تحميل الدروس من النت .. و الحقوق الفكرية

السؤال: أقوم بتحميل بعض الدروس والخطب من عن طريق النت، وأقوم بنسخها على أسطوانات، وأقوم بتوزيعها على سبيل الدعوة لله، مع العلم أني أقوم بذلك بدون مقابل، فقط طمعًا في مرضاة الله؛ فهل يعتبر ذلك سرقةً للحقوق الفكرية للشيخ أو العالم، أم طريقة للدعوة إلى الله مقبولة؟

الجواب: الحمد لله، أما بعد:
أخي الكريم: بارك الله فيك، وفي جهودك، ورفع الله درجتك في عليين، وحشرك الله مع الأنبياء والصالحين.

استمر - أخي الكريم - فيما أنت عليه، فما تقوم به من الأعمال الصالحة، والدعوة إلى الله - عز وجل - إن شاء الله، واعلم - أخي الكريم - أن الله أنزل كتابه، وأرسل رسوله محمدًا - صلى الله عليه وسلم، والرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يأخذ أجرًا مقابل ما قام به من الدعوة إلى الله؛ بل قال: ((بلِّغُوا عني ولو آية)).

وهذا إذا كانت هذه الدروس والخطب والكتب غير محفوظة الحقوق، ويكتب عليها أصحابها: إنها مجانية، أو إنها مُتاحة لكل مسلم، فعملك عملٌ مأجورٌ وتُثابُ عليه، أما إن كانت هذه الدروس والكتب محفوظة حقوقها، ولا يسمح أصحابها بنسخها، فنسخها وتوزيعها حرامٌ، وأنت آثِمٌ، وإن كنتَ لا تبتغي من وراء ذلك الأجرَ الماديَّ.

وقد صدرت فتوى من مجمع الفقه الإسلامي بأن الحقوق الفكرية تملك وتُوهَب ولا يجوز الاعتداء عليها، وكثيرٌ من الأعمال العلمية يعجز أصحابها عن استكمال ما بدؤوه؛ لأنهم ينفقون عليها أموالاً، ويرجون أرباحها لاستكمال المشروع، ثم يبدأ النسخ المحتسب أو النسخ المسروق، فتتوقف هذه الأعمال وتحرم الأمة من خير كثير بسبب هذه الأعمال غير المأذونة، ويُحجِمُ الآخرون عن الدخول في مشاريع عملاقة مخافةَ النسخ غير المأذون.

لذا يجب على من أراد أن ينسخ أن يتأكد من الحقوق، فإن نسخ كتابًا أو غيره مما هو محفوظُ الحقوق فهو آثم، نسأل الله العفو والعافية، ونسأله - سبحانه وتعالى - أن يُوفِّقنا وإياك لطاعته، ويُجنِّبَنا معصيته.

أصل هذه الفتوى منشورة في موقع نور الإسلام (islamlight.net).

أضف تعليقك:	إعلام عبر البريد الإلكتروني عند نشر تعليق جديد
الاسم
البريد الإلكتروني	(لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق	رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي