• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | استشارات نفسية   استشارات دعوية   استشارات اجتماعية   استشارات علمية  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    هل الله محتاج توبة العبد؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    امرأة تتواصل مع زوجي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    لا تقبله عيني
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    علاقتي بأختي سيئة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    فشلت في زواجي مرتين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    خطيبتي لم تكمل تعليمها
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    الخطوبة ورؤية الخاطب في المنام
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ماذا أفعل؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    حزني أثر على صديقتي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    كيف أخرج من علاقة غير شرعية؟
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    حواجز اجتماعية تمنع الزواج
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    أثر العنف الأسري على الزواج
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات اجتماعية / استشارات زوجية / الغيرة والشك
علامة باركود

أشك في نظرات زوجتي للرجال

أ. عائشة الحكمي

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/3/2012 ميلادي - 23/4/1433 هجري

الزيارات: 384667

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

أنا متزوِّج منذ سنة، وقد أتاني مولود، ولكن بدأت حياتي بشكٍّ يكادُ يقتلني، فمن ليلة البناء تألمتْ زوجتي جدًّا ولم يخرجْ دمٌ - أكرمكم الله - وبعدَها في شهر العسل كانت كلَّما رأتْ شابًّا وسيمًا تعلق نظرها فيه، وإذا التفَتُّ إليها أبعدَتْ نظرها، وتكرَّر هذا الموقف أكثر من مرَّة، وكدت أُطلِّقها أكثرَ من مرَّةٍ، لم أعدْ أحبها، ولكن لا تعلم، صارحتها لكنَّها أقسمت بالله أنها لا تقصد وأنَّ نظراتها عشوائيَّة، علمًا بأنها محافظةٌ على الصلاة وقِراءة القُرآن ومشاهدة القنوات الدينيَّة، وتعرفُ جميعَ المشايخ بالأسماء، وتعرفُ أكثر الأحاديث، ولم تقصرْ معي في شيء، ولكنَّ نظراتها للشباب تقتلُني، علمًا بأنها جميلةٌ وأنا لست وسيمًا، فتُشعرني بنظَراتها إذا رأتْ شابًّا وسيمًا أنِّي لا أعجبها، ولكني كلَّما صارحتها تقسمُ وتبكي بكاءً شديدًا جدًّا وتقول: هذا من الشيطان، ولكن كلَّما ذهبنا إلى سوقٍ تتكرَّر هذه المواقف، وأخاف أنْ أسأَلَها فتبكي وتتأثَّر، ولكن من كثرة التكرار قرَّرت أنْ أنفصلَ عنها قريبًا، ولكن حين يكبرُ المولود؛ لأنَّني بعد الآن لا أستطيعُ التحمُّل، لكنِّي لم أخبرْها إلى الآن بأنِّي قرَّرت الانفصالَ؛ لأنَّه قد يأتي أحدٌ بحلٍّ لمشكلتي التي كلَّما كذَّبتُها وقلت: إنَّها وساوس من الشيطان، كلَّما تكرَّرتْ نظراتها إلى أيِّ شابٍّ وسيم.

 

أرجو إفادتي قبل أنْ يُدمَّر بيتي!

 

الجواب:

بِسْمِ اللهِ المُوفِّق للصَّواب

 وهو المُستعان

 

﴿ فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ ﴾ [الرحمن: 56]، "ولا شكَّ أنَّ الَّتي قد قَصَرَت طرفَها بنفسِها أفضل ممَّن قُصِّرتْ" "تفسير ابن كَثِير"؛ ابن كَثِير.

 

أيُّها الأخ الفاضِل:

أَأَزْمَعْتَ الطَّلاقَ لأنَّ زوجَكَ تنظرُ إلى غيركَ من الرِّجال؟! هذا السَّبب يَقْوى على زَعْزَعَة الثِّقة بين الزَّوجيْن، ولكنَّه ليس سببًا مُقنِعًا للطَّلاق، بل ليس هذا هُو السَّبب الَّذي عَزمْتَ لأجلِه على طلاقِ زوجكَ!

إنَّ السَّببَ الحقيقيَّ قد اخْتَزَلْتَه في هذه العِبارة: "بدأتْ حياتي بشكٍّ يكاد يقتلني؛ فمِن ليلة الدخلة تألمتْ زوجتي جدًّا، ولم يخرج دمٌ - أكرمكم الله"!

أتشكُّ أيُّها الفاضِل في عُذريَّة زوجكَ لأنَّكَ لم ترَ الدَّم؟! هب أنَّ الأمْرَ على ما ادَّعيتَه، وأنِّي سلَّمتُ لكَ ما زعمتَه، فأين أنتَ مِن تحسُّسِه ساعةَ الإيلاج؟! وحتَّى هذا السُّؤال لا يمكنُ الاعْتِماد عليه؛ فلعلَّكَ أوعبتَ بعُنف منذُ اللَّحظة الأُولى، فتكون قد مزَّقتَه سريعًا دونَ أنْ تركِّز فيما تَفْعل، وهو رأيٌ قريبٌ مِن تصوُّري؛ نتيجةَ الألَم الشَّدِيد الَّذي شعرَتْ به زوجُكَ الكريمة!

فلا تتَخالجْكَ الظُّنون؛ فإنَّها مآثم، واتركْ للصَّنائع مَوضِعًا.

لستُ أدرِي ما الأساطير الَّتي حُشِيتْ بها عُقولكم عن ليلةِ البِناء، ولكنَّ ما أدريه أنَّ المُصْطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم - قد قالَ: ((إنَّ الله كتَب الإحسانَ على كلِّ شيءٍ؛ فإذا قتَلتُم فأحسِنُوا القِتلةَ، وإذا ذبحتُم فأحسِنُوا الذِّبْحَةَ))؛ رواه مُسلِم.

فالفُحُولة ليستْ في تَمْزيق غِشاء البَكارة منذُ الَّليلة الأُولى، مثلما أنَّ العُذريَّة ليستْ في سَلامة الغِشاء، ألستَ تَقْرأ قصصَ التَّحرُّش الجنسي بالأطفال؟ ما ذنبُ الصَّغيرة الَّتي أفقدَها صغيرُ النَّفْس هذا البُرهان الجاهِلي على حَصانِها وعَفافها؟! بل قد تفقدُه الفَتاة أو الطِّفلة دون تحرُّشٍ بسبب مُزاوَلة الرِّياضاتِ العَنيفة أو رُكوب الخَيْل والدَّراجات على نحوٍ خاطِئ، فإلى متَى يبقى هذا الغِشاء دَلِيلاً على عفَّة بناتِ المُسلِمين؟!

أمَّا الدَّم نفسه، فليس لهُ دَلالة قاطِعة على البَكارة؛ فقد يكون الدَّمُ الخارِج دمَ البَكارة أو دمَ اسْتحاضَة أو دمَ حَيْض أو دمَ قرْحٍ؛ نتيجة الإيلاجِ العَنيف! ثُمَّ ما مِقْدار الدَّم الَّذي كنتَ تتصوَّر خُروجه؟! ربَّما لو جرحتَ إصْبَعكَ لدَرَّ العِرْقُ دمًا أكثر من دمِ البَكارة! وعلى أيَّة حال، ثمَّة أسْباب عَدِيدة لعَدم خُروج الدَّم ليلة البِناء، أذكرُ من بينِها ما يلي:

أوَّلاً: فَقْر الشُّعيْرات الدَّمويَّة التي تُغذِّي غِشاء البَكارة بالدَّم، فإذا قطعَ الدَّمُ مسافةَ 3 سم - وهي المَسافة التَّقريبيَّة بين الغِشاء وفَتْحة الفَرْج - يكونُ قد جفَّ أو التصقَ بجدِار المهْبل فلا يَظْهر.

 

ثانيًا: المِنطقة الحسَّاسة عُرضة للرُّطوبات؛ بسبب الإفرازِ المهْبلي الطَّبعي، ولأجلِ ما يخرجُ عند المُلاعَبة والتَّقبيل، بالإضافة إلى احتمالِ مُخالَطة المَذي، فلعلَّ دمَ البَكارة - وهو بِضْع (نِقاط) من الدَّم - قد اختلطَ بهذه السَّوائِل، فلم يعُد من السَّهْل تَمْييزه إلا بفَحْصٍ مخبري!

 

ثالثًا: الخَوْف! فمن المَعْرُوف طِبيًّا أنَّ الخَوْف يُسبِّب قلَّة الدَّم في الجِسْم، وهذا يُذكِّرني بقصَّة مَقْتل التَّابعي الجَلِيل سَعِيد بن جُبيْر - رَحِمَه اللهُ ورَضِي عَنْه - على يدِ الحَجَّاج بن يُوسُف الثَّقفي، ذكَرها ابنُ أبي أُصيْبعة في كتابه المُحْكَم "طبَقات الأطبَّاء" عند تَرْجمته للطَّبِيب "تياذوق"؛ وهو من أطبَّاء الحَجَّاج، حيث يقولُ ابنُ أبي أُصيْبعة ما حِكايته: "إنَّ الحجَّاجَ لَمَّا قتلَ سَعِيد بن جُبيْر - رَحِمَه اللهُ - وكانَ مِن خيار التَّابِعين، وجَرى بينهُما كلامٌ كَثِير، وأمرَ به فذُبِح بين يديه، وخرَج منه دمٌ كَثير استَكْثَره وهالَه، فقال الحجَّاج لتياذوق طَبيبِه: "ما هَذا؟"، قال: لاجْتِماعِ نفسِه، وأنَّه لم يَجْزع من المَوْت، ولا هابَ ما فعلتَه بهِ، وغَيْره تقتلُه وهو مُفْترق النَّفْس، فيقلُّ دمُه لذلِك"! وخَوفُ ليلة البِناء أنتَ تعلمُه، فكيف بحال امرأتِكَ؟!

 

رابعًا: قد يخلقُ اللهُ - تَعالى - أُناسًا بلا أصابِع أو فاقِدي البصَر أو السَّمْع أو النُّطْق أو العَقْل، أتؤمِنُ بذلك؟! إذًا لتُؤمِن أنَّ اللهَ - تَعالى - قد يخلقُ إناثًا بلا غِشاء بَكارة؛ لذلك لن يتمزَّق شيءٌ؛ ومن ثَمَّ لن يخرجَ الدَّم! أفتُحاسِبون الفتاةَ على ما كتبهُ اللهُ عليها؟ إذًا حاسبُوا الصُّم والبُكْم والمَكْفُوفين وأصحابَ الإعاقاتِ الذِّهنيَّة على ما ابتلاهُم به ربُّهم، فخالِقُهم واحِد!

 

خامسًا: سُمْك غِشاء البَكارة، فبَعْض الأغْشِية أشدُّ سمْكًا من بعض، فيعسُر تَمْزيقها إلا بعد مُحاولات عِدَّة، وخِلال أيَّامٍ مُتفرِّقة.

 

سادسًا: إنْ كان غشاءُ البكارة من نَوْع الغِشاء المطَّاطِي؛ وهو غِشاءٌ مرِن يتمدَّد كالمطَّاط أثناء الإيلاج من دون أنْ يتمزَّق، وغشاء البَكارة بصفَةٍ عامَّة لا يتمزَّق بالكامل إلا عند ولادة الطِّفْل الأوَّل، بما يَعْني أنَّ رَأْس الطِّفْل هو الِّذي يمزِّق الغِشاء تمامًا وليس رَأْس العُضْو الذَّكري.

 

فكيف إذا اجتمعَتْ عدَّة أسبابٍ عند زوجكَ العَزِيزة في تلك الليلة؛ كأنْ تكونَ خائِفة خَوْفها الطَّبعي، وتُعاني فقْرَ دمٍ حادٍّ، وكانت في المُقابِل مُستثارةً ولا بُدَّ، ولعلَّها تملكُ غشاءً مطَّاطيًّا؟!

ثمَّ هل أقدمتَ على خِطْبة فتاةٍ لا تعلمُ دينَها وأخلاقَها؟! لا أظن؛ والدَّليل أنَّكَ تُزكِّي لنا أخلاقَها ودِينَها، فلستَ تَعِيب فيها إلا طُموح عَيْنيْها للشَّباب، وهذا الأمْرُ وإنْ كان لا يجوزُ شَرْعًا؛ لقول البارِي - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ﴾ [النور: 31]، وللحَدِيث الصَّحِيح المُتَّفق عليه عن ابن عبَّاسٍ قال: ما رأيْتُ شيئًا أشبهَ باللَّمَمِ ممَّا قال أبو هريرة: أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إنَّ الله كتَبَ على ابنِ آدم حظَّه من الزنا، أدرك ذلك لا محالةَ، فزنا العينَيْنِ النظرُ، وزنا اللسانِ النطقُ، والنفسُ تمنَّى وتشتَهِي، والفَرْجُ يُصدِّقُ ذلك أو يُكَذِّبُهُ)) واللفظ لمُسلم، إلا أنِّي أريدُ تذكيرَكَ هنا بحدِيث الفَضْل بن عَبَّاسٍ مع المَرْأة الخَثْعَمِيَّة - رضي الله عنهما - ففِي البُخاري: "كانَ الفضلُ بن العباس رَدِيفَ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فجاءت امرأةٌ من خثعمٍ، فجعَلَ الفضلُ ينظُرُ إليها وتنظُرُ إليه، فجعَلَ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يصرفُ وجهَ الفضلِ إلى الشق الآخَر"، وفي لفظٍ آخَر: "وكان الفضل رجلاً وَضِيئًا، فوقَفَ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - للناس يفتيهم، وأقبلت امرأةٌ من خثعم وَضِيئة تستفتي رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم".

والمَرْأة الخَثْعَمِيَّة صحابيَّة جَلِيلة لا تصِلُ زوجكَ إلى فضلِها ولن تصِلَ، والزَّمان من أَعْظم الأزْمِنة؛ مَوسِم الحجِّ في يوم النَّحْر، والمكان من أَعظَم الأماكِن؛ مكَّة ومشاعر الحَج "مِنى ومُزدلفة"، وعلى مَرأى عَينِ أعظمِ الخَلْق مُحمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم!

لا أقولُ ذلكَ تبريرًا لخطأ زوجكَ، ولكنِّي أقولُ: إنَّ هذا السَّبَب غير مُقنِع للطَّلاق، كما أنَّ حلَّ هذه المُشكِلة بالأمْرِ المُستطاع - إنْ شاءَ اللهُ تَعالى - فلا تهدِمْ بيتكَ بسببِ خصلةٍ كرهتَها في زوجكَ مع ما ارتضيتَه من خلالِها الأُخَر؛ فهي كما تقُول: "محافظة على الصلاة وقِراءة القُرآن ومشاهدة القنوات الدينيَّة، وتعرفُ جميع المشايخ بالأسماء، وتعرف أكثر الأحاديث، ولم تقصر معي في شيء"، وقد قالَ رسولُ اللهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يَفْرَكْ مؤمنٌ مُؤمنةً؛ إنْ كَرِهَ منها خُلُقًا، رضي منها آخَرَ))، أو قالَ: ((غيرَه))؛ رواه مُسلِم.

وزوجكَ وإنْ كانت امرأةً طَمَّاحة - في "الِّلسان" امرأَة طَمَّاحة: تَكرُّ بنظرها يمينًا وشمالاً إلى غير زوجها - فهي - إنْ شاءَ الله تَعالى - عَفِيفة القَلْب.

 

إِنْ أَكُنْ طَامِحَ اللِّحَاظِ فَإِنِّي
وَالَّذِي يَمْلِكُ الفُؤَادَ عَفِيفُ

 

فاعصِ الشَّيْطانَ الذي يرتقبُ نبأَ الطَّلاق بنفادِ صَبْرٍ؛ ففي "صحيح مُسلِم": ((إنَّ الشيطانَ يَضَعُ عَرْشَهُ على الماءِ، ثم يبعثُ سَراياه في الناس، فأقرَبُهم عنده منزلةً أعظمُهم عنده فتنةً، يجيءُ أحدهم فيقول: ما زلت بفلانٍ حتى تركته وهو يقولُ كذا وكذا، فيقول إبليس: لا واللهِ ما صنعتَ شيئًا، ويجيءُ أحدُهم فيقول: ما تركتُه حتى فرقت بينَه وبينَ أهلِه، قال: فيُقَرِّبُه ويُدْنِيه ويقولُ: نِعْمَ أَنْتَ)).

 

أمَّا عن طُرق التَّعامل مع المَرْأة الطَّمَّاحة، فيمكن إجمالُها في النِّقاط التَّالية:

أوَّلاً: مُعالَجة السَّبَب الرَّئيس الَّذي يُقلِق تفكيرَك من نَظراتِ زَوْجتِك إلى الرِّجال، والَّذي جعلَكَ تربِطُ عُذريَّتها بنظَراتِها إلى الرِّجال؛ وهو الخَشْية من أنْ تكونَ لزوجكَ عَلاقات سابِقة قبلَ زواجها منكَ! فآمُل أنْ يكونَ لكلِّ ما ذكرتُه آنفًا دورٌ في شِفاء نفسِكَ من الشَّكِّ وسُوء الظَّنِّ.

 

ثانيًا: أعطِ زوجَكَ اهتِمامَكَ عِوَضًا عن غيرتِكَ المُفرطة، وشكِّكَ المُستمِر، وطُول مُراقبتِكَ لها، فلا تكُن نظَراتكَ لها لرَصْد جَولان عينَيْها، ولكن اهتمامًا منكَ بها، وإعْجابًا بجمالِها؛ لأنَّ من أسبابِ تطلُّع زوجكَ إلى غيركَ رَغْبتها اللاَّشعوريَّة في الاهْتِمامِ والشُّعورِ بالإعْجاب، فهي امْرأةٌ أوَّلاً، وامْرَأةٌ جَمِيلة ثانيًا "والغواني يغرُّهُنَّ الثناءُ" كما يقُول شَوْقي.

 

ثالثًا: امضِ وزوجكَ يومًا واحدًا في الأُسبوع لِمُمارَسة بعضِ الأنْشِطة الزَّوجيَّة التي تهدِف إلى تَقْوية الاتِّصال البصري فيما بينكما، مِن ذلِك مثلاً:

أ- تناوُل عَشاءٍ حَمِيم في مَطْعم يوفِّر جلساتٍ مُغْلَقة، على أنْ تكونَ الكَراسِي مُتقابِلة؛ لتَمْكين الرُّؤية والاتِّصال البصَري بينكُما.

ب- الضَّم والعِناق في غير الأوقاتِ الحَمِيمة، حدِّثها خِلال ذلك لتنظُرَ إلى عينَيْكَ.

ج- الحَدِيث الودِّي قُبيل النَّوْم على وِسادَةٍ واحِدة.

 

رابعًا: ليس من الضَّرورة أنْ تكونَ وَسِيمًا قَسِيمًا لتجذبَ إليكَ زوجكَ، ولو كانت الوسامة والوضاءة مِن مَعايير اختيارِ زوجكَ لفارسِ أحلامِها، لما رَضِيتْ بالزَّواج من رجُل دُونها في الجمال، أليس كذلك؟ فاصرِفْ عن بالكَ هذا التَّفْكير، وركِّز على ما هُو بمَقْدُوركَ أنْ تفعلَه لتجذبَ عيني زوجكَ إليكَ، من خِلال التَّركيز على نَظراتِ عينَيْكَ، فالسِّحر الحقيقي - لمن يعرفُ حقيقة السِّحْر - ليس في جَمال العَيْن؛ بل في جَمال نَظْرة العَيْن.

 

سَلْ مَنْ بِعَيْنَيْهِ يَصُولْ
أَهِيَ اللِّحَاظُ أَمِ النُّصُولْ
مَا جُرِّدَتْ يَوْمَ النَّوَى
إِلاَّ لِتَخْتَلِسَ العُقُولْ
شَهَرَتْ عُيُونُهُمُ سُيُو
فًا مَا بِمَضْرِبِهَا فُلُولْ
تُصْمِي بِغَيْرِ جِرَاحَةٍ
تَفْرِي بِغَيْرِ دَمٍ يَسِيلْ
وَلَهَا بِأَفْئِدَةِ الهَوَى
فَتْكٌ وَلَيْسَ لَهَا صَلِيلْ

 

خامِسًا: أَحسِنِ الظَّنَّ؛ فلقد وضعتَ تصوُّرًا سابقًا عن زوجكَ بأنَّها تنظرُ إلى الرِّجال، ولرُبَّما كان الأمْرُ صحيحًا في بعض المرَّات، ولكن قطْعًا ليس في كلِّ المرَّات؛ إذ لا بُدَّ أنَّها تنظرُ في بعض الأحايين طِفْلة أو لَوْحة معلَّقة، أو ثَوْبًا جميلاً، أو امرأة مِثْلها بخاصَّة في السُّوق، فتظنُّ أنتَ أنَّها تنظرُ إلى الشَّاب الَّذي مَرَّ قبل دقائِق، وحتَّى إذا نظرتْ إلى الشَّاب الَّذي مرَّ مِن أمامها، فالنَّظْرة الأُولى مَغْفُورة لها شرعًا؛ ((فإنَّما لكَ الأُولَى، وليسَتْ لك الآخِرَةُ))، وعن قَيْس قال: كان يُقال: "النَّظْرة الأُولى لا يملكُها أحَد، ولكنَّ الَّذي يدسُّ النَّظَر دسًّا"، فلِمَ لا تُسامِح ما يغفرُه اللهُ تَعالى؟!

 

سادسًا: ربَّما تكونُ نظراتُ زوجِكَ طبعيَّة، ولكنَّ الغَيْرة لديكَ مُفرِطة، وأتلمَّسُ بين سُطوركَ سِمات شخصيَّة شكَّاكة، فلا تُحمِّل زوجكَ تبعات مُشكِلاتِكَ النَّفْسيَّة؛ فقد قال ابنُ الجوزي - رَحِمَه اللهُ - في "أخبار النِّساء": "وممَّا يُحدِث الهَوى في قُلوب النِّساء لغيرِ أزواجهنَّ، ويدعُوهنَّ إلى الحِرْص على الرِّجال، والطَّلب لهنَّ - أمورٌ، منها: أنْ يُظهِر لها زوجُها شدَّة الحذَر عليها، والاحْتِفاظ بها، والغَيْرة في غير مَوضِعها".

ولتتذكَّر أنَّ الغَيْرة مَحْمُودة في صُورتِها الطَّبعيَّة، ولكنَّ الشَّكَّ غير مقبولٍ ألبتَّة في الحياةِ الزَّوجيَّة، فحاول التَّخفيف من حِدَّة غيرتِكَ والشَّك لديك؛ حتى تسلمَ لكَ صِحَّتُكَ النَّفْسيَّة وعلاقتكَ الزَّوجيَّة.

 

سابِعًا: يُغرينا الجَمال بالنَّظر إليه، ولولا التَّقْوى لم يسلَم أحدٌ مِن النَّظَر، ولو أنَّ امرأةً جَمِيلة مرَّتْ بكَ ما تمالكْتَ النَّظر إليها ولو عفوًا؛ فعن مُوسى الجُهني قال: كنتُ مع سَعِيد بن جُبير في طَرِيق، فاستقبلَتْنا امرأةٌ (فنظرْنا إليها جَميعًا)، قال: ثمَّ إنَّ سَعِيدًا غضَّ بصرَه، فنظرتُ إليها، قال: فقالَ لي سَعِيد: "الأُولى لكَ والثَّانية عليْكَ"؛ رواهُ ابنُ أبي شيبة، فتسامَحْ مع الطَّبيعة الفِطريَّة، غفَر اللهُ لنا ولكُم.

 

ثامنًا: اجلسْ مع زوجكَ العَزِيزة جِلْسة وديَّة، وأخبِرْها بأمرِ انزعاجِكَ مِن تلك النَّظَرات، دون أنْ تجعلها في مَوضِع المُتَّهم، ثُمَّ اسألْها: "أكنتِ تَرْضَين أنْ أنظرَ إلى أيَّة امْرأة - فضلاً عن أنْ تكونَ امْرَأة جَمِيلة - وأنتِ مَعي؟!"، ستقول حتمًا: لا، فقُلْ لها ساعتئذٍ: "فلِمَ تَرْضَين لي ما لا تَرْضَين لنفسِكِ؟"، فإذا أظهرت التَّأثُّر والبُكاء، فقُل لها: "لا أريدُ رُؤية الدُّموع في عينيْكِ، بل أريدُ أن تغُضِّي من بصَركِ عن الرِّجال حتَّى في غير وجُودي معكِ، فهذه أوامِرُ اللهِ - عزَّ وجلَّ - وأنتِ امرأةٌ مُصلِّية وقارِئةٌ للقُرآن"، ثم قُل لها: "لو أردتُ النَّظَر إلى امْرأةٍ غيركِ، فقد أباحَ الله لي النَّظَر إلى ثلاثِ نساء غيركِ بالتَّعدُّد، ولو أردتُ لنظرتُ إليهنَّ حَلالاً في وجُودك! ومعَ ذلك لم أستعملْ حقِّي الشَّرْعي؛ رعايةً لكِ ولابنِنا، فلا تُجبِريني على فِعْل شيءٍ لا يُرضيكِ"، ونحو ذلكَ من الكَلام الَّذي ينبغي أنْ تقولَه لها بكلِّ ودٍّ، ومن القَلْب ليصلَ إلى القَلْب، مع الحِرْص على المُحافظة على هُدوئكَ الانفِعالي، وثَبات نظراتِكَ لعينيْها.

 

تاسعًا: إذا استمرَّتْ في النَّظر بعدَ هذه الجِلْسة، فامنَعْها من الذَّهاب إلى السُّوق تأديبيًّا، ولتكُن على بيِّنةٍ بذلك؛ بمَعْنى: أنْ تمنعَها من الذَّهاب وهي تدري سبَب هذا المَنْع، وما دام الأمرُ تأديبيًّا، فهذا يعني أنْ تُحدِّد مُدَّةً مُعيَّنة للمَنْع، ثمَّ اسمحْ لها بعدَ ذلك بالذَّهاب إلى السُّوق؛ تقديرًا منكَ لالتزامِها بالشَّرْع، فإنْ لم يفلح الأمرُ، فأخبِرْها أنَّكَ ستضطرُّ إلى إخبارِ والديْها، لكن لا تُمضِ هذا التَّهْديد؛ فلعلَّ لها أبوَيْن غير عاقلَيْن قد يتسَبَّبان في إيجادِ المَزيد من المُشكلات بينكما، فقط استعمِلْه تخويفًا؛ إذ يبدو أنَّنا أمامَ زوجةٍ غيرِ ناضِجةٍ، وتحتاجُ إلى بعضِ الوَقْت حتَّى تنضجَ وتعقِل.

 

عاشرًا: إذا لم ينفَعِ التَّهْديد، فأخبرها بأنَّكَ لم تعُد تحتملُ الأمْر، وأنَّكَ ستضطرُّ إلى الانْفِصال عنها، ولكن لا تتسرَّع في الطَّلاق، بل امْنَحْها فرْصةً كافيةً للتَّغيير، فإذا كانت امرأةً عاقِلة فستُحافظُ على بيتِها وزوجِها وابنِها، وتذكَّر - أيُّها الفاضِل - أنَّ سنةً واحِدة من عُمر الزَّواج غير كافيةٍ للتَّغْيير، فتَحَلَّ بالصَّبْر الجَمِيل، وابذُل كلَّ وسيلةٍ للإصْلاح لا الهَدْم، وتذكَّر أنَّ هُناك مُشْكِلات أكبر من مُسارَقة النَّظر، ومع ذلك نجد الأَزْواج والزَّوْجات في كِفاحٍ وبذلٍ لأسباب المودَّة والصَّلاح، واللهُ - جلَّ اسمُه - يقول: ﴿ إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ﴾ [النساء: 35]، فلو عَلِمَ اللهُُ في قلبِكَ وقلبِها رغبةً في الإصْلاحِ، فسينصلِحُ الحالُ، ويهدأ البال - إن شاءَ الله - ولا تنسَ دُعاء: ﴿ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74]، وعسَى الله أنْ يُقِرَّ عينَيكَ بها، ويقرَّ عيني زوجكَ بكَ، وأنْ يُباركَ لكُما في المَوْلُود، ويُجري لكما به خيرًا ورِزقًا وسَعادة، آمين.

 

واللهُ - سبحانه وتعالى - أعْلم بالصَّواب، والحَمْد لله أوَّلاً وآخِرًا، وصَلواته على سيِّدنا مُحمَّد نبيِّه وعلى آلِه وصَحْبِه وسَلامُه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 

مقالات ذات صلة

  • شك زوجي يقهرني ويقتلني
  • هل أُحكِّم عقلي أم أُحكِّم قلبي هذه المرة؟
  • ماضي زوجتي يوقف حياتي
  • أنا وزوجي والماضي القديم
  • زوجتي ورسائلها الغرامية
  • زوجتي والمواقع الإباحية
  • زوجتي وزوجها السابق
  • زوجتي تحب أخي، فهل أطلقها؟
  • زوجتي تحاول لفت الأنظار إليها
  • التعامل مع الزوج شارب الخمر
  • زوجي والشك المرضي
  • التجسس على الزوجة
  • أريد رأيكم قبل أن أطلق زوجتي
  • شك الزوجة في زوجها
  • اكتشفت خيانة زوجتي
  • يظهر من خطيبتي ما يثير شكوكي ومخاوفي
  • فتنة النظر إلى النساء

مختارات من الشبكة

  • أشك في علاقة زوجتي بشاب عبر الهاتف(استشارة - الاستشارات)
  • أشك في خيانة زوجتي مع أحد محارمها؟(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • أشك في زوجتي، فهل أطلقها أو أواجهها؟!(استشارة - الاستشارات)
  • أشك في زوجتي، فهل أطلقها؟!(استشارة - الاستشارات)
  • أشك في خيانة زوجتي!(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • نظرات زوجي لزوجة أخيه تؤلمني(استشارة - الاستشارات)
  • زوجتي خرجت لبيت أهلها بدون إذني(استشارة - الاستشارات)
  • التعامل مع الزوجة في ظل الخلافات الأسرية(استشارة - الاستشارات)
  • أشك في زوجي(استشارة - الاستشارات)
  • مساعدة الزوج لزوجته(مقالة - آفاق الشريعة)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • أول إفطار جماعي في رمضان في هونغ كونغ منذ 2019
  • مسلمو مدينة سينسيناتي يوزعون 30 ألف وجبة إفطار خلال رمضان
  • افتتاح أكبر مسجد بجنوب داغستان
  • مؤتمر عن "أثر الصيام في حياة الإنسان" في ألبانيا
  • ورشة عمل ترفيهية للأطفال استقبالا لرمضان في أونتاريو
  • التحضير لإطعام المئات خلال شهر رمضان بمدينة فيلادلفيا
  • أعداد المسلمين تتجاوز 100 ألف بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • فيلا بارك يستضيف إفطار للصائمين للمرة الأولى

  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/9/1444هـ - الساعة: 3:48
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب