• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الصيام المتقطع، أو كيف نخسر الوزن الزائد؟: خاطرة ...
    عبدالإله أسوماني
  •  
    التدابير الإلهية لحفظ أموال اليتامى من الضياع
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    آكلة العقول (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    التضخم النقدي: في الفقه الإسلامي (WORD)
    أ.د حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    العبر في قول البخاري: "في إسناده نظر" (PDF)
    أ. د. طالب حماد أبوشعر
  •  
    تخريج حديث: نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تصل ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    أركان وشروط وسنن الوضوء على ضوء الكتاب والسنة ...
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    تفسير: (وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    خاتم النبيين (33)
    الشيخ خالد بن علي الجريش
  •  
    من درر العلامة ابن القيم عن القلوب
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    {ود كثير من أهل الكتاب}
    د. خالد النجار
  •  
    نشأة الزيدية وتأريخها (WORD)
    عدنان بن عبده بن أحمد المقطري
  •  
    أقسام الخلق في منازل "إياك نعبد وإياك نستعين"
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أضواء على أسباب الاختلاف
    مسلم الهوراماني
  •  
    الأسرة والصلاة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    الانتحار (خطبة)
    الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / عقيدة وتوحيد / الملائكة
علامة باركود

الإيمان بالملائكة (خطبة)

الإيمان بالملائكةِ (خطبة)
د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 29/9/2022 ميلادي - 3/3/1444 هجري

الزيارات: 2909

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الإيمان بالملائكة

 

إن الحمدَ لله، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا، ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه.


﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

 

أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النارِ؛ وبعدُ.

 

حَدِيثُنَا معَ حضراتِكم في هذه الدقائقِ المعدوداتِ عن الأصل الثاني من أصول الإيمان وهو: «الإيمان بالملائكةِ».

 

واللهَ أسألُ أن يجعلنا مِمَّنْ يستمعونَ القولَ، فَيتبعونَ أَحسنَهُ، أُولئك الذينَ هداهمُ اللهُ، وأولئك هم أُولو الألبابِ.

 

اعلمُوا أيها الإِخوةُ المُؤمنونَ أنَّ الإِيمانَ بالمَلائِكةِ أَصلٌ من أصولِ الإيمانِ يجبُ علينا أنْ نؤمنَ به.


قال تَعَالى: ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [البقرة: 285].


وقالَ تَعَالى: ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 177].


وأخبرَنَا اللهُ تعالى أن من كفرَ بأصل من أصول الإيمان الستةِ، فقد كفرَ باللهِ تعالى.


قالَ اللهُ صلى الله عليه وسلم:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾ [النساء: 136].

 

والملائكةُ خلقٌ من مخلوقاتِ اللهِ، لهم أجسامٌ نُورانيةٌ قـادرةٌ علـى التَّشكُّلِ، والتَّصوُّرِ بالصورِ الكريمةِ، ولهم قوًى عظيمةٌ، وقدرةٌ كبـيرةٌ على التنقُّلِ.


رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «خُلِقَتِ المَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ، وَخُلِقَ الجَانُّ مِنْ مَارِجٍ[1] مِنْ نَارٍ، وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ[2]»[3].

 

واعلموا أيها الإخوة المؤمنون أنهُ يجبُ علينا الإيمانُ والتصديقُ والإقرارُ بأن الملائكةَ موجُودونَ في السماوات، والأرض.


قَالَ تَعَالى: ﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴾ [غافر: 7].


ورَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ ه قَالَ: «يَتَعَاقَبُونَ[4] فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الفَجْرِ وَصَلَاةِ العَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ[5] الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ»[6].


ورَوَى البُخَارِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ه: «إِنَّ للهِ مَلَائِكَةً يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ[7] أَهْلَ الذِّكْرِ[8]، فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللهَ تَنَادَوْا: هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ، فَيَحُفُّونَهُمْ[9] بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ، وَهُوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ، مَا يَقُولُ عِبَادِي؟


فيَقُولُونَ: يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ[10].

فَيَقُولُ: هَلْ رَأَوْنِي؟

فَيَقُولُونَ: لَا وَاللهِ مَا رَأَوْكَ؟

فَيَقُولُ: وَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي؟


يَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْكَ كَانُوا أَشَدَّ لَكَ عِبَادَةً، وَأَشَدَّ لَكَ تَمْجِيدًا وَتَحْمِيدًا، وَأَكْثَرَ لَكَ تَسْبِيحًا.

فَيَقُولُ: فَمَا يَسْأَلُونِي؟

قَالَ: يَسْأَلُونَكَ الجَنَّةَ.

فَيَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟

فَيَقُولُونَ: لَا وَاللهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا.

فَيَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا؟


فَيَقُولُونَ: لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ عَلَيْهَا حِرْصًا، وَأَشَدَّ لَهَا طَلَبًا، وَأَعْظَمَ فِيهَا رَغْبَةً،

يَقُولُ: فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ؟

فَيَقُولُونَ: مِنَ النَّارِ.

فَيَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟

فَيَقُولُونَ: لَا وَاللهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا.

فَيَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟

فَيَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا فِرَارًا، وَأَشَدَّ لَهَا مَخَافَةً.

فَيَقُولُ: فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ.

فَيَقُولُ مَلَكٌ مِنَ المَلَائِكَةِ: فِيهِمْ فُلَانٌ لَيْسَ مِنْهُمْ، إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ[11].

فَيَقُولُ: هُمُ الجُلَسَاءُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ[12]»[13].


ورَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «المَلَائِكَةُ تُصَلِّي[14] عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ الَّذِي صَلَّى فِيهِ، مَا لَمْ يُحْدِثْ[15]، تَقُولُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ»[16].


ورَوَى النَّسَائِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ للهِ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الْأَرْضِ يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلَامَ»[17].


ورَوَى مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ تعالى إِلَّا حَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ»[18].

 

واعلموا أيها الإخوة المؤمنون أنَّ المَلائكةَ خلقٌ كثيرٌ لا يعلمُ عدَدَهم إلَّا اللهُ.

قَولُهُ تَعَالى: ﴿ وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ﴾ [المدثر: 31]؛ أي لا يعلمُ جنودَ ربكَ وهم الملائكةُ إلا الله صلى الله عليه وسلم، وذلك لكثْرَتهم.


ورَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ رضي الله عنه في حديثِ الإِسراءِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «ثُمَّ رُفِعَ لِي الْبَيْتُ المَعْمُورُ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا الْبَيْتُ المَعْمُورُ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، إِذَا خَرَجُوا مِنْهُ لَمْ يَعُودُوا فِيهِ آخِرُ مَا عَلَيْهِمْ[19]»[20].


ورَوَى مُسْلِمٌ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ، مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا»[21].

 

واعلموا أيها الإخوة المؤمنون أنَّ المَلائكةَ خلقٌ اختارهُم اللهُ لعبادتِه، والقيامِ بأمرِه، لا يعصونَ اللهَ ما أمرهُم، ويفعلـونَ ما يُؤمرونَ.


قَال تَعَالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].


وقَالَ تَعَالى: ﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنبياء: 26، 27].


وقَولُهُ تَعَالى: ﴿ فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ ﴾ [فصلت: 38].


وقَولُهُ تَعَالى: ﴿ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ ﴾ [عبس: 15، 16].


قَولُهُ: ﴿سفرة﴾:جمع سافر، والسفير هو الرسولُ بين القومِ يكشفُ، ويزيلُ ما بينهم منَ الوحشةِ[22]، سمِّي بذلك؛ لأنَّه يبيِّنُ الشيءَ ويوضِّحُه[23].

 

أقولُ قولي هذا، وأَستغفرُ اللهَ لي، ولكُم.

 

الخطبة الثانية


الحمدُ لله وكفى، وصلاةً وَسَلامًا على عبدِه الذي اصطفى، وآلهِ المستكملين الشُّرفا، وبعد..

اعلمُوا أيها الإِخوةُ المُؤمنونَ أنَّهُ يجبُ علينا التصديقُ والإقرارُ بأنَّ الملائكةَ تتفاوتُ فيما بينها في الفضائلِ والمنازلِ، فمنهم الفاضلُ، ومنهم المفضولُ.


قَال تَعَالى: ﴿ اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴾ [الحج: 75].


وقَال تَعَالى: ﴿ لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا ﴾ [النساء: 172].

وقَولُهُ: ﴿ يَسْتَنْكِفَ ﴾؛ أي لن يستكبرَ.

 

وأفضلُ الملائكةِ: الثلاثةُ الواردُ ذكرُهُـم في دُعاءِ النبيِّ ه الَّذِي كان يفتتحُ به صلاةَ الليلِ، فيقولُ: «اللهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ»[24].

 

وأفضلُ الثلاثةِ: جبريلُ عليه السلام وهوَ الموكَّـلُ بـالوحي؛ لأن الله خصه بالذكر في مواطن كثيرة، منها:

قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 85]،وعطف الخاص على العام يفيد التفضيل.


وقوله تعالى: ﴿ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ﴾ [المعارج: 4].


ومما جاءَ في وصفِه قَولُهُ تَعَالى: ﴿ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ﴾ [التكوير: 19 - 21].

وقَولُهُ تَعَالى: ﴿ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى ﴾ [النجم: 5، 6].


قَولُهُ تَعَالى: ﴿ذو مِرَّةٍ﴾ أي ذُو خُلُق حَسنٍ[25].


فوصفَه اللهُ تعالى بأنَّه رسـولٌ، وأنَّـه كريمٌ عندَه، وأنه ذُو قوةٍ، ومكانةٍ عندَ ربِّه صلى الله عليه وسلم، وأنه مطاعٌ في السماواتِ، وأنه أمينٌ على الوَحي.

 

وختامًا؛ فهذا هو الأصل الثاني من أصول الإيمان، وهو الإيمان بالملائكة، وقد ذكرتُ لكم أدلةَ وجودِهم، وكثرةِ عددهم، واصطفاءِ اللهِ لهم لعبادته، والقيام بأمره صلى الله عليه وسلم، وتفاوت درجاتهم، وذكرتُ فضلهم، فنسأل الله أن يجعلنا ممن تستغفر لهم الملائكة.

 

الدعـاء...

أقول قولي هذا، وأقم الصلاة.



[1]من مارج: أي من لهب مختلط بسواد النار.

[2]مما وُصف لكم: أي من طين.

[3] صحيح: رواه مسلم (2996).

[4] يتعاقبون: أي تأتي طائفة بعد طائفة.

[5] يعرج: أي يصعد إلى السماء.

[6] متفق عليه: رواه البخاري (555)، ومسلم (632).

[7] يلتمسون: أي يطلبون.

[8] أهل الذكر: أي الذين يذكرون الله I، ويتدارسون كتابه، وليس المراد أهل الذكر الجماعي الذي ابتدعته الصوفية.

[9] فيحفونهم: أي يطوِّقونهم، ويحيطون بهم بأجنحتهم.

[10] يمجدونك: أي يعظمونك.

[11] لحاجة: أي حاجة دنيوية.

[12] لا يشقى بهم جليسهم: أي ينتفي الشقاء عمن جالسهم.

[13] صحيح: رواه البخاري (6408).

[14] تصلي: أي تدعوا.

[15] ما لم يحدث: أي ما لم ينتقض وضوؤه.

[16] متفق عليه: رواه البخاري (445)، ومسلم (649).

[17] صحيح: رواه النسائي (1282)، وأحمد (1282)، وصححه أحمد شاكر، والألباني.

[18] صحيح: رواه مسلم (2700).

[19] آخرُ ما عليهم: أي دخولهم الأول ذلك هو آخر دخولهم لكثرتهم.

[20] متفق عليه: رواه البخاري (3207)، ومسلم (162).

[21] صحيح: رواه مسلم (2842).

[22] انظر: «المفردات في غريب القرآن»، للأصفهاني، صـ (412).

[23] انظر: «النهاية في غريب الحديث والأثر»، لابن الأثير (2/ 371).

[24] صحيح: رواه مسلم (770)، عن عائشة ڤ.

[25] انظر: «تفسير الطبري» (22/ 499).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • الإيمان بالملائكة عليهم السلام
  • الإيمان بالملائكة
  • من أركان العقيدة .. الإيمان بالملائكة
  • الإيمان بالملائكة
  • الإيمان بالملائكة وثمراته
  • من أركان الإيمان: الإيمان بالملائكة

مختارات من الشبكة

  • من أصول الإيمان: الإيمان بالملائكة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أركان الإيمان: الإيمان بالملائكة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: الإيمان بالملائكة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التسمية بقاضي القضاة، ملك الأملاك، ملك الملوك(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإيمان بالكتب السماوية(مقالة - موقع أ.د. مصطفى مسلم)
  • الإيمان بالملائكة في ضوء الكتاب والسنة (القسم الأول) (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • خطبة مختصرة عن الإيمان بالملائكة(مقالة - موقع أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله الحميضي)
  • خطبة عن الإيمان بالملائكة(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان)
  • الركن الثاني: الإيمان بالملائكة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإيمان بالملائكة في ضوء الكتاب والسنة (القسم الثاني)(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • 1000 شخص يتعرفون على الإسلام داخل مسجد هاليفاكس
  • المسابقة الأدبية للمسلمين في تتارستان
  • مدرسة إسلامية لمرضى التوحد بمدينة Preston
  • اختتام المدرسة الشتوية لمنتدى الشباب المسلم في تتارستان
  • إسلام أكثر من 11 ألف وبناء 5 مساجد خلال 2022 في بوروندي
  • أسبوع التوعية الإسلامية الخامس في كيبيك
  • مسلمون يوزعون مئات الطرود الغذائية على المحتاجين في برمنغهام
  • مسلمو تورنتو يوفرون حافلة للنوم خلال فصل الشتاء من أجل المشردين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/7/1444هـ - الساعة: 16:42
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب