• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    من سلسلة أحاديث رمضان حديث: يأتي على الناس زمان، ...
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مكروهات الصيام
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    هم الرزق (خطبة)
    الشيخ مشاري بن عيسى المبلع
  •  
    الوصية بذكر الله
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: رمضان... ودأب الصالحين (القيام)
    وضاح سيف الجبزي
  •  
    الفاتحة وشرط المتابعة
    محمد بن سند الزهراني
  •  
    خطبة: الستر على المسلمين
    ساير بن هليل المسباح
  •  
    مظاهر اليسر في الصوم (2): الفطر لأهل الأعذار
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    الخلف وسوء الأخلاق في رمضان
    هيام محمود
  •  
    أحكام اللقطة في الطريق
    الشيخ صلاح نجيب الدق
  •  
    نوازل معاصرة في الصيام (خطبة)
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    من آداب الصيام: تأخير السحور
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    من سلسلة أحاديث رمضان حديث: طوبى لمن رآني وآمن بي
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    ما حكم الصوم للمسافر والمريض؟ (PDF)
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    التكافل وقت الأزمات: مواقف وعظات
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    هل لك سر عند الله؟ (خطبة)
    خالد بن حسن المالكي
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / تفسير القرآن
علامة باركود

نجاة أهل العصر في سورة العصر (خطبة)

نجاة أهل العصر في سورة العصر (خطبة)
جمال علي يوسف فياض

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/1/2023 ميلادي - 4/7/1444 هجري

الزيارات: 6876

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نجاة أهل العصر في سورة العصر

 

الحمد لله ذي العظمة والكبرياء، والعزة والبقاء، والرفعة والعلاء، والمجد والثناء، تعالى عن الأنداد والشركاء، وتقدس عن الأمثال والنظراء، والصلاة والسلام على نبيه وصفيه محمد خاتم الأنبياء، وإمام الأتقياء، عدد ذرات الثرى ونجوم السماء، والحمد لله الملك السلام، المؤمن المهيمن العلَّام، شارع الأحكام، ذي الجلال والإكرام، الذي أكرمنا بدين الإسلام، ومنَّ علينا بنبينا محمد عليه التحية والسلام، وأنعم علينا بكتابه المفرِّق بين الحلال والحرام؛ أما بعد:

فإن الله جل ذكره أرسل رسوله بالهدى ودين الحق؛ رحمةً للعالمين، وبشيرًا للمؤمنين، ونذيرًا للمخالفين، أكمل به بنيان النبوة، وختم به ديوان الرسالة، وأتم به مكارم الأخلاق، ومحاسن الأفعال، وأنزل عليه بفضله نورًا هَدَى به من الضلالة، وأنقذ به من الجهالة، وحكم بالفلاح لمن تبِعه، وبالخسارة لمن أعرض عنه بعدما سمعه، وبيَّن سبحانه في كتابه سبل النجاة، وطريق الفلاح، وقد أوجز سبحانه بيان ذلك في سورة قصيرة من سور المفصل؛ ألا وهي سورة العصر، وهذا أوان بيان معاني هذه السورة الكريمة، نتعرف من خلالها على سبل النجاة لنسلكها، فنجاة أهل العصر في سورة العصر، والله الهادي إلى سبيل الرشاد.

 

أيها الإخوة المؤمنون:

قال الله تعالى: ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [العصر: 1 - 3].

 

ولنا عدة وقفات مع تلك السورة الكريمة:

أما الوقفة الأولى:

فقد بدأ سبحانه وتعالى هذه السورة بالقسم، وربنا سبحانه يقسم بما شاء على ما شاء، ونحن لا نقسم إلا بالله سبحانه، وإذا أقسم الله بشيء فهذا دليل بيِّن على عظمة المقسم به، والمقسم عليه به هو "العصر"، والمقصود به على القول المختار: الدهر؛ أي الزمن كله؛ قال الإمام الطبري رحمه الله: "والصواب من القول في ذلك: أن يُقال: إن ربنا أقسم بالعصر والعصر اسم للدهر، وهو العشي والليل والنهار، ولم يخصص مما شمله هذا الاسم معنى دون معنى، فكل ما لزمه هذا الاسم؛ فداخل فيما أقسم به جل ثناؤه"[1]، فهذا دليل على عظمة الزمن وأنه يجب على الإنسان أن يراعي زمانه ولا يفرط فيه، فيغتنم أوقاته ويعمرها بعمل الصالحات، حتى لا يعير بها يوم القيامة، ويندم على ضياعها أشد الندم، فالوقت نعمة عظيمة؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ))[2]، فقد يكون الإنسان صحيحًا ولا يكون متفرغًا للعبادة لاشتغاله بأسباب المعاش، وقد يكون متفرغًا من الأشغال ولا يكون صحيحًا، فإذا اجتمعا للعبد ثم غلب عليه الكسل عن نيل الفضائل فذاك الغبن، كيف والدنيا سوق الرباح، والعمر أقصر، والعوائق أكثر؟[3]

 

وأما الوقفة الثانية:

فقد بين ربنا جل جلاله أن كل الناس في خسران وهلاك إلا المؤمنون، ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾ [العصر: 2]؛ والمعنى: أن كل إنسان في المتاجر والمساعي وصرف الأعمار في أعمال الدنيا لفي نقص وضلال عن الحق حتى يموت، وهذا المعنى أولى من غيره؛ لِما في لفظ الإنسان من العموم ولدلالة الاستثناء عليه[4].

 

ثم استثنى ربنا سبحانه من الخسران والهلاك المؤمنين الذين جمعوا بين الإيمان بالله والعمل الصالح، فإنهم في ربح لا في خسر؛ لأنهم عملوا للآخرة ولم تشغلهم أعمال الدنيا عنها.

 

وهذا الخبر مراد به الحصول في المستقبل بقرينة مقام الإنذار والوعيد؛ أي لفي خسر في الحياة الأبدية الآخرة، فلا التفات إلى أحوال الناس في الحياة الدنيا؛ قال تعالى: ﴿ لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾ [آل عمران: 196، 197][5].

 

الوقفة الثالثة: بيان صفات عباد الله الناجين من الهلاك:

أولًا: الإيمان بالله تعالى:

والإيمان هو تصديق بالجنان، وقول باللسان، وعمل بالجوارح والأركان، يزيد بالطاعة، وينقص بالعصيان، وأركانه ستة؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره))[6]، فلا ينجو أحد من الناس حتى يؤمن ويصدق بوجود الله، ويقر بربوبيته وإلهيته، وأسمائه الحسنى وصفاته العلى، ويؤمن بالملائكة؛ يؤمن بوجودهم وبما أخبرنا الله ورسوله عنهم من صفاتهم وأعمالهم، ويؤمن كذلك بأن الله أنزل كتبًا على رسله فيها بيان شريعته سبحانه وبيان أوامره ونواهيه لعباده، ويؤمن بجميع رسل الله عليهم السلام، وأن الله أرسلهم ليدعوا الناس إلى توحيد الله وإفراده وحده بالعبادة دون ما سواه من المعبودات الباطلة، ويؤمن بأن هناك يومًا آخر، يجمع الله فيه الخلائق للحكم فيهم والفصل بينهم، ويؤمن بقضاء الله وقدره وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فمن آمن بهذا نجا، ومن كفر بشيء منه هلك؛ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة))[7].

 

ثانيًا: عمل الصالحات:

وعمل الصالحات هو الدليل على وجود الإيمان في قلب الإنسان، قال ربنا جل جلاله: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ﴾ [النساء: 125].

 

فبيَّن أن الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني، بل ما وقر في القلب وصدقه العمل، وأنه لا أحد أحسن دينًا ممن أسلم؛ أي: انقاد وأطاع بلا حرج ولا منازعة وهذه هي ملة إبراهيم، التي لا يقبل الله دينًا غيرها مهما كثرت الأماني والدعاوى، فالتصديق لا يصح إلا بالعمل؛ وقال الحسن البصري رحمه الله: "ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلب وصدقته الأعمال، من قال حسنًا وعمل غير صالح، ردَّ الله عليه قوله، ومن قال حسنًا وعمل صالحًا، رفعه العمل؛ ذلك بأن الله يقول: ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾ [فاطر: 10].

 

عباد الله، ولا يكون العمل صالحًا إلا إذا توفر عليه شرطان: الإخلاص لله، والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذان الشرطان لا يصح عمل عامل بدونهما؛ أي: يكون خالصًا صوابًا، والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون متبعًا للشريعة فيصح ظاهره بالمتابعة، وباطنه بالإخلاص، فمتى فقد العمل أحد هذين الشرطين فسد، فمن فقد الإخلاص كان منافقًا، وهم الذين يراؤون الناس، ومن فقد المتابعة كان ضالًّا جاهلًا، ومتى جمعهما، فهو عمل المؤمنين[8].

 

ثالثًا: التواصي بالحق:

والتواصي بالحق هو أن يوصي بعضهم بعضًا بأداء الطاعات، وترك المحرمات، وفي هذا بيان وجوب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وأن الإنسان لا ينجو إذا كان صالحًا في نفسه فقط، بل لا بد أن يكون ساعيًا في إصلاح غيره، فيأمر الناس بالحق ويدعوهم إليه، وينهاهم عن الشر ويحذرهم منه، وإلا فالإنسان يأثم إن لم يَدْعُ غيره إلى الخير وينهَهُ عن الشر، ويهلك الجميع، فنحن في سفينة واحدة، يجب أن نتواصى بالحق؛ حتى لا نهلك جميعًا؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَثَلُ القائم على حدود الله والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنَّا خرقنا في نصيبنا خرقًا ولم نؤذِ مَن فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا، ونجوا جميعًا))[9]، ففي هذا الحديث تعذيب العامة بذنوب الخاصة، وفيه استحقاق العقوبة بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر[10]، فالفلاح في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ قال ربنا تبارك وتعالى: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104]، وفي الحديث عن حذيفة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((والذي نفسي بيده، لتأمُرُنَّ بالمعروف ولتنهونَّ عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابًا منه ثم تدعونه، فلا يُستجاب لكم))[11].

 

رابعًا: التواصي بالصبر:

فالأمر بالصبر أمر جليل، وقد جاء عقب التواصي بالحق والله أعلم؛ لأن من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر لا بد أن يتعرض للأذى؛ فلذلك أُمر بالصبر؛ كما في قوله جل جلاله عن لقمان: ﴿ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [لقمان: 17]، ويشمل التواصي بالصبر كذلك الصبر على طاعة الله، وعن معصية الله، وعلى أقدار الله المؤلمة، فمن صبر على كل ذلك واحتسب، فأجره على الله، وقد وعد الله أن يوفيَه أجره بغير حساب؛ فقد قال سبحانه: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10].

 

والصبر هو: حبس النفس وكفُّها عما تكره؛ فهو ثلاثة أقسام: صبرها على طاعة الله حتى تؤديها، وعن معصية الله حتى تتركها، وعلى أقدار الله المؤلمة فلا تتسخطها، فالصبر هو المعونة العظيمة على كل أمر، فلا سبيل لغير الصابر أن يدرك مطلوبه، خصوصًا الطاعات الشاقة المستمرة؛ فإنها مفتقرة أشد الافتقار إلى تحمُّل الصبر، وتجرع المرارة الشاقة، فإذا لازم صاحبها الصبر، فاز بالنجاح، وإن رده المكروه والمشقة عن الصبر والملازمة عليها، لم يدرك شيئًا وحصل على الحرمان، وكذلك المعصية التي تشتد دواعي النفس ونوازعها إليها وهي في محل قدرة العبد، فهذه لا يمكن تركها إلا بصبر عظيم، وكفٍّ لدواعي قلبه ونوازعها لله تعالى، واستعانة بالله على العصمة منها، فإنها من الفتن الكبار، وكذلك البلاء الشاق، خصوصًا إن استمر، فهذا تضعف معه القوى النفسانية والجسدية، ويوجد مقتضاها، وهو التسخط، إن لم يقاومها صاحبها بالصبر لله، والتوكل عليه، واللجأ إليه، والافتقار على الدوام، فعلمت أن الصبر محتاج إليه العبد، بل مضطر إليه في كل حالة من أحواله، فلهذا أمر الله تعالى به[12].

 

وقد قال عمرو بن العاص رضي الله عنه:

إذا المرء لم يترك طعامًا يحبه
ولم يَنْهَ قلبًا غاويًا حيث يمَّما
فيوشك أن تلقى له الدهر سُبَّة
إذا ذكرت أمثالها تملأ الفما

 

وفي الأمر بالصبر مع الأمر بالحق دليل على عظيم مكانة الصبر وشرف أهله؛ يقول العلامة الشوكاني رحمه الله: "وفي جعل التواصي بالصبر قرينًا للتواصي بالحق دليل على عظيم قدره وفخامة شرفه، ومزيد ثواب الصابرين على ما يحق الصبر عليه"[13]، ولمَ لا والله تعالى يقول: ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾ [البقرة: 45].

 

هذا والله أسأل أن يوفقني وإياكم لمرضاته، ويعيننا جميعًا على طاعته، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه؛ إنه غفور رحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد رب العالمين، ولي المتقين، وموفق الطائعين، وهادي المسترشدين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على إمام المتقين وسيد الأولين والآخرين؛ أما بعد:

 

عباد الله:

فكما ذكرنا أن نجاة أهل العصر في سورة العصر، فمن اتصف بهذه الصفات الأربع التي ذكرناها، نجا وأفلح، فبالصفتين الأُوليين يكمل الإنسان نفسه، وبالصفتين الأخريين يكمل غيره، وبتكميل الأمور الأربعة، يكون الإنسان قد سلم من الخسار، وفاز بالربح العظيم.

 

وهذه السورة سورة عظيمة، حريٌّ بالعبد أن يتدبرها ويعمل بما فيها؛ فقد جمعت خيري الدنيا والآخرة؛ ولذلك قال الإمام الشافعي رحمه الله: "لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم"، وقال أيضًا: "الناس في غفلة عن هذه السورة".

 

ولعظمة تلك السورة كان الصحابة يذكِّرون بها بعضهم كلما تقابلوا؛ فقد روى الإمام الطبراني رحمه الله في معجمه الأوسط من حديث عن أبي مدينة الدارمي، واسمه عبدالله بن حصن رضي الله عنه، وكانت له صحبة، قال: ((كان الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يتفرقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾ [العصر: 1، 2] إلى آخرها، ثم يسلم أحدهما على الآخر))[14].

 

فنسأل الله أن يعيننا على العمل بما فيها، وأن يرزقنا التوفيق والسداد في الأمر كله، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.



[1] جامع البيان 24/ 589.

[2] صحيح البخاري، ح 6412.

[3] كشف المشكل، ابن الجوزي، 2 /438.

[4] فتح القدير 5/ 600.

[5] التحرير والتنوير 30/ 532.

[6] صحيح مسلم، ح 8.

[7] سنن الترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح.

[8] تفسير القرآن العظيم 2/ 422

[9] صحيح البخاري ح 2493.

[10] شرح صحيح البخاري لابن بطال 7/ 13.

[11] سنن الترمذي، وقال: هذا حديث حسن.

[12] تفسير السعدي، ص 74.

[13] فتح القدير 5/ 601.

[14] المعجم الأوسط ح 5124، انظر الصحيحة: 2648.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • سفينة النجاة (خطبة)
  • سورة العصر وأصول النجاة (خطبة)
  • بر الوالدين نجاة في الدنيا والآخرة (خطبة)
  • الصدق منجاة (خطبة)
  • أسباب النجاة من الفتن (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • مشروع النجاة من النار في رمضان: 30 سببا لنجاتك من النار (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)
  • النجاة من الخسران المبين بالإيمان والعمل: في رحاب سورة العصر (3) (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبتي بين أهلي وأهلها(استشارة - الاستشارات)
  • أهلا أهلا فيمن حضروا (قصيدة للأطفال)(مقالة - موقع أ. محمود مفلح)
  • محاسبة النفس سبيل النجاة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة عيد الأضحى 1443 (الاستسلام لله طريق النجاة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • الاعتراف والمناجاة لمن أراد النجاة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسباب النجاة من المتحور الجديد لفيروس كورونا (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • خطبة عن أسباب النجاة من عذاب القبر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التشاؤم: تعريفه، أنواعه، حكمه، أسباب النجاة والتخلص منه (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • أول إفطار جماعي في رمضان في هونغ كونغ منذ 2019
  • مسلمو مدينة سينسيناتي يوزعون 30 ألف وجبة إفطار خلال رمضان
  • افتتاح أكبر مسجد بجنوب داغستان
  • مؤتمر عن "أثر الصيام في حياة الإنسان" في ألبانيا
  • ورشة عمل ترفيهية للأطفال استقبالا لرمضان في أونتاريو
  • التحضير لإطعام المئات خلال شهر رمضان بمدينة فيلادلفيا
  • أعداد المسلمين تتجاوز 100 ألف بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • فيلا بارك يستضيف إفطار للصائمين للمرة الأولى

  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/9/1444هـ - الساعة: 3:48
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب