كل الأقسام | اللغة .. والقلم أدبنا من روائع الماضي روافد

علامة باركود

ألغاز جدتي

ألغاز جدتي

رياض منصور

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 31/8/2021 ميلادي - 22/1/1443 هجري

الزيارات: 4447

ألغاز جدتي

(١)

كانتْ لدينا جدّةٌ

تسيرُ بالعكّازْ

تحكي لنا حكايةً

فيضحكُ البروازْ

كانت لدينا جدّةٌ

وكانتِ الألغازْ

ولم تكنْ هواتفٌ

ولم يكنْ تلفازْ

كنّا نعيش واقعًا

بنكهة المجازْ

كانت لدينا جدّةٌ

وكانتْ الألغازْ

ولم تكنْ هواتفٌ

ولم يكُ الّتلفازْ

(٢)

كانت لدينا جدّةٌ

توقظنا صباحا

تملأنا أعديةً

تُلبِسُنا انشراحا

تمضي بنا سعيدةً

لنقرأ الألواحا

كانتْ تُنير دربَنَا

لنقْطفَ النّجاحا

كانت تخيطُ حزْنَها

وتكتم الأتْراحا

كانت لدينا جدّةٌ

تشري لنا الأفراحا

كانت لدينا جدّةٌ

وكانتْ الألغازْ

ولم تكنْ هواتفٌ

ولم يكُ الّتلفازْ

(٣)

كانت لدينا جدّةٌ

يقصدها جيرانُنا

يأتون في أحزانهم

وقبلَهم أحزانُنا

تُبصِرُنا وقد بدتْ

هزيلةً أبدانُنا

تضمّنا لصدرها

فتختفي أضغانُنَا

ويستفيق ودّنا

ويحتفي إخوانُنَا

تنصحنا:لا تضعفوا

تحتاجكم أوطانُنَا

كانت لدينا جدّةٌ

وكانتْ الألغازْ

ولم تكنْ هواتفٌ

ولم يكُ الّتلفازْ

(٤)

كانت لدينا جدّةٌ

وكانتِ الحيَاةْ

كانت تصوم يومَها

وتمنحُ الزكاةْ

كانت تقوم ليلَها

وتُكثر الصّلاةْ

كنت تقول دائمًا

أنتم همُ البُنَاةْ

أنتم بَنيَّ فاملأوا

صدوركم حياةْ

بالذّكر يحيا قلبكم

فلتُحسنوا الحياةْ

كانت لدينا جدّةٌ

وكانتْ الألغازْ

ولم تكنْ هواتفٌ

ولم يكُ الّتلفاز

(٥)

كانت لدينا جدّةٌ

كالقمر المنير

كلامُها من عسلٍ

وفضلها كبيرْ

لباسها مخشوشن

وخيرها وفير

تنام في سكينة

تفترش الحصيرْ

وعلّمتْ أبناءها

الكبير والصّغيرْ

فمنهمُ معلِّمٌ

ومنهمُ الوزيرْ

كانت لدينا جدّةٌ

وكانتْ الألغازْ

ولم تكنْ هواتفٌ

ولم يكُ الّتلفازْ

(٦)

كانت لدينا جدةٌ

في الناس ما أحلاها

يحبّها أحفادها

وكلّ من رآها

قوية نشيطة

كم أبدعت يداها

قالت لنا ألا اسمعوا

قد فاز من حماها

أوطانكم أمانة

فحقّقوا مناها

ولتحفظوا ترابها

ولتحفظوا سماها

كانت لدينا جدّةٌ

وكانتْ الألغازْ

ولم تكنْ هواتفٌ

ولم يكُ الّتلفازْ

(٧)

كانت لدينا جدّةٌ

بشوشَةٌ سعيدَةْ

مؤمنةٌ مخبتةٌ

سليمة العقيدَة

أفكارُها غزيرةٌ

أقوالها مُفيدَةْ

قامتْ إلينا مرّة

وأنشدَتْ قصيدَة

(نحن الذين قاوموا

بثورةٍ مجيدَةْ)

(نحن الذين انشأوا

مواطنًا جديدَة)

كانت لدينا جدّةٌ

وكانتْ الألغازْ

ولم تكنْ هواتفٌ

ولم يكُ الّتلفازْ

(٨)

كانت لدينا جدة

طيّبة الأعراقْ

وقد دعت أولادها

والصحب والرفاق

إلى الثّبات دائما

وفاضل الأخلاق

قالتْ لهم: تعاونوا

لا تخلطوا الأوراقْ

وأخلصوا لربّكم

تأتيكُمُ الأرزاقْ

وتاجروا بمالكم

وطهّروا الأسواقْ

كانت لدينا جدّةٌ

وكانتْ الألغازْ

ولم تكنْ هواتفٌ

ولم يكُ الّتلفازْ

(٩)

كانت لدينا جدة

عالية المقام

والناس عند بابها

تصطفّ بانتظامْ

فلا تردّ سائلًا

وتُحسِن الكلامْ

كشمعةٍ تسري بهم

لتُطفئ الظلامْ

كان الأمانُ بيتها

يا معشر الكرام

كانتْ لدينا جدة

تدعوا إلى السّلامْ

كانت لدينا جدّةٌ

وكانتْ الألغازْ

ولم تكنْ هواتفٌ

ولم يكُ الّتلفازْ

(١٠)

كانتْ لدينا جدّةٌ

كأنّها التُّوبادْ

شامخةٌ ثابتة

شديدة العنادْ

كانتْ تقول: عندما

تأتيكم الأعيادْ

تبسّموا وأبشروا

وأسعِدوا الأولادْ

وطلّقوا أضغانكم

وطلّقوا الأحقادْ

كانتْ لدينا جدّةٌ

وكانت الأعيادْ

كانت لدينا جدّةٌ

وكانتْ الألغازْ

ولم تكنْ هواتفٌ

ولم يكُ الّتلفازْ

أضف تعليقك:	إعلام عبر البريد الإلكتروني عند نشر تعليق جديد
الاسم
البريد الإلكتروني	(لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق	رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف

الألوكة تقترب منك أكثر! سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*
*
حفظ كلمة المرور نسيت كلمة المرور؟

تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.

شارك معنا

في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة

سجل بريدك

كُتَّاب الألوكة