التخلص من الغضب ومن الروابط السلبية

الجواب:

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

تمنيتُ لو أنك ذكرتَ عمرك، لكن يبدو أنك شابٌّ مُقيمٌ مع والدك مما استنتجتُه مِن سؤالك، والله أعلم.

يا ولدي، النفسُ البشريةُ لو تأمَّلناها لكَفَتْ بحقٍّ للدلالة على وجود ربٍّ يُعْبَد؛ فلها مكنوناتٌ وأسرارٌ مبدعة تدلُّ على البديع - عز وجل - ومِن حالتك التي وصفتَ يتَّضِح أنه حصَل لك موقفٌ مغضبٌ، وتبِعَهُ مباشرة ربْطٌ، ويبدو أن الربطَ السلبيَّ عمل معك جيدًا وبشكلٍ فعَّال لعدة مواقف، والأمرُ يسيرٌ- بحول الله - إن أردتَ أنت له أن يكونَ يسيرًا، فكلُّ ما تحتاجه أن تقومَ ببعض التدريبات مع أحد المختصِّين، سواء من علم النفس، أو من التنمية البشرية؛ كي تتحرَّر مِن الربط السلبيِّ، وتتحول للربط الإيجابي، وهو سيقوم معك ببعض التمارين، سأشرحها لك.

خطوات تحطيم الرابط السلبي:

الخطوة الأولى:

الرابط السلبي:

1 - اخترْ حالةً غير مرغوبٍ فيها؛ الألوان التي ذكرتها مثلًا.

2 - اختر الرابط لهذه الحالة.

3 - عش التجربة مرة أخرى كما لو كانتْ تحدُث الآن، وعندما تشعر أنَّ أحاسيسك قد وصلتْ أقصاها، المس الرابطَ لبعض الوقت، ثم اترُكْه.

4 - اخرجْ مِن هذه الحالة، (انظر حولك، أو تنفَّس بقوة ثلاث مرات).

5 - اختبر الرابط بأن تلمسَه مرةً أخرى؛ لتتأكَّد مِن فعاليتِه، إذا لم تشعرْ بنفس الإحساس عُدْ إلى الخطوة الثالثة.

الخطوة الثانية:

الرابط الإيجابي:

1 - اختر حالةً مرغوبًا فيها.

2 - اختر الرابط لهذه الحالة.

3 - عش التجربة مرة أخرى كما لو كانتْ تحدُث الآن، وعندما تشعُر أنَّ أحاسيسَك قد وصلتْ أقصاها، المس الرابطَ لبعض الوقت، ثم اترُكْه.

4 - اخرجْ مِن هذه الحالة، (انظر حولك، أو تنَّفس بقوةٍ ثلاث مرات).

5 - اختبر الرابطَ بأن تلمسَه مرة أخرى؛ لتتأكَّد مِن فعاليته، إذا لم تشعرْ بنفس الإحساس عُدْ إلى الخطوة الثالثة.

6 - اجعلْ فاصلًا زمنيًّا بين الخطوتَيْن الأولى والثانية؛ حتى لا تختلطَ المشاعر.

الخطوة الثالثة:

تحطيم الرابط السلبي:

1- تأكَّدْ مِن أن الرابطَ الجديد أقوى مِن الرابط السلبيِّ، وإذا لم يكنْ أقوى فعليك باستخدام عملية تصعيد الرابط؛ وذلك بالتفكير في تجربة إيجابيَّة أخرى، وعندما تشعُر بقوة أحاسيسك، المس الرابط الإيجابيَّ نفسَه؛ فأنت بذلك تَزيده قوةً.

2 - اترك الرابط، واخرجْ مِن الحالة.

3 - الآن المس الرابطَيْنِ في نفس الوقت، وبذلك أنت تُثير الحالتَيْنِ: الإيجابية والسلبية في نفس الوقت، وبعد بعض الوقت اترُك الرابط السلبيَّ، واستمرَّ في لمس الرابط الإيجابي لبعض الوقت، ثم اترُكْه.

4 - اخرجْ مِن الحالة؛ (انظر حولك، أو تنفَّسْ بقوة ثلاث مرات).

5 - المس الرابط الإيجابيَّ، ولاحظْ شعورك ثم اتركه، ثم المس الرابط السلبيَّ، ولاحظْ أنَّ الشعورَ السلبيَّ قد تلاشَى تمامًا.

وصيتي إليك أن تهتمَّ بنفسك، وتضعَ لك أهدافًا تسعى لتحقيقها، فمَنْ كان له هدفٌ، وسعى حثيثًا لتحقيقِه، سيجد لذةً وسعادةً - بإذن الله، وربما أنك مررتَ ببعض الإحباطات، لكن تذكرْ أنَّ الله أعطاك مفاتيحَ، وربما أنَّ البابَ أو الأبواب التي لم تُفْتَحْ لك ليستْ هذه مَفاتيحها؛ ابحثْ عن الباب الصحيحَ، مُتوكِّلًا على الله، مُستغفرًا له، فبالاستغفار تُفتح المغاليقُ، وتتيسَّر السُّبُل!

يقول ابن تيميَّة: إنَّ المسألةَ لتُغلق عليَّ، فأستغفر الله ألف مرة أو أكثر أو أقل، فيفتحها الله عليَّ؛ ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ﴾ [نوح: 10].

فإنَّ مِن أسباب راحة البالِ استغفارَ ذي الجلال.

أسأل الله لي ولك سعادةً وهناءً وفلاحًا في الدنيا والآخرة