• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ركائز الحماية المجتمعية في الإسلام من خلال خطبة ...
    محمد السيد حسن محمد
  •  
    حكم مس شحمتي الأذنين عند رفع اليدين مع تكبيرة ...
    الشيخ عبدالرحمن بن فهد الودعان الدوسري
  •  
    حديث: من حبس العنب أيام القطاف
    الشيخ عبد القادر شيبة الحمد
  •  
    حديث: أن أكفئوا القدور ولا تأكلوا من لحوم الحمر ...
    الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
  •  
    الأربعون البهية من الخطب النبوية (WORD)
    عبدالقادر حسن الجريري
  •  
    تفسير قوله تعالى: { صبغة الله ومن أحسن من الله ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    فضل الحج والعمرة
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    خطبة: السكينة (1)
    إبراهيم الدميجي
  •  
    الإحسان إلى الناس ونفعهم (باللغة الأردية)
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    خطبة عيد الأضحى المبارك أفعال الله تعالى
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    اغتنام فضائل الأوقات (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    أفضل أيام الدنيا (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    فرصة الحج لمن ناله، وغنيمة العشر لمدركها
    د. عبدالعزيز حمود التويجري
  •  
    أقبلت العشر فأكثروا من الذكر (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    الأعمال العشر لعشر ذي الحجة (خطبة)
    السيد مراد سلامة
  •  
    تفسير: (ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا أن ...
    تفسير القرآن الكريم
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الأسرة والمجتمع / تربية الأولاد

أثر المرأة في تربية الولد

أثر المرأة في تربية الولد
د. صغير بن محمد الصغير

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/11/2021 ميلادي - 5/4/1443 هجري

الزيارات: 7251

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أثر المرأة في تربية الولد


الخطبة الأولى

إنَّ الحَمدَ للهِ نحمدُهُ، ونستعينهُ ونشكرُهُ، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنَا ومن سيئاتِ أعمالنا، مَن يهدِ اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ، ومن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهدُ أنْ لا إلـهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشْهَدُ أنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورَسولُهُ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعه وسلم تسليمًا كثيرًا.

 

أمَّا بَعْدُ، فيا عِبادَ اللهِ: أوصيكُم ونَفْسي بتقوَى اللهِ ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ﴾ [البقرة: 282].

 

أيها الإخوة: إن تأثير المرأة في صناعة الرجال ليس تأثيرًا هينًا، بل أساسٌ في التربية الصالحة، وأساس في قوة الشخصية والعزيمة والإرادة، مما يجعلها مكونًا حساسًا في بناء المجتمع، بل في بناء الأمَّة كلِّها، وهذا هو سر التركيز على المرأة؛ فهي القدوة، وهي البناء، وهي الأساس.

 

ولنأخذ مثالًا من القرآن الكريم حينما وصف الله تعالى مريم عليها السلام بالصِّدِّيقَةِ التي عَاشَتْ عيشَةَ الطُّهْرِ والنَّزاهَةِ والتَّقْوى، وفَضَّلَهَا اللهُ على نِساءِ العالَمينَ ﴿ وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ * يَامَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾ [آل عمران: 42، 43]، كانَتْ مريم عليها السلام تَعْبُدُ اللهَ تَعالى وتَقومُ بِخِدْمَةِ المسْجِدِ ولا تَخْرُجُ مِنْهُ إلا في زمَنِ حَيْضِها أو لِحاجَةٍ ضَرورِيَّةٍ لا بُدَّ مِنْها. بقيت قدوةً إلى قيام الساعة على مر العصور والدهور.

 

ولْنَأْخُذِ العَزيمَةَ والثَّباتَ والعِبْرَةَ مِنْ مَوْقِفِ ماشِطَةِ بنْتِ فرْعَوْنَ التي تَمَسَّكَتْ بِدينِ الإسلامِ، وأَبَتْ أَنْ تَرْجِعَ عنِ الحَقِّ، فَقَتَلَهَا الظَّالِمُ الطَّاغِيَةُ فِرْعَوْنُ، فَمَاتَتْ هِيَ وأوْلادُهَا شُهَداءَ، وبَعْدَ مِئاتِ السِّنينِ لَمَّا أُسْرِيَ برسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَمَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رائِحَةً طَيِّبَةً عَطِرَةً، فقيل له: هَذِهِ رَائِحَةُ مَاشِطَةِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ وَأَوْلادِهَا[1].

 

﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ﴾ [التحريم: 11، 12].

 

وخديجة رضي الله عنها التي كانت أول مؤمنة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وآزَرته في مِحنته، ولمَّا عاصرت نزول القرآن من أول لحظاته، كانت أول مثبِّت للنبي صلى الله عليه وسلم، وهي التي جاء النبيَّ صلى الله عليه وسلم منها الولدُ، وفي الحديث الصحيح: "فَرَجَعَ بِهَا صلى الله عليه وسلم تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ، حَتَّى دَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ، فَقَالَ: «زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي»، فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ، فَقَالَ: «يَا خَدِيجَةُ، مَا لِي؟!»، وَأَخْبَرَهَا الخَبَرَ، وَقَالَ: «قَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي»، فَقَالَتْ لَهُ: كَلَّا، أَبْشِرْ، فَوَاللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا؛ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ"[2].

 

أيها الأحبة: وَمَنْ رَبَّى عَمَالِقَةَ الْأُمَّةِ فِي الْعِلْمِ وَالدَّعْوَةِ وَالْجِهَادِ وَالْقِيَادَةِ إِلَّا نِسَاءٌ فاضلات، تَحَمَّلْنَ مَسْؤُولِيَّاتِهِنَّ تُجَاهَ أَوْلَادِهِنَّ، وَتُجَاهَ أُمَّتِهِنَّ؟!

 

ذُكِرَ عن فروخ أبي عبدالرحمن أنه خرج في خلافة بني أُمية؛ ليجاهد في خراسان، وغاب سبعًا وعشرين سنة، لدرجة أن بعض أهل زمانه ظنوا أنه استُشهد، وقبل أن يسافر كانت زوجته حاملًا في طفل، وضعت الأم غلامًا أسمته ربيعة، عُرِف بعد ذلك باسم "ربيعة الرأي"، وكان أحد سادات التابعين وهو من مشايخ الإمام مالك رحمهم الله أجمعين، مرت الأيام وبدأ ربيعة يتربَّى على الخير والهدى والصلاح والعلم على يد والدته، إلى أن عاد والده بعد هذه السنين الطويلة. وسواءٌ صحت القصة أم لم تصح فالشاهد منها أن والدته رحمها الله هي التي صنعت منه إمامًا بعد توفيق الله تعالى[3].

 

إمَامُ أَهْلِ السُّنَّةِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ رحمه الله نَشَأَ يَتِيمًا، فَصَنَعَتْهُ أُمُّهُ رحمها الله بِرِعايَةِ اللهِ تَعَالَى وَتَوْفِيقِهِ، فَصَارَ أُمَّةً فِي رَجُلٍ، وَكُلُّ عِلْمِهِ وَجِهَادِهِ وَنَفْعِهِ لِلْأُمَّةِ الْمُسْلِمَةِ طَوَالَ الْقُرُونِ فَلِأُمِّهِ الَّتِي رَبَّتْهُ وَأَدَّبَتْهُ وَقَامَتْ عَلَيهِ مِثْلُ أَجْرِهِ؛ لِأَنَّهَا صَنَعَتْهُ إِمَامًا، وَلَمْ تَتْرُكْهُ عَابِثًا [4].

 

وَكَانَتْ أُمُّ الشَّافِعِيِّ رحمهما الله تَلْتَقِطُ الْأَوْرَاقَ التَّالِفَةَ لَهُ لِيَكْتُبَ عَلَى قَفَاهَا دُرُوسَهُ، وَمَا رَدَّهَا الْفَقْرُ عَنْ صُنْعِ إِمَامٍ مِنْ أَكْبَرِ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ [5].

 

وقَالَتْ وَالِدَةُ الْإِمَامِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ لَهُ: «يَا بُنَيَّ، اطْلُبِ الْعِلْمَ وَأَنَا أَعُولُكَ بِمِغْزَلِي، وَإِذَا كَتَبْتَ عَشَرَةَ أَحْرُفٍ فَانْظُرْ هَلْ تَرَى فِي نَفْسِكَ زِيَادَةً فِي الْخَيْرِ، فَإِنْ لَمْ تَرَ ذَلِكَ فَلَا تَتَعَنَّ»، فَصَنَعَتْ بِمِغْزَلِهَا إِمَامًا كَبِيرًا فِي الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ، انْتَشَرَ صِيتُهُ فِي الْآفَاقِ فِي زَمَنِهِ، وَانْتَفَعَ الْعُلَمَاءُ مِنْ بَعْدِهِ بِعِلْمِهِ[6].

 

وَفِي الْأُمَّةِ نِسَاءٌ كَثِيرَاتٌ فِي الْقَدِيمِ وَفِي الْحَدِيثِ حَفِظْنَ دِينَهُنَّ، وَالْتَزَمْنَ بِحِجَابِهِنَّ، وَرَبَّيْنَ أَوْلَادَهُنَّ، وَنَفَعْنَ أُمَّتَهُنَّ، وَأَجْرُهُنَّ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مَحْفُوظٌ، وَذِكْرُهُنَّ فِي النَّاسِ مَعْرُوفٌ، وَفِيهِنَّ ثَرِيَّاتٌ أَوْقَفْنَ الْأَوْقَافَ الْعَظِيمَةَ عَلَى الْمَسَاجِدِ وَالْمَدَارِسِ وَدُورِ الْأَيْتَامِ، وَمَعُونَةِ الْأَرَامِلِ وَالْمُحْتَاجِينَ. وَعَيْنُ زُبَيْدَةَ -زَوْجَةِ الْخَلِيفَةِ الرَّشِيدِ- لَا زَالَتْ آثَارُهَا بَاقِيَةً، أَجْرَتْهَا لِلْحُجَّاجِ فِي الْمَشَاعِرِ الْمُقَدَّسَةِ حِينَ رَأَتْهُمْ يَحْمِلُونَ قِرَبَ الْمَاءِ عَلَى ظُهُورِهِمْ وَدَوَابِّهِمْ، وَأَنْفَقَتْ فِي إِجْرَائِهَا جَوَاهِرَهَا وَأَمْوَالَهَا.

 

هَذِهِ النَّمَاذِجُ الْمُضِيئَةُ مِنْ نِسَاءِ الْأُمَّةِ هُنَّ الْقُدواتُ اللَّائِي يَجِبُ أَنْ يُحْتَذَيْنَ، وَأَنْ يَقْرَأَ بَنَاتُ الْمُسْلِمِينَ سِيَرَهُنَّ، حَفِظَ اللَّهُ نِسَاءَ الْمُسْلِمِينَ وَبَنَاتِهِمْ بِحِفْظِهِ، وَأَسْبَغَ عَلَيْهِنَّ عَافِيَتَهُ وَسِتْرَهُ.

 

ومن القصص العجيبة للمرأة التي صنعت الاستقرار في أسر المسلمين، ما رَوَى مُسلِمٌ أنَّهُ ماتَ ابنٌ لأبي طلحَةَ مِنْ أمِّ سُليْمٍ فَقَالتْ لأهْلِها: لا تحدِّثوا أبا طَلْحَةَ حتى أَكونَ أنا أُحَدِّثُهُ، فجاءَ فَقَرَّبَتْ إليهِ عَشَاءً فَأَكَلَ وشَرِبَ، وتَصَنَّعَتْ لَهُ أَحْسَنَ ما كانَتْ تَصَنَّعُ قَبْلَ ذلِكَ، يعني تَزَيَّنَتْ لَهُ، فَوَقَعَ بها، بعد ذلك قَالت له: يا أبا طَلْحَةَ، أَرَأَيْتَ لَوْ أنَّ قَوْمًا أَعَارُوا عَارِيَتَهُمْ أَهْلَ بَيْتٍ فطَلَبوا عارِيَتَهُمْ، ألَهُم أنْ يَمْنَعوهُمْ؟ قالَ: لا، فقالَتْ: فاحْتَسِبِ ابْنَكَ، فَغَضِبَ وانْطَلَقَ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فأَخْبَرَهُ بِما كانَ، فقَالَ لَهُ صلى الله عليه وسلم: «بَارَكَ اللهُ لَكُمَا فِي غَابِرِ لَيْلَتِكُمَا»[7].

 

هذا، وأسْتَغْفِرُ الله لي ولَكُم.

 

الخطبةُ الثانيةُ

الحمد لله.

أمَّا بَعْدُ: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾ [الحج: 1، 2].

 

أيها الأحبة: لا تغرنَّكم نماذج الجاهلات اللاتي لهن صولات وجولات في هذا العصر، ولنغرس في نفوس بيوتنا وأسرنا تلك النماذجَ المشرقة، لِنُرَبِّ نساءنا وبناتنا على المراقبة الذاتية؛ حتى لا يستطيع أحدٌ التأثير عليهن سلبًا.

 

إنَّ القراءة في سير الصالحات المؤثرات على مر التاريخ يربِّي على الصلاح والتقوى والعفة والحجاب والستر، لنخصص أوقاتًا لذلك في بيوتنا.

 

ومن أجمل ما يُقرأ ما ذكره ابن الجوزي رحمه الله في كتابه صفة الصفوة في الجزء الأخير منه.. حفظ الله نساءنا ونساء المسلمين من كل سوء ومكروه، إنه سميع مجيب.

 

﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].



[1] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي أُسْرِيَ بِي فِيهَا، أَتَتْ عَلَيَّ رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، مَا هَذِهِ الرَّائِحَةُ الطَّيِّبَةُ؟ فَقَالَ: هَذِهِ رَائِحَةُ مَاشِطَةِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ وَأَوْلادِهَا"، قَالَ: "قُلْتُ: وَمَا شَأْنُهَا؟ قَالَ: بَيْنَا هِيَ تُمَشِّطُ ابْنَةَ فِرْعَوْنَ ذَاتَ يَوْمٍ، إِذْ سَقَطَتِ الْمِدْرَى مِنْ يَدَيْهَا، فَقَالَتْ: بِسْمِ اللَّهِ. فَقَالَتْ لَهَا ابْنَةُ فِرْعَوْنَ: أَبِي؟ قَالَتْ: لَا، وَلَكِنْ رَبِّي وَرَبُّ أَبِيكِ اللَّهُ. قَالَتْ: أُخْبِرُهُ بِذَلِكَ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. فَأَخْبَرَتْهُ، فَدَعَاهَا، فَقَالَ: يَا فُلانَةُ، وَإِنَّ لَكِ رَبًّا غَيْرِي؟ قَالَتْ: نَعَمْ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ. فَأَمَرَ بِبَقَرَةٍ مِنْ نُحَاسٍ فَأُحْمِيَتْ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا أَنْ تُلْقَى هِيَ وَأَوْلادُهَا فِيهَا، قَالَتْ لَهُ: إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً. قَالَ: وَمَا حَاجَتُكِ؟ قَالَتْ: أُحِبُّ أَنْ تَجْمَعَ عِظَامِي وَعِظَامَ وَلَدِي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، وَتَدْفِنَنَا. قَالَ: ذَلِكَ لَكِ عَلَيْنَا مِنَ الحَقِّ"، قَالَ: "فَأَمَرَ بِأَوْلادِهَا فَأُلْقُوا بَيْنَ يَدَيْهَا، وَاحِدًا وَاحِدًا، إِلَى أَنِ انْتَهَى ذَلِكَ إِلَى صَبِيٍّ لَهَا مُرْضَعٍ، كَأَنَّهَا تَقَاعَسَتْ مِنْ أَجْلِهِ، قَالَ: يَا أُمَّهْ، اقْتَحِمِي، فَإِنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ، فَاقْتَحَمَتْ"، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: "تَكَلَّمَ أَرْبَعَةٌ صِغَارٌ: عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ، وَشَاهِدُ يُوسُفَ، وَابْنُ مَاشِطَةِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ"؛ أخرجه أحمد في المسند (1/309)، والطبراني (12280)، وابن حبان (2903)، والحاكم (2/496)، قال محققو المسند طبعة الرسالة: إسناده حسن، فقد سمع حماد بن سلمة من عطاء بن السائب قبل الاختلاط عند جمع من الأئمة.

[2] أخرجها البخاري (6982)، ومسلم (160) في صحيحيهما بلفظ: عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّهَا قَالَتْ: أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ فِي النَّوْمِ، فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، فَكَانَ يَأْتِي حِرَاءً فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ - وَهُوَ التَّعَبُّدُ - اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ العَدَدِ، وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَتُزَوِّدُهُ لِمِثْلِهَا، حَتَّى فَجِئَهُ الحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ المَلَكُ فِيهِ، فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [العلق: 1] - حَتَّى بَلَغَ - ﴿ عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 5]، "فَرَجَعَ بِهَا تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ، حَتَّى دَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ، فَقَالَ: «زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي»، فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ، فَقَالَ: «يَا خَدِيجَةُ، مَا لِي؟!»، وَأَخْبَرَهَا الخَبَرَ، وَقَالَ: «قَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي»، فَقَالَتْ لَهُ: كَلَّا، أَبْشِرْ، فَوَاللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا؛ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ.

[3] انظر ترجمته تاريخ الإسلام للذهبي (3 /647).

[4] انظر ترجمته سير أعلام النبلاء للذهبي (11 /177).

[5] انظر ترجمته سير أعلام النبلاء للذهبي (10/5).

[6] انظر تاريخ الإسلام للذهبي (4 /382).

[7] صحيح مسلم (2144).





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • مشكلات في طريق المرأة المسلمة
  • المرأة التي شيدت الصرح
  • المرأة بأعين الفقهاء
  • المرأة المسلمة
  • السنغال: دورة صيفية تناقش دور المرأة في تربية الأجيال
  • المرأة والفقه
  • المرأة عاملة أم مسؤولة؟!

مختارات من الشبكة

  • كتاب تهذيب الآثار: أثر من آثار الطبري في خدمة السنة(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • أثر سلبي وأثر نافع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة العين والأثر في عقائد أهل الأثر (نسخة ثانية)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة العين والأثر في عقائد أهل الأثر(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة العين والأثر في عقائد أهل الأثر(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • النفاق أثر من آثار الكذب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الآثار: إحباط محاولة تهريب مخطوط أثري بمطار القاهرة(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • أثر الوطء والإنزال على النسك(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أثر العرف على مستجدات أحكام المرأة في الفقه الإسلامي(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • أثر المرأة المسلمة في الدعوة إلى الله(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • أكثر من 80 مشاركا بالمسابقة القرآنية في بلقاريا
  • نشر الثقافة الإسلامية بمنطقة مورتون جروف بولاية إلينوي الأمريكية
  • دورات قرآنية صيفية للطلاب المسلمين في بلغاريا
  • عيادة إسلامية متنقلة بولاية كارولينا الشمالية
  • حملة إسلامية للتبرع بالدم لأطفال الثلاسيميا في ألبانيا
  • معرض للثقافة الإسلامية بمدينة كافان في أيرلندا
  • مسجد هندي يفتتح مركزا للاستشارات الاجتماعية
  • توزيع مصاحف إلكترونية للمكفوفين وضعاف البصر في البوسنة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1443هـ / 2022م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 3/12/1443هـ - الساعة: 16:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب