• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   تقارير ودراسات  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ست طرق سريعة حول كيفية مراقبة الآباء للأنشطة ...
    عباس سبتي
  •  
    اختبار دقيق لتشخيص فقدان الذاكرة
    عباس سبتي
  •  
    التغلب على الخرف بعد معاناة الحياة
    عباس سبتي
  •  
    أساليب التأديب التي قد تستفحل مشكلات السلوك
    عباس سبتي
  •  
    المكسيك: تضاعف عدد المسلمين 250% خلال ١٥ عاما
    آية حسين علي
  •  
    دراسة الخوف من فقدان الهاتف لدى طلبة كلية الطب في ...
    عباس سبتي
  •  
    الإشراف الأبوي في العصر الرقمي
    عباس سبتي
  •  
    مسلمون إسبان: اعتناقنا للإسلام أفضل قرار اتخذناه ...
    آية حسين علي
  •  
    توقعات بتضاعف تعداد المسلمين في الاتحاد الأوروبي
    آية حسين علي
  •  
    الحجاب في أوروبا.. لا تظلمون ولا تظلمون
    سامية جمال محمد
  •  
    أسلمة بريطانيا العظمي: تزايد أعداد معتنقي الإسلام
    رحمة سراج الدين Rahma serag eldeen
  •  
    من الهندوسية إلى الإسلام
    جمعة مهدي فتح الله
  •  
    الشعور بالانتماء بين مسلمي بريطانيا
    فارزانا إسلام Farzana Aslam
  •  
    مسلمو موسكو
    رستم قبيل
  •  
    مستقبل الإسلام في الغرب
    موقع salaam
  •  
    لقاء مع أسرة هولندية آثرت الإسلام على النصرانية
    إذاعة هولندا العالمية RNW
شبكة الألوكة / المترجمات / مقالات / مترجم من اللغة الإنجليزية
علامة باركود

أفضل فكرة: العيون مفتوحة على مصراعيها

أفضل فكرة: العيون مفتوحة على مصراعيها
مترجم للألوكة من اللغة الإنجليزية

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/6/2010 ميلادي - 4/7/1431 هجري

الزيارات: 7323

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بكلِّ المقاييس البشريَّة تُعَدُّ فترة ألف سنة جزءًا لا بأس به من الزمن، وهي أطولُ وحدةٍ زمنيَّة معروفة في الاستِعمال الشائع؛ ففي بِداية الألفيَّة الماضية - وفي فترات مُتلاحِقة فيها كانت أشبَه بفترة ظَلامٍ عاشَهَا التاريخ - انتَظَر المؤمِنون عودَة المسيح المُنتَظَر؛ ليَبسُط سلطانه على جنَّة جديدة وأرض جديدة في مملكةٍ كانت تَسِير على غير هُدًى لِمُدَّة ألف عام، وقُرْب نهاية الألفيَّة تنبَّأ المتعصِّبون والذين فنَّدُوا أحدَ المفاهِيم الراسخة في تلك الفترة، أنَّ مملكتهم الثالثة ستستمرُّ لِمُدَّة ألف عام أخرى، ولكنَّها لم تستمرَّ سوى 988 عامًا.

 

وفي بِداية هذه الألفيَّة بدأنا برَسْمِ خريطةٍ دقيقة لكلِّ القارَّات الموجودة، والتي لم تُرسَم بشكلٍ دقيق فيما مَضَى، فالآن يُمكِن لجهاز صغير محمول في اليد مُتَّصِل بنظام الأقمار الصناعيَّة العالمي لتَحدِيد المواقع، أن يُحدِّد مكان أيِّ شخصٍ على وجه المعمورة، كما توسَّعت التجارة والمشاريع بشكلٍ لم يكن مشهودًا من قبلُ، كما يُطبَع كثيرٌ من المجلَّدات في كلِّ عام أكثر ممَّا كان عليه الأمر منذ 1000 عام.

 

وشهدت القرون العشرة الأخيرة إزالةً للغابات على مستوى العالم، وانحِدارًا في اللغات المُستَخدَمة، وانقِراضًا جماعيًّا على نِطاق واسع لم يحدث منذ العصر الطباشيري.

 

وأيُّ بحثٍ يتحدَّث عن مفهومٍ كان مهمًّا في الألفيَّة الماضية يُحكَم عليه بقِصَر النظر، تأمَّل المفاهيم الجديدة التي تَرِدُ على الذهن: الديمقراطيَّة البرلمانيَّة، الدولة القوميَّة، الأسواق الحرَّة، الإجراءات القضائيَّة، الشركة ذات المسؤوليَّة المحدودة، التأمين، الجامعة، إلزاميَّة التعليم الرسمي، الإلغاء، الاشتراكية، تحرير المرأة، الاقتِراع العام، حقوق الإنسان العالميَّة، فتحتاج الاضطرابات التي تَشهَدها المؤسَّسات الاجتِماعيَّة إلى ثورة تَصحِيح في الأفكار، والتي لا يُمكِن الاستِغناء عنها.

 

ضَعْ أمامَك النظريَّات الفكريَّة المُشتَبه بها وهي: نظرية التطوُّر، النسبيَّة، ورسم خرائط اللا وعي.

 

كما أنَّ لكلِّ عصر كوارث؛ فقد كانت الكوارث تأتي في الماضي وتُدَمِّر كلَّ شيءٍ في إحدى عشرة ساعة فقط، بينما يتأثَّر عصرنا بشكلٍ أكبر وأشد أثرًا بالأفكار التي تنتَشِر فيه، ارجِع إلى قانون بويل القديم، وقانون نيوتن عن الحركة، أو ثورة كوبرنيكي عن النموذج الفكري، وستبدأ بالتمسُّك بتلك القفزة الأساسيَّة التي حدثَتْ في المفهوم الإنساني؛ فمفهوم التقدُّم وصناعة المستقبَل يُمكِن أن يكون ضمن الأفكار البارِزة والأكثر تأثيرًا في الألفيَّة الحاليَّة، ولكنَّ الإيمان بالتحوُّل والتقدُّم، والذي يُسَيطِر على العالَم الماديِّ بشكلٍ مُتزايِد - ما هو إلا مجرَّد عرضٍ من أعراض ثورة مَفاهِيم واسِعة، والتي تقع في قلب ما حدَث للعالَم في الألف سنة الماضية، والذي شَهِد ظهور الأسلوب التجريبي.

 

ويقول: كانت أكثر الأفكار أهميَّة في ذلك الوقت تَدُور حول قانون الحركة على يد رجلٍ يُدعَى أبو علي الحسن بن الهيثم، والذي وُلِد في العام 965 بعد الهجرة في البصرة - العراق، وحتى باسمه الأجنبي Alhazen، يظلُّ من أكثر الشخصيَّات المعروفة في تاريخ الفكر، ولكنَّ الفكرة التي دعَّمها ابن الهيثم مُتأصِّلة فينا؛ ولذلك لا نفكِّر فيها على أنها إبداعٌ، ناهِيك عن تلك الأفكار التي ظهرت مُؤخَّرًا في التاريخ الإنساني.

 

وقد حسَم ابن الهيثم النِّزاع العلمي الذي ظلَّ مُتوقِّفًا لأكثر من 800 عام، والذي كانت تَتعارَض فيه نظريَّتان حول تفسير عمليَّة رؤية الأجسام، يرى إقليدس وبطليموس وغيرُهما من عُلَماء الرياضيَّات أنَّ الضوء ينتقل بالضرورة من العين إلى الشيء المُشاهَد، بينما افتَرض أرسطو وعُلَماء الذرَّة عكس ذلك، وكِلاَ النظريَّتين كامِلة ومُتَّسِقة داخليًّا، وليس هناك وسيلة للترجيح بينهما.

 

ثم أتى ابن الهيثم بعِدَّة مُلاحَظات، وكان أبرزها وأبسَطها أنَّه دعا المُراقِبين والمُشاهِدين للتَّحدِيق في الشمس؛ ممَّا أثبت نظريَّته: إذا ما نظرتَ إلى جسم مُضِيء فإن العين تَحتَرِق، ولم يلجأ إلى الهندسة أو الضرورة النظريَّة، وبدلاً من ذلك قام بهدم جبل كامل من النظريَّات المنهجيَّة عن طريق اللجوء فقط إلى المعلومات، يبدأ الضوء من خارج العين ثم ينعَكِس عليها، ولم يُوجَد تفسيرٌ آخَر يتَّفِق مع هذا الدليل.

 

لجأ بطليموس إلى الرِّياضيَّات والمنطق، بينما كان موقف أرسطو مبنيًّا على مجرَّد التخمين، ومع ذلك أجاب العالم على النظريَّتين بأنَّ الرؤية لم تكن قائمة على المنطق أو التخمين، وتطلَّبت حجَّته شيئًا أكبر من النظريَّة، شيئًا يُمكِن أن يَصمُد أمام مَحكَمة النظر والمُراقَبة، وضع هذا الإصرار التجريبي في قلب ابن الهيثم ثورةً حقيقيَّة راسِخَة، وعلى الرغم من أنَّه غيَّر هذه النظرية بشكل فردي إلا أنَّها انتشرت بشكل كبير في العالم.

 

إن التحوُّل من الحجَّة إلى المُشاهَدة يبدو صغيرًا وبدهيًّا، وتقريبًا حتْميًّا، وفي الواقع لا يعتَمِد أيًّا مِن هذه الأشياء، فعلى مَدَى 1000 عام أصبح تحوُّل المَفاهِيم كارثيًّا، ونتائِجُه تغيِّر كلَّ جَوانِب الوجود.

 

ولابن الهيثم العديدُ منَ المساهَمات التجريبيَّة الأخرى في البصريَّات والفيزياء، كجزءٍ من موجة العلوم العربيَّة، في وقتٍ كانتْ فيه أوروبا تمتَلِك القليلَ من العلم في تلك المجالات، وازدَهَر المُعاصِرون والمحقِّقون من أمثال: أحمد بن البيروني، وابن رشد، وابن سينا، وتوسَّعُوا في الفكر اليوناني دون عَراقِيل، وبدون النظر إلى إصرار أوغسطين، على أنَّ العالَم كان لغزًا غامِضًا خلَقَه الله ليَقُودنا نحو التأمُّل في الكون، وعلى الرغم من أنَّه لا يُمكِن تسمِيَة أيًّا من هؤلاء الرجال عالِمًا تجريبيًّا بالمعنى المُعاصِر، فكلٌّ منهم أسهم في فتح إمكانيَّة معرفة العالم من خِلال التفاصيل، وأنَّ المُشاهَدَة المُباشِرة هي أفضل وسيلة للتعرُّف عليه.

 

وعندما بدَأَت المُدُن العربيَّة في جنوب إسبانيا بالسُّقوط في أَواخِر القرن الحادي عشر، تدفَّقت مُحتَويَات مكتباتها الكبيرة على أوروبا المسيحيَّة، وتُرجِمت أعمال ابن الهيثم في البصريَّات إلى اللاتينيَّة في أَواخِر القرن الثاني عشر؛ ليُضِيء المجال التجريبي الذي قادَه روجر بيكون (1220 - 1292).

 

وكان بيكون - (الدكتور ميرابيليس) كما عُرِف - مَزِيجًا غريبًا من الأفكار القديمة والحديثة معًا، كما حارَب النظريَّة الفلسفيَّة (الفرنسيسكان)، وغيَّر الفلسفة التجريبيَّة؛ حتى يَتَمكَّن من إدخال العلوم في المَناهِج الجامعيَّة، وأصبح أوَّل أوروبي يكتُب وصفةً للبارود، واقتَرح أفكارًا لاختِراعِ الطائرات والسُّفن التي تَسِير بالطاقة، والسيارات، فعِلْمُ البصريَّات الذي أسَّسه ابن الهيثم، والذي تضمَّن اختِراع كاميرا تصوير بدائيَّة، قد أخَذ بيد بيكون لكثيرٍ من النظريَّات البصريَّة.

 

لكنَّ علم البصريَّات كان الواجِهَة المرئيَّة التي أخَذَها بيكون من ابن الهيثم، وأكَّد في عمله العظيم "أوبوس ماجوس في عام (1267)" أنَّ الحجَّة القويَّة لا تُزِيل الشكَّ، حتى يتسنَّى للعقل الراحة بمعرفة الحقيقة، إلاَّ إذا تَمَّ التحقُّق من الحقيقة عن طريق التجرِبة؛ لأنَّه لو أثبَت رجلٌ بالدليل القاطع أن النار مُحرِقة، لن يقتَنِع عقل المستَمِع، ولن يتجنَّب النار حتى يضَع يده فيها لعلَّه يتعلَّم من التجرِبة ما أكَّدَتْه الحجَّة.

 

لَم يكن العالَم عبارةً عن شكل هلامي من الضَّباب، ولكن مجموعة من الأجسام التي لها وزنٌ وجَوْهَرٌ، وتستحقُّ الاستِقراء والملامسة، وفشَل أرسطو في معرفة قِيمَة التجرِبة الخاضعة للمُشاهَدة، مُعتَقِدًا أنَّ الطبيعة يُمكِن أنْ تُفهَم بشكل مُتكامِل، أمَّا مع بيكون من خلال ابن الهيثم نشَأَتْ فكرة اختِبار الحقيقة عن طريقة دِراسة التفاصيل بشكل مُنفَصِل، كما كان لبيكون دورٌ في النحت الغربي؛ فبعد وُقوف مريم حامِلَةً ولدَها أمامَها وكأنَّه عمود من الحجر، ثم تبدَأ في حمل ولدها على فَخِذِها، أعطَى بُعْدًا آخَر للرسم بالجص عن طريق استِخدام الفَراغات.

 

مرَّت ثلاثةُ قُرُون أخرى قبلَ أن يَبزُغ فجر العلم من جذوره المأخوذة من الفلسفة الطبيعيَّة، ولكن فكرة النظر والاستِقراء قد بدَأَت تُزَعزِع أسس المسلَّمات وتُخضِعها للفكر.

 

فالضَّوْء لم يخرج من العين ولكنَّه يَسقُط عليها، ويُمكِن فهم العالم من خلال دِراسة تفاصِيله.

 

اعتَمد ويليام من أُكهام (1285 - 1347) على المنهج التجريبيِّ في وَضْعِ قانون أو (فلسفة أوكهام التي تنصُّ على أنَّ الكيانات لا يُمكِن أن تتعدَّد بشكل مُفرِط)، فعند وجود عِدَّة طُرُقٍ تَشرَح معلومةً ما، يجب أن تتبع الطريقة التي تَتطلَّب أقلّ عددٍ مُمكِن من الفرضيَّات النظرية، وقد أخذت الحماسة يان فان إيك (1395 - 1441) لمعرفة الواقع الاسمي لِمُرتَفَعات غنت التي رُسِمت على مذبح الكنيسة، والتي يُصور فيها أكثر من 40 نوعًا من النباتات، والتي يُمكِن تمييزها بسهولة، انتَقلَتْ نظريَّة بصريَّات ابن الهيثم التجريبيَّة نحو الجنوب لتُزعِج عقول العصور الوُسطَى وتنقلها إلى الحَداثَة في وقتٍ مبكِّر، إذا دخل الضوء إلى العين من الخارِج، ثم وضعت العين على مَخرُوط بصري؛ حيث يُهَيمِن شُعاع عمودي على كلِّ مُنحَرف منها، فهذا يجسِّد هندسة الرؤية التي وصَفَها ابن الهيثم وأسهب فيها "ويتلو" بعد عام (1281)، وهو أحد أقطاب المحكمة البابويَّة، ومن خِلال "ويتلو" انتَشرَتْ فكرة المنظور البصري في إيطاليا، كان لنظرية البصريَّات الأثر الأكبر على جيوتو (1267 - 1337).

 

وقد قِيل: إنَّ المِساحات الصلبة المُشار إليها في أعماله الفنيَّة المصنوعة من الجصِّ بأنَّها تحدُّ من الانزِعاج والنشوة عند المُشاهِدين، وتحوَّلت عين أوروبا من الداخِل إلى الخارج، وكاميرا ابن الهيثم - التي طوَّرها بيكون - أطلقت العنان لمجموعةٍ من الرسَّامين للسعي وَراء الضوء وانعِكاسه على سطح الأجسام.

 

وعندما اكتَشَف برونيليتشي ومساتشيو ويوتشيلو النظريَّة البصريَّة الجديدة عن طريق مواطِنهم الجغرافي الرياضي باولو توسكانيللي (1397)، حقَّقت أوروبا الغربيَّة انطِلاقة قويَّة نحو الحقيقة، وباستِخدام تقنيات المنظور العميق في قدرته على قِياس الحجم النسبي للأشياء على أيَّة مسافة، جمع توسكانيللي بعض الرسوم البيانيَّة التي أدَّت إلى اكتِشاف كولومبوس للعالَم الجديد، وفتَح استِخدام المسافات العميقة في اللوحات الجديدة مسافات أعمَق على الخريطة، وبدَأ عصر جديد لاكتِشاف الأماكن الجديدة التي لم تُكتَشَف بعدُ.

 

تستمدُّ فكرة ابن الهيثم الصلبة قوَّتها من الإيمان القوي الذي شَكَّل فيما بعدُ ظاهرة مقبولة، وفي النِّهاية لا يوجد شيء يُمكِن أن يَدحَض تلك المعلومات الموجودة في النظريَّة، يجب أن يفسح الكمال والتناغُم والإشراق المجالَ للتحقُّق والتكرار، ومع اختِراع الطباعة يُمكِن للبيانات التجريبيَّة أن تنتَشِر عبر الحدود، ومع وجود الإصلاح البروتستانتي والكهنوت العالمي تنتَشِر نظريَّة الشك في كلِّ الرُّبُوع.

 

وكذلك فعلت بصريَّات ابن الهيثم؛ فعمَلُه على الانكِسار والعدسات أدَّى إلى تَطوِير التلسكوب والمِجهَر، وبمجرَّد أنْ تُفْتَح إِحْدى هذه الأجهزة على أشياء غير مرئيَّة، فلا يوجد خطٌّ للرجعة إلى المجهول.

 

كشفت (الحيوانات الصغيرة التي لا تُرَى بالعين المجرَّدة) لفان ليوفينهوك (1632 - 1723) عن غَرابة المخلوقات التي تَعِيش في هذا العالَم، والتي لم يكن مُمكِنًا لفيلسوفٍ أن يتصوَّرها.

 

كيبلر اللوثري (1571 - 1630) في ملحقه إلى "ويتيلو" حلَّ مشكلة الانكِسار الجوي، وبَنَى على النظريَّة البصريَّة لابن الهيثم، وتحرَّر من القُيُود ليُلقِي نظرةً على السماوات، وأوضح كيبلير طريقةً لتكبير الأجسام، ووضَع قوانين حركة الكواكب، وجاليلو النموذج الحقيقي للعلم التجريبي الحديث الذي يشكُّ في كلِّ شيء للوصول إلى الحقيقة، نظَر إلى الضوء الذي سقَط في أنبوب مِنظارِه، ثم ذكَر ما رآه، مُتحدِّيًا بذلك كلَّ النظريَّات والفِطرة السليمة، وحرَّك العالَم ضدَّ رغباته، ثم وقَف على أقدامه من جديدٍ بعد إنكار السلطات عليه نظريَّاته الجديدة - كما تقول الأسطورة - وهمَس ببعض الكلمات التي اعتُبِرت فيما بعدُ انتِصارًا للعلم: "ولكن العالم يتحرَّك"، وفي وقتٍ قصيرٍ وضعت الحسابات وعلم التفاضُل والتكامُل أساسًا لنظريَّة ووبل عن تذبذب الأجسام، ثم ظهرت فلسفة جديدة تدعو إلى الشكِّ في كلِّ شيءٍ، فكتَب جون دون في قصيدته "علم تشريح العالم: الذكرى الأولى" (1611): "وأصبح الشكُّ المحرِّك الرئيس للإبداع الجديد".

 

كتب فرانسيس بيكون (1561 - 1626) دليلَ استِخدام لأداة علميَّة جديدة في الفكر، ثم استَبعَد ما يسمَّى بـ"أصنام العقل"، وهي تلك العادات العقلية التي تُعمِيك عن إدراك الدليل، وتعتَمِد المعرفة على تعليق الاعتِقاد في أيِّ شيءٍ ما عدا الأشياء التي ثبتَتْ بالقياس.

 

وبالنسبة إلى نهضة التعليم التي حدثت في (1605) كتَب قائلاً: "إذا بدأ شخصٌ ما باليَقِين، فسوف ينتَهِي الأمر به إلى الشكِّ، ولكن إذا ما بدأ بالشك سينتَهِي الأمر به إلى اليقين"، وباستِخدام طريقة بيكون - والتي تقوم على ملاحظة الحقائق كوسيلةٍ لدراسة وتفسير الظواهر الكونية - لم تتوقَّف المعرفة في جمع واستِقراء البيانات والتعقيب على الأفكار الماضِيَة، كان بيكون على حقٍّ؛ فقد انطلقت الثورة في أوربا الغربيَّة في القرن السابع عشر، والتي شكَّلت انقِطاعًا عن الماضي والبدء بفِكْرٍ جديد، وفي خِلال 300 عام منذ بدأت هذه الثورة غيَّرت العلومُ الحديثة والعلوم المصاحِبة لها والتقنيات الكرةَ الأرضيَّة بعدَ الثوابت التي كانت سائدة، وبدَأَت مُراجَعَة شروط الوجود المادي، ناهِيكَ عن الجغرافيَّة السياسيَّة، وبالنسبة للسياسة فقد ولدت تجربة جديدة عندما أدَّى التقدُّم التكنولوجي في أوروبا إلى عصرٍ من الإمبرياليَّة (الاستِعمار)، والتي تُحاوِل القارَّات أن تَتعافَى منه حتى الآن.

 

يقول بيرتراند راسل: "لا يتعلَّق الأمر بما يعتَقِد رجل العلم أنه يميِّزه، ولكن يتعلَّق بكيف ولماذا يعتَقِد ذلك؛ فاعتِقاداته تجريبيَّة وليستْ قطعيَّة، وهي تستَنِد على أدلَّة وليس على الحدس"، وقد أدَّى العلم التجريبي إلى نظريَّة الطيران، واستِخدام المضخَّات الهوائيَّة، والتخدير، وصبغة الأنيلين، والجِراحة المعقَّمة، والإسبيرين، والطاقة الذريَّة، والسيارات... إلخ.

 

فأكثر العقول المُغامِرة منذ العام 1000م - حتى ابن الهيثم نفسه - والتي قد قُوبِلت بالنتائج المتقلِّبة للطريقة التجريبيَّة، لن يكون لديها ردٌّ عقلي مُمكِن عن الانفِصام، فشكُّ ابن الهيثم في النظريَّة البصريَّة الموجودة في وقته أدَّى إلى يقينٍ؛ وهو استِعمال المِجْهَر الإلكتروني، وجِراحات الشبكيَّة والرؤية الآليَّة، فقد تغيَّرت التوقُّعات منذ ألف عام في زمن المسيح إلى حاسوب شخصي يُقاس بآلاف الميجا هيرتز في عصرنا هذا، وتقدَّم الكون من مجرَّد شعارات غيبيَّة مُبهَمَة إلى نظريَّة الأوتار الفائقة - وهي مُحاوَلةٌ لِشَرْحِ طبيعة الجسيمات الأوليَّة والقُوَى الأساسيَّة في الطبيعة - فبمِنظَار مَخرُوطيِّ الشكل يُمكِن أن يمتدَّ البصر لِمُشاهَدة أقصى نقطةٍ في هذا الكون.

 

وهناك شيءٌ مُتناقِضٌ في هذا الادِّعاء، كما هو الأمر في أعظم مَفاهِيم الألفيَّة الأخيرة، وهو الرفض الذي يقوم على الشكِّ لمفهومٍ ما من أجل تحقيق الدليل، وهناك شيءٌ مُتناقِض في الفكرة التجريبيَّة نفسها، فالعلم يَسْعَى لأن يكون لا منطقيًّا ولا معقولاً، ولكن مجرَّد شيء مَشكُوك فيه، فالعالم يدعي البدء في تَعطِيل النظريَّة، ولكن يُجاهِد لإنتاج تفسيرٍ أوسع وأعمق للحدَث الذي يتمُّ ملاحظته، فهو يسعَى لوَضْعِ نظريَّة التقليص - وهي تحجيم جميع النظريَّات ووضعها في شكل نظريَّة مُصَغَّرة - حتى ينتُج عنها نظريَّة ماديَّة ثابتة لكلِّ شيء؛ بدايةً من القوَّة الكونيَّة الموحَّدة لتطوير الوعي، وهي مُخَطَّط أكثر شموليَّة من مملكة الربِّ، ولكنَّها لا تعدو أن تكونَ مجرَّد نظريَّة تجريبيَّة وقابلة للدحض في أحسن الأحوال.

 

وفي الحقيقة يُمكِن أن يكون الشكُّ التجريبي مُتناقِضًا في الشروط، وهو الأمر الذي جعَلَه موضع هجوم في السنوات الأخيرة من قِبَلِ عددٍ من المفكِّرين - من لودفيج ويتجينشتاين إلى توماس كون وما بعده - الذين ليس لديهم هواجس حول تطبيق نفس مَبادِئ الشك على الطريقة العلميَّة التي دعا فرانسيس بيكون إلى تطبيقها على أيِّ شخص لديه معرفة مقبولة، كانت اعتراضاتهم كثيرة ومتعدِّدة، فالحقيقة والخيال متقاربان أكثر ممَّا يقبَل به التجريبيون، فتلك الملاحظة المهمَّة لها مجموعةٌ من الإجراءات؛ وذلك أنَّ التجريبيِّين العُظَماء رفضوا البيانات الأوليَّة عن الحدس، حتى أنتجت ملاحظاتهم عددًا من البيانات أكثر قبولاً، فالعُلَماء يحتاجون إلى افتِراضٍ يَسبِق النظريَّة حتى يَتَمكَّنوا من طرْح الأسئلة التي ستُؤدِّي في النهاية إلى المعلومات، وأنَّ شكل السؤال ينتج المعلومات التي ترد على السؤال.

 

يحافظ جيل جديد من المهتمِّين بالبناء الثقافي على العلم الغربي بغضِّ النظر عن الانتِصارات التكنولوجيَّة، وهي نِتاج لحظة ثقافيَّة معيَّنة، ولا يمثِّل حقائق ثقافيَّة، ولكن هذه الفكرة أيضًا قد تَفرِض سؤالاً عن: أي القوى تستَطِيع أن تبني ثقافة؟ وتتساءَل ما إذا كانت ثقافة ذات تكنولوجيا عالية قد أنتجت نظريَّات البناء الثقافي؟

 

ومع ذلك لا توجد فكرة واحدة كان لها تأثير أكثر عمقًا أو أكثر وجودًا على الصُّورة التي أصبح عليها الجنس البشري اليوم، أو ما أصبح عليها كوكبنا من إدخال الحجَّة في التجربة، فأيُّ شخصٍ يَنظر ويُشاهِد يستَطِيع أن يصل إلى استِنتاج آخَر.

 

والسؤال المُلِحُّ الذي يَفرِض نفسه الآن هو: ما الفكرة التي ستَطرَأ في الألف سنة القادِمة إذا ما تحرَّرنا من أفكار الماضي، وقد لاحَظ الكثير في نهاية الألفيَّة أنَّ الزِّيادة الكبيرة في القدرة التقنية كانت مَصحُوبة بزِيادة مُتناسِبة في نضجنا الاجتماعي أو الأخلاقي.

 

فالروح التي كانت موجودة في سنة 1000 في أيِّ منطقة من مَناطِق العالم عرفت الكثيرَ عن مكانها في المُخطَّط الكبير الذي سيشهده عام 2000، لقد كان فرانسيس بيكون مُحِقًّا؛ فالبرنامج الذي بدأ بالشكِّ أنتَج اليَقِين الذي غابَتْ عن إدراكه العُقُول في القرون الوسطى، وما كان في حكم المؤكد بات يقبع في هوَّة من الشكِّ أوسع من الألفيَّة نفسها.

 

لقد منحتْنا الأفكار العظيمة التي وُجِدت منذ 1000 عام سموًّا فوق الأشياء عن طريق السؤال عن ماهيَّة الأشياء في الوقت الحاضر، وليس ما كانت عليه الأشياء فيما مَضَى؛ فقد تركنا العنان لأنفسنا لمعرفة ما يتعيَّن علينا القِيام به في هذا العالَم، ولكن ماذا يُمكِن أن نفعل لِجَعْلِ العالم يتحرَّك ويفعل؟ فأعظم فكرة يُمكِن أن تُوجَد في الألف سنة القادمة يجب أن تُحدِث فارقًا، ويجب أن تشهَد عودة الدقَّة والثَّراء، والأخلاق وخفَّة الروح إلى التجرِبة البشريَّة الطويلة، إذا ما كان أي منها لا يَزال على قيد الحياة، يسقط الضوء المنعَكِس من الجسم على العين مُباشَرة ولم يُعرَف هذا إلا عن طريق المشاهدة والملاحظة، ولكن هناك شيئًا آخر يجب أن يخرج من العين إلى الأشياء التي نشاهدها.

 

صورة: رينيه ديكارت في مُنتَصف سنة 1600، الذي يقول فيه: إن الرؤية تُمثِّل الاعتِقاد، كما يُؤكِّده هذا الرسم في أحد كتب الرياضيَّات والفلسفة، (تَمَّ التِقاط الصورة من قِبَل توم شيرليز، برؤية إستيفان ساجميستر).

 

 

 

النص الأصلي:

 

Best Idea; Eyes Wide Open

By Richard Powers

By any human measure, a millennium is a considerable chunk of time. It is the longest fixed unit of time with a distinct name in common usage. At the beginning of our spent millennium and at frequent intervals throughout it, vexed to nightmare by the calendar, believers have awaited Christ's imminent return to rule over a new heaven and earth in a kingdom that was to run for the unthinkable span of a thousand years. Near the millennium's end, the Nazis, refiners of another one of the period's most persistent concepts, predicted their own third kingdom would last for a thousand years. They were off by 988.

At the start of this millennium, nothing resembling an accurate map of any continent existed. Now a hand-held Global Positioning System satellite receiver can pinpoint its owner's location anywhere on the face of the globe. Trade and enterprise have expanded beyond all reckoning. More volumes are printed each year than existed in the year 1000. The last 10 centuries have also seen global deforestation, a steep falling off in spoken languages and mass extinction on a scale beyond anything since the Cretaceous.

Any search for the millennium's most important concept already dooms itself to myopia. Consider the candidates that spring to mind: parliamentary democracy, the nation-state, free markets, due process, the limited liability corporation, insurance, the university, mandatory formal education, abolition, socialism, the emancipation of women, universal suffrage, universal human rights. The scope of the upheaval in social institutions suggests some corresponding revolution in underlying thought almost too large to isolate.

Line up the usual intellectual suspects: the theory of evolution, relativity, the mapping of the unconscious. As cataclysmic as each has been for our own era, they are 11th-hour arrivals, the latter-day consequences of ideas much larger and longer in motion. Push backward to Boyle's Law, Newton's F=ma or the Copernican Revolution, and you begin to close in on that fundamental leap in human conception.

The notion of progress, the invention of the future, might itself be a leading candidate for the most influential idea of the millennium. But the belief in transformation and advancement, in a constantly increasing control over the material world, is still just a symptom of a wider conceptual revolution that lies at the heart of what has happened to the world in these last 1,000 years: the rise of the experimental method.

Say, then, that the most important idea of this millennium was set in motion by a man named Abu Ali Al-Hasan Ibn Al-Haytham, born around the year 965 in Basra, in what is now Iraq. Even by his Western name, Alhazen, he remains a little-known figure in the history of thought. But the idea that Ibn Al-Haytham championed is so ingrained in us that we don't even think of it as an innovation, let alone one that has appeared so late in the human day.

Ibn Al-Haytham resolved a scientific dispute that had remained deadlocked for more than 800 years. Two inimical theories vied to explain the mystery of vision. Euclid, Ptolemy and other mathematicians demonstrated that light necessarily traveled from the eye to the observed object. Aristotle and the atomists assumed the reverse. Both theories were complete and internally consistent, with no way to arbitrate between them.

Then Ibn Al-Haytham made several remarkable observations. His most remarkable was also the simplest. He invited observers to stare at the sun, which proved the point: when you looked at a sufficiently bright object, it burned the eye. He made no appeal to geometry or theoretical necessity. Instead, he demolished a whole mountain of systematic theory with a single appeal to data. Light started outside the eye and reflected into it. No other explanation was consistent with the evidence.

Ptolemy had appealed to math and reason; Aristotle's position had been mere conjecture. The world, however, answered to neither reason nor conjecture. What argument required was something more than theory, something that would hold up in the court of controlled looking. This empirical insistence lay at the heart of Ibn Al-Haytham's real revolution, and while he did not upend the world single-handedly, his influence has spread without limits.

The shift from authority to observation seems small, self-evident, almost inevitable. In reality, it is none of these. Over the course of 1,000 years, the conceptual shift would grow catastrophic, and its consequences would transform every aspect of existence.

Ibn Al-Haytham made numerous other experimental contributions to optics and physics, part of a surge of Arab science at a time when Europe possessed little science to speak of. His contemporaries, investigators like Ibn Ahmad al-Biruni, Ibn Rushd (Averroes) and Ibn Sina (Avicenna), revived and extended Greek thought, unhindered by Augustine's insistence that the world was an inscrutable riddle invented by God to lead us toward contemplation of a universe beyond this one. While none of these men can be called an experimental scientist in the modern sense, each helped to open up the possibility that the world can be known through its particulars and that direct observation was the best way to know it.

When the Arab cities in southern Spain began to fall in the late 11th century, the contents of their great libraries flooded into Christian Europe. Ibn Al-Haytham's works on optics were at last translated into Latin late in the 12th century, enlightening the proto-empiricist Roger Bacon (c. 1220-1292).

Bacon -- Dr. Mirabilis, as he came to be known -- was a bizarre mixture of old and new mind. Both a philosophical Franciscan and an antiphilosophical experimentalist, he fought to introduce science into university curriculums and became the first European to write down the recipe for gunpowder. He proposed ideas for airplanes, power-driven ships and automobiles. Ibn Al-Haytham's optics, which included the invention of a primitive camera obscura, led Bacon to many optical insights.

But optics formed just the visible surface of what Bacon took away from Ibn Al-Haytham. ''Argument,'' he asserted in his ''Opus Majus'' (1267), ''. . . does not remove doubt, so that the mind may rest in the sure knowledge of the truth, unless it finds it by the method of experiment. . . . For if any man who never saw fire proved by satisfactory arguments that fire burns . . . his hearer's mind would never be satisfied, nor would he avoid the fire until he put his hand in it . . . that he might learn by experiment what argument taught".

The world was not a vaporous trap but a collection of things with heft and substance, worth the closest scrutiny and palpation. Aristotle failed to see the value of controlled experiment, believing that nature could only be understood whole. With Bacon, through Ibn Al-Haytham, there arises the idea of testing for truth through isolated particulars. Bacon's was also the moment in Western sculpture when Mary stops holding her child out in front of her like a pillar of stone and starts to straddle her grasping boy over one load-bearing, sensual hip.

Another three centuries passed before science emerged from its roots in natural philosophy. But the idea of looking had begun to shake the foundations of authority at the base of thought.

Light did not come from the eye, but rather fell into it. The world could be grasped in its particulars.

William of Ockham (c. 1285-c. 1347) bolstered empiricism with his own Law of Parsimony, or Ockham's Razor: when multiple ways exist to explain a datum, go with the one that requires the fewest theoretical assumptions. Jan van Eyck (c. 1395-c. 1441) took the zeal for nominal reality to such heights that his Ghent altarpiece depicts more than 40 identifiable plant species. Ibn Al-Haytham's empirical optics traveled down yet another path to trouble the medieval mind into early modernism. If light entered the eye from the outside, then the eye sat at the tip of a visual cone, where the perpendicular ray dominated over all oblique ones. This implied a geometry of seeing, described by Ibn Al-Haytham and elaborated on by Witelo (d. after 1281), a Pole connected with the papal court. Through Witelo, the idea of visual perspective spread in Italy.

The new depth of seeing worked its spell on Giotto (c. 1267-1337). The solid spaces hinted at in his frescoes were said to reduce viewers to alarm and ecstasy. The eye of Europe turned itself inside out. Ibn Al-Haytham's camera obscura, improved upon by Bacon, set painters loose on the pursuit of light and its reflection off real surfaces.

But only when Brunelleschi, Masaccio and Uccello got wind of the new optical mathematics through their compatriot, the geographer-mathematician Paolo Toscanelli (b. 1397), did Western Europe achieve full liftoff into rectilinear reality. Using the techniques of deep perspective, with its ability to measure the relative size of objects at any distance, Toscanelli assembled a chart that wound up leading Columbus to the New World. The deep spaces of the new painting opened up even deeper spaces on the map, terra incognita that the Age of Exploration rushed to fill in.

Ibn Al-Haytham's inexorable idea derives its power from a radical overthrow of what constitutes acceptable demonstration. Nothing, finally, can gainsay the data. Wholeness, harmony and radiance must give way to verifiability and repeatability. With the invention of printing, experimental data could proliferate without limit. Fueled by and fueling the Protestant Reformation, with its universal priesthood of man, skepticism's challenge to received wisdom spread into all quarters.

So did Ibn Al-Haytham's optics. His work on refraction and lenses led to the development of the telescope and microscope. Once these devices threw open their portals onto the invisible, there was no looking back. Van Leeuwenhoek's (1632-1723) ''tiny animalcules'' revealed the living world to be stranger than any natural philosopher could have guessed.

The Lutheran Kepler (1571-1630), in his ''Supplement to Witelo,'' solved the problem of atmospheric refraction and built Ibn al-Haytham's foundation into a full account of vision. Freed up to cast his glance into the heavens, Kepler explained magnification and laid out the laws of planetary motion. And Galileo, the true prototype of the modern skeptical empiricist, looking at the light that fell into his telescope tube and reporting what he saw, defying all theory and common sense, moved the world against the world's wishes. Rising to his feet after recanting to the authorities, as legend has it, he muttered the words that would form the credo of triumphant science: ''But it does move.'' In short order, measurement laid out the calculus behind its every wobble.

''And new philosophy calls all in doubt,'' John Donne wrote in his poem ''An Anatomy of the World: the First Anniversary'' (1611). And doubt itself became the engine of the new creation.

Francis Bacon (1561-1626) wrote the user's manual for the new scientific instrument of thought. He banished the ''idols of the mind,'' those habits of reason that blinded you to the evidence. Knowledge depended on suspending belief in anything except the most indifferent measurement. In ''The Advancement of Learning'' (1605), he wrote, ''If a man will begin with certainties, he shall end in doubts, but if he will be content to begin with doubts, he shall end in certainties".

With the Baconian method, knowledge did not stop at the curation and annotation of bygone ideas. Bacon was right: the revolution unleashed in Western Europe in the 17th century represents the sharpest break with the past in history. In the 300 years since the break commenced, modern science and its handmaid, technology, have altered the globe beyond recognition or recall, revising the terms of material existence, not to mention the geopolitical ones. For politics, too, is born in experiment. The rise of a technological Europe produced an era of imperialism from which the continents have yet to recover.

''It is not what the man of science believes that distinguishes him,'' Bertrand Russell said, ''but how and why he believes it. His beliefs are tentative, not dogmatic; they are based on evidence, not on authority or intuition.'' Out of that tentativeness have flowed the airplane, air pump, anesthesia, aniline dye, antiseptic surgery, aspirin, atomic energy, automobiles and on, ad infinitum.

The most adventurous mind from the year 1000 -- even Ibn Al-Haytham himself -- faced with the runaway results of the experimental method, would have no available mental response short of schizophrenia. Ibn Al-Haytham's doubt of existing optical theory has led to the certainties of electron microscopy, retinal surgery and robotic vision. Millennial expectation has shifted away from the thousand-year reign of Christ toward the thousand-megahertz personal computer. The universe has progressed from an enigmatic metaphysical emblem to the accidental byproduct of superstrings. An orbiting telescope now extends the cone of vision out to the very edges of creation.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • الفيزيائي الإسلامي ابن الهيثم
  • المهندسون عقول وآمال

مختارات من الشبكة

  • مسابقة أفضل طبق وأفضل أكلة(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • أفضل سور القرآن وأفضل آياته(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أفضل الأعمال في أفضل الأيام(مقالة - ملفات خاصة)
  • الذكر والتسبيح(استشارة - الاستشارات)
  • أيهما أفضل: القيام في الصلاة أم السجود؟(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • فضل شهر الله المحرم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المفاضلة بين الأنبياء والأولياء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أول العمل آخر الفكرة، وأول الفكرة آخر العمل(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الفاتحة أم القرآن وليس لها مثيل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • العامل في الفكر النحوي(مقالة - حضارة الكلمة)

 


تعليقات الزوار
1- شكـــــــــــــــــــــــــــــــرا
ايه - مصر 06-04-2011 12:58 AM

جزاكم الله خيرا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ورشة عمل ترفيهية للأطفال استقبالا لرمضان في أونتاريو
  • التحضير لإطعام المئات خلال شهر رمضان بمدينة فيلادلفيا
  • أعداد المسلمين تتجاوز 100 ألف بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • فيلا بارك يستضيف إفطار للصائمين للمرة الأولى
  • مدينة بيفيرتون تحتفل بأول شهر للتراث الإسلامي
  • إفطار جماعي على أرضية ملعب ستامفورد بريدج
  • 3 دورات للغة العربية والتربية الإسلامية بمدينة أليكانتي الإسبانية
  • بنك الطعام الإسلامي يلبي احتياجات الآلاف بمدينة سوري الكندية

  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 1/9/1444هـ - الساعة: 11:1
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب