• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    يوم الحصاد (قصيدة للأطفال)
    أ. محمود مفلح
  •  
    بلعام بن باعوراء (قصيدة)
    عامر الخميسي
  •  
    اللهم بلغنا رمضان (بطاقة أدبية)
    رياض منصور
  •  
    علم اللغة الحاسوبي - المفهوم والتاريخ (PDF)
    أ. د. أحمد مصطفى أبو الخير
  •  
    الرومانسية في الشعر الموريتاني "دراسة في التيارات ...
    محمد عبدالرحمن ولد أب
  •  
    قضية أثر الإسلام في الشعر
    المصطفى المرابط
  •  
    الكلام المعسول
    أ. د. هاني علي سعيد
  •  
    مواقف أهل اللغة من الاحتجاج بالقراءة الشاذة (PDF)
    عمر السنوي الخالدي
  •  
    شواهد ومشاهد (4)
    عامر الخميسي
  •  
    خلت الديار (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    وهذا الشاب لا نحبه (قصيدة للأطفال)
    أ. محمود مفلح
  •  
    مفتاح الكنز
    محمد ونيس
  •  
    أنا القلم
    عبد الإله جاورا أبو الخير
  •  
    إقبال رمضان
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    مكانة اللغة في الحياة
    عبد الإله جاورا أبو الخير
  •  
    ستفرج (بطاقة أدبية)
    رياض منصور
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية
علامة باركود

حوار مع الدكتور صابر عبدالدايم - عميد كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر

جمال سالم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/8/2015 ميلادي - 5/11/1436 هجري

الزيارات: 5040

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حوار مع الدكتور صابر عبدالدايم

عميد كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر

 

بعض عناوين اللقاء:

• احذروا المؤامرة على لغة القرآن داخليًّا وخارجيًّا، وهذه تفاصيلها.

• رغم طغيان المادة على حياتنا، ما زال للشاعر وظيفة في عصرنا.

• الأدب الإسلامي حقيقة رغم أنف التغريبيِّين ومَن على شاكلتِهم.

• اتِّهام أدبنا الإسلامي بالجمود وتقييد الحرية والعنصرية أكذوبة.

• الثقافة وسيلة تواصُل بين الشعوب، وتعريف بالإسلام والعروبة.

• رُويبضات الأدب اتخذوا مِن الهجوم على مقدَّساتنا وسيلة للشُّهرة.

• أرفض قصر عُضوية اتحادات الكتاب العربيَّة على الأدباء فقط.

 

• حذَّر الدكتور صابر عبدالدايم، عميد كلية اللغة العربية - جامعة الأزهر، مِن المؤامرة الشاملة على لغة القرآن من التغريبيِّين في الداخل، وأعداء الإسلام والعروبة في الخارج، وهاجم مَن يدَّعون أن الشاعر لم تعد له وظيفة في عصر الماديات، ورد على المشكِّكين في وجود الأدب الإسلامي، موضحًا سماته التي يتميَّز بها عن غيره من أنواع الأدب، وحثَّ على اتخاذ الأدب وسيلة للتعريف بالإسلام والعروبة من خلال التواصل مع مختلف شعوب العالم، ودعا اتحادات الكتاب في الوطن العربي إلى فتح عضويتها لكلِّ المثقَّفين في مختلف مجالات المعرفة؛ مما يوسع قاعدة التواصل بين النُّخَب وكل الأطياف الثقافية.

 

باعتباركم عميدًا لكلية اللغة العربية، كيف ترى واقع لغة القرآن؟ وما هي المؤامَرات التي تتعرَّض لها حتى تُصبح غريبةً بين أبنائها؟

الدكتور صابر عبدالدايم: من المؤسف أن واقع لغة القرآن مؤلم جدًّا في ظلِّ عدم اعتزاز أهلها بها، وعِشْقِهم للغات المستعمرين القدامى الذين سحبوا جيوشهم الاستعمارية مِن على الأرض، إلا أنهم ظلُّوا مُحتلِّين للعقول والأفكار بعد أن تنبَّهوا إلى أن هذا الغزو الفكري أقوى تأثيرًا، وأطول عُمرًا، وأسرع تحقيقًا لمُخطَّط هدم أُسس الإسلام في نفوس أتباعه المسلمين؛ بالتشكيك أحيانًا، وبالهجوم المباشر أحيانًا، بالدعوة إلى إحلال اللهجات العامية محل الفصحى؛ لأنهم يُدرِكون أن قوة لغة القرآن أحد عوامل قوة الأمة، ولهذا لا بدَّ من وضع مخطَّطات القضاء عليها على المدى البعيد، فشنُّوا حملات مختلفة عليها في جَميع الميادين لتجريدها مِن رداء القدسية، ومُحاوَلة فصلِها عن الإسلام، حتى إنَّ أحد المفكِّرين العرب يؤكِّد أنَّ اللغة العربيَّة ليستْ ملكًا لرجال الدِّين، ولكنها ملك للذين يتكلَّمونها جميعًا، وبالتالي، فكلُّ فرد منهم حُرٌّ في أن يتصرَّف فيها تصرُّفَ المالك في ملكه، ويتمنَّى مفكِّر آخر أن يرى عاملاً عسكريًّا سياسيًّا يفرض اللغة العاميَّة، ويدعو مفكِّر ثالث إلى كتابة اللغة العربية بالحروف اللاتينية، ونرى مفكِّرًا رابعًا يتبرَّأ من آثار العرب في التاريخ واللغة، وقد تحالَف هؤلاء التغريبيُّون العرب مع الغربيين والمستشرقين ومن على شاكلتهم لغرس الإحساس بالدونيَّة، والتأكيد الدائم بأنَّ ما يعوق المسلمين عن الاختراع هو كتابتهم بالفصحى، ووصل الأمر إلى أن بعض أعضاء مجمع اللغة العربية في فترة مِن الفترات اقترَحوا كتابة لغة القرآن بالحروف اللاتينية، ودعا فريق من المفكِّرين إلى إلغاء الإعراب وتسكين أواخر الكلمات؛ عِوَضًا عن الإعراب، وطالب فريق آخر بتحطيم الشِّعر مِن اللُّغة والتاريخ، وتبنى كثيرون اتجاه مزاحَمة اللغات الأجنبية في مؤسسات التعليم والإعلام والثقافة.

 

وظيفة الشاعر:

في عصرٍ غلبَت فيه الماديات على كل شيء في حياتنا، قد يَدفع هذا البعض إلى القول بأنه لم تَعُدْ للشاعر وظيفة في الحياة المُعاصِرة كما كان الأمر في السابق!

الدكتور صابر عبدالدايم: يمثِّل الشاعر في كل مكان بالعالم وجدان البشرية، والتعبير الصادق عن رُوحِها، فمهما طغت الماديات على الحياة، لا يُمكن أن يعيش الإنسان بلا روح، صحيح أنَّ الاهتمام بالشِّعر قد يتراجَع في عصرٍ ما، ولكن سيظلُّ موجودًا؛ لأنه بذرة أصيلة في حقل الحياة، ويستمدُّ حياته مِن خصوبتها، ويُكسبُها ثراءً ومُتعةً وجَمالاً حين يتفاعَل مع مُعطَياتها ومُكوِّناتها، ويُعبِّر عن آمالها وآلامها.

 

وظيفة الشاعر:

إذا انتقلنا من العالم إلى الخاص، فكيف تفاعل الشاعر العربي الإسلامي مع قضايا أمَّته وعبَّر عن آمالها وآلامها باعتباركم من كبار الشعراء الإسلاميين؟

الدكتور صابر عبدالدايم: الشعر الإسلامي - في تصوري - هو عبارة عن تأمُّل ونفاذ إلى عمق الأشياء عبر رؤية حضاريَّة إسلامية، ولهذا يقال: "الشِّعر هو ديوان العرب" في مُختلف العصور، وفي القلب منها عصور ازدِهار الحضارة الإسلامية؛ حيث عبَّر الشِّعر - بوجه عام - عن أمجادها وانتِصاراتها وتفوُّقها؛ ولهذا فإنَّ كل أمة تحترم تاريخها نجدها تفخر بأدبائها بوجه عام، والشعراء منهم بوجه خاص، والأدب الإسلامي ليس مجرَّد تسجيل وقائع تاريخية - كما قد يظنُّ البعض - وإنما هو أدب ذو وظيفة أخلاقية سامية، بل إنه أحد أدوات الدعوة إلى مكارم الأخلاق، كما أنَّ المؤرخين يدعون إلى أن يكون الشِّعر وظيفة اجتماعية.

 

مَقولة مرفوضة:

ألا ترى أنَّ هذه الآراء السابقة تتصادَم مع مقولة: "الأدب للأدب"، وهو تصوُّر يُلغي دور الأدب ورسالته في الحياة؟

الدكتور صابر عبدالدايم: بالتأكيد؛ لأنَّ مقولة "الأدب للأدب" إذا كانت تَصلُح للتطبيق على أدب أيِّ أمة، إلا أنَّها في أمة الإسلام لا تَصلح، وخاصة لدى الأدباء ذَوي التوجُّه الإسلامي؛ حيث نرى الأدب لدَينا ينبع مِن التصوُّر الحضاري والإسلامي للحياة بدون تكلُّف مع ربط الأدب بالحياة وجماليات الوجود.

 

تضحية الأدباء:

مِن أقوالكم: إنَّ الأدباء الإسلاميين قد يُضحُّون بالشكل الفنِّي في سبيل المَضمون، فما تَقصدون بذلك؟

الدكتور صابر عبدالدايم: أنا لم أقل ذلك بالضبط، ولكن ما قلتُه بالضبط: البعض وليس الكل، والواقع يؤكِّد أن هناك كثيرًا من الأدباء المُبدعين الإسلاميِّين يتمتَّع إنتاجهم بدرجة مُرتفعة مِن المستوى الفني وجودة الأداء في أدبهم بشتى ألوانه، وهذا يؤكد أنَّ الإنتاج الأدبي الإسلامي مُستمرٌّ في طريقه الجيد في ظلِّ رؤية أدبية إسلامية نابعة مِن خصائص التصوُّر الإسلامي للحياة بوجه عام، والأدب المُعبِّر عن الحياة بوجه خاص.

 

الأدب الإسلامي:

رغم مرور سنوات طويلة على ظهور مُصطلح "الأدب الإسلامي" فإنَّ بعض الأدباء والنقاد ما زالوا يَرفضونه، فما تفسيركم لهذا الموقف؟

الدكتور صابر عبدالدايم: رغم أن عمْر الأدب الإسلامي على أرض الواقع ليس وليد اليوم، بل إنَّ بعض الأدباء يرجعون بدايتَه إلى عصر النبوَّة، واتخاذ الرسول صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت شاعرًا للإسلام يُدافع عنه ضدَّ المشركين والمنافقين، وخاصة أنَّ الشعراء كان لهم تأثير كبير في تلك البيئة العربية، أما عن الخلاف الحديث حول المُصطلَح - وما زال مستمرًّا - فقد نشأ منذ عام 1984، حين تكوَّنت رابطة الأدب الإسلامي العالمية واهتمَّت بأدبهم، واحتضنت الأدباء ذوي الالتزام بالقيَم الإسلامية في أدبهم من الدول العربية والإسلامية.

 

فِرَق الرافضين:

ما هو تفسيرُكم لمن يُعارضون مصطلح الأدب الإسلامي؟

الدكتور صابر عبدالدايم: المعارِضون ليسوا كلهم فريقًا واحدًا كما قد يظن، ولكن يُمكن تقسيمهم إلى فريقين رئيسين؛ أولهما: لا يتَصادم مع مبادئ الرابطة، أو يُنكرون جهود الأدباء المُخلِصين الأعضاء، ويضمُّ هذا الفريق بعض البلاغيِّين والنقاد، وبعض المتخصِّصين في الدراسات اللغوية والتراثية والحديثة، وهؤلاء يتحفَّظون على التسمية أو المصطلح فقط ولا يُحاربونه، وثانيهما: فريق لا يَكتفي بالمُعارضة فقط للمُصطلح، وإنما يُعاديه بل ويُعادي كل أعضاء الرابطة العالَميَّة للأدب الإسلامي، ويتَّهم كل المنتمين للمنهج الإسلامي في كل المجالات وليس الأدب فقط بالسطحيَّة والتعصُّب والفقر الإبداعي، والرجعية، وعدم مواكبة التيارات الأدبية العالمية، وبالتالي العزلة عن الأدب العالمي تأثيرًا وتأثُّرًا.

 

فريق عدائي:

ما هو تفسيرُكم لموقف الفريق الثاني العدائي لكم؟

الدكتور صابر عبدالدايم: هؤلاء دعاة التغريب ومَن على شاكلتهم الذين يَدعون إلى الذوبان في تيار الحداثة، ويَنبع موقفهم العدائي مِن عدم الفهم الصحيح لمُصطلَح الأدب الإسلامي، وزاد موقفُهم عداءً نتيجة قصور الإدراك لديهم، وجهلهم بقيمة الإبداع نتيجة تكوينهم الثقافي الوافد؛ مما أوجد قطيعة بينهم وبين تراثنا الإسلامي ومَصادر ثقافتنا العربية.

 

الإبداع والحرية:

بصفتك شاعرًا إسلاميًّا متميًّزا تمَّ إعداد رسائل ماجستير ودكتوراه عن شِعركم، ما ردُّكم على ما يروِّجه بعض النقاد أنَّ الأدب الإسلامي يقلِّل مِن الإبداع والحرية التي يجب أن تكون بلا حدود؟

الدكتور صابر عبدالدايم: أنا شخصيًّا مُتوافِق مع نفسي ومضمون تعاليم ديني؛ ولهذا لم أَشعُر يومًا بأنَّ إبداعي مكبَّل، أو أنَّ حُريتي مقيَّدة؛ لإيماني الشديد بأنَّ الحرية المُطلَقة هي الفوضى بعينِها، وهذا يضرُّ بالإبداع الأدبي؛ ولهذا نجد الأدباء الإسلاميين - وأنا منهم - لا يَشعرون إطلاقًا بالقيود المكبِّلة لإبداعهم، بل العكس؛ فنحن نشعر بالحرية المُنضبِطة بالدين والأخلاق، والشعور بأننا أصحاب إيمان ورسالة نُخاطب النفس السوية في كلِّ العالم لأننا نرى الإسلام دينَ الإنسانية كلها، وبالتالي فإنَّ الخطاب الأدبي في ظلِّ قيَمنا الإسلامية هو خطاب يحمل الخير للعالم بلا أدنى تعصُّب أو تطرف أو عنصرية.

 

الجمود والتحجُّر:

يُتَّهم الأديب الإسلامي بالجمود والتحجُّر؛ لأنه يَلتزم بثوابت الدين في عالَم متغيِّر، فما قولكم؟

الدكتور صابر عبدالدايم: العكس هو الصحيح؛ لأننا نَرفُض الجمود، بل إنَّ الأديب الإسلامي في كل زمان ومكان باستطاعته أن يُجدِّد تجاربه من خلال معايَشةِ واقعه والتفاعُل معه، والتعبير الصادق عنه؛ ولهذا فهو ليس مُنفصلاً عنه أو مُتحجِّرًا جامدًا كما يتَّهمنا التغريبيُّون الذين يَجهلون حرصنا على تنوُّع الأشكال التعبيرية في كل الفنون الأدبية، وخاصة الشِّعر والقصة والرواية والمقالة والخاطرة وغيرها، بمعنى آخر: الأديب الإسلامي ابن عصرِه وبيئته، يتفاعل معها من خلال الفنون الأدبية التي يُجيدها بلا إفراط أو تفريط؛ فمثلاً: تجربتي من خلال نشأتي في أسرة مُحافِظة يقودُها والد متديِّن، حَرَص على إتمامي حفظ القرآن الكريم في سنِّ العاشرة، وأن أطالع الكثير مِن كتب التفسير والفقه في مرحلة مبكِّرة مِن عُمري؛ مما أفادني حين تفجَّرت لديَّ ملَكة الشِّعر، وأصبحتْ رؤيتي الشِّعرية تلقائيًّا التي لا تَتصادم مع رؤى الإسلام ونظرته للكون والإنسان والحياة، وكذلك الاستفادة من التراث الإسلامي بكل مُعطياته ورموزه وأشخاصه ومبادئه وأفكاره، وفي نفس الوقت أُعايش عَصري، وأربط بين الماضي والحاضر، وأستشرِف آفاق المستقبل من خلال لغة شِعريَّة تُواكب الجديد في عالم القصيدة الحديثة، والرؤية الإسلامية لا تحدُّ ذلك، ولا تُقيِّد النصَّ الجيِّد.

 

النقد الإسلامي:

في ظلِّ الجدل الذي لم يُحسَم حول مصطلح "الأدب الإسلامي" نجد خلافًا آخر تفجَّر حول مصطلح "النقد الأدبي الإسلامي"، فماذا يُقصَد به؟

الدكتور صابر عبدالدايم: إذا كُنا نقول: إنَّ النقد الأدبيَّ بوجه عام يَرصد الإبداع مِن زاويتين رئيسيتين: أولهما: الرؤية والبناء في العمل الأدبي، وثانيهما: تحليل مضمون وشكل العمل الأدبي، وخاصَّة أنَّ البناء الفني لأي عمل أدبي في الأدب العربي له أصوله وقواعده التي استقرَّت في تُراثنا النقديِّ أو المناهج النقدية الحديثة، ولكن ما يتميز به النقد الأدبي الإسلامي هو أن تحليل الرؤى والمضامين يَخضع لرؤية إسلامية لها أصالتُها وجدِّيتُها وجمالياتها، وهناك مداخل إلى النص الأدبي الإسلامي؛ مثل: الوقوف على مظاهر التأثُّر بالبيان القرآني والنبوي، سواء بشكل جزئي أو كلي، من خلال الأدوات الفنية للأديب.

 

اتِّهام باطل:

يَدعو التغريبيُّون الأدباء العرب المعاصرين إلى خلع رداء التراث الإسلامي والعربي؛ باعتبار أنه عفا عليه الزمن، ولم يعد صالحًا للاستفادة منه، فما قولكم؟

الدكتور صابر عبدالدايم: هذا جهل بتراثِنا الزاخر بالكثير مما يُمكن توظيفه في النصوص الأدبية المعاصِرة، وكذلك النقد الأدبي؛ وذلك من خلال الاستفادة مِن سير الشخصيات الإسلامية وإنجازاتها وتقديمها للأجيال بشكل شائق باعتبارهم قدوة، وكذلك التعرُّف على عبقريَّة الأماكن التي شهدت البطولات الإسلامية، واستدعاء التجارب الفريدة والمتميزة في حضارتنا العربية والإسلامية وتحويلها إلى وسيلة لاستنهاض الهِمَم والتغلُّب على عثرات الحاضر، فالتاريخ خير معلِّم، ومَن يُجِدْ قراءته فقد أضاف إلى عمره أعمارًا أخرى، ونحن أحوَجُ ما نكونُ إلى الاستِفادة من هذا التراث العظيم لحِماية ثقافتنا العربية مِن الغَزْو الثقافي، ولا شكَّ أن الأدب يُعَدُّ مِن أهمِّ أسلحة مواجهة محاوَلات مسخ الهوية ونشْر التغريب.

 

تواصُل الشعوب:

تتولون رئاسة لجنة العلاقات العربية والدولية باتحاد كتاب مصر، فما دور الثقافة في تدعيم العلاقات بين الدول والتعريف بحقائق الإسلام؟

الدكتور صابر عبدالدايم: نحن نؤمن بأن الثقافة عابِرة للحدود، ويجب إبعادها عن الصراعات السياسية؛ ولهذا فإن إستراتيجيتَنا في "اتحاد كُتَّاب مصر" التواصُل مع كل شعوب العالم؛ من خلال فتح نوافذ وقنوات متعدِّدة، والبناء على المشتركات الإنسانية التي لا يَختلف عليها اثنان، وخاصة ممَّن تربطنا بهم روابط تراثية أو تاريخية، حتى ولو كانت فيه مُشكلات يجب تصحيحها الآن، والبناء على الإيجابي منها، واستبعاد السلبي؛ مثل الآداب الأوربية عامَّة، والأدب الإسباني خاصة، وذلك لأن له امتدادات خارج بلادِه، وخاصة في قارة أمريكا اللاتينية، التي وصَفها كثير ممن قاموا بزيارتها بأنها أرض خصبة جدًّا للدعوة الإسلامية؛ ولهذا يُمكن أن يلعب هذا التواصل دورًا في التعريف بحقيقة الإسلام وتصحيح صورته المشوَّهة.

 

تواصل المثقفين:

لكم دعوة بألا تَقتصر عضوية اتحادات الكتاب في الوطن العربي على الأدباء فقط، بل يجب أن تضمَّ المُبدعين في كل المجالات الفكرية وليس الأدبية فقط، فما السبب في دعوتكم هذه؟ وما مدى الاستجابة لها؟

الدكتور صابر عبدالدايم: السبب في دعوتي هذه رغبتي في توسيع القاعدة الثقافية للاتِّحادات العربية، حتى لا تقتصر العضوية فيها على الأدباء أو النقَّاد أو المهتمين بالكتابة في التراجم والسِّيَر فقط، كما هو الوضع الحالي في غالبية اتحادات الكتاب العربية، فأنا لا أرى مانعًا من انضمام مَن يَكتبون في الدِّين والسياسة والاجتماع وعلم النفس ومُختلف العلوم التطبيقية أو العِلميَّة، فإذا طبَّقنا ذلك تحوَّلت اتحادات الكتَّاب إلى هيئة فكرية تقبَل كل صاحب فكر مستنير مؤثِّر، بالإضافة إلى النُّخَب في مُختلف مجالات الفكر والثقافة، ويفتح مجالات للتعاون بين اتحادات الكتاب العربية ومُختلف الجامعات والمؤسسات الثقافية.

 

خالف تُعرَف:

بعض الشعراء يَقتحم مجال المحرَّمات، ويطعن في المقدَّسات، فما تفسيركم لهذا السلوك الذي يتصادم مع عقيدة الأمة ومعتقداتها؟

الدكتور صابر عبدالدايم: هذه الظاهرة مِن مآسي الشِّعر في كل العصور وليس في عصرنا فقط، وقد تزداد أو تقل من عصر لعصر، ومن أسبابها: ضعف - إن لم يكن ضياع - الثقافة الدينية لدى هؤلاء، أو رغبتهم في تحقيق شُهرة واسعة وجنْي مكاسب مادية من خلال تطبيق قاعدة "خالِفْ تُعرَف"، وقد يكون السبب تنفيذ أجندة مُعاديَة للدِّين تَدعمُها مؤسَّسات داخلية أو خارجية تَستهدف طعن المجتمعات في ثوابتها الدينية والأخلاقية، فنجدها تشجِّع مَن يتجرأ على المقدسات أو يُزيِّن ثقافة العرْي وتقليد الغرب وجعله المثل الأعلى لفتياتِنا وشبابنا، ولا يُمكن الفصل بين هذا التوجه وبين انتشار ظاهرة "الفيديو كليب" للأغاني الهابطة والأفلام المُبتذَلة، والتي - للأسف - يُحقِّق أصحابها مكاسب طائلة تغري الدخلاء على الأدب بوجه عام والشِّعر بوجه خاص على تقليدِهم، بل والعمل معهم ليَنالوا الشُّهرة والمال من خلال نشر هذه الخلايا والبُؤَر السرطانية في جسد الثقافة العربية، وهؤلاء الرُّوَيبضات مِن الأدباء موجودون في كل زمان ومكان، وواجبنا التصدي لهم.

 

تواصل الأجيال:

في النِّهاية نود أن تلخِّص لنا رؤيتك للماضي والحاضر والمستقبل في الإطار الإسلامي؟

الدكتور صابر عبدالدايم: عبرت عن هذه الثلاثية في قصيدتي "مَدائن الفجر" التي قلتُ في مطلعها:

مُعلَّقٌ بين تاريخي وأحلامي
وواقعي خَنجرٌ في صدر أيامي
والسيف والرمح في كفَّيَّ مِن زمنٍ
لكنَّني لم أغادرْ وقْع أقْدامي
وفي انكسار المرايا حُطِّمت سُفني
وفي انحِراف الزَّوايا غاب إقدامي




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • مع الشاعر والناقد د.صابر عبدالدايم
  • حوار مع الدكتور محمد حمدي يوسف سباهتشي مفتي صربيا ورئيس مجلس علمائها
  • حوار مع الدكتور يوسف إبراهيم - مدير مركز الاقتصاد الإسلامي بجامعة الأزهر
  • حوار مع الدكتور عبدالرحمن بودرع أستاذ اللسانيات وتحليل الخطاب بجامعة عبدالمالك السعدي بتطوان
  • من فرسان الأدب والنقد: الدكتور أحمد خليفة (ت 2023م)

مختارات من الشبكة

  • حوار مع " بول موجز " حول الحوار بين المسيحيين والمسلمين(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من منطلقات العلاقات الشرق والغرب ( الحوار - طرفا الحوار)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • محاذير الحوار (متى نتجنب الحوار؟)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الحوار في الدعوة إلى الله (مجالات الحوار الدعوي)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تأملات في مركب "حوار الحضارات": أي حوار وأية مقومات؟(مقالة - موقع أ. حنافي جواد)
  • الحوار المفروض والحوار المرفوض(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحوار المفقود (تأملات في الحوار من خلال سورة يوسف PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مفهوم الحوار لغة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الحوار وسيول الجدال(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • حكم الحوار(مقالة - موقع أ. د. محمد جبر الألفي)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ورشة عمل ترفيهية للأطفال استقبالا لرمضان في أونتاريو
  • التحضير لإطعام المئات خلال شهر رمضان بمدينة فيلادلفيا
  • أعداد المسلمين تتجاوز 100 ألف بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • فيلا بارك يستضيف إفطار للصائمين للمرة الأولى
  • مدينة بيفيرتون تحتفل بأول شهر للتراث الإسلامي
  • إفطار جماعي على أرضية ملعب ستامفورد بريدج
  • 3 دورات للغة العربية والتربية الإسلامية بمدينة أليكانتي الإسبانية
  • بنك الطعام الإسلامي يلبي احتياجات الآلاف بمدينة سوري الكندية

  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 1/9/1444هـ - الساعة: 11:1
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب