• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تدبر القرآن (خطبة)
    الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم
  •  
    تخريج حديث: ذر الناس يعملون، فإن في الجنة مائة ...
    الشيخ طارق عاطف حجازي
  •  
    الدعاء في ثلث الليل الأخير
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    التوافق بين الزوجين (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    تفسير: (ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    التبكير بالنوم بعد العشاء سنة نبوية وصحة بدنية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    صفات لله تعالى ثابتة على الحقيقة لا المجاز
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    منهج القرآن والسنة في التشويق إلى الجنة (خطبة)
    الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني
  •  
    مفاتيح الفرج الاثني عشر المتفق عليها
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    من أقوال السلف فيمن أراد الله بهم خيرا
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    من فضائل النبي: جعل الله رؤيته في المنام حقا لا ...
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    وأي داء أدوأ من البخل؟
    حسام الدين أبو صالحة
  •  
    لطائف من زاد المعاد في هدي خير العباد (4)
    سائد بن جمال دياربكرلي
  •  
    صناعة الأصفياء (1)
    د. جمال يوسف الهميلي
  •  
    خطبة الحجاب بين موت الغيرة، وقلة الحياء
    يحيى بن حسن حترش
  •  
    تأملات في قوله تعالى: { قل يا أهل الكتاب تعالوا ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

لماذا تأخر نزول المطر إلى الآن؟! (خطبة)

لماذا تأخر نزول المطر إلى الآن؟! (خطبة)
د. محمد جمعة الحلبوسي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/12/2021 ميلادي - 11/5/1443 هجري

الزيارات: 58622

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لماذا تأخر نزول المطر إلى الآن؟!


الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، أحمده سبحانه وأثني عليه الخير كله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته بإحسان إلى يوم الدين.. أما بعد:

يروى أن سيدنا موسى (عليه السلام) خرج يومًا يستسقي، فلم ير في السماء سحابة واشتد الحر، فقال موسى: يا رب! اللهم إنا نسألك الغيث فاسقنا، فقال الله جل وعلا: يا موسى! إن فيكم عبدًا يبارزني بالذنوب أربعين عامًا، فصح في القوم، وناد إلى العباد: الذي بارز ربه بالذنوب والمعاصي أربعين عامًا أن اخرج.

 

فقال سيدنا موسى: يا رب! القوم كثير والصوت ضعيف، فكيف يبلغهم النداء؟! فقال الله: يا موسى! قل أنتَ وعلينا البلاغ، فنادى موسى بما استطاع، وبلغ الصوت جميع السامعين الحاضرين.

 

فما كان من ذلك العبد العاصي - الذي علم أنه المقصود بالخطاب، فلو خرج من بين الجموع، عُرف وهتك ستره، وانفضحت سريرته وكشفت خبيئته - فما كان منه إلا أن أطرق برأسه وأدخل رأسه في جيب درعه أو قميصه، وقال: يا رب! اللهم إني أتوب إليك فاسترني، اللهم إني أتوب إليك فاسترني، اللهم إني أتوب إليك فاسترني، فما لبث موسى ومن معه إلا أن أظلهم الغيم، وانفتحت السماء بمطر كأفواه القِرَب، فقال موسى: يا رب! سقيتنا وأغثتنا ولم يخرج منا أحد! فقال الله: يا موسى! إن من منعتكم السقيا به تاب، وسألني وأعطيته وسقيتكم بعده، فقال موسى: يا رب! أرني ذلك الرجل، فقال الله جل وعلا: يا موسى! سترته أربعين عامًا وهو يعصيني، أفأفضحه وقد تاب إليَّ وبين يدي؟ [1].

يا واحدًا في ملكه ماله ثاني
يا من إذا قلتُ يا مولاي لبّاني
أعصي فتسترني، أنسَى فتذكرني
فكيف أنساك يامن لست تنساني


أنا أروي هذا المشهد اليوم من أجل أن أقول لكم من خلاله هل عرفتم السبب لماذا تأخر نزول المطر إلى الآن؟! بالرغم من خروج الكثير من الناس لصلاة الاستسقاء.


فإذا كان سيدنا موسى (عليه السلام) وهو نبي من أنبياء الله تعالى، ومن أولي العزم، وهو كليم الله، ومع ذلك عندما خرج ببني اسرائيل يصلون صلاة الاستسقاء لم ينزل المطر، والسبب أن فيهم عبدًا واحدًا عاصيًا هو الذي حبس المطر، فماذا نقول نحن والذنوب والمعاصي في اغلب المجتمع؟!


لو نظرنا إلى مجتمعاتنا اليوم سنجد: كم من المسلمين من لا يصلون بالكلية؟!، وكم منهم من ترك الجمعة والجماعات؟! وكم من المصلين من يصلي ولكنه يؤخر الصلاة عن وقتها؟! كم من المسلمين من لا يخرجون الزكاة، بل ويتفننون في الهروب منها؟! كم من ولد عاق لوالديه؟ وكم من أب ظالم لأولاده؟ وكم من أخ أكل حق إخوانه وأخواته من الميراث وغيره؟ وكم من زوج ظالم لزوجته؟ كم من أولياء الأمور من يسمحون لبناتهم وزوجاتهم وأهل بيتهم يخرجن متبرجات متزينات ويلبسن الملابس المغرية للشباب؟ وكم من الناس من يسهر كل الليل على معصية؟

 

ماذا أُعدّد كي أعدّد من الذنوب والمعاصي التي انتشرت في أغلب مجتمعاتنا اليوم؟!

كلنا أيها الناس أصحاب ذنوب، فلا بد علينا جميعا أن نقف وقفة جادة وشجاعة كما وقف ذلك العبد العاصي وأعلن توبته لله تعالى، ولم يقل هناك غيري من العصاة، ولم يقل أنا لست المعني، لا وإنما أعلنها توبة صادقة وقال يا رب أنا المقصر، أنا المذنب، فتب عليّ واسترني ولا تفضحني، فتاب الله عليه.

أنا مُخطىءٌ أنا مُذنبٌ أنا عاصي
هوَ راحمٌ هو غافرٌ هوَ كافي
قابلتهنّ ثلاثة بثلاثةٍ
ولَتَغْلبَنْ أوصافُه أوصافي


لا بد لنا أن نفتح صفحة جديدة مع الله، ولا بد أن نكثر من الاستغفار، فالاستغفار يَفتَح الأقفَال، ويَشرح البَال، وَيُصلِح الحَال، وَيُدِّرَّ المَال، وهو سبب من أسباب نزول الأمطار، وغفران الذنوب وستر العيوب.

 

ألم يقل ربنا على لسان سيدنا هود (عليه السلام) عندما قال لقومه: ﴿ وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ﴾ [هود: 52]، وقال على لسان سيدنا نوح (عليه السلام): ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12] فالاستغفار هو سبب من أسباب نزول الأمطار، فأين نحن من الاستغفار؟ ليسأل كل واحد منا نفسه: كم نصيبه من الاستغفار في يومه وليلته؟


كان حبيب الله ورسوله المغفور له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخر، يستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرة، قال سيدنا أبو هُـرَيْرَة (رضي الله عنه) سَمِعْتُ رَسُـولَ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) يَقُولُ: (( وَاللَّهِ إِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً ))[2]، وهذا عبدالله بن عمر (رضي الله عنه) يقول: (( إنْ كنَّا لنعُدُّ لرسولِ الله (صلى الله عليه وسلم) فِي الْمَجْلِسِ الوَاحِدِ مئة مَرَّةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَقُومَ: ( رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الغَفُورُ )[3].

 

فاذا كان هذا حال نبينا (صلى الله عليه وسلم) مع الاستغفار، فماذا نقول نحن وكلنا ذنوب!


لذلك يدلنا نبينا العظيم (صلى الله عليه وسلم) على طريق الأمان من العقوبة والعذاب، وما يدفع عنا البلاء والنقم، ويرفع الفتن والمحن، ويفرج الهموم، ويجلب الأرزاق، فقال (صلى الله عليه وسلم): (( مَنْ لَزِمَ الاِسْتِغْفَارَ، جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ ))[4].

 

هذا رجل شكا إلى الحسن البصـري (رحمه الله) الجدب، فقال له: " استغفر الله"، وشكا رجل آخر الفقر، فقال له: " استغفر الله"، وشكا إليه آخر جفاف بستانه، فقال له: " استغفر الله"، فقالوا له في ذلك: أتاك رجالٌ يشكون، فأمرتهم كلهم بالاستغفار؟! فقال: ما قلت من عندي شيئًا؛ إن الله تعالى يقول في سورة نوح (عليه السلام): ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾[5].


وجاء سيدنا سفيان الثوري إلى جعفر بن محمد بن علي بن الحسين قال: لا أقوم حتى تُحَدِّثَنِي، قال له: أنا أُحَدِّثُكَ، وما كَثْرَةُ الْحَدِيثِ لك بخير يا سفيان إذا أنعم الله عليك بنعمة , فأحببت بقاءها ودوامها، فأكثر من الحمد والشكر عليها، فإن الله عز وجل قال في كتابه ﴿ لئن شكرتم لأزيدنكم ﴾ [إبراهيم: 7] وإذا اسْتَبْطَأْتَ الرِّزْقَ فأكثر من الاستغفار، فإن الله تعالى قال في كتابه ﴿ استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ﴾ [نوح: 11]، يا سفيان إذا حَزَبَكَ أَمْرٌ من سلطان أو غيره فأكثر من: لا حول ولا قوة إلا بالله؛ فإنها مِفْتَاحُ الْفَرَجِ، وكنز من كنوز الجنة، فَعَقَدَ سُفْيَانُ بِيَدِهِ، وقال: ثلاث وأي ثلاث، قال جعفر: عَقِلَهَا وَاللهِ أَبُو عَبْدِ اللهِ، وَلَيَنْفَعَنَّهُ اللهُ بِهَا "[6].

 

فالاستغفار عبادة يحبها الله من عباده وشرعها لهم تفضلًا منه وإنعامًا ليكفر عنهم سيئاتهم ويمحوها، فأمرهم بها طوال حياتهم، ولذلك يقول لقمان الحكيم لابنه: (يا بُنيَّ؛ عوِّد لسانَكَ: اللهَمَّ اغفرْ لِي، فإنَّ للَّهِ ساعاتٍ لا يَردُّ فيهنَّ سائلًا). [7]، ويقول سيدنا الحسن البصري (رحمه الله): ( لا تملُّوا من الاستغفارِ، واكثِرُوا مِنه في بُيُوتِكم، وعَلَى موائِدِكم، وفي طُرُقِكم، وفي أسواقِكُم، فإنَّكم ما تدرُون متى تَنْزِلُ المغفرةُ )[8]، ويقول قَتَادَة (رحمه الله): " إِنَّ الْقُرْآنَ يَدُلُّكُمْ عَلَى دَائِكُمْ وَدَوَائِكُمْ، أَمَّا دَاؤُكُمْ فَذُنُوبُكُمْ، وَأَمَّا دَوَاؤُكُمْ فَالِاسْتِغْفَارُ "[9].

 

فالجواب على سؤال الكثير من الناس اليوم: لماذا تأخر نزول المطر إلى الآن؟! تأخر المطر بسبب ذنوبنا.. وما هو الحل؟ الحل: أن نعود إلى الله، وبتوبة صادقة، ونكثر من الاستغفار، فإن فعلنا ذلك، فإن الله سيستجيب لدعائنا يوم أن نقول: اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.

 

اللهم اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم إني أسألك أن تغفر لنا الذنوب التي تنزل النقم، وتغفر لنا الذنوب التي تغير النعم، وتغفر لنا الذنوب التي تحبس الدعاء، وتغفر لنا الذنوب التي تنزل البلاء.. أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وبعد:

مسألتنا الفقهية تتعلق بصلاة غفل عنها الكثير منا اليوم، هذه الصلاة يحتاجها كل واحد منا، من حافظ عليها نال بها مغفرة الله تعالى، وصاحبها يسمى بحبيب الله كما قال ابن القيم (رحمه الله) [10]، هذه الصلاة هي صلاة التوبة[11].

 

فاذا وقـع المسلم في معصية، فعليه أن يسارع إلى الوضوء، ثم يصلي ركعتين ينوي بهما سنة التوبة، ثم يستغفر ربه، فمن فعل ذلك فقد نال مغفرة الله تعالى.

 

اسمع إلى نبيك (صلى الله عليه وسلم) وهو يخبرنا عن هذه الصلاة فيقول: (( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا ثُمَّ يَتَوَضَّأُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللهَ لِذَلِكَ الذَّنْبِ، إِلَّا غَفَرَ لَهُ " وَقَرَأَ هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 110]، ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 135][12].


هل تعلم أن للتائب من الذنب ثلاث بشارات:

الأولى: أن الله تعالى يقبل توبته أن أقبل عليه بقلب صادق.

 

الثانية: أن الله يغفر له ذنوبه، وليس هذا فقط، بل إن الله تعالى سيبدل سيئاته إلى حسنات.

 

الثالثة: أن الله يفرح بتوبه.

 

فأي بشارات أعظم من هذه البشارات؟! فهذه الصلاة هي هدية من الله تعالى على لسان نبيه (صلى الله عليه وسلم) لأمته، فهو يريد منا أن نتوب إليه ونستغفره حتى يغفر لنا ويجعلنا من أهل الجنة، فأين التائبون إلى الله تعالى؟ أين من يبحثون عن مغفرة الله تعالى، هذا هو الطريق: (( مَا مِنْ رَجُلٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا، ثُمَّ يَقُومُ فَيَتَطَهَّرُ، ثُمَّ يُصَلِّي، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، إِلاَّ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾[13].



[1] التوابين لابن قدامة: (ص: 55).

[2] صحيح البخاري، كتاب الدعوات- باب اسْتِغْفَارِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ: (8/83)، برقم (6307).

[3] سنن أبي داود، أبواب فضائل القرآن- باب في الاستغفار: (2/ 627)، برقم (1516)، وسنن الترمذي، كتاب أبواب الدعوات - بَاب مَا يَقُولُ إِذَا قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ: (5/ 372)، برقم (3434) وقال الترمذي: حديث صحيح.

[4] سنن ابن ماجة، كتاب أبواب الأدب- بَابُ الِاسْتِغْفَارِ: (4/ 721)، برقم (3819 )، وسنن أبي داود، كتاب أبواب فضائل القرآن- باب في الاستغفار: (2/ 628)، برقم(1518).

[5] الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: (18/ 302).

[6]حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (3/ 193)

[7] لطائف المعارف، لابن رجب الحنبلي: (ص:214).

[8] روائع التفسير لابن رجب الحنبلي: (2/ 653).

[9] شعب الإيمان للبيهقي:(5/ 427)، برقم (7146).

[10] قال ابن القيم رحمه الله: (وَلَوْ لَمْ تَكُنِ التَّوْبَةُ أَحَبَّ الْأَشْيَاءِ إِلَيْهِ، لَمَا ابْتُلِيَ بِالذَّنْبِ أَكْرَمُ الْخَلْقِ عَلَيْهِ؛ فَلِمَحَبَّتِهِ لِتَوْبَةِ عَبْدِهِ، ابْتَلَاهُ بِالذَّنْبِ الَّذِي يُوجِبُ وُقُوعَ مَحْبُوبِهِ مِنَ التَّوْبَةِ، وَزِيَادَةَ مَحَبَّتِهِ لِعَبْدِهِ؛ فَإِنَّ لِلتَّائِبِينَ عِنْدَهُ مَحَبَّةً خَاصَّةً). مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين: (1/306).

[11] صلاة التوبة مستحبة باتفاق المذاهب الأربعة. الموسوعة الفقهية الكويتية: (27/164).

[12] رواه أحمد في مسنده: (1/ 219)، برقم (47)، قال الشيخ شعيب الأنؤوط: إسناده صحيح.

[13]سنن الترمذي، أبواب الصلاة- بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلاَةِ عِنْدَ التَّوْبَةِ: (1/ 524)، برقم (406) وهو حَدِيثٌ حَسَنٌ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • بمناسبة نزول المطر
  • الأدعية والأعمال التي يستحب فعلها عند نزول المطر
  • ماذا بعد نزول المطر؟

مختارات من الشبكة

  • لماذا لا أدري لكن لماذا؟(استشارة - الاستشارات)
  • لمـاذا؟!(مقالة - موقع الدكتور وليد قصاب)
  • لماذا ندرس النحو؟ ستجد الإجابة الآن!(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • لماذا ندرس النحو؟ ستجد الإجابة الآن!(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • لماذا حرق المصاحف الآن في أفغانستان ؟(مقالة - ملفات خاصة)
  • أهمية الأدب الإسلامي وضرورته.. لماذا الآن؟(مقالة - حضارة الكلمة)
  • وقفة بين جيلين: سابق بالخيرات وظالم لنفسه (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لماذا أغني (قصيدة تفعيلة)(مقالة - موقع أ. محمود مفلح)
  • فاقدو الطفولة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • همم وقمم(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بدء الموسم الجديد من الأمسيات الإسلامية بمسجد كوبيلي
  • مساجد برمنغهام تشارك في حملة لسلامة الطرق
  • مساجد أستراليا تستضيف دورة مجانية للإسعافات الأولية
  • مسلمو موسليوموفسكي يفتتحون مسجدا جديدا
  • للعام الخامس على التوالي مسلمو روتشستر يساعدون 1000 شخص من المحتاجين
  • مساجد بولتون ‏تتبرع لصالح جمعيات الصحة الخيرية
  • مدينتي بيرات وبوغراديس ‏تتزينان بمسجدين جديدين وسط ألبانيا
  • مسلمو ديربي يثقفون الناس عن الإسلام تزامنا مع ذكرى المولد النبوي

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1445هـ / 2023م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/3/1445هـ - الساعة: 11:47
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب