الاكتئاب أثر على نفسيتي وحياتي

مرحبًا بك أخي الكريم في شبكة الألوكة، ونتمنى أن نكون عند حسن ظنك بنا، وأن نكونَ خيرَ معين لك بعد الله في تجاوُز مشكلتك.

أخي الكريم، الكثير ممن حولك يَمُرُّون بمواقفَ صعبةٍ، وأحداث مؤلمة، ولعل التركيز على هذا الأمر الذي حصل لك فيما سبق يَجْعَلُه وليدَ اللحظة، ويجعل مِن الصعب نسيانه، ولكن يجب عليك أنْ تأخذَ عهدًا على نفسك أن تتركَ التفكير في مثل هذا الأمر، ومهما حدث لك مِن ضغوط في الحياة وتوتُّر ناتج عن الدراسة أو الاختبارات ركِّزْ على الحدث المهم فقط والحالي، ولا تعد بتفكيرك للماضي، حاولْ بكل استطاعتك أن تزيلَ ترسُّبات الماضي، وأن تقفَ مع نفسك وقفةً جديةً لصنع مستقبلك؛ بحيث لا يؤثِّر عليه ماضيك.

أيضًا عليك المداوَمة على الأذكار اليومية، والصلاة مع الجماعة، وعليك الالتزام بالرُّقية الشرعية كذلك، ففيها الكثيرُ مِن الفائدة، وإشغال نفسك وعدم جعل أوقات للفراغ.

اشْغَلْ وقتك بما تُحبُّ من هواياتك المفضلة، وضَعْ لك جدولًا يوميًّا مقَسَّمًا على الهوايات والواجبات والعبادات.

احرصْ كل الحرص على تنفيذه لفترة طويلة مثلًا شهرين ثلاثة أشهر، وأنا أجزم بعد ذلك أنك ستُلاحظ التغيير في حياتك، وستجد أنك بدأتَ بالاهتمام بما فطر الله الرجال عليه، ولا تنسَ أن تضع في جدولك أي نشاط رياضي؛ فله تأثيرٌ عجيبٌ.

أخي الكريم، الحالة بدأتْ معك وأنت في سنٍّ صغيرة، وما عليك الآن إلا السعي جاهدًا لمعالجة نفسك، والاستمتاع بأيام شبابك كي لا يضيع عمرك هدرًا على الحزن والاكتئاب.

التفتْ قليلًا وانظُرْ لمن حولك؛ المريض، والسجين، والمعاق، و...، و...، واحمد الله على نِعَمِه التي منحك إياها، ولديك الكثير والكثير، ولا مانع أن تذهبَ للطبيب النفسي، ولكن لا تخفِ عنه شيئًا حتى لو كان في نظرك حدثٌ سابق أو قديم، فقد يكون إخفاؤك لشيءٍ سببًا لعدم تقدُّمك في العلاج بالشكل المطلوب.

تحدَّثْ للطبيب عن كل ما في نفسك، وبالنسبة لأيام الامتحانات ضَعْ في ذهنك أنها أيام عادية كباقي الأيام، لكي لا يزدادَ التوتر لديك، وحدد المادة العلمية مسبقًا، واستفتح المذاكرة بقراءة وجهٍ مِن القرآن الكريم من أي سورة تُفضِّلها، ولا تُطِل أيام المذاكرة والمراجعة، وحدِّدْ لكل مادة ثلاثة أيام فقط.

كل ما سبق ذِكْرُه يخفِّف مِن حدة التوتُّر لديك، وفي النهاية إذا حددتَ هدفك وهو النجاحُ فتأكَّدْ أنك ستحصُل عليه مع اليقينِ بالله، وستمُر هذه الأيام كلها كأنها حلمٌ عابرٌ.

ختامًا، تمنياتي لك بالحياة السعيدة، وبالنجاح والتوفيق في جميع أمورِك