• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    من فضائل شهر رمضان ووجوب صيامه رقم (2)
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    التوبة واستقبال رمضان (خطبة)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    اسم الله تعالى العليم (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    أحكام متفرقة في الصيام
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    من أقوال السلف في الصيام
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تنبيه الصائمين بالعناية بالمساجد وكتاب رب ...
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    أهلا ومرحبا برمضان (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر
    السيد مراد سلامة
  •  
    لا تر الناس أنك تخشى الله وقلبك فاجر
    السيد مراد سلامة
  •  
    الصيام وأقسامه
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    أعظم سورة في القرآن
    محمد بن سند الزهراني
  •  
    أحكام الدية (خطبة)
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    من صفات عباد الرحمن: قيام الليل (خطبة)
    محمد بن أحمد زراك
  •  
    من فضائل شهر رمضان ووجوب صيامه (1)
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    منهج الإمام يحيى بن سعيد القطان في توثيق الرواة ...
    أ. د. طالب حماد أبوشعر
  •  
    جذور طرائق التدريس الحديثة في الهدي النبوي ...
    هبة أحمد مصطفى
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / خطب المناسبات
علامة باركود

إرواء الظمآن في ختام شهر رمضان (خطبة)

إرواء الظمآن في ختام شهر رمضان (خطبة)
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/5/2022 ميلادي - 10/10/1443 هجري

الزيارات: 6305

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إرواء الظمآن في ختام شهر رمضان


إن الحمد لله، نحمَده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يَهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ (آل عمران: 102).

 

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ (النساء: 1).

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ (الأحزاب: 70- 71).

 

أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

 

أعاذني الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرِّب إلى النار، اللهم آمين.


ها هو رمضان في أواخره، انسلَخ رمضان الذي أوَّله رحمة، وأوسطه رحمة، وآخره رحمة، رمضان الذي كلُّه بركة، رمضان الذي كلُّه عتقٌ من النيران، هذا الشهر ولَّى ولم يبقَ منه إلا يومٌ أو يومان، والقليل الذي فيه، فيه خيرٌ كثير بعمل يسير، فمن فاتته العبادةُ والطاعةُ في أوَّله، فليجتهد في آخره، فهناك أملٌ ورجاءٌ أن تكون ليلةُ التاسعِ والعشرين هي ليلةُ القدر، هناك وأمل ورجاء في ذلك، فلنغتنِم ما تبقى من هذا الشهر، في الطاعة والعبادة والذكر.

 

وفيه ختامِ هذا الشهر، فلنخرج زكاةَ الفطر التي هي بمثابة سجدتي السهو في الصلاة، فتجبران ما حدث فيها من خلل، أو زيادة أو نقص، وكذلك فريضةُ الصيام خُتمت بزكاة الفطر في آخر أيامه، تُجبر الخللَ من اللغوِ والرفث، وتكون عونًا للفقراء والمساكين، يفرَحون بها يوم العيد، فزكاة الفطر وتسمى صدقةُ الفطر، وتسمى الفِطْرة؛ هي فريضة من الفرائض، قال ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: «فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى العَبْدِ وَالحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاَةِ»، البخاري (1503)، فهل تخرج شرعًا من الذهب أو من الفضة؟ أو من الأنعام أو من الثياب؟

 

والجواب عند أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: «كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ»، البخاري (1506)، والأَقِطُ هو اللبن المجفف؛ أي: تقريبًا ثلاث كيلو من الطعام.

 

أما وقتها فيجوز إخراجُها قبل صلاة العيد، فكَانَ ابْنِ عُمَرَ «يُخْرِجُ زَكَاتَهُ إِلَى الْمُصَلَّى قَبْلَ الْفِطْرِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ عَنْ كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ حُرٍّ أَوْ مَمْلُوكٍ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ»، مسند ابن الجعد (ص: 443، رقم 3018)، فلها ثلاثة أوقات: وقت وجوب بغروب شمس آخر يوم من رمضان، وجبت زكاة الفطر، ووقت فضيلة وهو بعد صلاة الصبح من يوم العيد، وقبل الصلاة، ووقت جواز قبل العيد بيوم أو يومين، أو ثلاثة، ولا يجوز إخراجها بعد صلاة العيد عمدًا دون عذر، فتصبح صدقة من الصدقات.

 

وعمَّن تُخرَج؟

 

قال نافع فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ «يُعْطِي عَنِ الصَّغِيرِ وَالكَبِيرِ، حَتَّى إِنْ كَانَ لِيُعْطِي عَنْ بَنِيَّ»، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «يُعْطِيهَا الَّذِينَ يَقْبَلُونَهَا، وَكَانُوا يُعْطُونَ قَبْلَ الفِطْرِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ»، البخاري (1511).

 

وبزكاة الفطر في آخر رمضان ينتهي الصيام، ويختم على ما قدمنا؛ من طاعات وعبادات، وأعمال صالحات، تجدُ حصيلته يوم القيامة، يوم الحسرة والندامة، ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ (الشعراء: 88، 89).

 

ثم يبدأ بغياب شمس آخر يوم من رمضان وبرؤية هلال شوال، أول أشهر الحج، أوَّل شهر منها شوال، وهو يبدأ بيوم العيد؛ عيد الفطر، فبغروب شمس آخر يوم من رمضان نبدأ بالأعمال والأذكار، بالتكبير؛ (الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد)؛ امتثالًا لقول الله عز وجل: ﴿وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [البقرة: 185].

 

والتكبير ليلة عيد الفطر ينتهي إلى صعود الإمام المنبرَ لأداء صلاة العيد، وخطبة العيد، فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكَبِّرُ يَوْمَ الْفِطْرِ مِنْ حِينِ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ حَتَّى يَأتِيَ الْمُصَلَّى)، (ك) (1105)، (قط) (ج2/ ص44 ح6)، (هق) (5926)، وصححه الألباني في الإرواء تحت حديث: (650)، وصَحِيح الْجَامِع: (5004).

 

والأطفال والنساء يخرجون إلى مصلى العيد، وكذا العجائز وكبار السن والصبايا، الكل يخرج؛ لأنه يوم عيد، لماذا نخرج في هذه اليوم اسمع إلى ما قالته أُمُّ عَطِيَّةَ الْأَنْصَارِيَّةُ رضي الله عنها: (كُنَّا نُؤْمَرُ أَنْ نَخْرُجَ يَوْمَ الْعِيدِ؛ حَتَّى نُخْرِجَ الْبِكْرَ مِنْ خِدْرِهَا، حَتَّى نُخْرِجَ الْحُيَّضَ، فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ، فَيُكَبِّرْنَ بِتَكْبِيرِهِمْ، وفي رواية: (يُكَبِّرْنَ مَعَ النَّاسِ)، (م) 11- (890)، (وَيَدْعُونَ بِدُعَائِهِمْ، يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَطُهْرَتَهُ)، (خ) (928)، (م) 11- (890)، (هق) (6036)،

 

وهذا فيه أيضًا جواز رفع صوتهنَّ بالذكر المشروع يسمعن أنفسهنَّ كتكبير العيدين، الله أكبر ولله الحمد.

 

ويُسْتَحَبُّ في هذا اليوم يوم العيد، لمن خرج إلى العيد ألا يخرج إلا بعد أَنْ يَأكُلَ تمرات أو نحوها لا يخرج صائمًا فيتشبه بالأمس، اليوم يختلف عن الأمس فِي يَوْمِ اَلْفِطْرِ قَبْلَ الصَّلَاة، فقد (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ) (جه) (1754)، (إِلَى الْمُصَلَّى) (ت) (543)، (حَتَّى يَأكُلَ تَمَرَاتٍ) (خ) (910)، (جه) (1754)، (ثَلاَثًا، أَوْ خَمْسًا، أَوْ سَبْعًا، أَوْ أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، وِتْرًا)، (ك) (1090)، (هق) (5950)، (حم) (12290). هذه هي سنة الخروج إلى المصلى يوم العيد.

 

ويُسْتَحَبُّ الْغُسْل فِي يَوْمِ الْعِيدِ، فقد (سَأَلَ رَجُلٌ عَلِيًّا رضي الله عنه عَنِ الْغُسْلِ؟) وهل يستحبُّ في ذلك اليوم أو لا؟ فبيَّن الأغسالَ المشروعة التي يؤجر عليها الإنسان، فقَالَ: (اغْتَسِلْ كُلَّ يَوْمٍ إِنْ شِئْتَ)، فَقَالَ: (لَا! الْغُسْلُ الَّذِي هُوَ الْغُسْلُ؟) قَالَ: (يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَيَوْمَ عَرَفَةَ، وَيَوْمَ النَّحْرِ، وَيَوْمَ الْفِطْرِ)، (هق) (5919).

 

ويستحب لُبْسُ أَحْسَنِ الثِّيَابِ، وأنظفِها وأطهرِها يَوْمَ الْعِيد، فقد (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَلْبَسُ يَوْمَ الْعِيدِ بُرْدَةً حَمْرَاءَ)، (طس) (7609)، (البْرُدُ والبُرْدة): الشَّمْلَةُ المخطَّطة، وقيل: كِساء أسود مُرَبَّع فيه أعلام.

 

و(مِنْ السُّنَّةِ أَنْ تَخْرُجَ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا، وَأَنْ تَأكُلَ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ)، (ت) (530)، (جه) (1296)، (هق) (5941).

 

ولا ننْسَ ونحن راجعون من المصلى أن نرجع من طريق غير الذي أتينا منه، حتى نكسب الثواب والحسنات، ولا ننسَ الفقراء والمساكين، وعلينا أن نتقيَ الله سبحانه وتعالى، فلا نرتكبُ المحرمات في يوم البركات، فلا نحرم أنفسنا من الأجر والثواب في هذا اليوم بالخصومات، فلا نخاصم مسلمًا، حتى لا يقال لنا: «.. أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا»، (م) (2565)، وهذا على مستوى الأفراد، فكيف إن كان بمستوى الأحزاب والفرق، والفصائل والجماعات؟

 

هل يأتي العيدُ ونحنُ في هذه المخاصمات والانقسامات والمهاترات؟! ونبقى يقال لنا: "أنظِروا هذين حتى يصطلحا"؟ فلا تنزلُ علينا البركات ولا الرحمات، ولا ترفعُ لنا الأعمالُ الصالحات؟ وأين الثلاثون يومًا من الصيام والصدقات والقيامِ والاعتكافِ، وما عمِلنا من طاعات وعبادات؟! ثم يقال: "أنظِروا هذين حتى يصطلحا"، فمتى نصطلح إن لم نصطلح في هذه الأيام المباركة؟ لا نريد لهذه الأمة أن الله يقول لملائكته الذين يرفعون أعمالنا إليه: "أنظروا هذين حتى يصطلحا"، نريد أن نصطلح مع الله، ونريد نصطلحُ مع أنفسنا، ونصطلحُ مع الناس، ونصطلحُ مع إخواننا في الشرق والغرب، في شطري الوطن، ونصطلح مع جيراننا في المودة والقربى، ونصطلح مع أرحامنا وأقاربنا، قال سبحانه: ﴿وَالصُّلْحُ خَيْرٌ﴾ (النساء: 128).

 

أما اَلتهْنِئَة بِالْعِيدِ، فقد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: (تقبَّل الله منا ومنك)؛ رواه المحاملي في (كتاب صلاة العيدين) (2/ 129 / 2).

 

ويوم العيد يوم الفرح والسرور بإنجازك عباداتٍ وانتظار ثوابها، لذلك من الفرح والسرور أن يُطلق سراحُ الأطفال، ليلعبوا بما شاءوا من غير أن تكون هناك مجاوزة للحدِّ، فيجوز أن يلهوَ الصبيانِ بلُعَبِ السِّلَاحِ، والْبَنَاتِ بالدُّفوف يَوْمَ الْعِيد، فاتركوا الأطفال يأخذوا حظَّهم من اللهو واللعب في هذا اليوم، فقد (قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم)؛ أي هاجر قاصدًا (الْمَدِينَةَ، وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا)، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ؟!)" قَالُوا: (كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ)، فَقَالَ: ("إِنَّ اللهَ عزَّ وجل قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا، يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الْأَضْحَى")؛ (حم) (13647)، (د) (1134)، (س) (1556).

 

وفي الختام؛ إذا حدث خطأٌ ما في رؤية هلال شوَّال فماذا نفعل؟ والخطأ وارد.

 

الجواب عند أَبِي عُمَيْرِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: (حَدَّثَنِي عُمُومَةٌ لِي مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالُوا: غُمَّ عَلَيْنَا هِلَالُ شَوَّالٍ) - يعني غُمَّ علينا ليلة التاسع والعشرين من شهر رمضان، قال: - (فَأَصْبَحْنَا صِيَامًا، فَجَاءَ رَكْبٌ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ) - يعني بعد الظهر - وفي رواية: (بَعْدَمَا ارْتَفَعَ النَّهَارُ، فَشَهِدُوا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُمْ رَأَوْا الْهِلَالَ بِالْأَمْسِ)، يعني هذا اليوم الذي صامه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه؛ هذا يوم عيد لأنه هذا الرجل رأى الهلال بالأمس، (فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ أَنْ يُفْطِرُوا)، وذلك في الظهر، وهذا في اليوم الثلاثين من رمضان - (وَأَنْ يَخْرُجُوا إِلَى الْعِيدِ مِنْ الْغَدِ) - لأن وقت صلاة العيد وقتها من شروق الشمس إلى قبل الظهر، والخبر جاءهم بعد الظهر، فقضوا صلاة العيد بعد ذلك في اليوم التالي، هذا ما سنفعله دون ضجة ولا كتابة في الفسبكة والتوترة، نسأل الله السلامة، وفي رواية: (وَإِذَا أَصْبَحُوا أَنْ يَغْدُوا إلَى مُصَلَّاهُمْ)؛ الحديث بزوائده: (س) (1557)، (حم) (20603)، (جه) (1653)، (عب) (7339)، (ش) (36183)، وقال الأرناؤوط: إسناده جيد، (حم) (18844)، (د) (1157)، (حب) (3456)؛ انظر الإرواء: (634)، والمشكاة: (1450)، (د) (1157)، (قط) (ج2 ص170ح 14).

 

ولا بد من التنبيه فيما يحدث من بلابلَ وفتنٍ مثيرة، وكلماتٍ كثيرة، إذا صمنا نحن ثمانية وعشرين يومًا، ورُؤي هلالُ شوال الليلة، ليلة التاسعِ والعشرين، مَن يدري؟! فيكون يوم التاسع والعشرين عيدًا، ونقضي يومًا مكانه، الأمر بكل بساطة لا تحتاج إلى اختلاف، وأن تدخل فيما ليس لك به علم؛ لأن الشهرَ لا يكون ثمانيةً وعشرين يومًا.

 

وهناك سنة مهجورة، وهي اَلتَّنَفُّلُ بصلاة ركعتين بَعْدَ صَلَاةِ الْعِيدَيْنِ، ليس في المصلَّى بل في البيت، فقد (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُفْطِرُ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ، وَكَانَ لَا يُصَلِّي) (قَبْلَ الْعِيدِ شَيْئًا)، (فَإِذَا خَرَجَ صَلَّى لِلنَّاسِ رَكْعَتَيْنِ) - أي: صلاة العيد - (فَإِذَا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ)، الحديث بزوائده: (حم) (11242)، (خز) (1469)، (جه) (1293)، (خز) (1469)، (حم) (11373)، حسنه الألباني في الإرواء تحت حديث: (631)، وصَحِيح الْجَامِع: (4859)؛ أي: في منزله لا في المصلى.

 

أما صيام يومي العيدين عيد الأضحى وعيد الفطر، فمنهي عنه، ومن فعل وصام يوم العيدين فصومه باطل، وإن تعمَّد ذلك فهو آثمٌ، لما ثبت عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى ابْنِ أَزْهَرَ قَالَ: (شَهِدْتُ الْعِيدَ يَوْمَ الْأَضْحَى مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَصَلَّى قَبْلَ الْخُطْبَةِ، ثُمَّ خَطَبَ النَّاسَ)، فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ نَهَاكُمْ عَنْ صِيَامِ هَذَيْنِ الْيَوْمَيْنِ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَيَوْمُ فِطْرِكُمْ مِنْ صِيَامِكُمْ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَيَوْمٌ تَأكُلُونَ مِنْ نُسُكِكُمْ)؛ الحديث بزوائده: (خ) (1889)، (م) 138- (1137)، (خ) (5251)، (ت) (771)، (د) (2416)، (جه) (1722)، (ط) (429)، (حب) (3600)، (هق) (6085).

 

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الآخرة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد:

فيا أيها المسلمون، اقترب الوقت الذي فيه تُفكُّ الشَّيَاطِينُ من أغلالِها، وَتطلقُ مَرَدَةُ الْجِنِّ من أصفادِها، وتفتحُ النَّار أَبْوَابَها السبعة، وتغلقُ الْجَنَّة أبوابَها الثمانية، وجاء الوقت الذي يغيبُ فيه عنَّا نداءُ المنادي: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، ويتوقَّفُ فيه العتقُ مِنْ النيران فِي كُلِّ لَيْلَةٍ، حَتَّى يَنْقَضِيَ رَمَضَانُ، وقد انقضى رمضان، لكن هل فاتت لَيْلَةٌ القدر التي مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ، لم تفُتْ فلعلَّها هذه الليلة ليلةُ التاسعِ والعشرين، ولئن انتهت نفحاتُ ربِّنا في مضان، فإن له نفحاتٍ بعد رمضان، فـ"تَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللهِ، فَإِنَّ لِلهِ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ، يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ"، (طب) (720)، (هب) (1121)، انظر الصَّحِيحَة: (1890).

 

فلنتعرَّضْ لنفحاتِ رحمة الله بصيام ستٍّ من شوال، وثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهر، والاثنينِ والخميس، ولنقُمْ ما استطعنا من الليالي، ولنتصدق مما تيسَّر من أموالنا، ولنفعل الخيرَ مع الناس عمومًا، ومع الأقاربِ والأرحامِ والجيرانِ خصوصًا.

 

ولنكثر من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم، فقد صلى اللهُ عليه وملائكتُه، وأمرنا بالصلاة عليه فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ (الأحزاب: 56).

اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

 

وارضَ اللهم عن الخلفاءِ الأربعة أبي بكرٍ وعمرَ وعثمان وعليٍّ، وعن سائر الصحابة أجمعين، وارضَ عنَّا معهم بمنِّكِ وكرمِك يا أكرم الأكرمين.

 

اللهم نسألك بأسمائك الحسنى، وصفاتك العلا أن تتقبَّل منا صيامَنا وقيامَنا، وطاعاتِنا ودعاءَنا وأذكارَنا، واختمْ اللهمَّ بالباقياتِ الصالحاتِ أعمالَنا.

 

اللهم بلِّغنا ‌رمضان أعوامًا ‌عديدة، وأزمنةً ‌مديدة، وأحسن خاتمتنا؛ إنك وليُّ ذلك والقادر عليه.

 

اللهم اجعَل خيرَ ‌أعمالنا خواتيمَها، وخيرَ ‌أعمارنا أواخَرها، وخيرَ أيَّامنا يوم لقائك.

 

واغفِر اللهم لنا وللمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.

 

عبادَ الله: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾، [النحل: 90].

 

فاذكروا الله يذكُركم، واشكروا نِعَمه يزدْكم، ولذكرُ الله أكبرُ، والله يعلم ما تصنعون.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • التذكير بختام شهر رمضان
  • في ختام شهر رمضان
  • مما ينبغي في ختام شهر رمضان
  • الحث على حسن ختام شهر رمضان
  • الأحكام المتعلقة بختام شهر رمضان

مختارات من الشبكة

  • إرواء المشتاق من خطب الأخلاق (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تعليق على كتاب "إرواء الغليل" للألباني(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تقييد وإيضاح على التكميل لما فات تخريجه من إرواء الغليل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من فضائل السواك: استعمال السواك يرضى عنك ربك
    (مقالة - آفاق الشريعة)
  • بيع الأحلام(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • النهي عن الفحش والتفحش والتحذير منه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سب المسلم والتعدي عليه بالشتم والأذى(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مسائل متفرقة في الأضحية(مقالة - ملفات خاصة)
  • فرط المغرب في رغيف العقل!(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • وظائف ختام شهر رمضان ووقفات تربوية مهمة في ختامه(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ورشة عمل ترفيهية للأطفال استقبالا لرمضان في أونتاريو
  • التحضير لإطعام المئات خلال شهر رمضان بمدينة فيلادلفيا
  • أعداد المسلمين تتجاوز 100 ألف بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • فيلا بارك يستضيف إفطار للصائمين للمرة الأولى
  • مدينة بيفيرتون تحتفل بأول شهر للتراث الإسلامي
  • إفطار جماعي على أرضية ملعب ستامفورد بريدج
  • 3 دورات للغة العربية والتربية الإسلامية بمدينة أليكانتي الإسبانية
  • بنك الطعام الإسلامي يلبي احتياجات الآلاف بمدينة سوري الكندية

  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 2/9/1444هـ - الساعة: 6:14
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب