ملخص بحث: آفاق وتحديات الإعلام الجديد في المجتمع العربي

ملخص بحث

آفاق وتحديات الإعلام الجديد في المجتمع العربي

تويتر نموذجًا

بعد عقود من استحواذ فئات محددة على مقاليد الإعلام في العديد من الدول العربية، وتوجيهه في خط واحد توجهات واحدة ودوافع متشابهة تتسم بالتهميش وإسكات صوت أفراد المجتمع بشتى الطرق بمحاولة دفن حقيقة وصورة المجتمع الحقيقي التي ينبغي إظهارها إلى الواقع وليس العكس، بل يتجهون إلى تلميع الشخصيات والهيئات التي لها السلطة النافذة، والتغطية عن الفساد المستشري في المؤسسات الحاكمة، بعد هذه العقود من الاحتكار والاستبداد أتيح منبر الحرية الذي أطلق العنان باندلاع الثورات في وجوه كانت بالأمس القريب تحكم بيد من حديد، وقد حاولت بكل الجهد منع هذا المنبر أو تأخير وصوله إلى الشعب خشية وقوع ما كانت تخشاه، إلا أن سرعة تطورات الأحداث كانت فوق قوة إي كان هذا من جهة.

من جهة أخرى انطلقت ثورة المعلومات لتؤثر فيمن يرغب من هو مستعد دون معوقات ليصبح هناك حوارات وتفاعلات لا تنتهي، ولتصبح الثقافة الإنسانية بوتقة تسهر كافات الثقافات في تفاعل حضاري مستمر من خلال الوسائل التي أتاحها الإعلام الجديد (شبكات اجتماعية، مدونات، مواقع إلكترونية.... إلخ)، كما وفر العديد من الخدمات الجليلة في عدة مجالات، وساهم في تحسين جودة خدماتها، لكن بالمقابل هناك تحديات تواجه الإعلام الجديد من أجل بلوغ أقصى النتائج التي يجب الوصول إليها لتعود بالنفع والفائدة على الفرد والمجتمع.

الفصل الأول:

يتضمن هذا الفصل الإطار المنهجي للبحث ويتناول الباحث موضوع البحث الذي يسعى البحث إلى تسليط الضوء على الإعلام الجديد، نظرًا للمكانة التي يحتلها في المجتمع وتأثيره في واقعنا على جميع المستويات، في محاولة لاستكشاف ماهية هذا الإعلام الجديد، والعوامل التي أدت إلى ظهوره، إيجابيته وسلبياته، ثم آفاقه، مع رصد سبل الاستفادة منه في خدمة قضايا الإنسان، ويتناول البحث دراسة مفصلة حول تويتر نموذجًا.

أهمية الدراسة: تتمثل أهمية هذا البحث بكونه يشمل بالدراسة موضوع الإعلام الجديد بشكل متكامل وشامل بدءًا من تعريفه وتحديد أنواعه، وخصائصه المميزة، ومن ثم وظائفه مرورًا بكشف إيجابيته وسلبياته، وصولاً إلى استكشاف آفاقه، وسبل الاستفادة منه لخدمة المجتمع.

مشكلة البحث: تتمثل مشكلة البحث في ارتباط فئات عريضة من المستخدمين بوسائل الإعلام الجديد، ونظرًا للجدل الواسع القائم في الوسط الإعلامي الذي أثاره مؤخرًا، سنرصد في هذا البحث بشكل محايد، وهنا سنرصد ملامحه الإيجابية والسلبية، والمخاطر المتأتية عن هذا الانفتاح التكنولوجي، كما نسلط الضوء على المجالات التي يبرز فيها، وسبل توظيفه إيجابيًّا.

ومن التساؤلات التي يجيب عنا البحث:

التعريف بالإعلام الجديد, وما عوامل نشأته, وأنواعه، وملامح تأثيراته الإيجابية والسلبية على الفرد والمجتمع، آفاقه، وسبل تسخيره كوسيلة ناجعة لخدمة المجتمع العربي.

أما بخصوص التساؤلات التي يجيب عنها البحث عن تويتر: فماهية تويتر وإيجابياته وسلبياته وتأثيراته على المجتمع الخليجي، ودوره في الانتفاضات العربية.

أما أهداف البحث فتتجلى فيما يلي:

أولاً: التعرف على مفهوم الإعلام الجديد، والوقوف عند أنواعه مع تحديد خصائصه ثم وظائفه المتعددة.

ثانيًا: تحري إيجابيته قصد الانتفاع بها وكشف سلبياته قصد توخي الحذر منها ومعرفة كيفية التعاطي معها.

ثالثًا: استكشاف آفاق الإعلام الجديد وسبل توظيفها إيجابيًّا خدمة للمجتمع.

رابعًا: تقصي إيجابيات وسلبيات موقع "تويتر".

خامسًا: مدى تأثير تويتر في المجتمع الخليجي.

سادسًا: تويتر والثورات العربية.

أما عن منهجية البحث: فقد استخدم الباحث منهج المسح الوصفي في محاولة جدية من أجل تشخيص ظاهرة الإعلام الجديد من منظور متكامل بكونه ظاهرة معقدة ومركبة لم يصل الباحثون إلى تقديم تعريف محدد رغم غناه المعلوماتي، ومن هنا انطلق الباحث لاكتشاف أبعاده وتأثيراته، بهدف تحسين طريقة التعامل معه والانتفاع به، ثم وضع الحلول المساعدة للحد من خطره.

ولقد اعتمد الباحث على دراسات وبحوث سابقة عن الإعلام الجديد من أجل تكوين فكرة شاملة عنه والاستفادة منها لإعداد البحث إعدادًا جيدًا وإغنائه قدر المستطاع بالمعلومات التي لم يتم التطرق إليها من قبل، ثم قام الباحث بالتعليق على هاته الدراسات.

الفصل الثاني: يتضمن هذا الفصل خمسة محاور:

المحور الأول: قام الباحث باستعراض الملامح الأولى لظهور الإعلام الجديد في الأوساط الإعلامية والصحفية والذي ترافق ظهور شبكة الإنترنت، فلا وجود للإعلام الجديد لولا الشبكة العنكبوتية.

المحور الثاني: استعرض الباحث مجموعة كبيرة من التعريفات المتداولة عن الإعلام الجديد سواء لمجموعة من الباحثين والمفكرين أو تعريفات القواميس المتخصصة على شبكة الإنترنت، كما أشار إلى صعوبة تقديم تعريف محدد للإعلام الجديد، فعلى الرغم من ثرائه التقني وأهميته السياسية والاقتصادية، ما زال تنظيره تائهًا بين علوم الإنسانيات ونظريات المعلومات والاتصالات.

المحور الثالث: وراء ظهور الإعلام الجدي ثلاث عوامل رئيسية، العامل التقني، الاقتصادي، والسياسي.

المحور الرابع: يتميز الإعلام الجديد عن الإعلام القديم بمجموعة من الخصائص، منها: تكنولوجيا الإعلام الجديد أدت إلى اندماج وسائل الإعلام المختلفة والتي كانت في الماضي وسائل مستقلة لا علاقة لكل منها بالأخرى بشكل ألغيت معه تلك الحدود الفاصلة بين تلك الوسائل، وجعلت تكنولوجيا الإعلام الجديد من حرية الإعلام حقيقة لا مفر منها؛ فالشبكة العنكبوتية العالمية مثلاً جعلت بإمكان أي شخص لديه ارتباط بالإنترنت أن يصبح ناشرًا وأن يوصل رسالته إلى جميع أنحاء العالم، وأهم خاصية أضافها الإعلام الجديد التي لم يكن يوفرها الإعلام التقليدي، هي خاصية التفاعلية، وتعني قدرة الاستجابة لحديث المستخدم كما يحدث في عملية المحادثة بين شخصين.

المحور الخامس: تعددت وسائل الإعلام الجديد وأدواته، وهي تزداد تنوعًا ونموًّا مع مرور الوقت وتوالي الابتكارات الجديدة، واستعرض الباحث أهم أنواعه وأكثرها تداولاً وانتشارًا: الشبكات الاجتماعية، التي تتكون من الفيس بوك وتويتر واليوتيوب؛ حيث تطرق إلى كل واحدة منها على حدة، خاصة موقع تويتر الذي تطرق إليه بشكل مفصل، وأيضًا من أدواته البودكاست والمدونات الإلكترونية، وأخيرًا غرف الدردشة حيث تطرق إلى تقديم تعريفاتهم وأهم إيجابياتهم وسلبياتهم والمخاطر المتأتية عنهم.

الفصل الثالث: الذي يتضمن أربعة محاور، وهي كالآتي:

المحور الأول: تناول البحث بعض آفاق الإعلام الجديد سياسيًّا، صحفيًّا، تعليميًّا، تسويقيًّا، تطوعيًّا.

المحور الثاني: أن الإعلام الجديد شأنه كشأن أي وسيلة وتقنية جديدة له من الإيجابيات التي يصعب عدها وحصرها، وبالمقابل لديه من السلبيات الكثيرة التي يجب معرفتها والحذر منها خاصة في مجتمعنا العربي، ومحاولة إيجاد طرق للحد منها ومن تأثيراتها الوخيمة على الفرد والمجتمع، ولقد تطرق الباحث إلى عدة نقاط إيجابية وسلبية للإعلام الجديد.

المحور الثالث: تحدث الباحث عن أن الإعلام الجديد بالرغم من كل المزايا التي يمتاز بها إلا أنه يسهم بشكل أو بآخر في التحريض على التغيير الذي يتسبب في تدمير المجتمع لا بنائه، وهو بهذا لا يخلو من مخاطر متعددة، حيث سلط الضوء عليها، ومنها: مخاطر دينية، مخاطر تجسسية، مخاطر أمنية... إلخ.

المحور الرابع: يعتبر الإعلام الجديد طفرة جديدة في عالم الإعلام، وهي آخذة في الانتشار والتوسع، ومع تزايد القاعدة الاجتماعية المستخدمة له؛ حيث أكد البحث على أنها أداة خصبة تحمل بين جوانبها منافع جمة وفرصًا عظيمة تحتاج إلى توظيفها بشكل إيجابي، وبناء الاستفادة منها على عدة نواحٍ: العمل الدعوي، الدعوة إلى الله، دور وسائل الإعلام الجديد في تصحيح صورة الإسلام، الاستثمار في الإعلام الجديد.... إلخ.

الفصل الرابع:

• هذا الفصل الأخير يتضمن أهم الاستنتاجات التي استنتجها التي خلص إليها البحث ومنها: إحداث الإعلام الجديد تغيرات جذرية في المجال الاتصالي، بفضل خصائصه التفاعلية وسهوله الوصول إليه وقلة تكلفتها، مما خلق بيئة تفاعلية جديدة من الآراء والأفكار والمشاركة إلى كافة المستويات، وعلى النشاط الإنساني بمجمله، فقد نجحت في صناعة صوت مختلف ومربك لقادة الرأي التقليديين، والذين احتكروا العملية الإعلامية لسنوات طويلة، وغيَّر من دور الإعلام من راع للسلطة وحارس لها، إلى كونه مراقبًا لأدوارها ومشاركًا فاعلاً في تشريعاتها، وساهم الإعلام الجديد بطبيعته الأفقية في خلق آراء مختلفة، وقمع استبداد المؤسسة التقليدية بطبيعتها الهرمية، والتي عزلت الجمهور كونه مجرد متلقٍّ لرسالتها في اتجاه واحد، كما استنتج الباحث بروز الإعلام الجديد بمختلف وسائله بشكل فاعل في العديد من المجالات كالتعليم والتسويق والتطوع وأصبح ملازمًا لها ومساهمًا في تطويرها وتحسين جودة خدماتها، ومن النتائج المهمة أن الإعلام الجديد كغيره من التقنيات الحديثة يحمل بين طياته مجموعة من الإيجابيات والسلبيات، وهنا لا يمكن أن نحمل المسؤولية هذه الوسائل، بل المستخدم هو من يحدد كيفية استخدامها سواء إيجابًا بتسخيرها في أعمال ذات منفعة عليه، أو سلبًا بإساءة استعمالها.

• ومن أهم التوصيات التي دعا إليها الباحث، يجب وضع الآليات المناسبة لتمكين الشباب من تحقيق أقصى فائدة ممكنة من ثورة التكنولوجيا، ودمجهم فيها لكي يكونوا في المستقبل مساهمين في تطوير هذه التكنولوجيا بدل الاكتفاء بكونهم متلقين لها؛ حيث إن التكنولوجيا الحديثة وفَّرت للشباب فرصًا لتعلم واكتساب مهارات لم تكن متاحة بدونها، وأنها تسهم في توسيع مداركهم وتعزز لديهم القدرة للتواصل مع الآخر.

• عدم حظر التكنولوجيا عن الشباب، وإنما تأهيلهم جيدًا للتعامل الإيجابي مع التكنولوجيا، وتعليمهم أخلاقيات استخدامها وتوظيفها في خدمة إمكاناتهم وطموحاتهم، وذلك حتى نتمكن من مواجهة التحديات التي ستواجه المجتمع برمته نتيجة لانتشار هذه الوسائل الهائل بما تحمله من تعددية فكرية.

• على الحكومات العربية الاستثمار في الإعلام الجديد في مختلف المجالات، لما يحمله من ثمار يانعة ومنافع جمة من أجل تحقيق التقدم والازدهار لشعوبنا العربية، وذلك سيرًا على خطى الدول المتقدمة التي سخرته بأفضل الطرق وحققت نتائج مذهلة في كافة الميادين، بدل النظر إليه بعين الريبة والحذر غير المجدية.

وفي الأخير قدم الباحث خلاصة تتضمن أهم الإنجازات التي عرفها التاريخ البشري عبر العصور في عالم الإعلام، ثم أنهاها بأهمية معالجة الخلل الكامن في الفرد والمجتمع الذي يجعل منها أداة لتدمير والتخريب، وهذا لا يتأتى إلا بتضافر الجهود من طرف جميع فئات ومكونات المجتمع أفرادًا ومؤسسات.