• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    سلمان الفارسي
    الشيخ صلاح نجيب الدق
  •  
    شرح السنة للإمام المزني تحقيق جمال عزون
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    شرح التصريف العزي للشريف الجرجاني تحقيق محمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    نكبات أصابت الأمة الإسلامية وبشائر العودة: عين ...
    علاء الدين صلاح الدين عبدالقادر الديب
  •  
    في ساحة المعركة
    د. محمد منير الجنباز
  •  
    لوط عليه السلام
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    الصحيفة الجامعة فيما وقع من الزلازل (WORD)
    بكر البعداني
  •  
    شرح البيقونية للشيخ محمد بن عبد الباقي الزرقاني
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المؤثرون المسلمون والمنابر الإلكترونية معترك
    عبدالمنعم أديب
  •  
    مناهج التصنيف في علم الدعوة في العصر الحاضر ...
    رانيه محمد علي الكينعي
  •  
    الدكتور محمد عبدالمنعم خفاجي سيوطي العصر
    د. ماجد محمد الوبيران
  •  
    سفرة الزاد لسفرة الجهاد لشهاب الدين الألوسي
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    غزوة بدر
    د. محمد منير الجنباز
  •  
    محيي الدين القضماني المربِّي الصالح، والعابد ...
    أ. أيمن بن أحمد ذو الغنى
  •  
    إبراهيم عليه السلام (5)
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    سفراء النبي صلى الله عليه وسلم لمحمد بن عبد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر
علامة باركود

الوحدة والتنوع في المجتمع الإسلامي خلال عصر صدر الإسلام (الموالي أنموذجا)

الوحدة والتنوع في المجتمع الإسلامي خلال عصر صدر الإسلام - الموالي أنموذجا -
م. نكتل يوسف محسن

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 13/2/2022 ميلادي - 11/7/1443 هجري

الزيارات: 3062

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الوحدة والتنوع في المجتمع الإسلامي خلال عصر صدر الإسلام

(الموالي أنموذجًا)

 

تكون المجتمع الإسلامي ومنذ فجر الإسلام من اللبنات نفسها التي كانت تتكون منه قبله، حيث مثل العرب بقبائلهم المختلفة، والموالي بأعراقهم المتباينة والمتضمنة: (الفرس، والحبش، والزنج، وغيرهم).

 

لقد أحسن رسول الله إلى الموالي وعاملهم على قدم المساواة مع العرب عبر الشعار القرآني: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13]، لا بل تفوق البعض منهم على العرب وأصبحوا سادة المجتمع أنذاك مثل: بلال الحبشي، وصهيب الرومي، وسلمان الفارسي، وسالم مولى أبي حذيفة، وغيرهم.

 

لقد مثلت الدولة الأموية من حيث تأسيسها وطبيعتها، نقلة نوعية في الجانب الاجتماعي إذا ما تم مقارنتها بدولة النبوة والراشدين، إذ إن الكثير من روافد الحياة الاجتماعية قد صبت في تكوينها لتجعل منها دولة مختلفة على الصعيد الاجتماعي، فضلا عن بقية الأصعدة السياسية والاقتصادية وحتى الإدارية.

 

فقد عملت الأحداث السياسية والاقتصادية والعسكرية التي كونت الدولة الأموية عملها في تغيير النموذج الإسلامي الذي شهدته الأمة الإسلامية في العقود الأربعة السابقة لنشأتها، والتي امتازت بقوة اللحمة الاجتماعية بين الفئات كافة والتي غذَّتها فيض من القيم الأخلاقية النبوية فجعلتها حالة واحدة، لا فرق بين عربي أو أعجمي ولا أعجمي على عربي ولا أحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى[1]، منهج حياة ساد في عصر الرسالة والراشدين، ولكننا نرى أن هذا اللون قد خفت نوعًا ما في العصر الأموي، لقد كان التركيز على القومية بارزًا في العصر الأموي والتدرج في التنوع الاجتماعي واضحًا تمامًا، لسبب بسيط أن الدولة الأموية توسعت بصورة كبيرة لتضم مناطق من قارات ثلاث آسيا وإفريقيا وأوربا، فقد امتدت من الصين شرقًا حتى جنوب فرنسا غربًا وتوغلت في أرمينيا وأذربيجان ووصلت القسطنطينية شمالًا، مما ترتب عليه تنوع اجتماعي أضيف إلى التنوع الموجود فيما سبق، فدخلت عناصر تركية وكردية ورومية وأرمنية وأمازيغية وفارسية وقوطية، وكانت هذه العناصر حديثة عهد بالإسلام ولم يكن من المنطق أو العدالة أن تتولى مناصب معينة في إدارة الدولة – لحداثة إسلامها؛ وسطحية تجربتها في هذا المجال – وليس كما يؤشر البعض أن الدولة الأموية كانت دولة عنصرية عربية بحتة، ولعل الأدلة التي سنسوقها في هذا المجال - لاحقا – ما يسند هذا الراي ويقويه إلى حدٍّ كبير.


إن هذا التباين الاجتماعي باعتباره فعل له صداه فقد ولد حاضنة لمفهوم الوحدة والتنوع في الدولة الاموية؛ فالدولة واحدة يستند نظامها إلى الحكم الوراثي في البيت السفيان ثم البيت المرواني من بني أمية، أما المجتمع فأخلاط من الناس أطلق عليهم الموالي تضاف إلى المكونات السابقة المتمثلة بالعرب.


ولكي نعي تمامًا قيمة التنوع وتمثيله الحقيقي في صدر الإسلام، للأبد لنا من لاطلاع على واقع حال الموالي في الدولة الأموية قياسًا بعصر الرسالة والراشدين.


أولًا: الموالي وأقسامهم في المجتمع الإسلامي.

يتشعب التعريف اللغوي والاصطلاحي للموالي فقد ذكر أنه: الرب وَالْمَالِك وكل من ولي أمرًا أَو قَامَ بِهِ وَالْوَلِيّ الْمُحب والصاحب والحليف والنزيل وَالْجَار وَالشَّرِيك والصهر والقريب من الْعصبَة كالعم وَابْن الْعم وَنَحْو ذَلِك والمُنعِم والمُنعَمُ عَلَيْهِ وَالْمُعتِق وَالْمُعتَق وَالْعَبْد وَالتَّابِع والجمع موَالٍ[2]، ولكن المدلول اللغوي في العصر الأموي اقتصر على المسلمين غير العرب، والذين وجدوا في المجتمع الإسلامي عبر قنوات منها:

العتق (ولاء العتاقة): حيث حث النبي صلى الله عليه وسلم إلى عتق الرقاب وتخليصهم من العبودية[3]، وإلحاقهم بقبائل من عتقهم فيقال: مولى قريش ومولى ثقيف ومولى تميم، وجعل لهذا قنوات عدة منها: القتل الخطأ والحنث باليمين وكفارة الظهار والمكاتبة وعتق التدبير (اعتاق العبد بعد وفاة سيده)[4]، والأمثلة على هذا كثيرة مثل بلال بن رباح ويسار والد الحسن البصري وأسلم مولى عمر بن الخطاب.


ولاء الموالاة: ويطلق عليه ولاء الحلف حيث يقع بين طرفين أحدهما عربي والآخر غير عربي[5]، مثل ولاء يزيد بن أبي مسلم للحجاج بن يوسف الثقفي.


وقد يشمل المواليكل أبناء البلدان المفتوحة - التي تقع خارج الإطار العربي - كبلاد فارس وما وراء النهر والهند وأرمينيا والأندلس وغيرها[6].


ويطلق المولى: على العربي الذي يترك قبيلته – بالأسر أو الاختيار أو الخلع - ويلتحق بقبيلة أخرى ومثال ذلك زيد بن حارثة الكلبي القحطاني رضي الله عنه الذي أسر وأصبح في مُلك خديجة فملك النبي صلى الله عليه وسلم وفضل البقاء مع النبي بعد مجيء أهله لافتدائه لحبه إياه[7].


ثانيا: أصناف الموالي في العصر الأموي

الفرس: يرجع الباحثون سلالة الفرس إلى السلالة الآرية والتي تعود أصولها الأولية إلى القارة الأوربية، والفارسية لغتهم التي يتحدثون بها، وقد استقرت هذه السلالة في بلاد فارس - إيران الحالية - وتشكلت هويتها بعد استيعاب الكثير من الأمم مثل العرب والترك واليونان، وكان لهم حضارة عظيمة قبل الإسلام دامت ألف عام، ودخل أفرادا منهم الإسلام في فجر الدعوة الإسلامية وتتابع البقية بعد الفتح الإسلامي[8]، ومن أولئك الأساورة في البصرة والكوفة الذين أسلموا في بداية الفتوحات ودخلوا في خدمة المسلمين، وكان لهم نهر معروف باسمهم في البصرة[9].


الروم: الرّوم بَنو الْأَصْفَر والأصفر هُوَ روم بن الْعيص بن إِسْحَاق صابئة ذَوي أصنام حَتَّى تنصر قسطنطين فتنصروا[10]، وقيل إن روم هو الاسكندر ذي القرنين بيلبوس بن مطريوس وقيل غير ذلك[11]، كانت الامبراطورية البيزنطية أحد أقطاب العالم عند مجيء الإسلام، ودخل الكثير من الروم في الإسلام ولا سيما بعد الفتوحات العظيمة التي حدثت في الثغور الرومية في أذربيجان وأرمينيا الأولى (تركيا حاليًا) حتى وصلوه إلى القسطنطينية زمن معاوية وسليمان والتي تقع ضمن الامبراطورية البيزنطية، فضلا عمن استقر في الشام بعد الفتح الإسلامي فكانوا ضمن الموالي.


الترك: قوم اختلفوا في أصلهم، قال الخطابي: الترك هم بنو قنطوراء، وهي جارية كانت لإبراهيم، عليه السلام، ولدت أولادًا جاءت من نسلهم الترك. وقال كراع: الترك هم الذين يقال لهم: الديلم، وقال ابن عبد البر: الترك هم ولد يافث وكان ليافث سبعة أولاد منهم ابن يسمى: كور، فالترك كلهم من بني كومر، وهم أجناس كثيرة أصحاب مدن وحصون، ومنهم في رؤوس الجبال والبراري - وسط أسيا وشرقيها - ليس لهم عمل سوى الصيد[12]، دخل بعضهم الإسلام منذ القرن الأول الهجري ولا سيما في ولاية عبيد الله بن زياد على العراق وازداد أعداد المسلمين في القرن الثاني.


البربر: ذكر الطبري أنهم من أبناء مازيغ وبر أبناء يقشان بن إبراهيم الخليل[13]، وقال ابن خلدون أن الأمازيغ عرب تبربروا وهم من اليمن أحفاد مازيغ بن كنعان[14]، وذكر أوغسطين القديس الجزائري أن أصل أهل الجزائر – المغرب الأوسط – كنعانيون[15]، ويقسمون إلى بربر البتر البدو وبربر البرانس الحضر، وقد دخلوا الإسلام في منتصف القرن الأول الهجري ولا سيما بعد بناء القيروان.


الكرد: قوم مختلف في نسبهم قال ابن الكلبي هم أبناء كرد بن عمرو مزيقياء من أهل اليمن، وقال المسعودي: أن الأكراد من ولد ربيعة بن نزار،،وقال المقريزي وابن خلدون: هم بدو الفرس، وهم طوائف شتى، والمعروف منهم السورانية والكورانية والعمادية والحكارية والهارونية... الخ، إلى غير ذلك من القبائل التي لا تحصى كثرة، وبلادهم أرض الفارس وعراق العجم والأذربيجان والإربل والموصل[16].


الزط والسبابجة: قوم من السند جاءوا بعد الفتوحات ودخلوا في الإسلام واستقروا في البصرة والكوفة، وذكر أن معاوية نقل إِلَى السواحل قومًا من زط البصرة والسبابجة وأنزل بعضهم انطاكية، فبانطاكية محلة تعرف بالزط وببوقا من عمل انطاكية قوم من أولادهم يعرفون بالزط وكذلك فعل الوليد[17].


الأفارقة: من أصناف الموالي اللذين تواجدوا بكثرة في الجزيرة العربية قبل الإسلام ودخلوا في الإسلام في أول أمره، وهم على أنواع كثيرة: الحبشة والزنوج والنوبيين وغيرهم، وكان منهم بلال بن رباح وام ايمن بركة وأصحمة نجاشي الحبشة وغيرهم.

 

ثالثًا: دور الموالي في الحياة السياسية والحضارية في عصر صدر الإسلام.

لقد أسهم الإسلام بذوبان هذه العناصر في حضارته، وأصبحوا لبنة أساسية في بناء الدولة، بالرغم مما أشيع أن دورهم كان سلبيًّا ولا سيما في عصر الدولة الأموية وأن الأمويين قد أقصوهم عن مراكز القرار والمناصب الإدارية والعسكرية، فيكفي أن نذكر في مجال الجيش قائدان هما من الموالي طارق بن زياد وموسى بن نصير وهما من ألمع القادة الأمويين الذين فتحوا المغرب والأندلس ومكنوا للإسلام فيه ووسعوا حدود الدولة الأموية، أما على الجانب الإداري فيكفي أن نذكر يزيد بن أبي مسلم وأبي المهاجر دينار ولاة الأمويين على المغرب، فضلا عن عمال معاوية وزياد بن أبي سفيان حيث ذكر أن لزياد زاذان فروخ كاتب الخراج وكاتب الرسائل عبد الرحمن بن أبي بكرة وجبير بن حية وحاجبه مهران مولاه[18].


أما في الجانب الحضاري فقد أسهم الموالي إسهامًا لا بأس به في هذا الجانب وأخذوا بنصيب وافر من هذا المضمار، ولعل في قول ابن حبيب صاحب المحبر والمنمق - وهو من الموالي - ما يؤشر بعض هذا الإسهام هذا إذ قال: والموالي حملة العلم في العصر العباسي كما كانوا في العصر الأموي[19]، وهذا لا يضيق المساحة على العرب الذين كانوا في هذا الوقت يعتلون الصدارة، ففي جانب الفقه والحديث والعلوم الشرعية تصدر إمام التابعين سعيد بن جبير مولى بني أسد وسيد التابعين الحسن بن يسار البصري مولى زيد بن ثابت الأنصاري المشهد الفقهي والحديثي في العصر الأموي وهما من الموالي، فضلًا عن محمد بن سيرين الأمام الراسخ في الفقه والحديث إلى جانب تصدره في مجال تأويل الرؤى، وذلك بعد وفاة جل الصحابة المشهورين في بحور العلم ولا سيما العبادلة الأربعة، إذ روى عبد الرحمن بن زيد بن أسلم يقول: " لما مات العبادلة: عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم، صار الفقه في البلدان كلها إلى الموالي، فكان فقيه مكة عطاء بن أبي رباح، وفقيه أهل اليمن طاووس، وفقيه أهل الكوفة إبراهيم، وفقيه أهل المدينة غير مدافع سعيد بن المسيب، وفقيه أهل اليمامة يحيى بن أبي كثير، وفقيه أهل البصرة الحسن، وفقيه أهل الشام مكحول، وفقيه أهل خراسان عطاء الخراساني"[20]، كما كان عامر الشعبي سفير عبد الملك بن مروان ومن الأذكياء كما أنه تولى القضاء في المدينة[21]، فضلا عن رجاء بن حيوة مولى كندة ودوره العظيم في نصح الخلفاء الأمويين والتأثير في سياستهم ومن ذلك التأثير على الخليفة سليمان بن عبد الملك لتولية عمر بن عبد العزيز[22]، مما يثبت أن الموالي أو قسمًا منهم قد أخذوا حظهم في إدارة الدولة الأموية.


رابعًا: أثر الموالي في الثورات والاضطرابات السياسية.

لقد شكل الموالي إحدى لبِنات المجتمع في عصر صدر الإسلام، وساهموا في الأحداث والنشاطات والفعاليات على هذا الأساس، ومن تلك الأحداث الثورات التي قامت على الدولة الأموية والتي نفذها جميع عناصر المجتمع من عرب وموالي وغيرهم، وقد تلاطمت الآراء في تحديد مدى الدور الذي لعبه الموالي في هذا الجانب تلاطم الأمواج العاتية، ومن تلك الآراء اعتبار الموالي السبب الرئيس في سقوط الدولة الأموية وعزوا هذا إلى سوء تعامل الأمويين مع الموالي[23]، وبالرغم من مشاركة الموالي في أغلب الثورات العربية ضد الأمويين، مثل ثورة ابن الزبير والمختار الثقفي وعبد الرحمن بن الأشعث فضلا عن ثورات المغرب وغيرها[24]، فإن ذلك لا يعطي الباحثة المساحة والصلاحية للقول: إن السياسة التعسفية للدولة الأموية كانت السبب وراء سقوط الدولة، فالكثير من الموالي انخرطوا في الحياة السياسية والإدارية والاقتصادية والعلمية كما بينا سابقًا، كما أن الثورات شاركت بها جميع الفئات وقاد أغلبها العرب ولو كان الموالي قد وصلوا في تأثيرهم في سقوط الدولة الأموية إلى الحدِّ الذي ذكرته لكان الأجدر بهم أن يتبنوا الثورة هم ويباشروها بأنفسهم، ولا يقفون خلف العرب ويستترون بهم ليعلنوا معادتهم للأمويين.


إن ما أثر على الموالي هو نفسه الذي أثر على العرب، فقد اختلف التعامل من عصر الرسالة والراشدين إلى العصر الأموي، وكانت السياسات التي انتهجها الولاة الأمويين السبب في أغلب تلك الثورات، فالظلم والتعسف السبب الذي يقف خلف الثورة والمشاركة بها وليس العنصرية العربية التي انتهجها العرب، والأدلة في هذا كثيرة فعبد الله بن الزبير والحسين بن علي وعمرو بن سعيد الأشدق الأموي وغيرهم لم يكونوا موالي بل من العرب ومن قريش ولكن الخلافات السياسية أدت لثورة هؤلاء ومقتلهم على يد الأمويين.


خامسًا: تقييم دور الموالي في صنع التنوع في العصر الأموي:

1- توسع التمثيل الاجتماعي للموالي في العصر الأموي على ما كان عليه في العصور التي سبقته بسبب توسع رقعة الدولة.


2- تعددت معاني الموالاة في العصر الأموي، ما بين موالاة العتاقة ومولاة الحلف، والموالي العرب الذين انسلخوا من قبائلهم، فضلا عن أهل المناطق المفتوحة.


3- مثل الأمويين نظامًا مختلفًا في الحكم عن عصر الرسالة والراشدين، آثار في نفوس المجتمع ككل روح الاحتجاج الثورة.


4- ومع هذا النظام فقد نجح الكثير من الخلفاء الأمويين – أمثال معاوية بن أبي سفيان وعمر بن عبد العزيز في استقطاب الموالي إلى وظائف الدولة ووصلوا إلى مراكز القيادة.


5- كان للموالي دورا بارزًا في الجوانب الحضارية والعلمية، حيث شقوا طريقهم في هذا المجال فكانوا أئمة القرآن والحديث والتفسير والفقه والعربية وغيرها.


6- يعود امتناع الأمويين على تولية بعض الموالي في المهام الإدارية والسياسية إلى حداثة عهدهم بالإسلام وعدم تشربهم به وليس إلى العنصرية المحضة التي امتاز بها الأمويين.


7- كانت مشاركة الموالي في الثورات ردة فعل طبيعية على السياسات التي انتهجها الولاة الأمويين باعتبارهم أحد مكونات المجتمع.


8- لقد انضوى الكثير من الموالي تحت لواء الدولة الأموية، مكونين بهذه وحدة في الدولة وتنوع في المجتمع وفي مقومات الحضارة والعلم.


قائمة المصادر والمراجع:

(1) ابن حبيب، المنمق في أخبار قريش.

(2) ابن حزم، المحلى بالآثار.

(3)ابن خلدون، العبر وديوان المبتدأ والخبر.

(4) ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب.

(4) ابن الوردي، تاريخ ابن الوردي.

(5) الأمام أحمد بن حنبل الشيباني، المسند.

(6) البخاري، الجامع الصحيح.

(7) البلاذري، فتوح البلدان.

(8) خليفة بن خياط، تاريخ خليفة.

(9) الزبيدي، تاج العروس من جواهر القاموس.

(10) الطبري، تاريخ الرسل والملوك.

(11) العيني، عمدة القارئ شرح صحيح البخاري.

(12) الفاكهي، أخبار مكة.

 

المراجع الثانوية:

(1) إبراهيم مصطفى - أحمد الزيات - حامد عبد القادر - محمد النجار، المعجم الوسيط.

 

(2) إيمان علي، دور الموالي في سقوط دولة الأموية.

 

(3) بسمة حسن، من هم الروم والفرس في هذا العصر، مقال منشور في موقع المرسال الألكتروني.

 

(4) جميل حمداوي، أصول الإنسان الأمازيغي.

 

(5) M.Bennards ,patronga in Eariy and Classical islam



[1] أحمد، الامام ابو عبد الله بن حنبل الشيباني، مسند الامام احمد، 5 /411.

[2] إبراهيم مصطفى - أحمد الزيات - حامد عبد القادر - محمد النجار، المعجم الوسيط،2 /1085.

[3] البخاري، الجامع الصحيح، 2 /684؛ 2 /899.

[4] إيمان علي، دور الموالي في سقوط دولة الاموية، 62.

[5] ابن حزم، المحلى،11/ 59.

[6] الطبري، تاريخ الرسل والملوك، 8 /35. نقلًا عن: M. Bennards ,patronga in Eariy and Classical islam ,268

[7] ابن عبد البر، الاستيعاب، 2 /543.

[8] بسمة حسن، من هم الروم والفرس في هذا العصر، مقال منشور في موقع المرسال الالكتروني.

[9] الطبري، تاريخ، 2 /428.

[10] ابن الوردي، تاريخ ابن الوردي، 1 /79.

[11] ابن الوردي، تاريخ ابن الوردي، 1 /79.

[12] العيني، عمدة القارئ شرح صحيح البخاري، 4 /200.

[13] الطبري، المصدر السابق، 1 /29.

[14] العبر وديوان المبتدا والخبر، 6 /191.

[15] جميل حمداوي، اصول الانسان الامازيغي، 3.

[16] الزبيدي: محمّد بن محمّد، تاج العروس من جواهر القاموس، 9 /104.

[17] البلاذري، فتوح البلدان، 162.

[18] خليفة بن خياط، تاريخ، 212.

[19] ابن حبيب، المنمق، 5.

[20] الفاكهي، اخبار مكة، 2/342.

[21] خليفة بن خياط، تاريخ، 313.

[22] ايمان علي، دور الموالي، 137

[23] الطبري، تاريخ الرسل والملوك، 4 /59.

[24] إيمان علي، المرجع السابق، 137-145.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • غير المسلمين في المجتمع الإسلامي
  • وظيفة النقد في المجتمع الإسلامي
  • معالم المجتمع الإسلامي
  • المجتمع الإسلامي الحي
  • المجتمع الإسلامي الأول
  • مشروع المجتمع الجزائري.. بين الرشاد والتيه!

مختارات من الشبكة

  • الوحدة الدالة الدنيا أو المورفيم(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الثلاثية والتثليث(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • الوحدة العربية والوحدة الإسلامية(مقالة - موقع الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض)
  • جنوب إفريقيا: المجتمع الإسلامي يدعم تحسين أوضاع المجتمع(مقالة - المسلمون في العالم)
  • مراجعة في كتاب الوحدة والتنوع في تاريخ المسلمين(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • تماسك المجتمع ووحدته والتصدي لما يضعفه(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • وحدة صف المجتمع المسلم .. تحديات التعصب وضرورات الاعتدال(مقالة - آفاق الشريعة)
  • آداب وضوابط المجتمع الإسلامي من خلال سورة الحجرات(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • هولندا: إنشاء مركز الوحدة الإسلامي بمدينة خَوْدَة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • هولندا: حزب الوحدة الإسلامي يكافح صالات الشيشة(مقالة - المسلمون في العالم)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسلمو بروكلين يطعمون المحتاجين خلال شهر رمضان
  • أول إفطار جماعي في رمضان في هونغ كونغ منذ 2019
  • مسلمو مدينة سينسيناتي يوزعون 30 ألف وجبة إفطار خلال رمضان
  • افتتاح أكبر مسجد بجنوب داغستان
  • مؤتمر عن "أثر الصيام في حياة الإنسان" في ألبانيا
  • ورشة عمل ترفيهية للأطفال استقبالا لرمضان في أونتاريو
  • التحضير لإطعام المئات خلال شهر رمضان بمدينة فيلادلفيا
  • أعداد المسلمين تتجاوز 100 ألف بمقاطعة جيرونا الإسبانية

  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 10/9/1444هـ - الساعة: 16:2
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب