المعرفة الخطرة: الاستشراق واستياءاته

قراءة في كتاب

المعرفة الخطرة: الاستشراق واستياءاته

"مالِئُ الدُّنيا وشاغِل الناس"، لعلَّني غيرُ مُبالِغ إذا استعرْتُ هذه العِبارة التي قيلتْ قديمًا في حق المتنبِّي؛ لأستَشْهد بها في حقِّ المُفكِّر النِّحرير: "إدوارد سعيد"، أو في حقِّ كِتابه: "الاستِشْراق" الذي طار به الحظُّ؛ إذ بلَغ الغاية في الشُّهرة، بل أَوفى عليها؛ فـ"استِشْراق" سعيد هزَّ أرْكان الاستِشْراق مِن جَميع جوانبِه، وأقضَّ مَضاجِع المُستَشْرِقين، وأرَّق بالَهم.

تُرجِم كتاب الاستِشْراق إلى خمْس وثلاثين لُغةً في العالم، وأُلِّف عنه العشَرات مِن الكتُب والمَقالات والتَّعقيبات بلُغات عديدة، تأييدًا ومُعارَضةً، مُوافَقةً ومُخالَفة [1].

يَذكُر الباحِث "زكريَّا لقمان" أنَّ لـ"استِشْراق" سعيد - الذي أَولى عِنايةً كبيرةً للحَديث عن العَلاقة بين المَعرِفة والسُّلطة - الفضْلَ في تطوير حقلَين بحثِيَّين، في الثَّمانينيات فصاعِدًا، هما "الخِطاب الاستِعماريُّ"، و"نظرية ما بعد الاستِعمار" [2].

"روبرت إرون Robert Irwin" مِن الباحِثين الغربيِّين الذين أرَّقهم "استِشْراقُ " سَعيد، فأجمَع أمْرَه وعزَم على الردِّ عليه، ألَّف إرون كتابًا، أسماه "المعرفة الخطِرة: الاستِشْراق واستياءاته"

Dangerous Knowledge Orientalism and its Discontents. (USA: The OverLook Press, 2006). 410 ص.

وجَدير أنْ يُنبَّه أنَّ هذا الكِتابَ نفْسَه طُبع في لنْدن بعُنوان: "مِن أجْل الشَّغَف بالمَعرِفة: المُستَشْرِقون وأعْداؤهم"

For Lust of Knowing The Orientalists and their Enemies.

(London: Penguin Books, 2007).

"روبرت إرون" هو زميل الجمعيَّة الملكَيَّة للأدَب، والجمعيَّة الآسيويَّة الملَكيَّة، وباحِث مُشارِك في مدرَسة الدِّراسات الشرقيَّة والإفريقيَّة - لندن، يَذكُر المؤلِّف أنَّ هذا الكِتاب ما كان لِيُكتَب أصلاً لولا "استِشْراق" سعيد.

و الكِتاب مقسوم إلى عشرَة فُصول:

1 - صِراع الحَضارات القديمة:

يتحدَّث المؤلِّف عن الحُروب والصِّراعات القَديمَة بين اليُونان والفُرْس، وانعِكاسِها على الأعْمال الفكريَّة للكتَّاب والمؤرِّخين مِن كِلا الجانِبَين؛ (إيسوخولوس، وهيرودوت، وإيروبيدس)، وكيف أنَّ هذا الإنتاج الفكريَّ - بطَريقة أو بأُخرى - دعم - أو ربَّما أوْجَد - التَّقسيم إلى الشَّرْق والغرْب، فأرسْطُو - مثَلاً - يتحدَّث في رِسالته "السياسَة" عن الاستِبداد الشرقيِّ، فـ"فارس" نموذج للطُّغاة الذين حرَموا الناس مِن مِلكيَّاتِهم الخاصَّة، ومارَسوا عليهم رِقابةً شديدةً، وهو يَرى أيضًا أنَّ الشُّعوب غير الإغريقيَّة أكثَر قبولاً للاستِبداد.

2 - هرطَقة قَديمةٌ أم وثنيَّة جَديدة:

كان انتِشار الإسلام السَّريع والمُفاجِئ لِكثْرةٍ كاثِرةٍ مِن الأراضي النصرانيِّة، ضرْبةً مُوجِعةً للعالَم النصرانيِّ بأسْره، يتَضمَّن هذا الفصْل عددًا مِن المَوضوعات الفرعيَّة:

• الردُّ النصرانيُّ الشرقيُّ: حياة يوحنَّا الدِّمَشقيِّ وآراؤه حول الإسلام.

• الردُّ الإسبانيُّ وحرَكة الترجَمة: بُطرس المبجَّل ودَورُه في إيجاد فريق من النصارى للقِيام بأعمالٍ لِدراسة الإسلام؛ بُغيَةَ دحْضِه وإبطاله - سُمِّيَتْ فيما بعد بـ"مجموعة كلوني" - ولنفْي إسهام الحضارة العربية والإسلامية في الحضارة الغربية.

• ابن سينا في الغرْب.

• ابن رشْد وأتباعُه اللاتينيُّون.

• الصليبيُّون وجيرانُهم: مُحاوَلات مِن بعْض العُلَماء النَّصارى في القرْن الثالثَ عشرَ للتَّبشير بالنصرانيَّة في بلاد المُسلِمين، مثْل المُبشِّرَينِ الدومينيكيَّينِ: وليم الطرابلسيّ، وريكاردو دي مونتي كروتشي.

• النَّصارى الأشْرار: كِتابات هُجوميَّة، مِن بعْض العُلماء المُسلِمين، مثْل ابن حزْم وابن تَيمِية وغَيرِهما.

• المُسلم في الأدب الغربيِّ الوسيط: صُورة الإسْلام والمُسلِمين في بعض الكتابات الغربية، مثل "الكوميديا الإلهية" وكتابات "رامون لال"، خصَّص المؤلِّف أربع صَفحات للحَديث عن "لال" وأفكاره وكُتبِه عن الإسلام.

• خُبث الإسلام والبابويَّة: بعض مَن كتَب عن الإسلام لم يقوموا بذلك حبًّا في المَعرِفة واهتِمامًا بهذا الدِّين؛ إنَّما أرادوا أن يَستخدِموا ما كتَبوه أداةً يُهاجِمون بها البابويَّة، كما فعَل "جون ويكلف" الإنكليزيُّ؛ فالإسلام في رأيه - كما الكَنيسة الكاثوليكيَّة - عَنيف، وفاسِد، وجَشِع، ومثله فعل الشاعر "ويليام لانغ لاند".

• رومانسيَّة الشرْق: الشَّرْق أرض الغَرائب والعَجائب، يتحدَّث "إرون" عن كِتاب منسوب إلى "جون ماندفيل" (وهُناك جدَلٌ حول صحَّة هذه النِّسبة، كما يَنصُّ المؤلِّف)، في هذا الكِتاب المؤلَّف عام 1356 أو 1357م أحاديث شائقة عن عَجائب آسيا، وهناك تقريبًا ثلاثمائة مَخطوطة مِن هذا الكتاب، بِلُغاتٍ مُتنوِّعة.

3 - استِشْراق عصْر النَّهضَة:

يتضمَّن عددًا مِن المَوضوعات الفرعيَّة

• الرِّحلة مِن المَعرِفة العرَبيَّة: كانتْ هُناك مَوجة احتِجاج مِن بعض الغربيِّين، مثْل "روجر بيكون وفرانسيسكو بيتراخ"، فقد اتَّهموا العرَب أنَّهم حرَّفوا معنى أو نمَط النُّصوص الكلاسيكيَّة، أضِفْ إلى ذلك أنَّ مَشاكِل أُخرى قد نشَأت بسبب أنَّ التَّرجمات العربيَّة نفسَها تُرجِِمَت بصُورة سيِّئة إلى اللاتينيَّة.

• الحكمة المُغلَقة: يتحدَّث "إرون" عن النَّبيل اللاتيني "بيكو ديلّا ميرَندولا"، الذي درَس العبريَّة لإتْقان القَبالة؛ لكي يُثبِت بها صحَّة النَّصرانيَّة؛ عن طريق كشْف المَعاني والحقائق المحجَّبة والمُغيَّبة في الإنجيل، أما مَوقِفه مِن المَعرِِفة العربيَّة، فكانتْ مُتَضاربة، ومع أنه درَس اللُّغات الشرقيَّة فقد كان كارهًا للفلاسِفة العرب.

• المُجاهَدة مِن أجْل سِيادَة عالميَّةٍ: شَهِد القَرْنان الخامسَ عشَر والسادسَ عشَر نصْرًا بارِزًا للإمبراطوريَّات الإسلامية، وسقوط القُسْطنطينيَّة بأيدي المُسلِمين 1453م أصاب العالم النصرانيَّ في مَقتَل، "كريستوفر كولومبوس" ورحلتُه الاستِكشافيَّة، التي موَّلَها مَلِك ومَلِكة إسبانيا "فرديناند" و"إيزابيلا"، كان كولومبوس" على اعتِقادٍ أنه يعيش في الأيام الأخيرة، وأنَّ نهاية البدْعة المُحمَّديَّة ستَكون وشيكةً.

• نشوء أدب الرحَلات: شجَّع اكتِشاف أمريكا على تَجديد الرَّغبَة في استِمرار الرِّحلات، عدَد الرَّحَّالة الذين زارُوا الشَّرْق الأدْنى وكتَبوا عن تَجربتِهم في القرْن السادس عشَر أقلُّ بكَثير مِن رحَّالة القرْن السابِع عشَر، مِن الرحَّالة الذين ذكَرهم المؤلِّف: صموئيل بيرتش، وبيير بيلن، ونيكولاس دي نيكولي، يَقول المؤلِّف بأنَّ المُحاوَلات النصرانيِّة لتبشير المُسلِمين في الشرْق الأدْنى وشَمال إفريقيَّة، لم تحْظَ بالنَّجاح، وفي القرن السادس عشَر، كانت المسألةُ هي كتابة رسائل مِن أجْل استِعْمال افتراضيٍّ للمُبشِّرين أكثَر مِن إرسال وعَّاظ إلى أرْض الكُفَّار.

• الأبُ المَعتوه للاستِشْراق "غليوم بوستل": يتحدَّث المؤلِّف بالتَّفصيل عن حياة غليوم، أول مُستَشْرِق حَقيقيٍّ، في رأي المؤلِّف، وهو مع هذا أول مَعتوه يُمكِن اتِّخاذه نَذيرَ شُؤمٍ لِمُستقبَل تاريخ موضوعٍ فكريٍّ.

• القُرآن المَطبوع: أخرَج "ثيودور ببلياندر"، عالِم بُروتستانتيٌّ، في 1543م نُسخةً مِن ترجمة "روبرت كيتوني" للقُرآن، مَصحوبةً بكِتابات تَفنيديَّة للقُرآن والإسلام، كتبَها "بُطرس المبجَّل" وغيره، وقد أثار نشْر هذه النُّسخة حَفيظةَ الكثيرين مِن النَّصارى، وحُكِم على الرجل الذي طبَع القُرآن بالسجْن.

• الإنجيل بعدَّة لُغات: طَبْعُ الإنجيل في القرنَين السادس عشر والسابع عشر - بعدَّة لغاتٍ - كان مَشروعًا عِلميًّا عَظيمًا.

• لاتينيَّة استِشْراق القرْن السادس عشر: دراسة العرَبيَّة مِن قِبَل بعض العلماء؛ مثل: "جوزيف ساليكر"، و"إسحاق كاسوبون".

4 - قَداسة الدِّراسات الشرقيَّة:

يتضمَّن عَددًا مِن المَوضوعات الفرعيَّة:

• لغة المَعرفة: ضَرورة معرفة اللاتينيَّة للعُلماء الذين أرادوا دراسة اللغات الشرقيَّة.

• الدِّراسة الْتِزامًا: يعود الفضْل في الاهتِمام بالدِّراسات العربيَّة في القرْن السابع عشر إلى أفراد أكثَر مِن جماعات ومؤسَّسات، هؤلاء الأفراد - الذين جلُّهم مِن رجال الكَنيسة - قدَّموا الدَّعْم الماليَّ السَّخِيَّ لدِراسة العربية والإسلام، والهدَف مِن ورائه التوسُّع في الدِّراسات اللاهوتيَّة، ودحْضُ الشُّبهات الإسلاميَّة.

• العصْر الذهبيُّ الأوَّل للاستِشْراق البريطانيِّ: كان القرْن السابع عشر أيام عزِّ ومجْد العربيَّة والدِّراسات الإسلاميَّة في إنكلترا، يتحدَّث المؤلِّف عن حياة وأعمال "ويليام بدويل" و"لانسلت أندريوس".

• العربيَّة تَصِل أكسفورد.

• إدوارد بوكوك.

• العربية تأتي إلى كمبردج.

• العصر الذهبي للاستِشْراق الهُولَنديِّ: تُعدُّ جامعة ليدن مركزَ الاستِشْراق الهولَنديِّ، وفي عام 1600 أُسِّس كُرسيٌّ للعربيَّة في ليدن، ولمدَّة قرنين، هيمنَتْ ليدن على الدِّراسات الشرقيَّة، اثنان كان لهما قصَب السبْق في هذا المجال، هما: "ساليكر"، و"فرانسيسكس رافيلينكوس".

• الاستِشْراق الكاثوليكيُّ.

5 - تنوير صِنفٍ ما:

يتضمَّن عَددًا مِن المَوضوعات الفرْعيَّة:

• أوَّل موسوعة عن الإسلام: العمَل الموسوعيّ "المكتَبة الشرقيَّة" Bibliothèque Orientale لِلمُستَشْرِق الفرنسيِّ "دي هيربلوت" عام 1697 - يُعدُّ نقْطةً بارِزةً في فرنسا حول الدِّراسات الشرقيَّة؛ حيث ركَّز فيها المؤلِّف على الثَّقافة العربيَّة والفارِسيَّة والتُّركيَّة.

• الأساتِذة الفاتِرون والمُستَشْرِقون المُعدمون: ركود الاستِشْراق الفرنسيِّ في جُلِّ القرْن الثامن عشر انعكَستْ صُورته على إنكلترا؛ كانت الحياة الفكريَّة هُناك في حالة سبات.

• جونز الشرقي: حياة السير ويليام جونز.

• الكلُّ هادِئٌ في هولندا: يتحدَّث المؤلِّف عن انحِدار الدِّراسات الشرقيَّة في هولندا.

• روسيا في آسيا: أصول الاستِشْراق الرُّوسيِّ تبدأ بمُحاولات بُطرس العَظيم، إمبراطور روسيا؛ فقد أَسَّس مدرسةً خاصَّةً للدِّراسات الشرْقيَّة عام 1702، وأصدَر نُسخَة مُترجَمةً للقُرآن الكَريم مِن تَرجَمة فرنسيَّة، وأرسل خمسةَ عُلماء إلى فارِس لِدِراسة اللُّغات الشرقيَّة.

• الدنمرك في الشرْق: دعَم المَلِك الهولنديُّ فريدريك الخامس (توفي 1766) حمْلةً استِكْشافيَّةً هولنديَّةً إلى مِصر والجَزيرة العربية.

• وصول العُلماء إلى مِصر: الحمْلة الفرنسيَّة على مِصر 1798، وما سبَقها مِن رحلات تَمهيديَّة للغزْو.

6 - الدِّراسات الشرقيَّة في عصْر البُخار والضَّغْط:

يتضمَّن عَددًا مِن الموضوعات الفرعيَّة:

• التُّراث الفِكري لـ"سيلفستر دي ساسي".

• الألمان قادمون: الدِّراسات الاستِشْراقية الألمانيَّة في القرْن التاسع عشر.

• روسيا أو آسيا في أوروبا.

• الإمبراطوريَّة البريطانيَّة: العديد مِن الرَّعايا، لكن القَليل مِن المُستَشْرِقين.

• وصْف "إدوارد لين" للناس في مصر.

• اثْنان مِن المُستَشْرِقين الأكثَر نذالةً عِند سعيد: "إرنست رينان" (توفِّي 1892)، و"جوزيف آرثر دي جوبينو" (توفِّي 1882).

• عودة إلى المُستَشْرِقين الجدِّيِّين: حول المُستَشْرِق "رينهارت دوزي" وأعماله.

• الإحياء المتأخِّر للدِّراسات الشرقيَّة في بريطانيا.

• الألمان لا يَزالون يَقودون الحقْل: حول المُستَشْرِق يوليوس فلهاوزن.

7 -بيت مُنقَسِم على نفْسِه:

يتضمَّن عَددًا مِن الموضوعات الفرعيَّة:

• أعظَمُ المُستَشْرِقين: حول حياةِ وأعمال "إجناز كولدزيهر".

• مركزية الاستِشْراق الألماني: حول "ثيودور نولدكه" و"كارل بيكر".

• مُستَشْرِق استِعْماري: حول المُستَشْرِق الهولنديِّ "كريستيان سنوك هورغرونجي".

• مُستَشْرِق نصراني: حول المُستَشْرِق "هنري لامنس".

• الأمير بَين العُلماء: حول الأمير والمُستَشْرِق الإيطاليِّ "ليوني كايتاني".

• "براون" والحرية: حول المُستَشْرِق البريطانيِّ "إدوارد غرانفيل براون".

• الإحياء المتأخِّر لاستِشْراق أكسفورد: حول المُستَشْرِق "صموئيل مرجليوث".

• خارج أوكسبردج.

• بعد الحرب الكبيرة: كان للحرْب العالميَّة الأولى تأثير كبير على عالَم الاستِشْراق؛ فقد نشِب نِزاع بين المُستَشْرِقين الألْمان وبين غَيرِهم مِن المُستَشْرِقين، وكان لسُقوط الخِلافة العُثمانيَّة أثرُها البارِز على تطوُّر الاستِشْراق، فقد كان الألمان والسويسريُّون همُ الذين قاموا باكتِشاف المَعالِم التاريخيَّة والمواقِع الأثريَّة في الشرْق الأوسَط، أمَّا بعد الحرْب فكان لعُلماء فرنسا وبريطانيا نصيبُ الأسد في هذه النَّشاطات.

• أصول سواس: حول نشأة مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية (SOAS) في لندن.

• الرجل المجنون المُقدَّس: "لوي ماسينيون".

• الاستِشْراق في خِدمة الإمبراطوريَّة البلْشفيَّة: يرى المؤلِّف أنَّ الحَديث عن الاستِشْراق وصِلَتِه بالاستِعمار لا يكون حديثًا جدِّيًّا، إلا إذا كان لروسيا نصيب وافر مِن هذا الحديث، ويتحدَّث المؤلِّف عن روسيَّينِ هما مِن أعظم المُستَشْرِقين في بداية القرْن العِشرين: "فاسيلي فلاديميروف بارتولد"، و"إغناطيوس كراتشكوفسكي".

• الاستِشْراق النازيُّ: الأجنْدة الألمانيَّة والنازيَّة في الدِّراسات الشرْق أوسطيَّة كانت ملحوظةً ومُنتشِرةً بصورة أقلَّ مِن الأجِندة الروسيَّة، وكان النازيون أكثر اهتمامًا بالقضايا المتعلِّقة بالهند والتيبيت.

8 -تاريخ موجز للاستِشْراق أيام مَجْده:

يتضمَّن عددًا مِن الموضوعات الفرعيَّة:

• الحرْب وحَصيلتُها: الحرْب العالَميَّة الثانية وأثرها على تطوُّر الدراسات الشرقيَّة في بريطانيا.

• جب وآربري: حول حياة المُستَشْرِقَينِ "السير هاملتون جب"، و"آرثر جون آربري".

• البدايات المتأخِّرة للاستِشْراق الأمريكيِّ: حول بِدايات الاستِشْراق الأمريكيِّ التي ظهَرتْ بقوَّة منذ الحرب العالمية الثانية؛ والاستِعانة بالخبرة الاستِشْراقيَّة مِن أوروبا، فقد طار منها إلى الولايات المتَّحدة العديد مِن المُستَشْرِقين (جب، وبرنارد لويس، وروجر أون، وجوزيف شاخت)، ومِن العالَم العربي (فيليب حتَّى، وعزيز سوريال عطية، وماجد خضوري، ومُحسن مهدي، وفؤاد عجمي، وبسام طيبي)، ويَذكُر المؤلِّف أنَّ دِراسة الفنِّ الإسلاميِّ في الولايات المتَّحدة اتَّكأت على عُلماء أوروبيِّين، نَهَلوا مِن الدِّراسات والعلوم الألمانية، ثمَّ ولَّوا وجوههم شَطر أمريكا؛ مثل: "ريتشارد إتنكهوسن"، "أوليغ غرابر"، "فرانز روزنتال".

• ألبرت حوراني.

• الماركسيُّون وآخَرون في فرنسا: حول مُساهَمة الفرنسيِّين المارْكسِيِّين في الاستِشْراق؛ مثل: "كلود كاهين" و"مكسيم رودنسون".

• الأرسْتقراطيُّون البريطانيُّون: عرَضَ لِحَياة وأعمال بعض المُستَشْرِقين البريطانيِّين؛ مثل: "برنارد لويس"، و"إيلي قدوري".

• تَفكيك البِدايات: تحدَّث المؤلِّف عن دِراساتٍ لمُستَشْرِقين، سعَوا فيها إلى تفكيك التاريخ الإسلاميِّ، والمَصادِر العربيَّة المُبكِّرة؛ مِن هؤلاء: المُستَشْرِق "جون وانسبرو"، و"باتريشيا كرونة"، و"مكايل كوك".

• إسرائيل، مركزٌ أساسيٌّ في الدِّراسات العربية: العمل التَّفكيكيُّ الذي قام به هؤلاء المُستَشْرِقون، دعَمه وأيَّده عمَلٌ آخَر مقرُّه إسرائيل، ويَذكُر المؤلِّف أنَّ الأكاديميِّين الإسرائيليِّين أسهَموا إسهامًا عظيمًا في المَعرِفة الاستِشْراقية في القرْن العشْرين، وأضاف أنَّ معايير البحْث وتَدريس اللغة العربيَّة في القدْس وتل أبيب وحيفا وأماكن أُخرى - مُعجِبةٌ ولافِتة للنظَر.

• ألمانيا بعد الشَّتات: الاستِشْراق الألمانيُّ وانحِدارُه بعد ثلاثينيَّات القرْن العشرين، والحَديث عن المُستَشْرِقة الألمانيَّة "آنا ماري شمل".

9 - استِخْبار عن طبيعة جدل مُحدَّد في القرْن العشْرين:

خصَّص المؤلِّف هذا الفصْل لكِتاب الاستِشْراق لإدوارد سعيد، وناقَشه فيه مِن زوايا مُتفرِّقة، وهي:

• صاحِب الكِتاب.

• تسييس النقد الأدبي.

• بعض المشاكل المتعلِّقة بكِتاب "الاستِشْراق".

• لغة الاستِشْراق.

• سادةٌ لتُفكِّرَ معهم.

• هل يُسمَحُ للمُلازم أن يتكلَّم؟

• مشاكل إضافيَّة مُتعلِّقة بـ"الاستِشْراق".

• استِقبال "الاستِشْراق".

• لويس وجلنر ضد سعيد.

• الباقي مِن قانون سعيد.

10 -أعْداء الاستِشْراق:

تحدَّث فيه المؤلِّف عمَّن هاجَم الاستِشْراقَ مِن الشرقيِّين، عرَبًا وغير عرَب، إسلاميِّين وعلْمانيِّين، وكذلك فئة مِن الغربيِّين الذين أسلَموا؛ ممَّن ذكرهم المؤلف: محمَّد كُرْد علي، وجَلال علي أحمد، ومثل: محمَّد أسد، ورينيه جينون، وسيد حسين نصر، وعبد اللطيف الطيباوي، وعبد الله العروي، وضياء الدِّين سردار.