• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    شرح منظومة إحكام النظام في أحكام الصيام (PDF)
    الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم
  •  
    الخلاف في الأفضل في مكان قيام رمضان
    الشيخ أحمد الزومان
  •  
    أصحاب الأعذار (2)
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    Ramadan Intensive training process
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    أصحاب الأعذار (1)
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    جمع الناس على إمام واحد في خلافة عثمان وعلي رضي ...
    الشيخ أحمد الزومان
  •  
    مظاهر اليسر في الصوم (2): الفطر لأهل الأعذار
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    أحكام الزكاة في الفقه والقضاء
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    جمع المصلين في المسجد الحرام على إمام واحد
    الشيخ أحمد الزومان
  •  
    مبطلات الصيام
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    التجارة مع الله في رمضان
    الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع
  •  
    شرح حديث: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت ...
    الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع
  •  
    رمضان والخشية وعمارة المساجد والمصاحف (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    صلاة القيام جماعة في المسجد الحرام في خلافة عمر ...
    الشيخ أحمد الزومان
  •  
    الدعاء في رمضان فضله ومكانته (2)
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    جمع الناس على إمام في المدينة في خلافة عمر رضي ...
    الشيخ أحمد الزومان
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري / مقالات
علامة باركود

السنة والبدعة في شهر رجب

الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/3/2018 ميلادي - 2/7/1439 هجري

الزيارات: 15211

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

السنةُ والبدعةُ في شهر رجب

 

الحمدُ لله الذي جَعَلَ لبعضِ الشهورِ على بعضٍ شَرَفاً وفَضْلاً، وأحلَّ الشهرَ الحرامَ رَجَبَ الفَرْدَ منها بالْمَحَلِّ الأعلى، وقرَّرَ حُرْمَتَهُ بالنُّفوسِ قديماً وحديثاً حتَّى عظَّمَهُ أهلُ الجاهليةِ الجُهَلا، أحمَدُه سُبحانه وتعالى ولم يَزلْ للحَمْدِ أهلاً، وأشكرُهُ وأُفوِّضُ أمري إليه خُضوعاً وذُلاَّ، وأستعينُه وأستنصرُه وهو نِعْمَ النصيرُ ونِعْمَ المولى، وأشهدُ أن لا إله إلاَّ اللهُ وحدَه لا شريكَ له تعالى ذاتاً وصفاتاً وفِعْلاً، وأشهدُ أنَّ سيِّدَنا ونبيَّنا محمداً عبدُه ورسولُه وحبيبُه وصفيُّه وخليلُه الذي بَعَثَهُ والشركُ يجولُ في الأرض جَوْلاً، والشيطانُ قد أحكَمَ حِبالَ الباطلِ جَذْلاً، وأجلَبَ على بني آدمَ خَيْلاً وَرَجِلاً، فجاءَ خيرُ مَن هَدَى ونَعَتَ وحَلاَّ، وأَحْسَنُ البَشَرِ خَلْقاً وخُلُقاً وهَدْياً ودَلاَّ، وأَكرمُ مَن ساقَ الهَدْيَ مائةً من الإبلِ في حَجَّتهِ حتَّى بَلَغَ الْمَنحَرَ فنَحَرَ بيده ثلاثاً وستين بمنى، ونَحَرَ يومَ الحديبيةِ سبعين فيها جمَلُ أبي جهلٍ فلَمَّا صُدَّت الإبلُ عن البيتِ حنَّت كما تَحِنُّ إلى أولادِها، فلم يَزلْ صلى الله عليهِ وسلَّمَ يَفتَحُ أقفالَ الدِّينِ قُفْلاً قُفْلاً، ويَشرَحُ قواعدَ اليقين فصْلاً فصلاً، حتى استأذنَهُ مَلَكُ الموتِ فاختارَ الرَّفيقَ الأعلى، اللهمَّ صلِّ وسلِّم على هذا النبيِّ الكريم سيِّدنا ونبيِّنا محمدٍ وعلى آله وعلى المهاجرين الذين فَدَوه بالمالِ والأنفسِ والأهْلا، وعلى الأنصارِ الذين آووه وعزَّرُوه ونصروه وخذلوا أعداءَه خَذْلاً، فنالوا فضائلَ لا تُعَدُّ ولا تُحصى، اللهمَّ فاحشرنا في زمرتهم يا كريمُ يا مولى.

 

أما بعد: فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى، وتيقَّنُوا أن لله تعالى الحكمةَ البالغةَ فيما يَصطفي من خلقه، فاللهُ يصطفي من الملائكةِ رُسُلاً ومن الناسِ، ويُفضِّلُ من الأوقاتِ أوقاتاً ومن الأمكنةِ أماكنَ، ففضَّلَ اللهُ تعالى مكةَ على سائرِ البقاع، ثمَّ مِن بعدِهَا المدينةُ مُهاجَرُ خاتَمِ الأنبياءِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، ثمَّ من بعدِهما بيتُ الْمَقْدِسِ مكانُ غالِبِ الأنبياءِ الذين قصَّ اللهُ علينا نبأهم، وجعلَ اللهُ تعالى لمكةَ والمدينةَ حَرَماً دون بيتِ المقدِسِ، وفضَّلَ اللهُ تعالى بعضَ الشُّهورِ والأيامِ والليالي على بعضٍ، قال تعالى: ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)، وقال صلى الله عليه وسلم: (السنةُ اثنا عَشَرَ شَهراً، منها أربَعَةٌ حُرُمٌ: ثلاثةٌ مُتوالياتٌ: ذُو القَعْدَةِ، وذُو الحِجةِ، والمُحرَّمُ، ورَجَبُ مُضَرَ الذي بينَ جُمَادَى وشعبانَ) متفقٌ عليه، وقال صلى الله عليه وسلم: (خيرُ يومٍ طَلَعَت عليهِ الشمسُ يومُ الجُمُعَةِ، فيهِ خُلِقَ آدَمُ، وفيهِ أُدخِلَ الجنةَ، وفيهِ أُخْرِجَ منها، ولا تقُومُ الساعةُ إلا في يومِ الجمُعَةِ) رواه مسلم.


فعظِّموا أيها المسلمون ما عظَّمَهُ الله واحذروا الظلمَ بأنواعهِ، وخاصةً في الأشهرِ الْحُرُم,قال قَتَادَةُ رحمه الله: (أمَّا قولُه: (فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ)، فإنَّ الظُّلْمَ في الأشهُرِ الحُرُمِ أعظمُ خطيئةً ووِزْراً من الظلمِ فيما سِواها، وإنْ كانَ الظلْمُ على كُلِّ حالٍ عظيماً، ولكنَّ اللهَ يُعظِّمُ من أَمرِهِ ما شاءَ) رواه ابن جرير.

 

وقال الشيخُ ابنُ عثيمين رحمه الله: (ذكَرَ أهلُ العلمِ أنَّ ثوابَ الحسناتِ يُضاعَفُ في كُلِّ زمَانٍ ومكانٍ فاضلٍ, وأنَّ عُقوبَةَ السيئاتِ تعْظُمُ في كُلِّ زمَانٍ ومكانٍ فاضلٍ, وشاهِدُ هذا في كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ وفي سُنةِ رسولِه صلى الله عليه وسلم، يقول الله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ)، وقال اللهُ تعالى في المسجدِ الحرامِ: ﮋ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) انتهى، وقال أيضاً: (لا شكَّ أن الذنوبَ في الأشهرِ الحُرُمِ أعظم) انتهى.

 

وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ)، قال ابنُ كثير: (أيْ: لا تُحِلُّوا مَحارِمَ اللهِ التي حَرَّمها تعالى) انتهى.


أيها المسلمون: إنكم ستستقبلون بعد يومٍ أو يومينِ شهرَ رجب، أحدِ الأشهرِ الأربعةِ الحُرُمِ، فلا تظلموا فيه أنفسكم، التزِمُوا حُدودَ اللهِ تعالى في أنفسكم وفيما ولاَّكم الله رعايته من أهلكم، أقيموا فرائضَ اللهِ واجتنبوا مَحارِمَهُ، وأدُّوا الحقوق إلى أهلها.


عباد الله: سُمِّيَ رجبٌ رَجَباً، قال ابن منظور: (رَجِبْتُ الشيءَ هِبْتُه، ورجَّبْتُه عظَّمْتُه، ورَجَبٌ شهرٌ سَمَّوْهُ بذلك لتعظيمهم إِيَّاه في الجاهلية عن القتالِ فيه ولا يَسْتَحِلُّون القتالَ فيه) انتهى، وسُمِّي في الجاهلية أيضاً بمُنصِّلِ الأسنَّةِ، قال أبو رَجَاءٍ العُطَارِدِيُّ رحمه الله: (كُنَّا نَعْبُدُ الحَجَرَ، فإذا وجَدْنا حَجَراً هوَ أخْيَرُ منهُ أَلْقَيْناهُ، وأَخذنا الآخَرَ، فإذا لَم نَجِدْ حَجَراً جَمَعْنا جُثْوَةً من تُرابٍ، ثم جِئنا بالشاةِ فحَلَبْناهُ عليهِ، ثم طُفْنا بهِ، فإذا دَخَلَ شهرُ رجَبٍ قُلنا: مُنَصِّلُ الأَسِنَّةِ، فلا ندَعُ رُمْحاً فيهِ حديدةٌ، ولا سَهْماً فيهِ حديدةٌ، إلا نَزَعناهُ وألقيناهُ شهْرَ رجَبٍ) رواه البخاري.


أيها المسلمون: من الأحكام المتعلِّقة بشهر رجب ما يلي:


أولاً: لم يرد في فضل شهرِ رجبٍ حديثٌ صحيحٌ غير أنه من الأشهر الحرم: قال ابن حجر: (لم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيامه ولا في صيام شيء منه معيَّن، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديثٌ صحيحٌ يصلحُ للحُجَّة) انتهى.


ثانياً: لا يجوزُ أن يذبح المسلمُ ذبيحةً تعظيماً لشهر رجب، فعن أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ عن النبيِّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: («لا فرعَ ولا عَتيرَةَ»، والفرعُ: أوَّلُ النِّتاجِ، كانوا يَذبحونَهُ لطواغِيتِهِم، والعتيرَةُ في رجَبٍ) رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري.


قال ابن القيم: ( وقال ابن المنذر -بعد أن ذكر الأحاديث في عتيرة رجب-: وقد كانت العرب تفعل ذلك في الجاهلية، وفَعَلَه بعض أهل الإسلام، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بهما، ثم نهى عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «لا فرع ولا عتيرة»، فانتهى الناس عنهما لنهيه إياهم عنها) انتهى.


ثالثاً: كلُّ ما وَرَدَ في فضل صوم رجب بخصوصه فأحاديثه كلُّها ضعيفةٌ بل موضوعةٌ، قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ رحمه الله: (وأمَّا صَوْمُ رجَبٍ بخُصُوصِهِ فأحاديثُهُ كُلُّها ضعيفةٌ بلْ موضُوعةٌ لا يَعتَمِدُ أهلُ العلمِ على شيءٍ منها) انتهى، وقال ابن القيم: (وكُلُّ حديثٍ في ذِكْرِ صَوْمِ رجَبٍ وصلاةِ بعضِ الليالي فيهِ فهُوَ كَذِبٌ مُفْتَرىً) انتهى.


وعن خَرَشَةَ بنِ الحُرِّ قالَ: (رأيتُ عُمَرَ يَضرِبُ أَكُفَّ الناسِ في رجَبٍ حتى يَضَعُوها في الجِفانِ، ويقُولُ: كُلُوا فإنما هُوَ شهرٌ كانَ يُعظِّمُهُ أهلُ الجاهليةِ) رواه ابن أبي شيبة وصحَّحه ابن تيمية.


فالذي يُشرع في رجب من الصيام هو ما يُشرع في غيره من الشهور، من صيام الاثنين والخميس والأيام الثلاثة البيض وصيام يوم وإفطار يوم.

 

رابعاً: ذكر ابن رجب أن جمهور العلماء ذهبوا إلى أن تحريم القتال في الأشهر الحرم منسوخ، لأن الصحابة رضي الله عنهم استمرُّوا في مواصلة الجهاد بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يتوقفوا في الأشهر الحرم.

 

اللهمَّ وفِّقنا لتعظيم حُرماتك وشعائرك، وأعذنا من الظلم يا ربَّ العالمين.

****


إنَّ الحمدَ للهِ، نَحمَدُه ونستعينُه، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ محمداً عبدُه ورسولُه.

أمَّا بعدُ: ومما يتعلق بشهر رجب من الأحكام:


خامساً: هل للعمرة في شهر رجب مزيد فضل؟ عن عطاءٍ قال: (أخبَرَني عُروةُ بنُ الزبيرِ قالَ: كُنتُ أنا وابنُ عُمَرَ مُسْتَنِدَيْنِ إلى حُجْرةِ عائشةَ، وإنَّا لَنَسْمَعُ ضَرْبَهَا بالسواكِ تَسْتَنُّ، قالَ: فقلتُ: يا أبا عبدِ الرحمنِ، اعتَمَرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في رجَبٍ؟ قالَ: نَعَمْ، فقلتُ لعائشةَ: أيْ أُمَّتاهُ ألا تَسمعينَ ما يقولُ أبو عبدِ الرحمنِ؟ قالتْ: وما يقولُ؟ قُلتُ يقولُ: اعْتَمَرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في رجَبٍ، فقالت: «يَغفِرُ اللهُ لأبي عبدِ الرحمنِ، لَعَمْرِي ما اعْتَمَرَ في رجَبٍ، وما اعْتَمَرَ مِنْ عُمْرَةٍ إِلَّا وَإِنَّهُ لَمَعَهُ» قَالَ: وَابْنُ عُمَرَ يَسْمَعُ، فَمَا قَالَ لا ولا نَعَمْ، سَكَتَ) رواه مسلم.


قال ابن الجوزي: (اعْلَم أَن سكُوت ابْن عمر لَا يَخْلُو من حَالين: إِمَّا أَن يكون قد شكّ فَسكت، أَو أَن يكون ذكر بعد النسْيَان فَرجع بسكوته إِلَى قَوْلهَا، وَعَائِشَة قد ضبطت هَذَا ضبطا جيدا)أهـ، فالعمرة جائزة في أي وقت وفي أي يوم وفي أي شهر، وأفضله في رمضان وأشهر الحج.


سادساً: تخصيص رجب أو بعض أيامه ولياليه ببعض الصلوات، أو اعتقاد أن إخراج الصدقة والزكاة فيه أفضل من غيره من الشهور، أو تخصيصه بزيارة المقابر، أو تخصيصه بزيارة مسجد النبيِّ صلى الله عليه وسلم وحُجرته، فكل هذا إحداثٌ في الدِّين، مخالفٌ لهدي النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال الإمامُ ابنُ تيمية: (صَلاةُ الرَّغَائِبِ بِدْعَةٌ بِاتِّفَاقِ أَئِمَّةِ الدِّينِ، لَمْ يَسُنَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا أَحَدٌ مِنْ خُلَفَائِهِ، وَلا اسْتَحَبَّهَا أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الدِّينِ) انتهى.


سابعاً: لم يصح حديثٌ في فضل الدُّعاء في رجب، وأما ما رواه ابن عساكر عن أبي أمامة الباهلي أنه صلى الله عليه وسلم قال: (خمسُ ليالٍ لا تُردُّ فيهنَّ الدَّعوة: أول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة الجمعة، وليلة الفطر، وليلة النحر) قال الألباني: (موضوع).


وأما ما يُروى عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا دَخَلَ رَجَبٌ قَالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ»، وَكَانَ إِذَا كَانَ لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ قَالَ: «هَذِهِ لَيْلَةٌ غَرَّاءُ وَيَوْمٌ أَزْهَرُ».

قال الهيثميُّ: (رَوَاهُ الْبَزَّارُ وَفِيهِ زَائِدَةُ بْنُ أَبِي الرُّقَادِ، قَالَ الْبُخَارِيُّ: «مُنْكَرُ الْحَدِيثِ»).


ثامناً: قال ابن رجب: (رُويَ أنه في شهر رجب حوادث عظيمة ولم يصح شيء من ذلك، فروي أن النبي صلى الله عليه وسلم وُلدَ في أول ليلة منه، وأنه بُعث في السابع والعشرين منه، وقيل: في الخامس والعشرين، ولا يصح شيء من ذلك، ورُوى بإسنادٍ لا يصحُّ عن القاسم بن محمد أن الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم كان في سابع وعشرين من رجب، وأنكر ذلك إبراهيم الحربي وغيره) انتهى، فمن البدع والمنكرات إذن: قراءة قصة المعراج والاحتفال بها في ليلة السابع والعشرين من رجب، وتخصيص تلك الليلة بقيام أو نهارها بصيام، وتزداد البدعة قُبحاً بما يُقام من احتفالات تصاحبها المحرَّمات المجمع على تحريمها من اختلاط النساء بالرِّجال، والتبرُّج، والموسيقى، وهذا كُلُّه لا يجوز في العيدين الشرعيين فضلاً عن الأعياد المبتدعة.

والمؤمن يكفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ، فَهُوَ رَدٌّ) متفقٌ عليه، وقوله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ) متفق عليه.

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • خطبة عن شهر رجب
  • التحذير من البدع وأهلها واجب باتفاق المسلمين
  • التحذير من بدع شهر رجب
  • التحرر من أغلال البدعة
  • حكم الصيام في شهر رجب
  • هل لشهر رجب فضيلة على غيره من الشهور؟

مختارات من الشبكة

  • السنة والبدعة في شهر رجب mp3(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • الأربعون النبوية في السنة النبوية: السنة في السنة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • عبادات شهر شعبان (السنة منها والبدعة) (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • السنة والبدعة (س/ج)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحقيق الكلام في المسائل الثلاث ( الاجتهاد والتقليد، السنة والبدعة، العقيدة ) (PDF)(كتاب - موقع الشيخ علي بن محمد العمران)
  • السنة والبدعة في يوم عاشوراء (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • بين السنة والبدعة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التجديد في الدعاء بين السنة والبدعة(مادة مرئية - موقع موقع الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد)
  • بين السنة والبدعة والتقليد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صلاة التراويح بين السنة والبدعة(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسلمو بروكلين يطعمون المحتاجين خلال شهر رمضان
  • أول إفطار جماعي في رمضان في هونغ كونغ منذ 2019
  • مسلمو مدينة سينسيناتي يوزعون 30 ألف وجبة إفطار خلال رمضان
  • افتتاح أكبر مسجد بجنوب داغستان
  • مؤتمر عن "أثر الصيام في حياة الإنسان" في ألبانيا
  • ورشة عمل ترفيهية للأطفال استقبالا لرمضان في أونتاريو
  • التحضير لإطعام المئات خلال شهر رمضان بمدينة فيلادلفيا
  • أعداد المسلمين تتجاوز 100 ألف بمقاطعة جيرونا الإسبانية

  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/9/1444هـ - الساعة: 5:31
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب