• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | المكتبة المرئية   المكتبة المقروءة   المكتبة السمعية   مكتبة التصميمات   كتب د. خالد الجريسي   كتب د. سعد الحميد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحافظة على صلاة الفجر والعصر سبب للنجاة من ...
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    المحافظة على أداء الصلاة في أوقاتها سبب للنجاة من ...
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    أحكام الإمامة (PDF)
    الشيخ يوسف بن صالح بن فاضل
  •  
    التقوى سبب للنجاة من النار (بطاقة)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    جمع أحاديث الابتلاء من الكتب الستة (PDF)
    د. هناء بنت علي جمال الزمزمي
  •  
    برنامج أحكام تلاوة القرآن الكريم (PDF)
    د. هشام أحمد عبدالحي
  •  
    الصدقة ولو بشق تمرة سبب للنجاة من النار (بطاقة)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    الورقات المختصرات في الصيام (PDF)
    يحيى نعيم محمد خلة
  •  
    الاعتكاف: أحكام وآداب (PDF)
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    رمضان شهر التقوى
    الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم
  •  
    التعايش مع القرآن سبب للنجاة من النار (بطاقة)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    استقبال شهر الصوم
    خميس النقيب
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل ماجستير
علامة باركود

أحاديث الرفق بالحيوان جمعا وتصنيفا ودراسة

فرح طه فرح طه

نوع الدراسة: Masters resume
البلد: الأردن
الجامعة: الجامعة الأردنية
الكلية: كلية الدراسات العليا
التخصص: الحديث
المشرف: أ.د. ياسر الشمالي
العام: 1423هـ- 2002م

تاريخ الإضافة: 28/1/2023 ميلادي - 6/7/1444 هجري

الزيارات: 988

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

أحاديث الرفق بالحيوان جمعًا وتصنيفًا ودراسةً

 

الهدف من الرسالة: جمع الأحاديث النبوية الثابتة المتعلقة بالرفق بالحيوان، مع تخريجها والحكم عليها، وتصنيفها إلى فصول ومباحث ومطالب، ودراستها وبيان فقهها ومعانيها، وبيان سبق الإسلام في تقريره لمبدأ الرفق بالحيوان، مع المقارنة بين الإسلام والحضارة الغربية في ذلك وبيان تميُّز الإسلام.

 

اشتملت هذه الرسالة على مقدمة وأربعة فصول وخاتمة:

أما المقدمة: فقد تكلمت فيها عن أهمية السنة النبوية ومنْزلتها، وعن الحديث الموضوعي وأهميته، وبينت مشكلة الدراسة وأهميتها، ثم حددت أهداف الدراسة، وتكلمت عن الدراسات السابقة في الموضوع، ثم بينت المنهجية التي اتبعتها في هذه الدراسة.

 

وأما الفصل الأول: فهو فصل تمهيدي بيَّنت فيه معنى كلمتي "الرِّفق" و "الحيوان"، وأنَّ الرِّفق والرَّحمة والإحسان من أَهم مبادئ الإسلام، ثم تكلمت عن نظرة الشريعة الإسلامية للحيوان بأنه مخلوق لله مسخر للإنسان له روح ويحس ويتألم، وأوضحت بإيجاز فضيلة الرِّفق بالحيوان والإحسان إليه، وحرمة الاعتداء عليه وإيذائه كما جاء في الأحاديث النبوية.

 

وأما الفصل الثاني: فتحدَّثت فيه عن مراعاة الأحاديث النبوية للجانب النفسي عند الإنسان في تَوجِيْهِهِ نحو الرفق بالحيوان وأبرز الآثار النفسية والسلوكية التي تدفع إلى الرفق بالحيوان. وأهم تلك الجوانب التي أبرزتها الأحاديث ورسمت فيها المعالم لنظرة الإسلام للحيوان حيث بينت أن الحيوانات أمم أمثالنا، تسبِّح ولها صلاتها ودعاؤها، وأبرزت حبّ الإنسان للحيوانات ودعاءَه لها، وأن الحيوانات من أسباب دفع العذاب عن الناس، وقررت تكَلُّمها وشكواها، وحَثُّت على اقتناء الأليف النافع منها وأسندت البركة فيها والخير.كما أن ما جاء من تسمية الحيوانات وتلقيبها والتكنية باسم بعضها، وتقرير طهارتها، وملاطفة الإنسان لها والمسح عليها، وما جاء من بيان منافعها في الاستشفاء وغيره، وارتباطها ببعض أمور الاعتقاد كل ذلك له آثاره النفسية.كما راعت الأحاديث النبوية الجانب النفسي للحيوان، ونهت عن لعنه وتشويهه.

 

وأما الفصل الثالث: فخصصته لإظهار الحقوق الجسمية التي منحتها الأحاديث النبوية للحيوانات:-

1. فقررت حقها في الحياة فحرمت قتلها عبثًا بغير حق، وحثت على المحافظة على نسل النافع منها وتكثيره، ونبهت إلى عدم إفناء شيء من أصنافها.

 

2. وقررت حقها في الغذاء. فحرَّمت منعها الطعام والشراب وأوجبت نفقتها على أصحابِها. وحثت على إعطائها حقها في الأكل والشرب والرعي ورغبت فيه ببيان ثواب من قام بإطعامها أو سقايتها، كما أكَّدت على حق صغارها في الغذاء.

 

3. وقررت حقها في حفظ أعضَاء أجسامها واكتمالها وعدم الاعتداء عليها:فحرَّمت التمثيل بها وقطع أعضائها، وإيذاءها بالضَّرْب، وإخْصَاءها، والوقوع عليها (الاعتداء الجنسي عليها)، والتَّحْرِيش بينها.

 

4. وقررت حق المباح ذبحه (أو قتله) منها بإحسان ذبحه وقتله: فحرمت تحريقها بالنار، وتعذيبها باتخاذها هدفًا أو العَبَث في قتلها. وأوجبت إحسان ذبحها وقتلها والإسراع فيه وإراحتها.

 

5. وقررت حقوقًا لها عند استخدامها في الأعمال أو الانتفاع بها: فنهت عن استخدامها في غير ما يناسبها من الأعمال، وأوجبت الرفق بها حال استعمالها وعدم إتعابها وتحميلها فوق طاقتها، وأرشدت إلى إعطائها جزاءً ومكافأةً على عملها وجهدها.

 

6. كما قررت حقها في العناية بصحَّتها ومراعاة نظافتها: فأمرت بوقايتها والمحافظة على صحَّتِها وسلامتها، ومداواتها إذا مرضت، وأمرت بتجنيبها الطعام الخبيث المؤذي، وحثَّت على المحافظة على نظافتها ونظافة مأواها.

 

وأما الفصل الرابع: ففيه المقارنة بين الشريعة الإسلاميَّة والحضارة الغربيَّة فيما يتعلق بالرِّفق بالحيوان:

حيث بيَّنت فيه أن الرِّفق بالحيوان مبدأ أصيل في الإسلام طارئ على الحضارة الغربيَّة، وتحدثت عن أبرز انحرافات النظرة الغربيَّة فيما يتعلَّق بالرِّفق بالحيوان من غلو وتناقض مُدَعِّمًَا ذلك ببعض الإحصائيات، ثم رددت على بعض الشبهات التي تُلقى على الإسلام فيما يتعلق بالرفق بالحيوان من إباحة ذبح بعض الحيوانات وارتباط ذلك ببعض شعائر الإسلام، والأمر بقتل بعضها، والنهي عن اقتناء البعض الآخر.ثم أظهرت أهم الفروق بين النظرة الإسلامية والنظرة الغربية إلى الرفق بالحيوان وأبرز مميزات النظرة الإسلامية.

 

وكان أهم نتائج هذه الرسالة:

1) سبق الإسلام للحضارة الغربية في الدعوة إلى مبدأ الرفق بالحيوان بما يزيد على اثني عشر قرنًا من الزمان، أما عند الغربيين فهو مبدأ طارئ حديث.


2) أن الرفق بالحيوان مبدأ أصيل في الإسلام قررته الكثير من الآيات والأحاديث النبوية التي دعت إليه وشرَّعت أحكامه وأحاطت بجوانبه وطُبِّقَت في المجتمع الإسلامي منذ نشأته.


3) تميَّزت النظرة الإسلامية إلى الرفق بوسطيَّتها واعتدالها وخلوِّها من الإفراط والتفريط، في حين ظهر الغلو والتناقض في النظرة الغربية وممارساتها.

 

4) راعت الأحاديث النبوية نفسيَّة الإنسان في دعوته إلى الرفق بالحيوان حيث عملت على حفزه ودفع سلوكه قُدُمًا نحو الرفق بالحيوان والإحسان إليه وترسيخ هذا المبدأ في نفسه وسلوكه.

 

5) ضمنت الأحاديث النبويَّة للحيوانات حقوقًا تحمي حياتها وأجسامها من جميع الجوانب ومن كل اعتداء أو إيذاء وفي جميع الأحوال.


مقدمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.

 

أما بعد:

فالحمد لله القائل في كتابه الكريم: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ﴾ [الأنعام: 38] والحمد لله الذي أنعم على البشرية والعالمين بِمحمَّد - صلى الله عليه وسلم - خاتم الأنبياء والمرسلين رحمةً منه سبحانه وتعالى بالخلق أجمعين، فقال: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107] وجعل سنته نورًا مع كتابه المبين فقال: ﴿ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [المائدة: 15، 16] لِيُبين - صلى الله عليه وسلم - للناس ما أُجْمِلَ في القرآن ليُتأسى به، ويُقتدى بفعله ويُسَار على نهجه، قال الله تعالى﴿ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 44]، وقال سبحانه: ﴿ لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 24]، وجعل طاعته من طاعته جل وعلا فقال سبحانه:﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴾ [النساء: 80]، وجعل اتباعه - صلى الله عليه وسلم - شرطًا للصدق في محبته جل وعلا وسببًا في تحقيق محبته ومغفرته، ومن تولى فإنَّ الله لا يحب الكافرين: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران: 31، 32]، وأَخبر أَنه ينطِق بالوحي فقال سبحانه: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3، 4]، وجعل الهدى معقودًا في طاعته والتزام سنته فقال: ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾ [النور: 54]، وجعل دينه وشرعه من كتابٍ وسنَّةٍ سبيل السعادة للبشرية، فقال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 24]، فما أعظمها من نعمة على البشرية إن اعتَصَمَت بهذين بالمرجعين العظيمين. وأما ما يصيب الناس من بلاءٍ أو ضنكٍ أو شقاءٍ فبما كسبت أيديهم لِحَيْدَةٍ عن تلك الْمِحَجَّةِ البيضاء، وتَجَافٍ عن الرحمة الْمُهْدَاة، وتَقاعس عن تلك القمة العلياء، وتَنَكُبٍ لأَوامر كتاب الله، وتقاعُسٍ عن الأَخذ بسنة خاتم الأنبياء - صلى الله عليه وسلم - ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41]، وحتى لا يكون للناس حُجَّةٌ على الله ولا يَضِلُّوا ولا ينحْرِفوا ؛ فقد تَعَهَّدَ الُله بحفظ كتابه الكريم من أي تَحريف أو خطأ أو تبديل، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]، وقَيَّضَ لِسُنَّة نبيه - صلى الله عليه وسلم - من ينقلها، ويحفظها، ويعتني بها، ويبَيِّن الصحيح من السقيم من مروياتها، ويصَنِّف أحاديثها، ويقرب معانيها.

 

1- الحديث الموضوعي وأهميته:

لقد كانت أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - شاملة لجميع شؤون الحياة كما أسلفنا، ولذا حرص علماء الحديث على تصنيفها بحسب موضوعاتها، فقد جمعوا في بعض تلك المصنفات أحاديث: السِّيَر، أو الاعتقاد، أو الفضائل، أو الترغيب والترهيب، أو دلائل النبوة، أو الجهاد، أو الأموال، ...الخ، كما ظهرت الجوامع والمصنفات التي جمعت الأحاديث والآثار مرتبة بحسب مواضيعها في الكتب والأبواب التي تعرِض لموضوعات متنوِّعة، وكان أبرز الكتب التي رتبت موضوعيًا: صحيحيّ البخاري ومسلم، وكتب السنن التي جمعت عددا كبيرًا من الكتب، مُقَسِّمَةً كل كتابٍ منها إلى عدد من الأبواب التي تسهل الوصول إلى الأحاديث من مظانِّها، ودراستها، وأخذ الأحكام، والفقه منها. ومن هؤلاء المصنفين من اشترط فيما يصنف الصحَّة، ومنهم من ضمَّنَها الصحيح وما دونه.

 

وكان من شأن المحدِّثين إذا استجدَّ موضوعٌ، أو اختُلِفَ فيه، أو احتيج إلى جمع الأحاديث والآثار الواردة في أمر مُعَيَّن أن يجمعوا الأحاديث الخاصة بذلك الموضوع فيجمعوها، ويصنِّفوها ويقسموها، ويضعوا لها تراجَمَ تتناسب وما في الحديث أو الأحاديث من أحكام وفوائد، ومما صُنِّفَ في ذلك على سبيل المثال لا الحصر: "كتاب السِّيَر" للأوزاعي (ت112 هـ)، وكتاب "الأموال" لأبي عُبَيد (ت223 هـ)، و"كتاب الجهاد" لعبد الله بن المبارك ت181 هـ)، وكتاب "فضائل الصحابة" للإمام أحمد (ت241 هـ)، "وجزء القراءة خلف الإمام " للبخاري (ت256 هـ)، و"دلائل النبوة" للفريابي (ت301 هـ)، و"كتاب الأسماء والصفات"، و"إثبات عذاب القبر" للبيهقي (ت458 هـ)، وغيرها.

 

وبما أنَّ هذا الدين - كتابًا وسنةً - جاء مُصْلِحًا صالحًا لكل زمان ومكان، ففيه ما يشفي ويكفي لما يستجد من مسائل، أو يبرز من مشكلات ومواضيع، ولما كانت حاجات الناس تتنوع وتتفاوت من عصر إلى آخر كان لا بُدَّ من مواكبَةِ تلك المسائل والأغراض المستجدة في كل عصر، وتقديم ما يثبت من حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها للناس، خدمةً للدين والعلم، ولينتفع بها الناس عامة، وأصحاب التخصصات المختلفة الشرعية والدنيوية من علمية وإنسانيَّة خاصةً، لِحاجة هؤلاء جميعًا إلى من يوقِفُهُم على الأحاديث والآثار الثابتة في ذلك الموضوع أو التخصُّص أو المسألة، لينتفعوا بها في تخصصاتهم، فتُسَدَّ بذلك ثغرةً لا يستطيع سَدَّها إلا المتخصصُون في هذا العلم العظيم الشريف - أعني علم الحديث-.

 

ولقد لفت أنظارنا - نحن طلاب قسم الحديث في كلية الشريعة في الجامعة الأردنية - أساتذةُ الحديثِ الفضلاء - حفظهم الله جميعًا ونَفَعَ بهم - لفتوا أنظارنا إلى الاهتمام بالحديث الموضوعي، لما في ذلك من خدمةٍ لحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - والعلم الشرعي، وخدمة للتخصصات الأخرى التي تفِبْدُ منها الأمة، ولما في ذلك من ممارسةٍ لمهارات الجمع والتصنيف والتخريج وتتبع طرق الأحاديث ودراسة الأسانيد والحكم عليها وفقًا للمعايير التي وضعها جهابذة هذا العلم العظيم، والاستنباط من متون الأحاديث والآثار، وبيان معانيها، وتقريب أحكامها.

 

2- مشكلة الدراسة وأهميتها:

لقد انتشر في هذا الزمان في كثير من دوائر العلم والمعرفة وفي أوساط المثقفين والدارسين في العالم، وحتى عند عوام الناس - ناهيك عن خواصِّهم - أنَّ الرِّفق بالحيوان مبدأ غربِيٌّ محض، وأن أول من دعا إليه هم الغربيون والأوروبيون، وظنوا أن لا صلة لهذا المبدأ بالإسلام. وصار هذا الظنُّ قضيةً تكاد تكون مسلَّمَةً غير قابلة للنقاش عند الكثيرين.

 

وقد يقول نفرٌ من الغيورين - مدافعين - إن في الإسلام ما يشابه تلك الدعوة إلى الرِّفق بالحيوان، لكن دون أن يقيموا الأدلة الكافية والبراهين الواضحة على ذلك، مما يجعلهم عرضةً للاتهام بأنهم مقلدون للغرب، وأن مَقولَتَهُم هذه مُجَرَّدُ دَعْوَى يحاكي فيها القويَّ الضعيفُ، ويقلِّدُ فيها الفاضلَ الْمَفْضُولُ.

 

فهل هناك وجود حقيقي لمبدأ الرِّفق بالحيوان في الإسلام؟ وما الأدلة والبراهين التي تثبت ذلك؟ وما النصوص والأحاديث التي تقرر ذلك؟ وما حجمها؟ وما فحواها؟ وإذا ثبت وجود ذلك فما العلاقة بين ما في الإسلام وبين ما عند الغربيين؟

 

فهذه التساؤلات وغيرها تحتاج إلى إجاباتٍ واضحة قائمة - على بحث علمي - مُدَعَّمَةٍ بالأدلة والبراهين.

 

لذا تأتي أهميَّةُ هذه الدراسة لإعطاء صورة واضحة عن حقيقةِ الرِّفق بالحيوان في الإسلام عمومًا، وفي الثابت من أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - خصوصًا، نصرةً للحقيقة، وإماطة للثام الجهل وكشفًا لِغِشاوته عن هذه القضيَّة، ومقارنةً لِما عندنا بما عند الغربيين فيها، "وَبِضِدِّها تتميَّزُ الأشياءُ".

 

3- أهداف الدراسة:

أَهدف أولًا وأخيرًا إلى تحقيق رضوان الله سبحانه وتعالى وخدمة دينه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والذَّبِّ عنهما، وإليك أهم الأهداف الخاصة والعامة التي تهدف إليها هذه الدراسة:

1- جمع الأحاديث الواردة في الرِّفق بالحيوان ودراسة أسانيدها وبيان الثابت منها واستبعاد الضعيف.

 

2- تصنيف هذه الأحاديث وما يلحق بها من آثار ودراستها لتقريبها للناس وتحقيق النفع منها.

 

3- بيان اعتناء السنة النبوية بالجانب النفسي عند الإنسان لتوجيهه نحو الخير وشرائع الإسلام بشكل عام، وإيضاح هذا في قضيَّة الرِّفق بالحيوان بشكل خاص.

 

4- إظهار أهمية السنَّة النبوية في الشريعة الإسلامية.

5- بيان شمولية الشريعة الإسلامية وإحاطتها بجميع شؤون الحياة.

6- بيان الوسطيَّة والاعتدال في معالجة الإسلام لشتى القضايا والموضوعات.

7- بيان تميُّز الإسلام وشريعته عن غيره من المبادئ والشرائع.

 

8- الإسهام في دحض فرية أعداء الإسلام بأن الإسلام يهضم حقوق الإنسان أو لا يعتني بها، فنقول: إذا كان هذا شأن الإسلام مع الحيوان والاهتمام به والضمان لحقوقه - وبهذا التفصيل والشمول الذي سنورده -، فمن باب أولى أنه يعتني بحقوق الإنسان الذي سُخِّر له هذا الحيوان ( وهو ما تكفلت به دراسات أُخرى كثيرة، ولله الحمد ).

 

9- المشاركة في معالجة القضايا المعاصرة وفقًا للمنهج الإسلامي القويم على ضوء النصوص الشرعية من الكتاب والسنة.

 

10- المشاركة في توثيق الصلات بين العلوم الشرعية وبين التخصصات الأخرى.

11- إثبات السَّبق الإسلامي في تقرير مبدأ الرِّفق بالحيوان.

 

4- الدراسات السابقة:

لم يغفل المصنفون في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الأحاديث الْمُتَعَلِّقَةِ بالحيوان والرِّفق به، فضمَّنُوا تلك الأحاديث في مصنَّفَاتهم في كتُبٍ متعددة، نحو: كتاب الجهاد، وكتاب الذبائح، وكتاب الصيد، وكتاب الأضاحي، وكتاب الحج، وكتاب الأطعمة، وغيرها؛ حيث جعلوا كثيرًا من تلك الأحاديث في أبواب متفرقةٍ ضمن تلك الكتُب. وقد صنِّفت أجزاء حديثيّة أفردت للأحاديث الواردة في حيوان معين أو أكثر[1] لكن - على حد علمي وبحثي المتواضعين - لم أرَ من المتقدمين من أفرد "الرفق بالحيوان" بمصنَّفٍ مستقلٍ أو جزءٍ حديثيٍّ، ولعل ذلك لعدم بروز هذا الموضوع بالشَّكل الذي بَرَزَ فيه في هذا العصر، ولاستقامة سلوك غالبية الناس في ذلك الزمان في تعاملهم مع الحيوان، ولاشتهار أَكثر تلك الأحاديث والآثار عندهم.

 

1- وأول من صنف جزءًا حديثيًا في هذا الشأن هو الإمام محمد بن عبد الرحمن السَّخَاوي - رحمه الله - (ت 902 هـ) حيث صنف جُزْءً سَمَّاه "تحرير الجواب عن ضرب الدواب" وهو مطبوع بتحقيق محمد خير رمضان يوسف /طبع دار ابن حزم/ الطبعة الأولى1418 هـ في نحوٍ من خمسين صفحة (من ص23 إلى ص76) -مع هوامش التحقيق - وأصل المخطوط يقع في اثنتي عشرة ورقة، وقد ضمَّنَه كثيرًا من الأحاديث والآثار (بدون أسانيد) والقصص الذي يتعلق بالرِّفق بالحيوان وأجاد وأفاد -رحمه الله -، غير أن تلك الأحاديث تحتاج إلى استيفاء تخريجها ودراسة أسانيدها والحكم عليها ؛ فمنها الصحيح والحسن والضعيف، كما أن المصنِّف لم يُقَسِّم تلك الأحاديث إلى أبواب بل أوردها في ثنايا جوابه على سؤالٍ متوسعًا في الإجابة ومُستطردًا. إلا أن المحقق قام بوضع بعض العناوين الجانبية في المطبوع منه.

 

2- هناك بحث للأستاذ محمد الخضر حسين (شيخ الأزهر) - رحمه الله - منشور في مجلة نور الإسلام عام 1932 م في المجلد الثالث منها يقع في تسع صفات (ص83-91) ذكر فيه باختصار ما يخص بالرِّفق بالحيوان في الإسلام وأورد فيه أربعة عشر حديثًا فقط.

 

3- أورد الدكتور مصطفى السباعي - رحمه الله - في كتابه القَيِّم"من روائع حضارتنا" مبحثًا بعنوان "الرِّفق بالحيوان" يقع في عشر صفحات (ص 111-120) أجاد فيه -رحمه الله -باختصار عرض هذا الموضوع في الإسلام، وذكر فيه خمسة عشر حديثًا، وأتبع ذلك مقارنةً مع موقف الحضارات الأخرى السابقة للإسلام والشرائع من الرِّفق بالحيوان وذكر نماذج من ظلمهم للحيوان.

 

4- وفي كتاب "القرآن وعالم الحيوان" للدكتور عبد الرحمن محمد الحامد - يقع في مجلد متوسِّط - باب بعنوان "الرِّفق بالحيوان" وجاء في إحدى عشرة صفحة (ص225-235) ذكر فيه كثيرًا من معاني الرِّفق بالحيوان في الإسلام، وذكر فيه اثني عشر حديثًا وعدة آثار، وتحدَّث في آخره عن مصارعة الثيران والدِيَكَة والكباش، وتحَدَّثَ بإيجاز عن الغلوّ عند الغربيين في دعوتهم المزعومة للرفق بالحيوان.

 

5- هناك بحث للدكتور عبد الله بن حَمَد العبودي منشور في مجلة البحوث الإسلامية في الرياض في العدد (34) لسنة 1402 هـ بحث بعنوان "وجوب الرفق بالحيوان وتحريم ظلمه وتعذيبه" يقع في تسع عشرة صفحة أورد فيه نحوًا من عشرين حديثًا.

 

6- أورد الشيخ ناصر الدين الألباني - رحمه الله - في كتابه "سلسلة الأحاديث الصحيحة" في المجلد الأول منه تحت عنوان من الرِّفق بالحيوان عشرة أحاديث (من رقم 20-30) واتبعها ستة من الآثار عن الصحابة والتابعين وعلَّق عليها باختصار بأن نَوَّه إلى رسوخ هذا المبدأ في الإسلام وإلى انحراف الغربيين وغلوِّهم في هذا المضمار.

 

7- أورد الباحث بكر مصطفى طُعمه بني ارشيد في رسالة ماجستير بعنوان "الأحاديث الواردة في حماية البيئة وتطويرها" - بإشراف فضيلة الدكتور محمد عيد الصاحب - في الفصل الثالث منها مبحثين يَمَسَّان هذا الموضوع:

المبحث الأول بعنوان "حماية الحيوانات" ضمَّنَه مطلبين اثنين: الأول: بعنوان "حماية الحيوانات من الأذى والهلاك"، والمطلب الثاني: بعنوان "الرِّفق بالحيوانات" من صفحة (86-129) أوردفيهما (30) حديثًا حَكَمَ على (11) حديثا منها بالضعف.

وأمَّا المبحث الثاني: فبعنوان "اقتناء الحيوانات والانتفاع بها"، وفيه مطلبان:- الأول: "ما ورد في الخيل والإبل". والثاني: "ما ورد في الغنم والشاة والدواب الأخرى" من صفحة (130-145)، أورد فيه (10) أحاديث حكم على ثلاثة منها بالضعف.

 

قلت: هذا مُجْمَلُ ما وقعت عليه مما كُتِبَ في هذا الموضوع من الجهود السابقة، وهي جميعًا لا تفي بدراسة هذا الموضوع، ولا تحيط بجوانبه:-

1- فالجهود السابقة جميعًا لم تستوعب جمع الأحاديث الواردة في الموضوع، لأنها جميعًا لم تطرح الموضوع بشموليتة في دراسة مستقلة مُخْتصَّةٍ به بل كانت بحوثًا مُقْتَضَبَةً، أو مباحثَ ضِمن دراسةٍ أو موضوعٍ اندرج تَحْتَهُ الحديث عن الرِّفق بالحيوان.

 

2- إن جميع الدراسات السابقة لم تعطِ الموضوع ما يستحق من تصنيفٍ وتقسيمٍ يتناسب مع مضامين الأحاديث، ومع روح العصر. ولذا فإنَّ الموضوع يَحْتَاجُ إلى تَصنيفٍ إلى فصول ومباحث ومطالب تُقَرِّبُ الأحاديث وما فيها من فقه وفوائد للباحثين والمهتمين بهذا الموضوع.


3- إن غالبية تلك المصادر - باستثناء جهد الطالب بكر طعمه، والعدد القليل من الأحاديث الذي أورده الألباني - تحتاج إلى تخريج علمي للأحاديث، وتمييز الصحيح من الضعيف.

 

4- إن غالبية تلك الدارسات لم يُقْتَصَر فيها على الحديث المقبول بل ذُكِرَ الصحيح والضعيف مما قد يُشْكِلُ على غير المتخصصين خصوصًا إذا لم تُبَيِّن درجة ذلك الحديث.

 

5- إن تلك الدراسات لم تُعْنَ الاعتناء الكافي بدارسة تلك الأحاديث وألفاظها ومعانيها وفوائدها وأحكامها.

 

6- أن تلك الدراسات لم تعتنِ عنايةً كافيةً في بيان تَمَيُّز الإسلام عن الحضارة الغربية، ولم تستوعب بيان الفرق بين الشريعة الإسلامية والحضارة الغربية في هذا المضمار.

 

ولذا استعنت بالله جل وعلا ثم بتوجيهات مشرفي الدكتور الفاضل ياسر الشمالي -حفظه الله- لإخراج دراسة شاملة في موضوع الرِّفق بالحيوان، تستوعب - بقدر الإمكان - الأحاديث والآثار الواردة في الموضوع، وتصنيفها تصنيفًا مُفَصَّلًا وشُمُوليًا مع الاقتصار على الحديث المقبول - دون الضعيف وما دونه - مع دراسة تلك الأحاديث وإيراد ما استنبَطَ منها شُرَّاح الحديث وعلماؤه من فوائد وأحكام والتعليق على كل منها بما يقتضيه المقام، والله هو المستعان وعليه التُّكلان، ونسألُ الله العفو والغفران عن الزلل والنقصان.

 

5- منهجية البحث:

[1] استخدمت الأسلوب الاستقرائي في جمع الأحاديث النبوية الواردة في الحيوان بشكل عام (بهدف اختيار ما يتعلق منها بالرِّفق بالحيوان) واستخدمت في ذلك عدة وسائل:

أ- المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي الشريف.

ب- كتاب "مفتاح كنوز السنة" للدكتور أ.ي. فنسنك.

 

ج- البحث بواسطة الحاسوب باستخدام بعض البرمجيات الجاهزة في الحديث الشريف، نحو: موسوعة الكتب التسعة، والموسوعة الألفية. ( ثم رجعت إلى المصادر الأصلية التي أوردتها للتحقق منها).

 

د- استقراء بعض الكتب الواردة في الصحيحين والسنن الأربعة وغيرها والتي هي مظانّ للأحاديث الواردة في الحيوان والرِّفق به، مثل: كتاب الأضاحي، وكتاب الصيد، وكتاب الجهاد، وكتاب الحجّ... الخ ونحوها، للوقوف على ما أورد فيها مصنِّفوها من أحاديث تتعلق بموضوع الدراسة، حيث جعلت لكل حديث بطاقة أو عدة بطاقات تختص به.

 

[2] بعد استقرائي للموضوع قمت بوضع خطة تفصيلية للبحث على ضوء ما جمعت من أحاديث، ثم قمت بفرز تلك الأحاديث وتوزيعها في ملفات إلى فصول ومباحث ومطالب.

 

[3] قمت بدراسة أسانيد تلك الأحاديث بعد جمع طرق كل حديث منها، ومن ثَمَّ أحكم عليه من مجموع تلك الطرق والأسانيد - وفقًا للقواعد والمعايير التي وضعها علماء الحديث ونُقَّادُه -. فإن كان الحديث يدخُل تحت دائرة القَبُول (صحيح، أو صحيح لغيره، أو حسن، أو حسن لغيره) فإنِّي أدخله في الرسالة، وإلا استثنيته إن كان ضعيفًا لأسباب ثلاثة:

أ- لأن في الحديث المقبول غُنْيَةٌ عن الضعيف والسقيم.

 

ب- توافر عدد كبير من الأحاديث المقبولة -وكذلك الضعيفة - حيث لا يفي الحجم المسموح للرسالة بإيرادها جميعًا، فاكتفيت باستيعاب المقبول لأنه الأحقُّ والأَوْلَى.

 

ج- حتى لا يقع غير المتخصص في إشكال بسبب خلط المقبول من الحديث مع غيره.

 

• غير أني أوردت أثرين أحدهما مرسل والآخر مقطوع شك الراوي في رفعه - والمرسل والمقطوع من أقسام الضعيف -، وهما في النهي عن التحريش بين الحيوانات، وذلك لكثرة استشهاد الفقهاء وغالب من كتب في الرِّفق بالحيوان بالمرسل منهما (مع إسناده ورفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - )، وقد أوردتهما للأسباب التالية:-

• عدم ثبوت حديث مرفوع عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أو أثر موقوف على صحابي في هذا الباب.

 

• استئناسًا، لأن أصول الشريعة ومقاصدها وعموم الآيات والأحاديث تقرر ذلك النهي.

 

• بيان عدم ثبوت ذلك الحديث مُسندًا، وأنه مرسل صحيح رَفَعَهُ التابعيُّ، كما أوضحت ذلك في تخريجي له.

 

[4] قمت بترقيم الأحاديث الواردة في الرسالة ترقيمًا تسلسليًا فإذا كان الحديث ثبت عن أكثر من صحابي أعطيته رقمًا خاصًَّا، وكذلك إذا اختلف مَخْرَجُ الحديث عند وجود اختلاف واضح في ألفاظ المتن أو زيادة مهمَّة فيه (وذلك في عدد محدود).

 

[5] قَسَّمتُ الصفحة التي تَرِدُ فيها الأحاديث إلى قسمين إضافةً إلى الهامش السفلي:

• فأما القسم العلوي (وهو الأصل): فأوردت فيه الأحاديث بأسانيدها، مع بيان الغريب الخاص بموضوع الشاهد منها، وشروحات العلماء عليها واستنباطاتهم منها، مع التعليق عليها وبيان دلالاتها بما يناسب المقام.

 

• وأما القسم الثاني من الصفحة: فأوردت فيه تخريج الحديث، والكلام باختصار على رجال إسناد الحديث الذي أذكره في الأصل، ثم الحكم على الحديث.

 

• وأما الهامش السفلي: ففيه توثيقات الكتب، وبعض الألفاظ الغريبة الواردة في متون الأحاديث التي ليس لها تَعَلُّق مباشرَ لها بموضوع الشاهد منه.

 

[6] قَدَّمتُ لكل فصلٍ أو مبحثٍ أو مطلبٍ بمقدَّمة تُقرِّب ما فيها، وبالقدر المناسب الذي يقتضيه ذلك المقام.

 

[7] حرصت على إيراد الآيات القرآنية التي تخص الجزئية التي أتحدث عنها وجعلت ذلك غالبا في بداية المباحث أو المطالب، لإظهار الارتباط الوثيق بين كتاب الله وسُنَّة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم -.

 

[8] عند إيرادي الحديث فإنِّي أذكر رقمه المتسلسل أولًا ثم أذكر من أخرج ذلك الإسناد فأقول: قال البخاري (أو فلان)، ثم أذكر إسناد الحديث ومتنه واضعًا علامة ($) في نهاية ذلك النقل. فإن كان للحديث ألفاظ أخرى أو زيادات - مفيدة وثابتة - فإنَّي أوردها عقب الحديث فأقول وفي رواية عند فلان أو في زيادة عند فلان وأذكرها.

 

[9] بالنسبة لترتيب الأحاديث الواردة في متن الرسالة:

أ- فإنَّي أقدم الحديث المتفق عليه، ثم ما انفرد به البخاري، ثم ما انفرد به مسلم، ثم من سواهما مُرَتَّبَةً بحسب قُوَّة الإسناد [إلا إذا كان سياق الموضوع أو ترتيب الأفكار والتدرُّج بها يقتضي غير ذلك فحينئذٍ أُقَدِّم الأنسب للسياق].

 

ب- أذكر الأحاديث التي تتقارب ألفاظها (والتي تعتبر شواهد لبعضها) متتابعة تلو بعضها.

 

ج- أقدم الحديث المرفوع، على الأثر الموقوف.

 

د- عند وجود رواية أخرى للحديث فيها زيادة أو اختلاف مؤثر في اللفظ فإني أوردها عقب الحديث فأقول:"وفي رواية - عند فلان-:"..."، وذلك بشرط ثبوت تلك الرواية.

 

هـ- أقدم الأحاديث ذات الدلالة العامة على الأحاديث ذات الدلالة الخاصة لغرض التدرج في العرض وبيان دخولها تحت العموم.

 

و- أكرر الحديث في المواضع التي يصلح شاهدًا فيها، وذلك لأن الحديث الواحد من أحاديثه - صلى الله عليه وسلم -يحتوي على الأحكام والفوائد الكثيرة التي يمكن أن يستفاد منها في غير موضع - فهو - صلى الله عليه وسلم - قد أوتي جوامع الكلم، ولأن غير المتخصص لا يستطيع أن يستحضر الدلالة المتعددة للحديث الواحد، وليجد من أراد البحث في جزئية من الموضوع - دون أن يطلع على باقي مباحث الرسالة ومطالبها - بغيته في الموضع الذي يطلع عليه. ( غير أني لا أعطي الحديث عند تكراره رقمًا جديدًا بل أضع علامة[ * ]مكان رقم الحديث وأُشِير في الهامش إلى درجة الحديث ( متفق عليه، أو رواه البخاري، أو رواه مسلم - لأن تصحيحهما أو أحدهما له اعتباره الخاص به، ولأميز ما حكم عليه الشيخان أو أحدهما مما اجتهدت في الحكم عليه -، أو صحيح، أو صحيح لغيره، أو حسن، أو حسن لغيره ) وأعزوه إلى الموضع الأول الذي أوردت فيه بذكر رقمه.

 

[10] قد اختصر الحديث الطويل واقتصر على موضع الشاهد فيه مع وضع ثلاث نقاط (...) مكان الاختصار.

 

[11] بالنسبة لرجال الإسناد:

أ- فإن كان الحديث في أحد الصحيحين فإنِّي لا أشتغل برجاله.

 

ب- إذا كان الحديث في غير الصحيحين فإنِّي أميز الراوي الذي يحتاج اسمه لتمييزٍ عن غيره ممن يشاركه في الاسم أو الكنية، حيث أضع رقم هامش عند آخر اسم يحتاج إلى تمييز في الإسناد، ثم أُمَيِّزُ أسماء هؤلاء الرواة في الهامش على الترتيب كما وردوا في الإسناد.

 

[12] فيما يتعلق بتخريج الأحاديث:

أ- أذكر أولًا صاحب الإسناد الذي ذكرته في أصل الرسالة ثم أذكر من أخرج الرواية الأخرى أو الزيادة - إن ذُكِرَت عقب الحديث رواية أخرى له أو زيادة -، ثم أذكر سائر المصادر الأخرى.

 

ب- إذا كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما فإنِّي اكتفي بتخريجه منهما لتلقي الأمَّة لهما بالقبول، وحرصًا على عدم إثقال الهوامش فيما ليس فيه كبير نفع، وإذا كان الحديث مكررًا في المصدر نفسه فاكتفي بموضعٍ واحد (هو الذي أوردته في الأصل حيث أختار أنسب الألفاظ للسياق الذي أورده فيه إن تعددت ألفاظه)، وأما إذا أوردت رواية أخرى فيهما أو من غيرهما لفائدة أو زيادة فأخرجها حينئذٍ.

 

ج- أما إذا كان الحديث في أحد كتب السنن الأربعة (أبي داود، أو النسائي، أو الترمذي، أو ابن ماجه):

1) فإذا كان الحديث صحيح الإسناد فإنِّي أكتفي بتخريجه من هذه المصادر - مع تَخَيُّرِ أفضل أسانيده عند وروده في أكثر من مصدر، إلا أني اذكر من أُخَرِّجُه ممن اشترطوا الصحَّة في كتبهم: (صحيح ابن حبان، أو صحيح ابن خزيمة، أو مستدرك الحاكم، أو مُنتَقَى ابن الجاورد). وأشير إلى الزيادة التي أوردها من غيرها بشرط ثبوتها.

 

2) إذا كان إسناد الحديث فيها دون مرتبة الصحيح: فإن وجدت إسنادًا أفضل منه خارجها - بشرط سلامته من العلة والشذوذ - فإنِّي اذكره في الأصل، ثم أُخَرِّجُه بما يفي الغرض.

 

[13] إذا وقع اختلاف في أسانيد الحديث وطرقه أو تعارُضٌ لرفع ووَقْف: فإنِّي أضع الراجح في أصل الرسالة، ثم أُخَرِّجُه وأحكم عليه بالراجح، وعقب ذلك أذكر الاختلاف وأبيِّنُ المرجوح على ضوء دراسة تلك الأسانيد ورجالها وكلام النقاد وأصحاب كتب العلل في الرجال والأسانيد.

 

[14] بالنسبة لدراسة رجال الإسناد عند الحكم على الحديث:

أ- فإذا كانوا جميعًا ثقاتًا رجال الشيخين أو أحدهما فإنِّي أُبَيِّن ذلك.

 

ب- وأما إذا كان الحديث دون رتبة الصحيح فإنِّي اذكر من نزل عن مرتبة الثقة من الرواة فإن كان من أهل الصدق أقول: "صدوق" وإن اختلفت فيه آراء النقاد بينت ذلك باختصار مع ذكر الراجح في حاله.

 

[15] بالنسبة للحكم على الحديث:

أ- إذا كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما فإني أكتفي بتخريجه منهما.

 

ب- إذا كان الحديث الوارد في الأصل إسناده صحيح لذاته، فأنظر إلى مجموع طرقه فإن كان يخلو من العلة والشذوذ فأقول "حديث صحيح"، وكذلك الأمر إذا كان إسناده حسنًا وهو بمجموع طرقه لا يهبط عن هذه الرجة ولا يترقى فأقول "حديث حسن".

 

ج- أما إذا كان الحديث يترقى من "الحسن" إلى "الصحيح لغيره"، أو من "الضعف اليسير" إلى "الحسن لغيره"، فإني أحكم أولًا حكمًا خاصًا على إسناد الحديث الوارد في الأصل، ثم أتبع ذلك بالحكم العام على مجموع طرق الحديث - من متابعات وشواهد - التي ترقيه إلى درجة أعلى.

 

د- إذا كان الحديث موقوف على صحابي فأميزه بالقول " أثر" ثم أضيف له حكمه المناسب صحة أو حسن أو غيرها، فإن كان للأثر حكم الرفع بيَّنْتُ ذلك عقب الحكم.

 

[16] بالنسبة لعَزْوِ الحديث إلى مصادره -( في الهامش )- فإنِّي اذكر شهرة صاحب الكتاب، ثم اسم الكتاب مختصرًا، ثم أُحدَّدُ مكان النقل بالجزء والصفحة، أما إذا كان النقل بالمعنى أو مزجت كلامًا نُقِلَ من أكثر من مصدرٍ أو كان الكلام المنقول لغير صاحب المصدر (نقله عن غيره وعزاه له) فأقول قَبْلَ ذكر المصدر (انظر).

 

[17] في الفصل الأخير من الرسالة أوردت بعض المعلومات والإحصائيات التي حصلت عليها من مواقع إلكترونية على الإنترنت لبعض جمعيَّات الرِّفق بالحيوان في بريطانيا وأمريكا وقمت بترجمتها - بواسطة متخصص - ثم قمت بالعزو في الهامش إلى تلك المواقع التي لم يتيسر لي الحصول على المعلومات التي وردت فيها من مصادر مطبوعة.

 

6- خطَّة الدراسة:

اشتملت هذه الدراسة على أربعة فصول وخاتمة، هي كما يلي:-

الفصل الأوَّل:- وهو فصل تمهيدي للدراسة تحدَّثت فيه عن:

"الرِّفق في الإسلام ونظرة الإسلام للحيوان".


ويشتمل على خمسة مباحث:-

المبحث الأول: معنى كلمتي "الرِّفق" و "الحيوان".

المبحث الثاني: الرِّفق والرَّحمة والإحسان من أَهم مبادئ الإسلام.


وفيه مطلبان:

المطلب الأوَّل: الأحاديث الواردة في الرَّحمة.

المطلب الثاني: الأحاديث الواردة في الرِّفق.

المبحث الثالث: نظرة الشريعة الإسلامية للحيوان.

المبحث الرابع: فضيلة الرِّفق بالحيوان والإحسان إليه.


· المبحث الخامس: حرمة الاعتداء على الحيوان وإيذائه.

·الفصل الثاني:

"مراعاة الأحاديث النبوية الجانب النفسي عند الإنسان في تَوجِيْهِهِ نحو الرفق بالحيوان".

وفيه ثلاثة عشر مبحثًا:

المبحث الأوّل: "الحيوانات أمم أمثالنا".

المبحث الثاني: تسبيح الحيوانات وصلاتها ودعاؤها.

المبحث الثالث: حبُّ الإنسان للحيوانات ودعاؤُه لها وعلاقته بالرفق بها.


وفيه مطلبان:

المطلب الأول: حبُّ الإنسان للحيوانات.

المطلب الثاني: دعاء الإنسان للحيوان.


المبحث الرابع: رحمة الله للحيوانات من أسباب دفع العذاب عن الناس.

المبحث الخامس: تكَلُّم الحيوان وشكواه.

المبحث السادس: الحَثُّ على اقتناء الأليف النافع منها وإسناد البركة إليها والخير والآثار النفسية لذلك.


وفيه مطلبان:

المطلب الأول: الحث على اقتناء الخيل والعناية بها.

المطلب الثاني: الحث على اقتناء الغنم وإسناد البركة إليها.


المبحث السابع: تسمية الحيوانات وتلقيبها، والتكنية باسم بعضها.

 

وفيه مطلبان:

المطلب الأول: تسمية الحيوانات وتلقيبها.

المطلب الثاني: تكنية صحابي بأبي هريرة.

 

المبحث الثامن: طهارة الحيوانات وأثرها النفسي.

المبحث التاسع: ملاطفة الحيوانات والمسح عليها والأثر النفسي لذلك.

المبحث العاشر: انتفاع الإنسان بالحيوان والأثر النفسي لذلك.

المبحث الحادي عشر: علاقة الحيوانات ببعض أمور الاعتقاد والأثر النفسي لذلك.

المبحث الثاني عشر: مراعاة الأحاديث النبوية الجانب النفسي للحيوان.

المبحث الثالث عشر: النهي عن لعن الحيوانات وتشويهها وأثره على نفسية الإنسان.

الفصل الثالث:

"حقوق الحيوانات في الأحاديث النبوية".

وفيه ستة مباحث:

المبحث الأول: حق الحيوانات في الحياة (حرمة قتلها بغير حق).


وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: تحريم قتل الحيوانات - بغير حق -.

المطلب الثاني: النهي عن قتلِ حيواناتٍ مخصوصةٍ وحِكمتُهُ.

المطلب الثالث: الحث على المحافظة على نسلها وعدم إفناء شيء من أصنافها.

 

المبحث الثاني: حق الحيوانات في الغذاء.

وفيه أربعة مطالب:

المطلب الأول: تحريم منع الطعام والشراب عن الحيوانات ووجوب نفقة المملوك منها على مالكها.

المطلب الثاني: الأمر بإعطائها حقها في الأكل والشرب والرعي.

المطلب الثالث: ثواب من قام بإطعامها أو سقايتها.

المطلب الرابع: التأكيد على حق صغارها في الغذاء.

 

المبحث الثالث: حق الحيوان في حفظ أعضَاء جسمه واكتمالها وعدم الاعتداء عليها.

وفيه خمسة مطالب:

المطلب الأول: تحريم التمثيل بالحيوانات وقطع أعضائها.

المطلب الثاني: النهي عن إيذاء الحيوانات بالضَّرْب.

المطلب الثالث: النهي عن إخْصَاء الحيوانات.

المطلب الرابع: تحريم الوقوع على الحيوانات (الاعتداء الجنسي عليها).

المطلب الخامس: تحريم التَّحْرِيش بين الحيوانات.

 

المبحث الرابع: حق الحيوانات المباح ذبحها ( أو قتلها ) في إحسان ذبحها وقتلها.

وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: تحريم تحريق الحيوانات بالنار.

المطلب الثاني: تحريم تعذيب الحيوانات باتخاذها هدفًا أو العَبَث في قتلها.

المطلب الثالث: وجوب إحسان ذبح الحيوانات وقتلها.

 

المبحث الخامس: حقوق الحيوانات أثناء استخدامها في الأعمال أو الانتفاع بها.

وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: النهي عن استخدامها في غير ما يناسبها من الأعمال.

المطلب الثاني: الرفق بها حال استعمالها وعدم إتعابها وتحميلها فوق طاقتها.

المطلب الثالث: إعطاؤها جزاءً ومكافأةً على عملها وجهدها.

 

المبحث السادس: حق الحيوانات في العناية بصحَّتها ومراعاة نظافتها.

وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأوَّل: الأمر بوقايتها والمحافظة على صحَّتِها ومداواتها إذا مرضت.

المطلب الثانِي: الأمر بتجنيبها الطعام الخبيث المؤذي.

المطلب الثالث: المحافظة على نظافتها ونظافة مأواها.

الفصل الرابع:

"الرِّفق بالحيوان بين الشريعة الإسلاميَّة والحضارة الغربيَّة".

وفيه أربعة مباحث:

المبحث الأول: الرِّفق بالحيوان مبدأ أصيل في الإسلام طارئ على الحضارة الغربيَّة.

المبحث الثاني: انحرافات النظرة الغربيَّة فيما يتعلَّق بالرِّفق بالحيوان.


وفيه مطلبان:

المطلب الأوَّل: الغُلوّ في النظرة الغربية.

المطلب الثاني: التناقض في النظرة الغربية.

 

المبحث الثالث: شبهات حول الرِّفق بالحيوان ودعوى تعارض الأحاديث النبويَّة.


وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: إباحة الإسلام ذبح بعض الحيوانات وارتباط ذلك ببعض الشعائر نحو الأضحية.

المطلب الثاني: الأمر بقتل بعض الحيوانات.

المطلب الثالث: النهي عن اقتناء بعض الحيوانات.

 

المبحث الرابع: الفرق بين النظرة الإسلامية والنظرة الغربيَّة فيما يتعلق بالرِّفق بالحيوان.

خاتمة:

وفيها نتائج وثمرات البحث والتوصيات.

الفهارس:

فهرس الآيات القرآنية.

فهرس أطراف الأحاديث.

فهرس المراجع.

فهرس الموضوعات.

 

الخاتمة:

الحمد لله الذي وفق ويسَّرَ وأعان والصلاة والسلام على خير الورى وأشرف الأنام سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، أما بعد:-

فبعد الانتهاء من فصول هذه الرسالة، وبعد هذه الصفحات التي عشنا فيها مع حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - وهديه فيما يتعلَّق بالرفق بالحيوان، أجد لزامًا عَلَيَّ أن أُبيِّن أهم النتائج التي توصَّلتُ إليها، وهي:-

[1] أنَّ الرِّفق والرحمة والإحسان مبادئ راسخة في الإسلام ؛ دعا إليها، وأمر بها، ورغَّب فيها في الأمور كلِّها.

 

[3] لقد امتازت الشريعة الإسلاميَّة بنظرتها إلى الحيوان نظرة متوازنة معتدلة غير مُفَرِّطة ولا مُفْرِطَة، ومُجْمَل النظرة الإسلامية للحيوانات فيما يلي:-

أ) بأنَّها مخلوقة لله عز وجل مُسَخَّرَة للإنسان ؛ يَسَّرها الله وذللها لخدمة الإنسان ومصلحته ؛ فله فيها منافع: من مأكل، ومَشْرَب، وملبس، وأثاث، وزينة، وجمال، ومركب، ويحمل عليها، ويستخدمها في الأعمال، ومن مُقْتضيات تسخيرها أن يتعامل معها وفق شرع ومنهج الْمُسَخِّر لها سبحانه وتعالى وضمن الغرض الذي سُخِّرَت له وخُلِقَت من أجله - كُلٌ منها بحسب طبيعته - ولا ينبغي أن تُظلَم أو يُعْتَدَى عليها.

 

ب) بأنها أنفس ولها أرواح وتشعر وتتألم بل وتشكو إلى الله، ويبنى على هذا أنه لا ينبغي الاعتداء عليها أو تعذيبها جسديًا أو نفسيًا.

 

ج) بأنها أمم أمثالنا، لها شبهٌ من الإنسان في كثير من الأمور: في خَلقِها وتكوينها، وفي إدراكها لبعض الأمور، وفي حاجاتها للغذاء والشرب والراحة، وفي أنها تحشر إلى ربها.

 

د) بأنها مختلفة متنوعة منها النافع ومنها الضَّار، ومنها المأكول ومنها غير المأكول ومنها الإنسي (الداجن) الأليف ومنها (الوحشي)ّ البَرِّيّ، ومنها الحيوانات المفترسة (السباع و الجوارح). ولكلٍ أحكامه التي تناسب حاله.

 

[3] أنَّ ا لرفق بالحيوانات والإحسان إليها فيه أجر كبير وهو سبب لمغفرة الذنوب.

 

[4] أنَّ الله حرَّم الاعتداء على الحيوانات وظلمها، وأن في ذلك الإثم الكبير، بل قد يكون سببًا لغضب الجبار ودخول النار.

 

[5] لقد راعت الأحاديث النبوية نفسيَّة الإنسان في دعوته إلى الرفق بالحيوان وذلك للارتباط الواضح بين سلوك الإنسان وما في نفسه، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11] وما بالنفس يشمل: الأفكار، والمفاهيم، والتصورات، والعواطف، والمشاعر، والاتجاهات، والميول والأخلاق، والنيات، وهي دوافع السلوك الإنساني ومحرِّكاته، فعملت الأحاديث على صياغتها والتأثير عليها لدفع سلوك الإنسان قُدُمًا نحو الرفق بالحيوان والإحسان إليه وفقًا للنظرة الإسلامية المعتدلة الواقعيَّة، وإليك أهم تلك المعالم والجوانب التي أوضحت معالمها تلك الأحاديث النبويَّة وأهم آثارها:-

(1) وصفها بأنها أمم له أثره النفسي بأن لها حقًا في الرفق والرحمة وأنه لا يجوز إيذاءها، وهل يجوز - عند صاحب فطرة سليمة - أن يعتدي على أُمّة؟، وهي "أمثالنا" أي تشابهنا في أشياء عديدة وهذا المعنى له أثره العميق في النفس يحملها على سدِّ ما يلزم من حاجاتها ودفع ما يؤذيها بمقتضى قياسها في ذلك على نفسه.


(2) الإخبار بأنها تسبِّح الله وتصلي على العلماء وتستغفر لهم لإحسانهم إليها وإلى الخلق عمومًا، وأن الفرس تدعو لصاحبها بأن يحبَّها، وفي هذا إثارة لعاطفة الرَّحمة والشفقة نحو الحيوان يلقي بظلاله على نفس الإنسان ويوجهه لينظر إلى الحيوانات على أنها أمم مُسَبِّحَهٌ عابدةٌ لله مما يدفع ويُحَرِّكٌ سلوكه للإحسان إليها وحبِّها وعدم احتقارها وترك الإساءة إليها، فكيف يعتدي المؤمن على مخلوقات تُسَبِّحُ الله وتعبده؟!

 

(3) ما جاء من حب النبي - صلى الله عليه وسلم - للخيل وحب بعض الصحابة للإبل وحب بعض التابعين للغنم: فيه التأثير على النفوس بالقدوة والإيحاء وتوجيهها لحب الحيوانات والاهتمام بها مما يقوي دوافع الرفق تجاه الحيوان. وكذلك ما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من دعاءٍ لبعض الحيوانات بالبركة، وإرشاده مَن اشترى دابة أن يدعو لها: إذ الدعاء للشيء سلوك دافِعُه مشاعر وعواطف الحب والاهتمام نحوه، وهو في الوقت ذاته يعمل على ترسيخ تلك العواطف والمشاعر والاتجاهات وتنميتها. كما أن الدعاء لشيء دليل على إرادة الخير له، وأنه أبعد ما يكون عن إيذائه أو الاعتداء عليه.

 

(4) أن الله تبارك وتعالى قد يرفع العذاب والهلاك - بمنع الغيث والمطر - عن العصاة من الناس بسبب رحمته للحيوانات، وهذا له آثار نفسية عظيمة تدفع للرفق بالحيوانات فرحمة الله للبهائم يعطي إيحاءً للمؤمن أن يرحمها هو كذلك.ومما يُحسِّن النظرة إليها العلم بأنها تُفَضَّلُ على الإنسان إذا عَتَى عن أمر ربه، مما يعزز الميول تجاه الإحسان إليها وعدم إيذائها.


(5) إن ما جاء في تَكَلُّم الحيوانات وشكواها إلى ربها وشكوى بعضها للنبي - صلى الله عليه وسلم - أثر على نفسية الإنسان ونظرته للحيوان، فالجمل الذي شكا للنبي - صلى الله عليه وسلم - وعيناه تذرفان بالدموع سوء معاملة تعرض لها، له صورة تنطبع في النفس فتؤثر فيها وتنشئ فيها الرحمة والشفقة والشعور بأن هذه الحيوانات تدرك ما يقع عليها من ظلم أو تعدي، وتشعر وتتألم، بل وتشكو إلى الله ذلك، وكذا ما جاء أن العصفور يعجُّ شاكيًا إلى الله يوم القيامة ممن اعتدى عليه.


(6) لقد حثَّت الأحاديث النبوية على اقتناء الأليف النافع من الحيوانات والاعتناء بها والإنفاق عليها وعلَّقت الخير والبركة فيها، وخصوصًا الخيل، ثم الغنم والإبل، وهذا له الأثر البالغ في توجيه النفس والسلوك إلى الرفق بها.

 

(7) ما جاء من تسميته - صلى الله عليه وسلم - لفرسه وناقته وحماره أو تلقيب بعضها يدفع إلى الاهتمام بها بتمييزها عن غيرها كما يوثق علاقة صاحبها بها ويعزز مشاعر المحبة والرحمة والعطف ويدفع السلوك نحو الرفق بها.

 

كذا ما جاء من تكنية صحابي جليل بأبي هريرة، حيث تُلقي هذه الكنية بِظلالها على النفس وتُزرع فيها العطف على هذا الحيوان، وتدفع إلى الإحسان إليه وإلى ما شاكله من الحيوانات، وعدم استصغار أو احتقار ذلك أو الترفُّع عنه، فذا صحابي جليل يكنَّى باسم حيوان صغير لإحسانه إليه وعطفه عليه.

 

(8) الحكم بطهارة الحيوانات وعدم نجاستها يولِّدُ تقاربًا نفسيًا وحسيًا بين الإنسان والحيوان، وهذا الحكم وذاك القرب الناجم عنه لهما الأثر الظاهر على النفس الإنسانية الذي يوجهها نحو الرِّفق والرحمة.

 

(9) ما جاء في المسح على الحيوان أو فتل ناصيته نوعٌ من التواصل النفسي بين الإنسان والحيوان، يجعل الإنسان يعزز الشعور بالمحبة والرِّفق والشفقة تجاه الحيوان.

 

(10) ما ورد في الأحاديث النبوية من توجيه الأنظار نحو الاستشفاء ببعض منتجات الحيوانات نحو ( العسل، وألبان وأبوال الإبل، وألبان البقر ) له أثره على النفس والسلوك ويدفع إلى العناية بها والمحافظة عليها وتكثير نسلها نتيجةً لما جُبِلَت عليه النفوس من طلب جلب المنافع، وحبِّها لما تَنْتَفِعُ به واهتمامها به.

 

(11) ما جاء من ارتباط الحيوانات ببعض الأمور التي لها تعلُّقٌ بالاعتقاد نحو رعاية الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - للغنم - وما يتضمنه ذلك من تعاهدٍ لها وقيامٍ عليها ورحمةٍ ورفقٍ بها - فيه تقويمٌ لنظرة الكثيرين إلى الحيوان، وإيحاءٌ لهم بالاتباع والإقتداء، وألا يَسْتَخِفُّوا بالحيوان ولا يتهاونوا في أمر الرِّفق به أو النظر له بعينِ الازدراء. كما أن ما جاء في الأحاديث بأنها تُحشر يوم القيامة وتقتصُّ ممن فرَّط بحقَّها أو ظلمها ترهيب للنفس يبعدها عن الإساءة إليها. وما جاء بأن في الجنة دواب له الأثر النفسي والسلوكي حيث يُوَلِّد في النفس حبًا لهذه الحيوانات ويزيد من ارتباطه بها لعلمه أن تسخير هذه الحيوانات له وانتفاعه بها يمتد إلى الآخرة، والنفس تميل إلى الشيء إذا علمت أنَّه من مكانٍ تحبُّه وتحنُّ إليه -وهو الجنَّة- مما يدفع إلى العناية والرِّفق بها.

 

(12) أثبتت الأحاديث النبوية للحيوانات نوعًا من الإدراك النفسي فضلًا على الجسدي ؛ فهي تتعاطف وتتراحم فيما بينها، وشبّهت قلوب الذين يدخلون الجنة بقلوب الطير، وبأنها تصغي وتشفق يوم الجمعة وتخشى فيه قيام الساعة، وقد تحنُّ وتبكي، وتُفَجعُ إذا فقدت صغارها، ونُهي عن إرهابها بجعلها هدفًا للرماية وكل ذلك له آثاره الواضحة على النفس وتوجيهها نحو الرفق بها.

 

(13) نهت الأحاديث عن لعن الحيوانات أو تشويهها لحمايتها من أي اتجاه نفسي يتعارض مع الرِّفق والرحمة ويسبب كراهيتها والإساءة إليها أو احتقارها والاعتداء عليها من بعض الناس.

 

[6] لقد ضمنت الأحاديث النبويَّة للحيوانات حقوقًا تحمي حياتها وأجسامها من جميع الجوانب ومن كل اعتداء أو إيذاء، أهم تلك الحقوق مايلي:-

(1) حقَّها في الحياة وحرمة قتلها بغير حق: حيث حرَّمَت قتلها إلا ما أذِن الله به للانتفاع بها بذبحها لمنفعة بذكاة شرعية أو قتلها لدفع ضررها، وأكدت النهي عن قتل بعض الحيوانات (هي: النَّمْلة، والنَحْلة، والهُدْهُد، والصُّرَد، والضِّفدع، والخفَّاش ) لمعانٍ قامت فيها وليقاس عليه غيرها إذا شابهها فيها، كما حثَّت على المحافظة على نسلها وعدم إفناء شيء من أصنافها.

 

(2) حقَّها في الغذاء:فحرَّمت منعها من الطعام والشراب، وأوجبت على أصحابها النفقة عليها، كما حثَّت على توفيتها حقَّها في الأكل والشرب والرعي ورتبت على ذلك الثواب والأجر الجزيل، وأكدت على حقِّ صغارها في الغذاء ونهت عن الاعتداء عليه.

 

(3) حقَّها في حفظ أعضاء جسمها واكتمالها وعدم الاعتداء عليها: فحرَّمت قطع أعضاء جسمها والتمثيل بها ووسمها في وجوهها، ونهت عن إيذائها بالضرب، وحرَّمت إخصاءها، وحرَّمت الوقوع عليها (الاعتداء الجنسي عليها)، وحرمت التحريش بينها كما يفعل بين الديوك والثيران والكلاب والكباش وغيرها من مناطحة ومناقرة ومهارشة.

 

(4) حقَّها بإحسان ذبحها أو قتلها - في حالة مشروعيَّته -: فحرَّمت التحريق بالنار، وحرمت تعذيبها عند ذبحها أو العبث في ذلك فنهت عن صبرها وتجثيمها واتخاذها غرضًا، وأوجبت إحسان ذبحها بإحداد السكين وإسراع الذبح على أفضل وجهٍ وخير هيئة، بنفس رحيمةٍ دون شدة ولا عَسف.


(5) حقَّها عند استخدامها في الأعمال والانتفاع بها: فنهت عن استخدامها في غير ما يناسبها من الأعمال، وأمرت بالرفق بها، ونهت عن إتعابها وتحميلها فوق طاقتها، وأرشدت إلى مراعاة جهدها وتقديره ومكافأتها عليه بالاهتمام بها والإنفاق عليها.


(6) حقَّها في العناية بصحَّتها ومراعاة نظافتها: فأمرت بوقايتها مما يضعفها أو يعرضها للمرض، وأمرت بتجنيبها الطعام الخبيث المؤذي وحرَّمت الجلاَّلة التي تأكل القذر والنجاسات وحرَّمت لبنها وركوبها، كما أُمِرَ بالمحافظة على نظافتها ونظافة مأواها.

 

[7] لقد تميَّزت النظرة الإسلامية - التي قررتها الأحاديث النبوية - عن الحضارة الغربية فيما يتعلق بالرفق بالحيوان، وأبرز مميزات تلك النظرة:-

(1) سبق الإسلام للحضارة الغربية في الدعوة إلى الرفق بالحيوان بما يزيد على اثني عشر قرنٍ من الزمان، إذ كانت أول الدعوات إليه عند الغربيين في بريطانيا في القرن التاسع عشر سنة 1822 م.


(2) أن الرفق بالحيوان مبدأ أصيل في الإسلام قررته الكثير من الآيات والأحاديث النبوية التي دعت إليه وشرَّعت أحكامه وأحاطت بجوانبه وطبقت في المجتمع الإسلامي منذ نشأته، أما عند الغربيين فهو مبدأ طارئ دخيل والتاريخ الغربي فيما مضى يطفح بظلم الحيوان والإساءات إليه والاعتداء عليه - بل إلى حد كبير وفي الزمن المعاصر أيضًا.


(3) امتازت النظرة الإسلامية والتشريعات الإسلامية فيما يتعلق بالرفق بالحيوان بربانيَّتها وسلطانها على النفوس (وهذه سمة عامة لجميع شرائع الإسلام).


(4) وامتازت كذلك بشمولها وإحاطتها وتفصيلها لجميع الحيوانات وجميع الجوانب والأحوال المتعلقة بها.


(5) وامتازت بوسطيَّتها وخلوِّها من الإفراط والتفريط ووضعها للأمور في نصابها.

 

[8] أفرزت الحضارة الغربية انحرافات ظاهرة فيما يتعلق بالرفق بالحيوان بسب فقدان المرجعية والضوابط، وأبرز انحرافاتها هي:-

أولًا: الغلو والإفراط بتدليل الحيوانات برفعها فوق مكانتها الطبيعية والمبالغة في الإنفاق عليها.

 

ثانيًا: التناقض في النظرة الغربية في التعامل الغربي مع مبدأ الرفق، ويظهر في جانبين هما:-

1. جانب يتعلق بالحيوان:- حيث يكاد يكون هذا التدليل المفرط والغلو ينحصر في بعض الحيوانات فيما يعرف (بالحيوانات المنْزِليَّة) بل بأنواع محددة منها هي الكلاب ثم القطط، أما ما سواها من الحيوانات وخصوصًا المأكول منها فيُتعامل بما يناقض الرفق من تعذيبٍ وظلمٍ واعتداءٍ، ومن عدة نواحي أهمها:-

أ) في ذبحها وقتلها بالصعق الكهربائي وغيره، وتعريضها للماء الذي يغلي أو البخار المضغوط قبل إزهاق أرواحها.

 

ب) التحريش بينها ومصارعة الثيران واعتبارها رياضة وتسلية عند الكثيرين منهم.

 

ج) إساءة غذائها بإطعامها الأعلاف المركبة من النجاسات والفضلات واستخدام الهرمونات والمواد الكيماوية الضارة مما أدى إلى ظهور أمراض جديدة وفتاكة أدَّت إلى تعذيبها وزهوق أرواحها.

 

[9] هناك بعض الشبهات التي يطرحها بعضهم للتشكيك بمبدأ الرفق بالحيوان في الإسلام وادعاء تعارض الأحاديث النبوية، وهذه الشبهات هي:-

أ) إدعاء عدم وجود مثل هذا المبدأ أو تشريعاته في الإسلام وبأن القول به هو مجرَّد دعوى وتقليد للغرب.

 

والجواب: أن كثرة النصوص الشرعية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تأكد هذا المبدأ وتنظم تشريعاته تدحض تلك الشبهة، بل تظهر ضد ما قالوا تمامًا.

 

ب) إباحة الإسلام ذبح بعض الحيوانات وارتباط ذلك ببعض الشعائر الإسلامية نحو الأضحية.

 

والجواب: أن الذي خلَق تلك الحيوانات سبحانه وتعالى هو الذي أباح ذبحها وهم ليسوا بأعلم ولا بأحكم ولا بأرحم من الله الذي شرعه، وأن هذا النوع من الانتفاع بها من مقتضيات تسخيرها، ترتب مصالح كثيرة للإنسان بل الحيوان نتيجة للانتفاع بها من العناية بها وبغذائها وصحّتها وتكاثرها وحمايتها، ثم إن مانعوه على الإسلام موجود عندهم وفي بلادهم ويقع بطرق غير شرعية فيها تعذيب للحيوانات.

 

ج) الأمر بقتل بعض الحيوانات مما عدوه متنافيًا مع الرفق.

 

والجواب: أن الحيوانات التي جاء الأمر بقتلها عددها محدود وله حكمة بالغة هي دفع ضرر تلك الحيوانات السَّامة والضارة والمؤذية حفظًا لحياة الإنسان وسلامته، وهذا من الضروريات التي لا ينبغي أن ينكرها من فيه مسكة عقل.

 

د) النهي عن اقتناء بعض الحيوانات.

الجواب: إن الذي نهي عن اقتنائه هو الكلب وذلك بسبب نجاسته عند جماهير الفقهاء، ولنقله لكثيرٍ من الأمراض الخطيرة إلى الإنسان، إضافة إلى السبب الغيبي وهو امتناع الملائكة دخول البيت الذي فيه كلب. إلا أنه أبيح اقتناؤه لمصلحة راجحة من صيد أو حفظ زرع أو غنم لترجح المصلحة في هذه الأحوال على المفسدة ويقاس عليها ما دعت الضرورة إليه نحو (الكلاب البوليسية).

 

أقول: وكذا يحرم اقتناء كل ما كان فيه خطر على صحَّة الإنسان وحياته كالأفاعي والعقارب والنمور...الخ.

 

وأخيرًا: فإن الإسلام يظلُّ دين الرفق والرحمة والعدل والحكمة والاعتدال، وهو سبب السعادة للبشرية جمعاء، وسبيل التقدم والنماء، وستبقى سنة محمد - صلى الله عليه وسلم - نورًا هاديًا ينير الدرب للإنسان في كل زمان ومكان وفي كل مجالٍ من المجالات.

 

تم بحمد الله وتوفيقه وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

الموضوع الصفحة
المقدمة
الفصل الأوَّل: الرِّفق في الإسلام ونظرة الإسلام للحيوان 1
المبحث الأول: معنى كلمتي " الرِّفق " و " الحيوان ". 2
معنى الرِّفق في اللغة. 2
معنى الحيوان. 2
المبحث الثاني: الرِّفق والرَّحمة والإحسان من أَهم مبادئ الإسلام. 4
المطلب الأوَّل: الأحاديث الواردة في الرَّحمة. 6
تسميته - صلى الله عليه وسلم -بـِ " نبي الرَّحمة ". 6
وصفهُ - صلى الله عليه وسلم - أنه كان رفيقًا رحيمًا رقيقًا. 8
رحمة الخلق سبب وشرط في تحقيق رحمة الحق جل جلاله. 9
المطلب الثاني: الأحاديث الواردة في الرِّفق. 12
المبحث الثالث: نظرة الشريعة الإسلامية للحيوان 15
المبحث الرابع: فضيلة الرِّفق بالحيوان والإحسان إليه. 19
المبحث الخامس: حرمة الاعتداء على الحيوان وإيذائه 23
الفصل الثاني: مراعاة الأحاديث النبوية للجانب النفسي عند الإنسان لِتَوجِيْهِهِ نحو الرفق بالحيوان. 27
بعض المصطلحات النفسية التي تهمُّنا في هذا البحث 28
الدوافع. 28
الاتجاهات 28
الميول 29
العاطفة. 29
المبحث الأوّل: "الحيوانات أمم أمثالنا". 30
المبحث الثاني: تسبيح الحيوانات وصلاتها ودعاؤها. 33
المقصود من "التسبيح". 33
النَّمْل يُسَبِّح. 34
الحيوانات تستغفر للعلماء وتصلي عليهم 35
معنى صلاة الحيوانات على العلماء. 37
دعاء الفرس لصـاحبه. 38
تسـبيح الضـفادع 40
المبحث الثالث: حبُّ الإنسان للحيوانات ودعاؤُه لها. 41
المطلب الأول: حبُّ الإنسان للحيوانات. 41
المطلب الثاني: دعاء الإنسان للحيوان. 44
المبحث الرابع: رحمة الله للحيوانات الحيوانات من أسباب دفع العذاب عن الناس. 46
الآثار النفسية لقوله صلى الله عليه وسلم: ولولا البهائم لم يمطروا. 47
المبحث الخامس: تَكَلُّم الحيوان وشكواه. 49
كلام البقرة والذئب 50
شكوى الجمل للنبي 53
شكوى العصفور لله 54
المبحث السادس: الحث على اقتناء الأليف النافع منها وإسناد البركة إليها والخير. 55
المطلب الأول: الحث على اقتناء الخيل والعناية بها. 56
أولًا: الأحاديث التي نصت على أن الخير معقود بنواصيها 56
معنى قوله: الخيل معقود بنواصيها الخير 58
الحث على الإنفاق عليها، والتبشير بأن أهلها معانون. 58
والمنفق عليها كالباسط يده بالصدقة. 59
ثانيًا: الأجر العظيم الذي جعله الله لمن اقتنى الخيل في سبيله. 61
معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "ثم لم ينس حقوق الله في ظهورها ولا رقابها". 64
ثالثًا: صورة باهرة يظهر فيها الأثر السلوكي للدوافع النفسية والاتجاهات التي أثمرتها الأحاديث النبوية. 66
المطلب الثاني: الحث على اقتناء الغنم وإسناد البركة إليها 67
المبحث السابع: تسمية الحيوانات وتلقيبها والتكنية باسم بعضها 70
المطلب الأول: تسمية الحيوانات وتلقيبها 70
تسمية الناقة وتلقيبها 70
تسمية الحمار. 74
تسمية الفرس. 74
المطلب الثاني: تكنية صحابي بأبي هريرة. 77
المبحث الثامن: طهارة الحيوانات وأثرها النفسي. 79
معنى قوله: "إنها من الطوافين عليكم والطوافات" 82
المبحث التاسع: ملاطفة الحيوان والمسح عليه والأثر النفسي لذلك. 83
المبحث العاشر: انتفاع الإنسان بالحيوان والأثر النفسي لذلك 85
أولًا: الاستشفاء بالعسل. 87
ثانيًا: الاستشفاء بألبان وأبوال الإبل. 88
ثالثًا: الاستشفاء بألبان البقر. 89
المبحث الحادي عشر: الحيوانات وبعض أمور الاعتقاد والأثر النفسي لذلك 91
أولًا: رعاية الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه للغنم.. 93
ثانيًا:الاقتصاص لها ممن آذاها ولم يؤدِ حقَّها يوم القيامة.. 95
ثالثًا:ذكر دواب الجنة. 97
المبحث الثاني عشر: مراعاة الأحاديث النبوية للجانب النفسي للحيوان. 100
تعاطف وتراحم الحيوانات. 100
تشبيه - صلى الله عليه وسلم - قلوب الذين يدخلون الجنة بقلوب الطير. 101
إصاخة وإشفاق الحيوانات صباح يوم الجمعة. 102
حنين الجمل وبكاؤه 103
كراهة أن تُفَجَّعَ الحيوانات بأولادها. 104
النهي عن تخويفها باتخاذها هدفًا للرماية 107
المبحث الثالث عشر: النهي عن لعن الحيوانات وتشويهها وأثره على نفسية الإنسان 108
حُرمَةُ تَشْوِيْهِ الحيوانات وتغيير خَلْقِها وصُوْرَتِها. 111
الفصل الثالث: حقوق الحيوانات في الأحاديث النبوية 112
المبحث الأول: حق الحيوانات في الحياة (حرمة قتلها بغير حق) 113
المطلب الأول: تحريم قتل الحيوانات بغير حق 113
تحريم إزهاق روح الحيوان عبثًا لمجرد التسلية أو الرياضة أو تعلم الرماية باتخاذه غرضًا هدفًا 114
النهي عن العقر ومعاقرة الأعراب. 116
النهي عن تعليق الأوتار في رقابها خشية اختناقها وموتها. 117
المطلب الثاني: النهي عن قتلِ حيواناتٍ مخصوصةٍ وحِكمتُهُ. 118
النهي عن قتل النَّمْلة، والنَحْلة، والهُدْهُد، والصُّرَد. 118
النهي عن قتل الضفدع. 119
سبب النهي عن قتل الضفدع 120
النهي عن قتل الخفاش. 121
المطلب الثالث: الحث على المحافظة على نسلها وعدم إفناء شيء من أصنافها 122
الأجر في إطراق الفرس. 122
النهي عن إنزاء الحمير على الخيل. 123
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لولا أن الكلابَ أمةٌ من الأمم لأمرت بقتلها". 124
المبحث الثاني: حق الحيوانات في الغذاء. 125
المطلب الأول: تحريم منع الطعام والشراب عن الحيوانات ووجوب نفقتها على أصحابِها 126
المطلب الثاني: الأمر بإعطائها حقَّها في الأكل والشرب والرعي 129
إعطاؤها حقها عند السفر عليها في الخصب والجدب. 129
توصية الصحابة وحضهم على إعطاء الحيوانات حقها في الغذاء. 131
كلُ راعٍ مسئولٌ عن رعيَّتِهِ. 131
استنباط الفقهاء وجوب الإنفاق على البهائم وإجبار المقصر. 132
المطلب الثالث: ثواب من قام بإطعامها أو سقايتها. 133
المغفرة لمن سقاها. 133
من نقى لفرسه شعيرًا فله بكل حبة حسنة. 134
تغذيتها صدقة. 135
في كل ذات كبد حرَّى أجر 135
المطلب الرابع: التأكيد على حق صغارها في الغذاء 137
كلام الفقهاء في حق أولاد البهائم في لبنها 140
المبحث الثالث: حق الحيوان في حفظ أعضَاء جسمه واكتمالها وعدم الاعتداء عليها 142
المطلب الأول: تحريم التمثيل بالحيوانات وقطع أعضائها. 143
1- النهي عن المُثلة 143
2- النهي عن القطع 146
3- النهي عن الوَسْم في الوجه 148
4- النهي عن الخَذْف. 150
5- النهي عن أدنى إيذاءٍ للأعضَاء. 151
المطلب الثاني: النهي عن إيذاء الحيوانات بالضَّرْب. 152
الخلاصة في حكم ضرب الحيوانات. 155
المطلب الثالث: النهي عن إخْصَاء الحيوانات 157
بيان ضعف رفع حديث النهي عن الخصاء 159
وقد اختلف العلماء في حكم خِصَاء البهائم 161
ردّ مجيزي إخْصَاء البهائم على المانعين والأجوبة عليهم. 162
بيان ضعف زيادة ان النبي ضحى بكبشين (موجوءين). 163
المطلب الرابع: تحريم الوقوع على الحيوانات (الاعتداء الجنسي عليها). 167
المطلب الخامس: تحريم التَّحْرِيش بين الحيوانات. 169
بيان ضعف وصل حديث النهي عن التحريش.. 170
المبحث الرابع: حق الحيوانات المباح ذبحها ( أو قتلها ) في إحسان ذبحها وقتلها. 174
المطلب الأول: تحريم تحريق الحيوانات بالنار. 175
المطلب الثاني: تحريم تعذيب الحيوانات باتخاذها هدفًا أو العَبَث في قتلها 177
النهي عن صَبْر الحيوانات. 177
النهي عن المجثَّمة 179
المطلب الثالث: وجوب إحسان ذبح الحيوانات وقتلها.. 183
رحمة الذبيحة سبب لتحقيق رحمة الله تعالى 184
إحسان الذَّبح حق للحيوان يَسأَلُ اللهُ عنه 185
الأمر بإعجال الذبح وإنهار الدم وذكر اسم الله وتجنب بعض أدوات الذبح. 186
تحديد موضع الذبح الذي تحصل به الذكاة الشرعية. 188
معنى الذكاة " لغةً وشرعًا. 189
أحكام الذكاة للمقدور عليه والمتوحش (البَرِّي).. 189
المبحث الخامس: حقوق الحيوانات أثناء استخدامها في الأعمال أو الانتفاع بها. 191
المطلب الأول: النهي عن استخدامها في غير ما يناسبها من الأعمال. 192
المطلب الثاني: الرِّفق بها حال استعمالها وعدم إتعابها وتحميلها فوق طاقتها 195
1.المحافظة على سلامتها عند استخدامها في الأعمال 195
2.مراعاة قدراتها الجسمية عند استعمالها 196
3. الرِّفق في ركوبها والحمل عليها. 196
4.الرِّفق في حلبها. 198
5. عدم إتعابها وإجهادها 200
المطلب الثالث: إعطاؤها جزاءً ومكافأةً على عملها وجهدها. 201
المبحث السادس: حق الحيوانات في العناية بصحَّتها ومراعاة نظافتها 203
المطلب الأوَّل: الأمر بوقايتها والمحافظة على صحَّتِها ومداواتها إذا مرضت 203
المطلب الثانِي:الأمر بتجنيبها الطعام الخبيث المؤذي 207
المطلب الثالث: المحافظة على نظافتها ونظافة مأواها 210
الفصل الرابع: الرِّفق بالحيوان بين الشريعة الإسلامية والحضارة الغربية 211
كلمة لا بُدَّ منها. 211
المبحث الأول: الرِّفق بالحيوان مبدأ أصيل في الإسلام طارئ على الحضارة الغربية 212
المبحث الثاني: انحرافات النظرة الغربية فيما يخصّ بالرِّفق بالحيوان. 218
المطلب الأول: الغلو والإفراط في النظرة الغربية. 214
إحصائية عن مالكي الكلاب ونفقاتهم في أمريكا 216
إحصائية تبين مشاعرهم تجاه حيواناتهم ودرجة تعلقهم بها 216
المطلب الثاني: التناقض في النظرة الغربية مع مبدأ الرِّفق. 217
الجانب الأول: فيما يخص الحيوان. 217
طرق الذبح عند الغربيين. 217
صورتان للصعق. 217
التحريش بين الحيوانات ومصارعة الثيران عند الغربيين. 218
إساءة تغذية الحيوانات بإطعامها الأعلاف المركبة التي تحوي نجاسات وفضلات. 218
التلاعب في خلق الحيوانات من خلال الهندسة الوراثية. 218
الجانب الثاني: وهو يخص تعاملهم مع الإنسان. 218
تساؤل عن سر اهتمام الغربيين بالكلاب. 219
المبحث الثالث: شبهات حول الرِّفق بالحيوان ودعوى تعارض الأحاديث. 220
الشبهة الكبرى عدم وجود الرفق بالحيوان في الإسلام.. 220
المطلب الأول: تشريع الإسلام ذبح بعض الحيوانات وارتباط ذلك ببعض الشعائر الإسلامية نحو الأضحية. 220
المطلب الثاني: الأمر بقتل بعض الحيوانات 222
الأمر بقتل الحيَّات 222
الأمر بقتل الفواسِق الخمس. 223
الأمر بقتل الوَزَغ.. 225
المطلب الثالث: النهي عن اقتناء بعض الحيوانات 226
الأحاديث في النهي عن اقتناء الكلاب 226
واختلف العلماء في سبب نقصان الأجر باقتناء الكلب 227
اختلف في حكم اقتناء الكلاب. 228
الخطورة الصحية من اقتناء الكلاب. 228
المبحث الرابع: الفرق بين النظرة الإسلامية والنظرة الغربية لمبدأ الرِّفق بالحيوان. 229
الخاتمة 231
التوصيات 233



 


[1] هنالك كتب كثيرة ألفت قديمًا تهتم بالحيوان، وكثير منها أجزاء حديثيَّة اهتمَّت بإيراد الأحاديث المتعلقة بالحيوان الذي يحمل اسمه الكتاب وقد يتعرضوا فيه لأمور أخرى من أشعار وفوائد وأخبار تتعلق بذلك الحيوان ، ومن أهمها:-
1- "كتاب الإبل" للنضر بن شُميل (ت203 هـ)، ولأبي عبيدة مَعْمر بن المثنى التميمي (ت209 هـ)، وللأصمعي عبد الملك بن قُرَيب (ت216 هـ) ،، لأبي حاتم السجستاني سهل بن محمد بن عثمان (ت248 هـ).
2- "كتاب الخيل" لأبي عبيدة مَعْمر بن المثنى التميمي (ت209 هـ) ، ولابن الأعرابي محمد بن زياد (ت231 هـ)، ولأبي جعفر محمد بن حبيب البغدادي(ت245 هـ)، ولابن قتيبة عبد الله بن مسلم(ت276 هـ) .
3- "كتاب الفَرَس" للأصمعي.
4- "كتاب الغنم والشاء" للنضر بن شُميل، ولأبي الحسن الأخفش سعيد بن مسعدة (ت215 هـ) ، وللأصمعي.
5- "كتاب الطير" للنضر بن شُميل، ولأبي حاتم السجستاني (ت248 هـ).
6- "كتاب البازي والحمام والحيَّات والعقارب" لأبي عبيدة معمر بن المثنى.
7- "كتاب النحل والحشرات" لأبي حاتم السجستاني.
8-"كتاب النحل والعسل" للأصمعي. قلت: وغالبها غير مطبوع. وهناك كتابان كبيران مشهوران اهتما بدراسة الحيوانات بشكل عام، هما:-
1- كتاب الحيوان للجاحظ (عمرو بن بحر بن محبوب255 هـ) وهو كتاب تغلب عليه الصبغة الأدبية، وطابع الموسوعيَّة حيث حوى فضلًا على وصفه للحيوانات وتركيبها وطبائعها وأحوالها وفوائدها، كثيرًا من الأمور الطبيعية والفلسفية والتاريخية والجغرافية والاجتماعية... الخ، وقد وصفه عبد السلام هارون -محقق الكتاب- بأنه صورة ظاهرة لثقافة العصر العباسي. وقد يورد أحاديث نبوية تتعلق بالحيوان الذي يتحدث عنه لكن على قلَّة.




 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات


مختارات من الشبكة

  • الأحاديث الواردة في الصحة النفسية جمعا وتصنيفا ودراسة(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • الأحاديث النبوية في حقوق المرأة (جمعا وتصنيفا ودراسة)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • الأحاديث الواردة في العمران جمعا وتصنيفا ودراسة(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • تخريج ودراسة تسعة أحاديث من جامع الترمذي من الحديث (2995) إلى الحديث (3005) (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • نقد النقد الحديثي المتجه إلى أحاديث صحيح الإمام البخاري: دراسة تأصيلية لعلم (نقد النقد الحديثي) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أحاديث السحور جمعا ودراسة (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)
  • أحاديث وصف الظل الزائل (الدنيا) في مسند الإمام أحمد: جمعا ودراسة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • بلغة الأخيار من أحاديث الأذكار: أحاديث الأذكار المتكررة يوميا (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • شرح الحديث الخامس من أحاديث الأربعين النووية (حديث النهي عن البدع)(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • تعليم أحاديث رسول الله للأطفال ( 5 أحاديث هامة ) (3)(مقالة - موقع عرب القرآن)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • أول إفطار جماعي في رمضان في هونغ كونغ منذ 2019
  • مسلمو مدينة سينسيناتي يوزعون 30 ألف وجبة إفطار خلال رمضان
  • افتتاح أكبر مسجد بجنوب داغستان
  • مؤتمر عن "أثر الصيام في حياة الإنسان" في ألبانيا
  • ورشة عمل ترفيهية للأطفال استقبالا لرمضان في أونتاريو
  • التحضير لإطعام المئات خلال شهر رمضان بمدينة فيلادلفيا
  • أعداد المسلمين تتجاوز 100 ألف بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • فيلا بارك يستضيف إفطار للصائمين للمرة الأولى

  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/9/1444هـ - الساعة: 3:48
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب