• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    بيان الربح والخسر كما في سورة العصر
    الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد
  •  
    محمد صلى الله عليه وسلم ابنا
    أ. د. زكريا محمد هيبة
  •  
    حكم اتباع من كره ما أنزل الله
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    المخاصمة عن المبطلين
    د. سعد بن مقبل الحريري العنزي
  •  
    خصائص رسولنا عليه الصلاة والسلام وكمالاته
    عبدالله بن عبده نعمان العواضي
  •  
    دعاء تفريج الهم والحزن
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    أسباب البعد عن المعاصي (خطبة)
    جمال علي يوسف فياض
  •  
    زلزال المغرب: مشاهد وعبر (خطبة)
    عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت
  •  
    هل حَوَلان الحول شرط لوجوب الزكاة؟
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    الجمع بين الجمعة والعصر (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    وقفات مع زلزال المغرب وإعصار ليبيا (خطبة)
    أ. شائع محمد الغبيشي
  •  
    قول: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق عند ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    صبر أيوب عليه السلام
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    علو الله تعالى على خلقه (3)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    بدء العام الدراسي والكوارث الطبيعية (خطبة)
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    لا تخف على رزقك
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / العبادات / الحج والأضحية
علامة باركود

التسابق للخيرات (خطبة)

التسابق للخيرات (خطبة)
أحمد بن عبدالله الحزيمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/8/2019 ميلادي - 3/12/1440 هجري

الزيارات: 37348

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التَّسابُقُ للخيراتِ

 

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، مَدحَ أهلَ الإيمانِ، ووعدَهُمُ الخُلودَ في الجِنانِ، ومنحَهُمْ مِنه المحبةَ والرِّضوانَ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه، صلى اللهُ عليهِ وعلى آلِه وأصحابِه والتابعينَ لهم بإحسانٍ، وسلَّم تسليماً كثيراً. أمَّا بعدُ:

 

فاتقوا اللهَ تعالى وأَطيعُوهُ، واتَّبعوا ما أَنزلَ مِنَ الهُدَى، واحْذرُوا الهَوَى، فإنه يَسلُكُ بمَنِ اتَّبعَهُ طُرُقَ الرَّدَى ﴿ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197].

 

عبادَ اللهِ:

صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَومٍ، فَسَلَّمَ، ثُمَّ قَامَ مُسْرِعًا، فَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ إِلَى بَعْضِ حُجَرِ نِسَائِهِ، فَفَزِعَ النَّاسُ مِنْ سُرْعَتِهِ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ، فَرَأَى أَنَّهُمْ عَجِبُوا مِنْ سُرْعَتِهِ، فَقَالَ: "ذَكَرْتُ شَيْئًا مِنْ تِبْرٍ عِنْدَنَا، فَكَرِهْتُ أَنْ يَحْبِسَنِي، فَأَمَرْتُ بِقِسْمَتِهِ". أخرجهُ البُخاريُّ.

 

عبادَ اللهِ: لَقد حَثَّنَا اللهُ سُبحانه في آياتٍ كَثيرةٍ مِن كِتابِهِ الكَريمِ علَى فِعلِ الخَيراتِ، والمُسابَقةِ في عَملِ الطَّاعاتِ، والمُبادَرةِ إلى الازدِيَادِ مِنَ الحَسناتِ، حتَى نَنَالَ أَعلَى المَقَامَاتِ، ونَرتفِعَ إلى أَعلَى الدَّرجاتِ، ونَحْصُلَ علَى أَعظمِ الأُجورِ والهِبَاتِ، يقولُ رَبُّنا سُبحانه: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133]، ويقولُ تعالى: ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ﴾ [الحديد: 21].

 

وقال صلى الله عليه وسلم لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ: “اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغُلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ” (المستدرك للحاكم) وصححه الألباني.

 

ولَقد تَعلَّمَ الصَّحابةُ الكِرامُ -رِضوانُ اللهِ عَليهِم- هذا الخُلقَ الطَّيبَ، وضَربوا أَروعَ الأَمثلةِ في ذلكَ.

 

يقولُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: "مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَعَهُ وَأَبُو بَكْرٍ، عَلَى عَبْدِاللهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَهُوَ يَقْرَأُ، فَقَامَ فَتَسَمَّعَ قِرَاءَتَهُ، ثُمَّ رَكَعَ عَبْدُ اللهِ، وَسَجَدَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "سَلْ تُعْطَهْ، سَلْ تُعْطَهْ"، قَالَ: ثُمَّ مَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ، فَلْيَقْرَأْهُ مِنَ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ". قَالَ: فَأَدْلَجْتُ إِلَى عَبْدِاللهِ بْنِ مَسْعُودٍ؛ لِأُبَشِّرَهُ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَلَمَّا ضَرَبْتُ الْبَابَ -أَوْ قَالَ: لَمَّا سَمِعَ صَوْتِي- قَالَ: مَا جَاءَ بِكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟ قُلْتُ: جِئْتُ؛ لِأُبَشِّرَكَ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قَدْ سَبَقَكَ أَبُو بَكْرٍ، قُلْتُ: إِنْ يَفْعَلْ؛ فَإِنَّهُ سَبَّاقٌ بِالْخَيْرَاتِ، مَا اسْتَبَقْنَا خَيْرًا قَطُّ إِلَّا سَبَقَنَا إِلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ" رواهُ أحمدُ وإسنادُه صَحيحٌ.

 

وعِندمَا أَرادَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ الخروجَ لقِتالِ الرُّومِ في غَزوةِ تبُوك، دعَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ إلى تجهيزِ الجَيشِ، وحضَّ على الإنفاقِ والبَذلِ، ولاسيَّما أهلُ الطَّوْلِ واليَسارِ، وقد كانَ لهذِه الغَزوةِ ظُروفُها مِن بُعدِ المسافَةِ، والحرِّ الشديدِ، والعدُوِّ الكثيرِ، والمُنافِقِينَ والخالِفينَ والقاعِدِينَ.


فسارَعَ عُمرُ رضي الله عنه وقال في نفسِه: الْيَوْمَ أَسْبِقُ أَبَا بَكْرٍ إِنْ سَبَقْتُهُ يَوْمًا، فَجاءَ بِنِصْفِ مَالِه، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ؟»، قال: مِثْلَهُ. قَالَ: وَأَتَى أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِكُلِّ مَا عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ؟» قَالَ: أَبْقَيْتُ لَهُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فقالَ عُمرُ: لَا أُسَابِقُكَ إِلَى شَيْءٍ أَبَدًا. رواه أبو دَاودَ وحَسنهُ الألبانيُّ.

 

وأما عُثمانُ رضيَ الله عنه فكانَ أكثَرَ الصحابةِ مالاً، وأيسَرَهُم حالاً، فلمَّا سمِعَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يحُثُّ على تَجهِيزِ الجيشِ، قامَ بتجهيزِ الجيشِ كُلِّه مِن مَالِهِ، يَقولُ عُثمانُ يومَ الحِصارِ: أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ جَهَّزَ جَيْشَ العُسْرَةِ فَلَهُ الجَنَّةُ»؟ فَجَهَّزْتُهُمْ، قَالَ: فَصَدَّقُوهُ بِمَا قَالَ. رواه البخاريُّ.

 

ولَم يَكتفِ عُثمانُ بذلكَ، فعَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: جَاءَ عُثْمَانُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَلْفِ دِينَارٍ فِي كُمِّهِ حِينَ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ فَنَثَرَهَا فِي حِجْرِهِ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَلِّبُهَا فِي حِجْرِهِ وَيَقُولُ: "مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ اليَوْمِ مَرَّتَيْنِ" رواهُ الترمذيُّ وحسَّنَه.

 

معاشِرَ المسلمينَ: المُسابقةُ إلى الخيراتِ خُلُقٌ عظيمٌ، ومَسلَكٌ كريمٌ لا يتَّصِفُ به إلا الجادُّونَ المُشمِّرونَ، والمُسارعةُ إلى أعمالِ البِرِّ طَبعٌ لا يتخلَّقُ بهِ ولا يُهدَى إليهِ إلاَّ مَن وهَبَه اللهُ علُوَّ هِمَّةٍ، وقُوَّةَ عزيمَةٍ، معَ سَلامةِ قلبٍ، ورَجاحَةِ عقلٍ، وانشِراحِ صَدرٍ.


أيهَا الإخوةُ: ومِن أَعظمِ مَا يُعينُ على المبادرةِ والمُسَابقةِ إلى اللهِ والدارِ الآخرةِ: مُجاهدةُ النفسِ ومُقاومةُ الهوَى، فأَهلُ الإيمانِ والتقوَى والمسابقونَ إلى اللهِ، هم في جِهادٍ شديدٍ دائمٍ؛ لأنهم يُجاهدونَ نُفوسًا أمَّارةً بالسُّوءِ، ويجاهدونَ قُلوبًا نَزَّاعةً إلى الهوَى، ويجاهدونَ زَهرةَ الدنيا وزِينَتَهَا، ويجاهدونَ جُيوشًا مِن شَياطينِ الجنِّ والإنسِ يُراودُونَهُم علَى المعاصِي، ويُزيِّنونَ لهُمُ الشهواتِ، ويَحُولُونَ بينهُم وبينَ عِبادةِ اللهِ تعَالى؛ فكانَ جِهادُهُم هذا مِن أَعظمِ الأعمالِ وأَجَلِّهَا، وهو سَببُ تَوفيقِ اللهِ تعالى وهِدايَتِهِ لَهُم، وتَثبِيتِهِ إيَّاهُم؛ فإنَّه سُبحانَه قَد وَعَدَ بذلكَ في قولِهِ عزَّ وجلَّ: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69].

 

قالَ ابنُ رَجبٍ رحمهُ اللهُ تعالى: "المؤمنونَ في دَارِ الدنيا في سَفرِ جِهادٍ يجاهِدونَ فيهِ النُّفوسَ والهوَى، فإذا انقضَى سَفرُ الجهادِ عادوا إلى وَطنِهِمُ الأوَّلِ الذي كانوا فيهِ في صُلبِ أَبيهِم، وقد تكَفَّلَ اللهُ تعالى للمجاهدِ في سبيلِهِ أَن يَرُدَّهُ إلى وَطنِهِ بمَا نَالَ مِن أَجرٍ أَو غَنيمةٍ". اهـ.


وقَالَ وُهيبُ بنُ الوَرْدِ: "إِنِ استطعتَ ألاَّ يَسبِقُكَ إلى اللهِ أَحدٌ فافْعَلْ".


ومِمَّا يُعينُ على المُبادرةِ والمُسابقةِ صُحبةُ الأَخيارِ ومُصاحَبةُ الطَّيبينَ الذين يُحفِّزُونَكَ للارتقاءِ نحوَ مَا يُحبُّهُ اللهُ ورَسولُهُ.

 

والمسابقةُ إلى الخيراتِ -أيها الأحبةُ- خُلُقٌ لا يَتَّصِفُ بهِ إلاَّ المؤمنُ الصَّادقُ، والمسارعةُ إلى أعمالِ البِرِّ طَبعٌ لا يَتخلَّقُ عَليهِ إلا مَن وَهبَهُ اللهُ تعالى رَجَاحَةً في العقلِ وانشِراحًا في الصَّدرِ وسَلامةً في القَلبِ.

 

عبدَ اللهِ:

سَارِعْ في التَّوجُّهِ إلى اللهِ، فمَن أَسرَعَ إلى اللهِ، أَسرعَ اللهُ إليهِ، ومَن أَقبَلْ على اللهِ أَقبلَ اللهُ عليهِ ومَن تَقرَّبَ إلى اللهِ شِبراً تَقرَّبَ اللهِ إليهِ ذِراعاً، إذْ لا بُدَّ مِن مُبادَرتِكَ أَولاً، لا بُدَّ أَنْ تَخطُو الخُطْوةَ الأُولَى لِيَأْتِيَكَ العَونُ الإِلهِيُّ، صَحَّ عَنهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أنَّه قَالَ: "يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: "أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً" رواه البخاريُّ.

 

أَسألُ اللهَ تعالى أنْ يَأخُذَ بنواصِينَا للبرِّ والتقوَى، وأنْ يوفِّقَنَا للعملِ الصالحِ الذي يُرضِيهِ عَنَّا، إنه سميعٌ مجيبٌ.

 

الخطبة الثانية

الْحَمْدُ لِلَّهِ وَكَفَى، وَالصَّلاَةُ وَالسَّلامُ عَلَى خَيْرِ الْوَرَى، مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أُولِي الْبَصَائِرِ وَالنُّهَى... أَمَّا بَعْدُ:


أيها النَّاسُ:

ما أَحوجَنَا وخاصةً في هذا الزمانِ إلى التَّسابُقِ على فِعلِ الخَيراتِ والازديادِ مِنهَا، فمَيادِينُ الأعمالِ الصالحةِ كَثيرةٌ، وسُبُلُ الخَيرِ مُتنوِّعةٌ، والواحدُ مِنَّا يَستطيعُ أنْ يَعمَلَ الكثيرَ والكثيرَ، ولكِنْ مَا يَنقُصُنَا هوَ التَّحرُّكُ والعملُ والمبادرةُ إلى عَملِ هذه الصالحاتِ، حَاوِلْ كُلَّما سَمعتَ في خُطبةٍ أَو دَرسٍ أو مَقطَعٍ أو تَغريدةٍ عَن عَملٍ صَالحٍ، أَن تَسعَى في القيامِ بهِ وتَطبِيقِهِ، حتى لا يَفُوتُكَ الخيرُ، وحتى تَكونَ مِنَ السَّبَّاقِينِ للخيراتِ، وإذا سَمعتَ حَثًّا على طاعةٍ أو زَجراً عَن مَعصيةٍ فطَبِّقْ هذا في حَياتِكَ، واسْعَ إلى تَطبيقِهِ مَا استطعتَ إلى ذلكَ سبيلاً، وإيَّاكَ أَن تَسمَعَ بأَمرٍ تُؤْمَرُ بهِ أو نَهيٍ تُنهَى عَنهُ ثُم تَخرُجُ مِنَ الدُّنيَا دُونَ أن تُطبِّقَهُ في عُمُرِكَ.


وتَتأكَّدُ المسارعةُ -أيهَا الكِرامُ- في مَواسِمِ الخَيرِ كرَمضانَ والجُمعةِ وعَشرِ ذي الحَجَّةِ ووَقتِ السَّحَرِ.

 

وتَتأكَّدُ المُسارعةُ حَالَ تَقدُّمِ السِّنِّ وبُلوغِ الكِبَرِ، يقولُ ابنُ الجَوزِيِّ: "مَن عَلِمَ قُربَ الرَّحيلِ عَن مَكةَ، اسْتكْثَرَ مِنَ الطَّوافِ، خُصوصًا إنْ كَانَ لا يُؤَمِّلُ العَوْدَ؛ لكِبَرِ سِنِّهِ، وضَعفِ قُوَّتِهِ، فكذلكَ يَنبغِي لَمَنْ قَارَبَ سَاحِلَ الأَجلِ بعُلُوِّ سِنِّهِ أنْ يُبادِرَ اللحظاتِ، ويَنتظِرَ الهَاجِمَ بمَا يَصلُحُ لَهُ".

 

عبادَ اللهِ:

وحَيثُ إنَّنا مُقبِلونَ على مَوسمٍ عَظيمٍ أَلا وهُوَ عَشرِ ذِي الحَجَّةِ، وقد أشرْنا في الخطبةِ الماضيةِ إلى شَيءٍ مِن فَضلِهِ. فاللهَ اللهَ -أيها الكرامُ- في الاجتهادِ فيهِ، احْرِصْ يَا أُخيَّ أن تَكونَ أَكثرَ الناسِ اجتهاداً في هذِه الأيامِ العَشرِ، احرِصْ أن لا يَكونَ أَحدٌ مِنْ أَهلِ الإسلامِ قَد سَبقَكَ، فمَا أَجملَ المنافَسةَ في هذهِ الأيامِ المباركةِ، ﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ [المطففين: 26].

 

وبَعدُ -يا عبادَ اللهِ-: إذا هَمَمتُم فبَادِرُوا، وإذا عزَمتُم فثابِرُوا، ومَن هابَ رُكوبَ الأهوالِ قعَدَ عن إدراكِ الآمالِ، والعِزُّ لا يكونُ إلا تحت ثَوبِ الكَدِّ، ولا يحصُلُ الخطيرُ إلا بالمُخاطَرةِ، ولا بَرَدُ العيشِ إلا بِحَرِّ التعَبِ، ولا يُدرِكُ الْمَفَاخِرَ مَن رَضِيَ بالصَّفِّ الآخِرِ.


اللهمَّ اجعلْنَا مِنَ السابقينَ إلى الخيراتِ، المسارعينِ في الطاعاتِ.

وصَلُّوا وسَلِّمُوا..





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • التنافس في الخيرات (خطبة)
  • فعل الخيرات ومفاهيم إعجازية للعطاء والوقاية
  • خطبة شهر الخيرات
  • المسارعة إلى الخيرات (خطبة)
  • آيات عن المسارعة في الخيرات
  • الارتقاء بالعبادات في شهر الخيرات
  • خطبة عن المبادرة والمسارعة إلى الخيرات

مختارات من الشبكة

  • رمضان والتسابق إلى الخيرات(مقالة - ملفات خاصة)
  • من معجزاته الباهرة صلى الله عليه وسلم تسابق الإبل إليه كي ينحرها بيده الشريفة(مقالة - ملفات خاصة)
  • أنواع الخطابة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة صلاة الكسوف(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • واقعية الاختلاف الفقهي ومداه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كان ضريرا ولم أكن أدري(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • خطبة وعظية نافعة: مجموعة من خطب النبي والصحابة والتابعين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة وعظية نافعة منتقاة من خطب النبي والصحابة والتابعين وغيرهم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة عيد الفطر 1444 (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عن الحسرة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- شكر
ابوبكر عيسى - نيجيريا 30-10-2020 08:46 AM

ممتاز بارك الله فيكم

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسلمو موسليوموفسكي يفتتحون مسجدا جديدا
  • للعام الخامس على التوالي مسلمو روتشستر يساعدون 1000 شخص من المحتاجين
  • مساجد بولتون ‏تتبرع لصالح جمعيات الصحة الخيرية
  • مدينتي بيرات وبوغراديس ‏تتزينان بمسجدين جديدين وسط ألبانيا
  • مسلمو ديربي يثقفون الناس عن الإسلام تزامنا مع ذكرى المولد النبوي
  • الموسم الثاني عشر لمدرسة اليوم الواحد الإسلامية في تتارستان
  • اختتام المسابقة الخامسة عشرة في حفظ القرآن الكريم بالبوسنة والهرسك
  • 8 آلاف يشاركون في مؤتمر مينيسوتا الثامن عشر للمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1445هـ / 2023م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/3/1445هـ - الساعة: 8:52
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب