أحتاج مساعدتكم لحل مشكلة ابني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أهلاً بك في موقع (الألوكة).

ما أشرتِ إليه عن رفض ابنكِ استخدام الحمام لقضاء حاجته، واستخدامه الحفَّاظات رغم أن سنَّه يقارب خمس سنوات.

بداية، أثير في ذهنك بعض التساؤلات:

بعد الإجابة عن السؤال السابق، والتأكد من سلامة الطفل مِن أيِّ مشكلة عضوية نتوجه إلى الأمور النفسية وغيرها:

منذ متى بدأت تدريب ابنك على الحمام؟ غالبًا في سن السنتين يجب أن يكون الولد قادرًا على ذلك، وقادرًا على التعبير المسبَق عن احتياجه لاستخدام الحمام، فهل تأخُّرُك أنت بتعويده، جعله يميل لاستخدام الحفَّاظة، والإصرار على ذلك، وربما وجدها أسهل له؟

هل ابنك صاحب المشكلة هو الأول أو الثاني أو الوحيد؟ فإن بكل طفل من الأنواع السابقة طريقةَ تعاملٍ تختلف عن الآخر.

عادةً تكون مقارنة الطفل بغيره لا تثمِر نفعًا، فعلى الوالدين توضيح وإفهام الأبناء ما ينبغي أن يفعلوه، والصواب الذي ينتهجونه دون ضرب مثالٍ لهم، فلا نقول لهم: "كن مثل زيد أو عمرٍو"؛ حتى لا يشعر بالغيرة أو الكراهية تجاه النماذج غير القادر على الوصول إليها.

ثم أقول لك: يبدو أنك جادة في حياتك عمومًا، وتربِّين طفلك بمشاعر المسؤولية وأنها مهمَّة، أكثر من مشاعر المتعة في التربية، ومشاعر الفرح والابتهاج بأنك أمٌّ.

انظري: كيف عبَّرْتِ عن التدرج في تدريبه على الحمَّام: لقد شرحتِها كأنك تشرحين مهمَّة إجرائية تنفيذية، خلت من مشاعر الحب والعاطفة الحميمة - عاطفة الأم تجاه ابنها - لَعَلَّكِ مثقَلَةٌ بالهموم.

يغلب الظَّن عندي أن طفلَكِ بحاجة لمشاعِر متدفِّقَة من الحب والحنان تُغْدِقِينَها عليه، هو وجد مِنك الاهتمام المنشود حينما تعثَّر في استخدامه الحمام؛ لذلك استمر بالتعثر، ثم عندما لجأت للضرب ساءت حالته النفسية؛ لأنه لا يجد طريقة تجذب انتباهك إليه إلا افتعال مشكلة، والآن هذه الطريقة لم تثمر، بل أدت إلى ضربه؛ ولأنه لا يملك البدائل ليجذب اهتمامك ساءت حالته النفسية.

المطلوب من الوالدة الفاضلة أن تكفي ولدها مؤونة إيجاد مشكلةٍ لجذب الاهتِمام، والاهتمام بالطفل وإشباع حاجاته العاطفيَّة والوجدانية والجسدية، التي يحتاجُها مَن هُم في سنِّه، وبإمكانك التوسُّع بالاطلاع عليها من كتاب، أو موقعٍ تربويٍّ متخصصٍ، وأنا متأكدة - بعون الله - أن النتيجة ستكون كما تحبين وترضَيْنَ.

ويمكنك الرجوع إلى استشارتَيْ: "التبول الليلي اللاإرادي"، و"ابني الكبير والتبول الليلي" على صفحات (الألوكة).

بارك الله بِوَلَدِكِ، وجعل أبناءنا وأبناءكم قرَّةَ عيْنٍ لنا ولكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.