• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    شمس العقيدة (قصيدة)
    أ. محمود مفلح
  •  
    صورة مصر في قصائد نصوص المرحلة الابتدائية والإعدادية ...
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    في رثاء أم إبراهيم بن عبدالله بن معمر
    عبدالله بن محمد المسعد
  •  
    اللف والنشر
    عبد الشكور معلم عبد فارح
  •  
    مصطلحات: التخريج - الأصول - الفروع - القواعد: تأصيل وتحرير
    محمود حسن عمر
  •  
    على لسان اللغة العربية
    ماهر مصطفى عليمات
  •  
    كلمات مضيئة جدًا (قصيدة تفعيلة)
    أ. محمود مفلح
  •  
    الكشف والبيان عن فعل حسان
    مصطفى محمود أبوالسعود
  •  
    المبالغة والمشاكلة
    عبد الشكور معلم عبد فارح
  •  
    التراث والنبراس (2) وما زال العرض مستمرا
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    الصلاة في قصائد ديوان (مراكب ذكرياتي) للدكتور عبد الرحمن ...
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    الإعراب والبناء
    الشيخ مصطفى منصور الشرقاوي
  •  
    التراث والنبراس (1) نظرات في أعياد الضاد
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    قصيدة للأستاذ محمود مفلح
    أ. محمود مفلح
  •  
    الصحراء في قصائد ديوان (مراكب ذكرياتي) للدكتور عبد الرحمن ...
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    اللغة العربية هوية وانتماء (PDF)
    عبدالله بن حمد الحقيل
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة
علامة باركود

امرأة من الزمن الجميل

امرأة من الزمن الجميل
نورا عبدالغني عيتاني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/4/2017 ميلادي - 26/7/1438 هجري
زيارة: 4759

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

امرأة من الزمن الجميل

 

شيء ما شدَّني إليها، لربَّما كلام صامت يسكنُ عينيها، أو بسمةُ حزنٍ تطفو على وجنتيها... نظراتُها الشاردةُ أثارت فُضولي، واجتذبت كلَّ اهتمامي، حتى إنَّني نسِيتُ كلَّ ما حولي والتفتُّ إليها!

 

كانت تجلسُ على الطاولة المواجهة لطاولتنا، قربَ رجل يناهزُ الخمسين، وكانت امرأةً أربعينيَّة، حسبما حسبتُ، (لستُ متأكِّدة فقد رأيتُها من الخلف) تجلسُ مواجهةً لها من الطرف الآخر البعيد، ومواجهةً للرجل، كان واضحًا أنَّ الأخيرة كانت زوجتَه، وكان شبهُ مؤكَّد أنَّ الأولى كانت أمَّه، أو هكذا تهيَّأ لي.

 

ليس مهمًّا، الأهمُّ من هذا كله هو ذلك السرُّ العجيب الذي جعل امرأةً بسيطةً وعاديَّةً مثلها تشدُّني بهذا الشكل!

لا، هي ليست عاديَّة أبدًا، وليست كغيرها من النِّساء العجائز اللواتي رأيتهنَّ في هذا البلد أو غيره، هي مختلفة عنهنَّ دون أدنى شك!

 

إنَّها امرأة تناهز الثمانين، وربَّما أكثر بقليل، لا زالت تبدو على وجهها أماراتُ الجمال الطبيعي الناعم، الذي لم تتدخَّل فيه يد الجرَّاح، ولا فرشاةُ التلوين التجميلي المؤقَّت، ولا حجابُ نساء المجتمع الحضاريِّ المعاصر! هي امرأة تمثِّلُ البساطةَ بكلِّ معانيها... وَدودٌ طيِّبة، لا يخفى ذلك على ذي قلب، ومسالِمة لأقصى درجة...

 

شعرتُ أنِّي أعرفها حقَّ المعرفة، ومنذُ زمن! تلك النظرة الشاردة أرجعتني لأيَّام الطفولة، حين كنت أطمئنُّ وأنا أرقبُ نظرةَ جَدَّتي المليئة بالسكينةِ والرضا!

إنَّها تشبِه جدَّتي إلى حدٍّ بعيد، ليس فقط بالشكل، بل بالمضمونِ والعمق!

إنَّها من نساءِ ذلك الزمن الجميل الحقيقيِّ غير المموَّه والمشوَّه، إنَّها من زمن الحقيقة والأحلام في الآن عينِه!

 

لمدَّة طويلة خِلتُ أنِّي لن أقابلَ مثلَ هذه المرأة بعد جَدَّتي رحمها الله، وأمِّي أطال الله في عمرها... لكني أخيرًا وجدتُها، فاطمأنَّ قلبي وعرفتُ أنَّ الدنيا لا زالت بألفِ خير.

رأيتُ فيها قلبَ أمِّي الصبور، وصفاءَه ونقاءه وهدوءه الحلو البَهيَّ، البعيد كلَّ البعد عن النِّفاق الاجتماعي.

 

تساءلتُ في البَدْء عن سبب انخفاضِ كرسيِّها عن بقيَّةِ الكراسي، وعرفتُ بعد وهلة أنَّها كانت تجلسُ على كرسيٍّ ذي عجلات، لعلَّه كان السبب في إحضارها ضيفةً تستثقلُ نفسها على مَن تحبهم في مثل هذا البلد، أحسستُ أنَّها لا تشعرُ بالانتماء في الجلسة التي أُجبرتْ عليها، لعلَّ الكَنَّة هي مَن اختارت هذا المطعم، الذي يمثِّل العصريَّةَ بأدقِّ حذافيرها... مطعم أنيق متحضِّر مختصٌّ بالبيتزا وتوابعها، لعلَّها سرحت بعيدًا تتذكَّر العجينةَ التي كانت تعجنها بيديها، وتُدفقُ عليها من ماء قلبها وطحينِ عواطفها الجيَّاشة، لعلَّها عادت لتلك الأيام المزهرة التي كانت تقدِّم فيها لابنها وإخوته مساءً حساءَ الخضراوات اللذيذ الذي يَقيهم البردَ ويغذِّيهم لينموا أصحَّاء.

 

هي لا ترى حولها في هذا المطعم المنمَّق إلَّا الطعام الميت المصنَّع، والخضراوات الذَّابلة التي فقدت لونها وفائدتها، وهي مضطرَّة الآن لأن تتقبَّل تناولها مع ابتسامة عَريضة على ثغرها تعبيرًا عن الشُّكر والامتنان!

 

استمرَّت طويلًا بالمضغ، لم تتوقَّف عنه لحظة، وكأنَّها كانت تطيلُ العمليَّة كي تُظهر رضاها عن الوليمة المعتبَرة، وكي لا تتسبَّب بجرح أحدهم أو إزعاجه، ولتخفي صمتها المعهود الذي لم يفارِقْها برهة! هي لا تريد أن تضايقَ أحدًا ولا أن تتطفَّل على حياة أحد، حتى ولو كان هذا الأحد (ابنها)!

 

كانت تأكلُ سارحةَ النظرات، منفصلةً عمَّا حولها، غريبةً عن أقرب الناس إلى قلبها وروحها، وكان واضحًا أنَّ ابنها يحاولُ جاهدًا أن يرضيَها، لكنَّه لا يعرفُ أنَّ أكثر ما يرضيها ويفرحها حقيقةً هو كونها بالقرب منه!

هي لا تُبالي بأيِّ شيء آخر، جُلُّ ما تريده مِن هذه الدنيا هو أن تمضيَ قربَه لحظات حياتها الأخيرة المتبقية.

 

أخيرًا، وبعد مرور وقت طويل، أنهَتْ صحنَها، ثمَّ انتابتها نوبةٌ شديدة من العطس، لم تفارقها إلَّا بعد أن أدمعت عينيها وتركت وجهها الأبيض الجميل موشَّحًا بحمرة الورد، فبدت كأنَّها طِفلة بريئة خَجول، وهي تبتسمُ لكَنَّتها التي ناوَلتْها أخيرًا منديلًا لتمسح به وجهها، فما كان منها إلَّا أن غطَّت به وجهها ومسحَتْ عينيها الدامعتين مِن أثر العطس، ولا أدري لم خُيِّل إليَّ أنَّها كانت تُخفي تحته دمعات أخرى غير مرئيَّة.

 

اقترب المضيفُ بعد قليل ووقف خلفها، مبتدئًا حوارًا بالإنجليزيَّة مع الرجل وزوجته، كان من الواضح أنَّ الاثنين يعرفان اللَّهجةَ معرفةً سطحيَّة مِن شأنها أن تقضي حاجتهما للتواصل الضروريِّ ليس إلَّا، إلَّا أنَّ المرأة أصرَّت على استكمال الحوار وتوسعته، وكأنَّها تتباهى أمامَ حماتها بمعرفتها للَّهجة الغربيَّة، وتستلذُّ بكون المسكينة لا تفهم شيئًا ممَّا يقالُ حولها!

 

في هذه الأثناء، كانت الأخيرةُ قد أشاحَتْ بوجهها لناحية أخرى، تبعدها عمَّا ألَمَّ بها من مشاعر الغُربة والوَحْدة، فإذا بعينيها الحزينتين تقعان على طاولة شبابيَّة صاخبة مختلطة، فابتسمت وهزَّتْ رأسها وكأنَّها ترسم في ذِهنها صورةً لِماضٍ جميل وشباب من نوع آخر.

 

استمرَّت بتنقيل نظراتها مِن مكان إلى مَكان، وهي لا تزال تهزُّ رأسها وتبتسم، ريثما أنهى ابنُها وزوجته حوارهما، وتمَّ الدَّفع، وانتهت القصَّة بالابن وهو يدفع العربةَ بالأمِّ الصامتة، التي كانت لا تزال تَبتسم حتى النهاية، وتخبِّئ في قلبها المتعب مِن الحزن والغربة ما لا يعلمه إلَّا الله!




 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • عبق من الزمن الجميل
  • امرأة من أهل الجنة (سعيرة الأسدية)

مختارات من الشبكة

  • فرنسا: امرأة من منظمة حقوقية تعتدي على امرأة محجبة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • تفسير قوله تعالى: {ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط} [التحريم: 10](استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • نظرات في مطلب إسقاط الولاية(مقالة - ملفات خاصة)
  • حديث: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نساء الواحدة بألف رجل وأكثر!(مقالة - ملفات خاصة)
  • امرأة من أهل الجنة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حكم النفقة من معاش امرأة عجوز(استشارة - موقع د. صغير بن محمد الصغير)
  • وقالت هيت لك: وقفات قصيرات مع قصة يوسف مع امرأة العزيز وتنزيلها على الواقع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حديث عمر: لا يسأل الرجل فيما ضرب امرأته(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حديث: أيما امرأة خرجت من بيتها متطيبة تريد المسجد لم يقبل الله لها صلاة(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بناء مدرسة إسلامية ومسجدان ومسلمون جدد في جامبيا ومدغشقر
  • دورة قرآنية افتراضية بعنوان من الظلمات إلى النور
  • بدء توزيع ترجمة معاني القرآن الكريم باللغة الإسبانية في إسبانيا
  • القافلة الطبية السادسة لمرضى العيون في النيجر
  • مساعدات المسلمين لغيرهم تتواصل بولايتي تينيسي ونيوجيرسي
  • 276 ألف مسلم لاتيني في الولايات المتحدة
  • بمناسبة ذكراها الخامسة والثلاثين مؤسسة إسلامية تقدم 35 ألف وجبة للمحتاجين
  • حملتان للتدفئة ومساعدة المحتاجين بمدينتي يلونايف وإدمونتون في كندا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1442هـ / 2021م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 3/6/1442هـ - الساعة: 11:47
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب