: ﴿ فَكَسَوْنَا ﴾، وهو يُفيد الترتيب الدقيق للطبقات؛ مِن أنسجة تُغلِّف العظام، وعضلات تغطي الأنسجة، وجلد يغطي العضلات، فالمعنى: إنا جعلنا اللحم كسوةً للعظام، كما جعلنا العظام عمادًا للحم، فكلمة ﴿ فَكَسَوْنَا ﴾؛ أي: ألبَسْنا العظام لحمًا؛ أي: ألبسناه ما يستُرُه ويشده ويُقويه، فاللحم يُعدُّ مِن العظام بمقام الثوب، فهو يَستر العظام ويشدها ويُقويها، وكذلك تنوع ألياف العضلات من حيث أشكالها واتجاهاتها وأحجامهما، فيه عظمة للخالق سبحانه وتعالى؛ إذ يقول: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49].

 

5 - أثبت العلم الحديث أن معظمَ أمراض تسوُّس العظام تُعالَج بكسوتها وتغطيتها بالعضلات (اللحم)، لقد أحكم ربُّ العزة بناء جسم الإنسان بالعظام - ولا سيما الهيكل العظمي - إحكامًا بالغَ الدقة والمتانة؛ عن طريق العضلات والأوتار والأربطة والجلد، وتناسب رؤوس العظام مع تجاويفِها لعمل المفاصل المتحرِّكة في اتجاهات مختلفة، فالعظام فيها متانةٌ عجيبة، وفيها تحمُّل عجيب لقوى الضغط، وارتباط العظام بعضها ببعض مما يَلفِت النظر، ومن المدهش أنه يوجد عند المفاصل سائلٌ لَزِجٌ ينزلق عليه سطح لزج، من أجل سهولةِ حركة المفاصل، وهذا السائل يتجدَّد تلقائيًّا من حين لآخر، فهذا السائل يعمل زيتًا للتشحيم، لعدم تآكل العظام عند المفاصل، فسبحان الله القادر!

 

إن الهيكل العظمي آيةٌ مِن آيات الله الدالَّة على عظمته؛ فبدونه لا يكون للإنسان معالِم واضحة، وشكل ثابت، ويكون الإنسان هُلاميًّا، لا شكل له، ويكون عبارة عن كوم من اللحم والجلد، فسبحان الخالق المصوِّر!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • جسم الإنسان .. إعجاز وبيان
  • ثلاثيات الخلق العجيب في جسم الإنسان
  • دراسات في جسم الإنسان
  • الأوعية الدموية في جسم الإنسان
  • العضلات في جسم الإنسان
  • الإنسان من منظور التربية الإسلامية

مختارات من الشبكة

  • تفسير: (ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الأيام العظام(محاضرة - موقع الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم)
  • المسائل العشر العظام التي يسأل عنها الأنام ويبدؤون بها في الآخرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الشجاج وكسر العظام(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • الفضائل العظام لشهر ذي الحجة الحرام(مقالة - ملفات خاصة)
  • الأحداث العظام التي سبقت ميلاد سيد الأنام(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الجواهر الغوالي العظام في وقف حمزة وهشام(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • فضائل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وثمارها العظام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هشاشة العظام بين الدواء والغذاء(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • تفسير: (أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • أول إفطار جماعي في رمضان في هونغ كونغ منذ 2019
  • مسلمو مدينة سينسيناتي يوزعون 30 ألف وجبة إفطار خلال رمضان
  • افتتاح أكبر مسجد بجنوب داغستان
  • مؤتمر عن "أثر الصيام في حياة الإنسان" في ألبانيا
  • ورشة عمل ترفيهية للأطفال استقبالا لرمضان في أونتاريو
  • التحضير لإطعام المئات خلال شهر رمضان بمدينة فيلادلفيا
  • أعداد المسلمين تتجاوز 100 ألف بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • فيلا بارك يستضيف إفطار للصائمين للمرة الأولى

  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/9/1444هـ - الساعة: 3:48
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب