• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    نور المشكاة في شرح حديث (سبعة يظلهم الله)
    الشيخ نشأت كمال
  •  
    دعاء قضاء الدين وتفريج الهم
    الشيخ وحيد عبدالسلام بالي
  •  
    أولياء الرحمن وأولياء الشيطان (س/ج)
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    خطبة: الخشوع في الصلاة
    إبراهيم الدميجي
  •  
    سلسلة أسباب الفوز بستر الله جل جلاله (9)
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    سبل لنصر دين الله
    د. محمد أحمد صبري النبتيتي
  •  
    خاتم النبيين (13)
    الشيخ خالد بن علي الجريش
  •  
    ترجمة بعض مصطلحات في علوم القرآن
    ابتسام أزاد
  •  
    مشروعية صلاة السفر والحضر
    الشيخ طه محمد الساكت
  •  
    تفسير: {لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل إن هذا ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: رأيت أبي يقلم أظفاره، ويدفنها
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    من درر العلامة ابن القيم العددية ( عشريات )
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الجنة دار المتقين (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    { يسألونك عن الشهر الحرام }
    د. خالد النجار
  •  
    سلسلة الآداب الشرعية (آداب الاستئذان)
    علي بن حسين بن أحمد فقيهي
  •  
    بطلان تبرير الشرك حتى لو اعتقد الداعي أن الميت لا ...
    محمد بن علي بن جميل المطري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الذكر والدعاء
علامة باركود

أسباب استنزال الفرج، ودعوات المكروب

أسباب استنزال الفرج، ودعوات المكروب
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 29/11/2021 ميلادي - 23/4/1443 هجري

الزيارات: 7774

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أسباب استنزال الفَرَج، ودعوات المكروب

 

الحمدُ للهِ ذي الألطافِ الواسعةِ والنِّعَم، وكاشفِ الشدائدِ والمكارهِ والنِّقَم، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ذُو الجلالِ والكَرَم، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه الذي فُضِّلَ على جميعِ الأُمَم، اللهُمَّ صلِّ وسلِّم على محمدٍ وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم في طريقهم الأَمَم.


أمَّا بعد: فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى، ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴾ [الطلاق: 2]، فتقوى اللهِ وتوحيدُه سببُ تفريجِ الكُروبِ، وقَضَاء الدُّيونِ، وزَوَالِ الأحزانِ والْهُمُومِ، واعلم أخي المكروب والمديون والمهموم والمحزون أنه لا يُنجِّيك إلا الله، ﴿ قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ﴾ [الأنعام: 64]، وعليك أن تكون دائم الاضطرار إلى الله، ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62]، (عنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عنْ أبي الدَّرْدَاءِ، عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ﴾ [الرحمن: 29]، قالَ: «‌مِنْ ‌شَأْنِهِ ‌أنْ ‌يَغْفِرَ ‌ذَنْبًا، ويُفَرِّجَ كَرْبًا، ويَرْفَعَ قَوْمًا، ويَخْفِضَ آخَرِينَ»)؛ رواه ابنُ ماجه وحسَّنه البوصيري.


فيجبُ عليكَ أخي المكروب أنْ تَتَيَقَّنَ أنَّ مِن أسبابِ تفريجِ كُرْبَتِكَ اعتقادَكَ بأنَّ مَن يُفرِّجُهُ هُوَ الله، و(عنْ مُجاهدٍ، عن عُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ، ﴿ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ﴾ [الرحمن: 29]، قالَ: «يُجِيبُ دَاعِيًا، ويُعْطِي سَائِلًا، ‌أوْ ‌يَفُكُّ ‌عَانِيًا، أوْ يَشْفِي سَقِيمًا»)؛ رواه الطبري.


واعلم أخي المسلم: أنَّ مما تَسْتَنزِلُ بهِ الفَرَج: أن تُفَرِّج كربة أخيك المسلم، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((ومَنْ ‌فَرَّجَ ‌عنْ ‌مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللهُ عنهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ))؛ متفقٌ عليه.


ومما تَستنزِلُ بهِ الفَرَج: أنْ تُكثِرَ مِن الأعمالِ الصالحةِ الخالصةِ لوجهِ الله: ففي قصة الثلاثة الذين انطبقَ عليهم الغار، قال صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((فقالَ بعضُهُمْ لبَعْضٍ: إنَّهُ واللهِ يا هَؤُلاءِ ‌لا ‌يُنْجِيكُمْ ‌إلَّا ‌الصِّدْقُ، فَلْيَدْعُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِمَا يَعْلَمُ أنَّهُ قَدْ صَدَقَ فيهِ))؛ الحديث رواه البخاري، فَتَوَسَّلَ أحدهم إلى الله ببرِّه لوالديه، والآخر بأدائه للأمانة، والثالث بالتوبة النصوح، وفَزِعُوا إلى الله وحده، وسَأَلُوه بما تَيَقَّنُوا فيه الإخلاص مِن أعمالهم، فأتاهم الفَرَجُ مِن الله.


ومما تَسْتَنْزِلُ بهِ الفَرَجَ: أنْ تَفْزَعَ إلى الصلاةِ: قالَ تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ﴾ [البقرة: 153]، وهذا هو هَدْيُ الأنبياءِ عليهِم السلامُ، قالَ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ فيما حَكَاهُ عنْ نبيٍّ مِن الأنبياءِ قبلَهُ: ((فَقَامَ إلى الصَّلاةِ، وكانُوا إذا فَزِعُوا ‌فَزِعُوا ‌إلى ‌الصلاةِ، فَصَلَّى ما شَاءَ اللهُ))؛ رواه الإمام أحمد وصَحَّحَهُ الضِّياء، وقال صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((إنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ آيَتَانِ مِن آياتِ اللهِ، لا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ ولا لِحَيَاتِهِ، فإذا رَأَيْتُمُوهَا فافْزَعُوا للصَّلاةِ))، وقالَ أَيْضًا: ((‌فَصَلُّوا ‌حتَّى ‌يُفَرِّجَ ‌اللهُ عنكُمْ))؛ رواه مسلم، وقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ في قصَّةِ سارة زوج إبراهيم الخليل عليه السلام عندما أرادها أَحَدُ الْجَبَابرةِ بسُوءٍ: ((فَقَامَتْ تَوَضَّأُ وتُصلِّي، فقالت: اللَّهُمَّ إنْ كُنتُ آمَنْتُ بكَ وبرَسُولكَ، وأَحْصَنْتُ فَرْجي إلَّا على زَوْجي، فلا تُسَلِّطْ علَيَّ هذا الكافرَ، فَغُطَّ حتَّى ركَضَ برِجْلِهِ...)، فنجَّاها اللهُ منه، وقال الكافرُ: ((واللهِ ما أرسَلْتُمْ إليَّ إلَّا شَيْطانًا، ارجعُوها إلى إبراهيمَ، وأعْطُوها آجَرَ، فرَجَعَتْ إلى إبراهيمَ عليهِ السلامُ، فقالَتْ: أشَعَرْتَ أَنَّ اللهَ كَبَتَ الكافرَ وأَخْدَمَ وليدَةً))؛ رواه البخاري، قال ابنُ حَجَر مُعلِّقًا: (وفيهِ: أنَّ مَنْ نَابَهُ أَمْرٌ مُهِمٌّ مِن الكَرْبِ يَنبغي لهُ أنْ يَفْزَعَ إلى الصَّلاةِ) انتهى، و(عنْ حُذيفةَ قالَ: «كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ إذا ‌حَزَبَهُ ‌أَمْرٌ صَلَّى»)؛ رواه أبو داود وحسَّنه ابن حجر، وقال ثابتٌ البُناني: (وكانتِ الأنبياءُ إذا نزَلَ بهِم أَمْرٌ ‌فَزِعُوا ‌إلى ‌الصلاةِ)؛ رواه ابنُ أبي حاتم وجوَّده ابن مفلح، و(عنِ ابنِ عبَّاسٍ: نُعِيَ إليهِ أخُوهُ قُثَمُ وهُوَ في مَسِيرٍ، فاستَرْجَعَ، ثمَّ تَنَحَّى عنِ الطريقِ فصَلَّى ركعتينِ أَطالَ فيهِما الْجُلُوسَ، ثمَّ قامَ يَمْشي إلى راحِلَتِهِ وهوَ يَقولُ: ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾ [البقرة: 45])؛ رواهُ سعيدُ بنُ منصور في سُننهِ وصَحَّحهُ مُحقِّقُه.


أخي المسلم: ومما تَستنزلُ به الفَرَجَ من الله: أن تَفزَعَ إلى كثرة تسبيح الله: قال عزَّ وجلَّ: ﴿ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [الصافات: 143، 144]، و(عن أبي عُبَيْدَةَ عن عبدِاللهِ قالَ: ما كُرِبَ نَبيٌّ مِنَ الأنبيَاءِ إلَّا اسْتَغَاثَ بالتَّسْبيحِ)؛ رواه ابنُ سمعون في أماليه، وقال عزَّ وجلَّ في قِصَّةِ أصحابِ الْجَنَّةِ: ﴿ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ * قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴾ [القلم: 28، 29]، دَلَّ هذا على أنَّ عُمُومَ التَّسبيحِ مِمَّا يُفرِّجُ اللهُ بهِ الكُرُباتِ.


أخي المسلم: ومما تَستنزلُ به الفَرَجَ مِن الله: أن تَفْزَعَ إلى دُعائهِ سُبحانه: عن إبراهيم بن محمد بن سعدٍ عن أبيهِ عن جَدِّهِ قالَ: (كُنَّا جُلُوسًا عندَ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ فقالَ: «ألا أُخْبرُكُم أوْ أُحدِّثُكُم بشيءٍ إذا نَزَلَ برَجُلٍ منكُمْ كَرْبٌ أوْ بَلاءٌ من أَمْرِ الدُّنيا دَعَا ربَّهُ ففَرَّجَ عنهُ؟»، قالَ: فقالُوا: بَلَى، قالَ: «دُعَاءُ ذِي النُّونِ، قالَ: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87]»)؛ رواه ابنُ أبي الدُّنيا وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، و(عنْ سعدٍ رضيَ اللهُ عنهُ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: «دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إذْ دَعَا وهُوَ في بَطْنِ الْحُوتِ: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾، فإنهُ لَمْ يَدْعُ بها رَجُلٌ مُسلِمٌ في شَيْءٍ قَطُّ إلَّا استَجَابَ اللهُ لهُ»)؛ رواهُ الترمذيُّ وحسَّنه ابن حجر، قال الإمامُ ابنُ تيمية: (سَمَّاهَا «دَعْوَةً»؛ لأنها تَتضمَّنُ نَوْعَي الدُّعاءِ) انتهى.


فَافْزَعْ أخي المكروب إلى الله باللَّهَجِ بدُعائهِ، وخاصة بدعوات رسولِكَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: فـ(عنِ ابنِ عباسٍ: أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ كانَ إذا ‌حَزَبَهُ ‌أَمْرٌ قالَ: «لا إلهَ إلَّا اللهُ الْحَلِيمُ العَظِيمُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ رَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ، لا إلهَ إلَّا اللهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلهَ إلَّا اللهُ رَبُّ السَّمَواتِ ورَبُّ الأرْضِ ورَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ»، ثُمَّ يَدْعُو)؛ رواه الإمام أحمد وصححه محققو المسند، و(عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ قالَ: ‌«كَلِمَاتُ ‌الْفَرَجِ: لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ، وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ»)؛ رواه ابنُ أبي الدُّنيا في الفرج بعد الشِّدَّةِ وحسَّنه الْمُنَاوي وقال: (هَذا الدُّعَاءُ كَانَ مَشْهُورًا عِنْدَ أهلِ الْبَيْتِ، يُسمُّونه: دُعَاء الْفَرَج، فيتكلَّمُونَ بهِ في النوائبِ والشَّدَائدِ، مُتَعَارَفٌ عِنْدهُمُ الْفَرَجُ بهِ) انتهى.


و(قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ما أَصَابَ أحَدًا قَطُّ هَمٌّ ولا حَزَنٌ فقالَ: اللهُمَّ إني عَبْدُكَ، ابْنُ عبدِكَ، ابنُ أَمَتِكَ،ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حُكْمُكَ، عدلٌ فيَّ قضاؤُكَ، أسألُكَ بكُلِّ اسمٍ هو لَكَ، سمَّيْتَ بهِ نفسَكَ، أو علَّمتَهُ أحَدًا من خلقِكَ، أو أنزلْتَهُ في كتابكَ، أو استأْثَرْتَ بهِ في عِلمِ الغيبِ عندَكَ، أنْ تَجعَلَ القُرآنَ رَبيعَ قلبي، ونُورَ صَدْرِي، وجِلاءَ حُزْني، وذَهابَ هَمِّي، إلَّا أذهَبَ اللهُ هَمَّهُ وحُزْنَهُ، وأبْدَلَهُ مكانَهُ فَرَحًا - وفي روايةٍ: فرَجًا - قال: فقيلَ: يا رسولَ اللهِ، ألا نَتَعلَّمُها؟ فقالَ: بلَى، يَنبغي لِمَن سَمِعَها أنْ يَتَعلَّمَها)؛ رواه الإمامُ أحمد وصحَّحهُ ابنُ القيم.


و(عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضيَ اللهُ عنهُ قالَ: علَّمَني رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ إذا نَزَلَ بي كَرْبٌ أنْ أقولَ: «لا إلهَ إلا اللهُ الحليمُ الكريمُ، سُبحانَ اللهِ، وتَباركَ اللهُ ربُّ العرشِ العظيمِ، والحمدُ للهِ ربِّ العالَمينَ»)؛ رواهُ الإمامُ أحمد وجوَّد إسناده ابنُ الْمُلقِّن.


ومن الدعوات النبوية: (اللهُ اللهُ ربِّى لا أُشْرِكُ بهِ شيئًا)؛ رواهُ أبو داود وحسَّنه ابنُ حجَرٍ.


ومنها: ((‌مَنْ ‌أَصَابَهُ ‌هَمٌّ ‌أو ‌غَمٌّ ‌أو ‌سَقَمٌ أو شِدَّةٌ فقالَ: اللهُ رَبِّي لا شَرِيكَ لَهُ، كُشِفَ ذلكَ عنهُ))؛ رواه الطبرانيُّ في الكبيرِ وحسنه المناوي.


ومنها: («يا حَيُّ يا قيُّومُ برَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ»)؛ رواه الحاكم وحسنه الألباني.


ومنها: «دعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ: اللَّهُمَّ رحْمَتَكَ أرْجُو، فلا تكِلْني إلى نفْسي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وأَصْلِحْ لي شأْني كُلَّهُ، لا إلهَ إلَّا أَنْتَ»)؛ رواه أبو داود وحسنه ابن حجر.

 

الخطبة الثانية

إنَّ الحمدَ للهِ، نَحمَدُه ونستعينُه، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يُضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه.


أما بعد: ومما تَستنزلُ به الفَرَجَ مِن الله: أن تُحسِنَ إلى إخوانك المسلمين ولو بتصبيرهم ووعظهم والشفاعة لهم والتنفيس لهم، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((‌مَنْ ‌سَرَّهُ ‌أنْ ‌يُنْجِيَهُ ‌اللهُ مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ، فَلْيُنَفِّسْ عَنْ مُعْسِرٍ، أَوْ يَضَعْ عَنْهُ))؛ رواه مسلم.


فالإحسانُ إلى الْخَلْقِ جزاؤه عاجلٌ وآجلٌ، قال صلى الله عليه وسلم لخديجة رضي الله عنها في قصة ابتداء الوحي: («أيْ خَدِيجَةُ، ما لي، لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي!»، فَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ، قالتْ خديجةُ: كَلَّا، أَبْشِرْ، فوَاللهِ لا يُخْزِيكَ اللهُ أَبَدًا؛ فواللهِ إنكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحدِيثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ على نَوَائِبِ الْحَقِّ)؛ رواه البخاري ومسلم.


ومما تَستنزلُ به الفَرَجَ مِن الله: أن تُكثر من استغفاره، قال نوحٌ عليه السلام: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12]، وقال هودٌ عليه السلام: ﴿ وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ﴾ [هود: 52]، وقال ابنُ القيِّم: (أربعةٌ تَجْلِبُ الرِّزقَ: قِيامُ اللَّيلِ، وكثرةُ الاستغفارِ بالأَسحَارِ، وتَعَاهُدُ الصَّدَقَةِ، ‌والذِّكْرُ ‌أوَّلَ ‌النهارِ ‌وآخِرَهُ) انتهى.


ومن تفريجك لكُرُباتِ إخوانك: التفريج عن المحتاجين والْمُعسِرِين ممن صدرت بحقهم أحكامٌ قضائية، عبر الجمعيات الخيرية المنتشرة في بلادنا، وعبر منصة إحسان وخدمة تيسرت وغيرها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • أرنو لحظة الفرج (قصيدة)
  • مفتاح الفرج
  • بشرى لقرب الفرج
  • بشائر الفرج
  • خطبة: مفاتيح الفرج العشر

مختارات من الشبكة

  • مخطوطة انتظار فتح الفرج واستمطار منح الفرج(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • من أسباب التوفيق والفرج والنجاح (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • التضرع لله سبب للفرج وتيسير الأمور وقوله تعالى فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • الإلحاد: أسبابه، طبائعه، مفاسده، أسباب ظهوره، علاجه للشيخ العلامة محمد الخضر حسين (ت: 1377 هـ) (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • الدار الآخرة ( أسباب عذاب القبر وأسباب النجاة ومنه ‫‬PDF )(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الفرج بعد الشدة (النسخة 3)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • كتاب القصاص والمذكرين تأليف الإمام أبي الفرج عبدالرحمن بن علي الجوزي المتوفى سنة 597 هـ (PDF)(كتاب - موقع د. محمد بن لطفي الصباغ)
  • مخطوطة الفرج بعد الشدة (النسخة 2)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • الإيضاح (في الفقه الحنبلي) لأبي الفرج الشيرازي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الفرج بعد الشدة(محاضرة - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • أكبر مسجد في آسيا الوسطى
  • افتتاح غرفة للصلاة داخل نادي بلاكبيرن الإنجليزي
  • دورة علمية للغة العربية بعاصمة جزيرة القرم
  • مسلمون يوزعون المستلزمات المدرسية على غير القادرين بولاية إلينوي
  • تسليم ثاني أكبر مسجد في كمبوديا
  • البدء في بناء ثاني مسجد بجمهورية خكاسيا
  • مسلمون يزرعون 1000 شجرة خارج مسجد بمدينة فورت ماكموري
  • مسلمون يجمعون أموالا لإغاثة متضرري فيضانات بنجلاديش عبر ركوب الدراجات

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2022م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/1/1444هـ - الساعة: 15:36
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب