• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع سماحة الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل سماحة الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل شعار موقع سماحة الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل / ضيوف الندوة / ندوة الشيخ العقيل / مرئيات ندوة الشيخ ابن عقيل


هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع النفاق والمنافقين

عبدالعزيز
تاريخ الإضافة: 11/1/2015 ميلادي - 20/3/1436 هجري   زيارة: 32898     

 أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات


النص الكامل تكبير الخطالحجم الأصليتصغير الخط
شارك وانشر

هدي النبي صلى الله عليه وسلم

مع النفاق والمنافقين


ندوة الشيخ العقيل- محاضرة "هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع النفاق والمنافقين" للشيخ عبد العزيز الطريفي، والشيخ عبد العزيز بن مرزوق الطَريفي (ولد 7 ذو الحجة 1396 هـ) محدث، درس تعليمه الأولي والعالي، تنوّعت دراسته وثقافته وأساتذته، وعلى معرفة كبيرة بعلوم الإسلام والشريعة، كثير الاطلاع، وكان من المتخرجين من كلية الشريعة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بمدينة الرياض، وباحث شرعي سابق في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالسعودية، ويبين المحاضر جزء من منهجية النبي صلى الله عليه وسلم وأسلوبه في التعامل مع أعدائه من صفوف المنافقين خلال إقامته بالمدينة، حيث تتسم في هذه المنهجية أسس السياسة الشرعية في معاملة أصناف الخلق، وتباين المواقف حسب أفعال كل فصيل وفريق.

 
 


 أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات


مختارات من الشبكة

  • خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الشيخ المحدث عبدالعزيز الطريفي في محاضرة بعنوان (هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع النفاق والمنافقين)(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • من نواقض الإسلام : من اعتقد أن هدي غير النبي أكمل من هديه (3)(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • من نواقض الإسلام : من اعتقد أن هدي غير النبي أكمل من هديه (2)(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • من نواقض الإسلام : من اعتقد أن هدي غير النبي أكمل من هديه (1)(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • هدي النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أولاده (2)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • هدي النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أولاده (1)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المشاكل والخلافات التي وقعت في بيته (6)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته (أمهات المؤمنين) (4)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته (أمهات المؤمنين) (3)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- مختصر من إعداد د.أسماء الميرغني
عبدالعزيز - المملكة العربية السعودية 11-01-2015 06:39 PM

مختصر
من إعداد د.أسماء الميرغني نشر في حسبها على تويتر

مُختصر ندوة (هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع النفاق والمنافقين) للشيخ المحدث عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي حفظه الله بالرياض - ندوة بن عقيل - 12-1-1436 هـ

1- من الواجبات المتحتمات معرفة هدي النبي ﷺ في أفعاله مع خصومه وأعدائه وهديه عند الشدائد والفتن وعند الاضطراب وعند السلم والحرب,يقول الله تعالى ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ (آل عمران :103) حبل الله الممدود من البشرية إلى الله هو ما جاء بواسطة رسول الله ﷺ ولا يمكن أن نأخذ ظواهر الأدلة منفكة عن هديه في سلوكه ﴿قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾(يوسف :108) فالدعوة إلى الله بسلوك هديه ﷺ فمن الناس من يكون على بصيرة ومنهم من يكون على غشاوة فتأخذ منه وجه وتضع الوجه الأخر لهذا كان رسول الله ﷺ مبلغ عن الله تعالى بقوله وفعله وسلوكه وقوامه فلابد من بيان وعمل من نبي معصوم لهذا جعل الله لهذه الأمة خير الأنبياء وخاتمهم يبين ما خصص وفصل من البيان , ومن نظر لحال النبي ﷺ في تعامله مع الناس يجد ثمة تباين بحسب الأشخاص والأزمان وهو ما يسمى بالسياسة الشرعية فالأعداء على مراتب وعداوتهم تتباين كاليهود والمشركين أشدهم ثم النصارى ثم المنافقين فالمنافقون ولو كانوا ضعفاء الحذر منهم واجب فالحذر من الضعيف القريب أولى من الشديد البعيد ولهذا كثر التحذير من المنافقين لخطرهم وتباين الحال فيهم ولهذا أمرنا الله بالاقتداء بهديه ﷺ فهي النجاة والمُعتصم عند الشدائد والفتن ولهذا يقول النبي ﷺ (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها تمسكوا بها بالنواجذ ) ذكر النبي ﷺ الشدائد والفتن وأشار إلى بعضها إشارة وبين أنه مع تغير الأحوال وتقلبات الأزمنة لا يمكن النجاة من الفتن إلا بالاعتصام بما جاء عنه ﷺ وكذلك بالاستمساك بأقرب الناس منه فهم أدرى الناس بحاله وناسخ الحديث ومنسوخه وسبر حال النبي ﷺ الذي لا يمكن لأحد إلا لمن عايشه ﷺ , ولما كان خصوم النبي على مراتب منهم الأعداء الظاهرون ومنهم المستترون الأبعدون والأقربون وبطانة ملتصقون فإنه يحتاج إلى احتراز من أولئك الخصوم لذا كان من الواجب معرفة هديه ﷺ في التعامل مع خصومه فقد خفف الله تعالى من حال النصارى وساوى اليهود والمشركين من جهة العداوة مع أن اليهود من جهة الضلال أقل من المشركين ولكن الله تعالى جعل عداوة اليهود مع المشركين وخفف في النصارى لذا وجب علينا معرفة أحوال الأعداء والضلالات وهديه ﷺ معهم .
2- النفاق والهوى من أكبر الضلالات وقد بين الله تعالى خطرهم وأنهم أقرب الأعداء للإنسان فربما يتسللون إليه برأي ونصيحة وإرشاد وهم يريدون كيدًا ومكرًا حتى يضل ويُحرم السداد ولهذا كان النبي ﷺ ينظر لخصومه من جهات متعددة وأشد هذه العداوات والضلالات هي النفاق وأهله المنافقون ﴿هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾ ( المنافقون :4 ) وذلك أن المنافقين يظهرون في زمن قوة المؤمنين يسترون وربما تسللوا لهم من مأمن لتمرير فساد رأي فنشروا الأقاويل والفتن فوقع الاضطراب ويظن الناس بهم خيرًا لذا لابد من معرفة هديه ﷺ في تعامله مع النفاق والمنافقين .
3- لم يكن في مكة نفاق في أول الإسلام وإنما كان فيها كفار أصليون أو مسلمون وذلك لأن المنافقين لا يظهروا إلا مع قوة أهل الإيمان , ولهذا فضّل الله السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار لنهم ظهروا وقت ضعف الإسلام فلم يكن في المهاجرين منافق واحد على الإطلاق ولكن جاء بعد ذلك المنافقون لما قويت شوكة الإسلام حين نصر محمد ﷺ بالرعب فظهر النفاق فأصبح الضلال يتسلل في قلوبهم فينتظرون العدو ولو كان بعيدًا مذبذبين بين هؤلاء وهؤلاء , فينتظرون العدو ولو كان بعيدًا .. هل يكون النصر لقريش أم للمسلمين ؟ هل يكون النصر لفارس والروم أم للنبي ﷺ والمؤمنين ؟ فلما انتصر النبي ﷺ على فارس والروم ترددوا هل ستبقى الدولة لهم فيما بعد ؟ فبقي النفاق في قلوبهم ما بقيت شوكة الكفر , وثمة تلازم بين العداوة الداخلية والعداوة الخارجية فكلما كان الإسلام في قوة ومتانة وتماسك قوي النفاق وثمة تلازم بين قوة العدو الخارجي وقوة النفاق فقوة المنافقين بقوة العدو الخارجي وضعفهم بضعفه وثمة تلازم بين هذين التيارين العدو الخارجي والعدو الداخلي ,ولهذا قال حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه (الْمُنَافِقُونَ الَّذِينَ فِيكُمُ الْيَوْمَ شَرٌّ مِنَ الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ كَانُوا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقُلْنَا : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، وَكَيْفَ ذَاكَ ؟ قَالَ : إِنَّ أُولَئِكَ كَانُوا يُسِرُّونَ نِفَاقَهُمْ ، وَإِنَّ هَؤُلَاءِ يُعْلِنُونَ ) يعني يظهرون العداوة ظاهرة فتبدو على ألسنتهم وتبدو في أفعالهم ولهذا لابد من النظر إلى هذه الأحوال لمعرفة المنافقين فيعرف من لوازم له وقوائم فيه فإذا ضعفت شوكة المسلمين أظهروا الكفر الصريح وذلك لأنهم يطمعون في السلامة.
4- المنافقون في عهد رسول الله ﷺ كانوا على مراتب ثلاثة منافقون من أهل المدينة ومنافقون ممن حولها ومنافقون من أهل مكة , وقبل الكلام في سياسة الرسول ﷺ مع المنافقين لابد أن نعرف حقيقة النفاق ومعناه في الشريعة.فالنفاق في لغة العرب هو أن يظهر الإنسان شيء ويخفي شيء أخر , فالنفاق له وجوه متعددة من جهة اللغة , فقد يكون الرجل منافق من جهة المعنى حتى مع الكافر وذلك أنه يظهر خلاف ما يبطن , ولكن المصطلح الشرعي هو المعتبر هنا وهو إضمار الكفر أو إضمار المعصية وإظهار الإيمان والطاعة , والنفاق على نوعين نفاق أكبر وهو الكفر الذي يقع فيه الكفار الخلص فينشئون عبادة لغير الله صلاة من جهة الأصل لغير الله وعبادات لغير الله تعالى , والنوع الثاني النفاق الأصغر فمنهم من يؤمن بالله تعالى وبرسوله ﷺ وأصول الطاعات لكنه لا يأتي على كل الطاعات ومنهم من يأتي بشيء من النوافل الراتبة لكنه لا يأتي بشيء من النوافل المطلقة ومنهم من يأتي بالعبادات الظاهرة ولا يأتي بالعبادات الخفية فذلك أيضًا ضرب من ضروب النفاق , فهذا معنى واسع للنفاق قلما يسلم أحد من مراتب النفاق فهو شعب ومراتب دقيقة جدًا .ولما دفع النبي ﷺ النفاق الأكبر بالتوحيد ظهر النفاق العملي ونفاق الأخلاق ونفاق الأقوال ودقائق النفاق حتى أن أصحاب رسول الله ﷺ خشوا على أنفسهم أن يكونوا من المنافقين وهم لا يدرون فأي تغير يحدث للإنسان بين الغياب وبين الحضور هو معيار لوجود النفاق.
5- النفاق يتضح بالمقارنة بين حال الإنسان في خلوته وحاله مع حضور الناس , والأمة إذا قويت شوكتها وأقيمت الحدود ضعف النفاق الأكبر وبقى النفاق الأصغر وهو التصنع بالأقوال والأفعال وتحسينها ولو كانت يسيرة حتى لا يكاد الإنسان أن يسلم منه لشدة ودقة المواصفات التي ذكرت فيه ولهذا روى البخاري (أَدْرَكْتُ ثَلَاثِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ) فإن خشية الإنسان من النفاق أمارة ٌ على الإيمان وعدم الخشية من النفاق أمارة على النفاق وذلك أنه كلما كان الإنسان أكثر عبادة كان أكثر تبصرًا لتغير حاله بين خلوته وبين شهود الناس له .
6- الإحسان وعلاقته بالنفاق : جاء في حديث جبريل (أخبرني عن الإحسان ، قال ﷺ ( أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) فإذا حضر في قلب الإنسان مراقبة الله تعالى فأصبح خائفًا وجلًا ضعف شهود المخلوقين في قلبه فلا يصلي إلا مستحضرًا لله فتكون صلاته في حال سره كصلاته في حال علانيته وكذلك ذكره في سره كذكره في علانيته وهكذا .
7- هدي النبي ﷺ في التعامل مع المنافقين والنفاق الأكبر والنفاق الصغر دقائق يسيرة جدًا مقابلة لشعب الإيمان بل وتزيد فقد جاء في الحديث قال ﷺ (الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً, فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ, وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ, وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ) وفي كل مرتبة من هذه الشعب يوجد حالات نفاق تقابلها فقد يكون النفاق في نطق الشهادة ينطقها الإنسان لكنه لا يعمل بها يميط الأذى لكنه لا يفعله لله والناس على مراتب في حال النفاق كحال الهرم ولكن هرم معكوس لأن قوة الهرم في أسفله وقوة شعب الإيمان في أعلاه فإذا سلم للإنسان إيمانه يسلم من النفاق الأكبر ثم يأتي على الأعمال والأفعال والذكر والطاعات وأعمال البر حتى ينزل لإماطة الأذى عن الطريق وهي نوع من العبادات غير محضة .
8- فعل الطاعات وأعمال البر وإماطة الأذى عن الطريق لو فعلها الإنسان لغير الله تعالى فهو شعبة من النفاق لا يؤجر بذلك كما لا يأثم عليه لكنها علامة نفاق في قلبه ;لأن العبادات أنواع عبادات محضة كالصلاة والحج والصوم والزكاة وغيرها لابد أن تكون لله تعالى ومن فعلها لغير الله تعالى فقد كفر به سبحانه , وثمة عبادات وهي النوع الثاني ليست المحضة كإكرام الضيف وإماطة الأذى والإحسان إذا نوى فعلها لغير الله تعالى لم يؤجر عليها ولكن ليس عليه وزر .وأما العبادات الأولى أخطر في أمر النفاق التي يظهر فيها التمحض لله تعالى , فإذا كان الإنسان قوي الإيمان ثابت في أمور الطاعة بدأ الشيطان معه في العبادات غير المتمحضة فجعله يكرم الضيف ويميط الأذى لغير الله فإذا استفرغ وسعه في هذا الأمر تجاوز بعد ذلك في أبواب العبادات ثم تناولها واحدة واحدة وهذا معروف بالتجربة وكذلك بأعمال السالفين إذا أراد أن يسلم عبادته من الرياء فليعمل جاهدًا لتسلم له العادة من الرياء وإذا أراد أن تسلم له العادة من الرياء فليعمل جاهدًا لتسلم له الجبلة من الرياء وهي التي تقع للإنسان من غير اختيار كالأكل والنوم فإذا نوى أن ينام لله ويستيقظ لله لينشط لعبادة الله حينئذٍ لا يمكن أن يدخل عليه الشيطان في العبادات المتمحضة لله تعالى وهي أبواب يطرقها الشيطان على الإنسان باب باب من أدناه إلى أعلاه .
9- لما توسعت المعاني من التحذير من النفاق خشي الصحابة النفاق واحترزوا من تلك الأوصاف حتى أن أبا بكر قال لحنظلة (فوالله إنا لنلقى مثل هذا ، فانطلقت أنا وأبو بكر ، حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلت : نافق حنظلة ، يا رسول الله) لأنهم وجدوا تغير في حالتهم عند الأهل وهذا اختلاف طبعي جُبِل عليه الإنسان فلا يمكن للإنسان أن يصلي على الدوام ويذكر الله على الدوام ويقرأ القرءان على الدوام فالتباين أمر فطري ما لم يتعلق به جانب من جوانب الأعمال الظاهرة المبرهنة على النفاق .
10- النصوص في كلام الله تعالى وكلام رسوله ﷺ ببيان خطورة النفاق كثيرة ونركز على النفاق الأكبر الذي يتعلق بجانب أصل الإيمان وربما ثمة إشارات لما دون ذلك مرتبة , ذكر الله من دقائق أوصاف النفاق الظاهرة والباطنة ما بيّن أمر المنافقين وحالهم للمسلمين فالشريعة قد وضعت خطوط عريضة لتلك الأوصاف تدل المؤمنين عليهم .
11- من وجوه خطورة المنافقين على المسلمين : التسلل للمؤمنين ذلك أن ما حمله على النفاق هو طلب الدنيا وطلب السلامة فيتقرب ممن يحمي له دنياه ويؤمنه من خطورة أعدائه وخصومه من العلماء وأهل الجاه والنفوذ من أمور الأموال والسلطة وغير ذلك ولهذا حذر النبي ﷺ من الذين يتسللون إلى مواضع التأمين في الأمة كما جاء في الحديث (مَا بَعَثَ اللَّهُ مِنْ نَبِيٍّ وَلَا اسْتَخْلَفَ مِنْ خَلِيفَةٍ إِلَّا كَانَتْ لَهُ بِطَانَتَانِ بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْمَعْرُوفِ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ وَبِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالشَّرِّ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ فَالْمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَ اللَّهُ تَعَالَى) وفي ذكر الخليفة والنبي إشارة إلى أن الابتلاء بهذا النوع من المنافقين أمر لا اختلاف فيه فكل صاحب ولاية كبرت أو صغرت يتقرب منه أهل النفاق ليقال فلان صاحب حظوة ويريد أن يسلم لدنياه ويحب أن يكون من أهل المدح والثناء والإطراء لهذا ذكر النبيﷺ الخليفة والنبي .
وقد يقول قائل كيف لبطانة الشر أن تكون بطانة لنبي من أنبياء الله وهو معصوم ؟ فنقول إن البطانة نوعان بطانة اختيار وبطانة ابتلاء ممن يخشون الإنسان وياتون إليه فيجالسونه ويختلطون به يريدون منفعة لدنياهم فينافقون العلماء وأهل الجاه ويتسللوا فيؤثروا على الإنسان بإحسان ظنه فيهم كأن يتخذ أمر أو يقول قول يُفتن فيه عن إصابة الحق ; ولهذا حذر الله تعالى من بطانة الابتلاء لا بطانة الاختيار فكلما ارتفع أمر الإنسان في الأمة كلما اجتمع عليه أهل النفاق وهم على مراتب بحسب حال الإنسان فليعلم الإنسان أن من حوله على نوعين إما صادقون وإما منافقون طامعون , لهذا ينبغي على الإنسان إذا كان صاحب ولاية صغيرة أو كبيرة ليعلم أن الله تعالى يبتليه ببطانة الشر لا محالة فكان النبي له بطانة الخير كأبي بكر وعمر وتأتيه بطانة الشر كعبدالله بن أبي بن سلول فكان يتعامل معهم بسياسة شرعية مؤيدًا من ربه معصوم من أن يضل بفتنة أو قول ولكن من يكون بعده ( فكه بره ) وكلما كان الإنسان مرتفع لابد له من بطانتين فليحذر من بطانة الابتلاء فلا يختار إلا الأصفياء الأذكياء كما أختار النبي ﷺ الأصفياء كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وأما المنافقين يأخذهم تأليفا ويعطيهم لتأليف قلوبهم ويتلوا آيات الله في مواضع السر والشهود لتنقية النفاق فيمن يجالسوه .
12- من علامات النفاق ما يظهر في أمور الجهاد ومنها ما يظهر في الكسل في الصلاة واستثقال الذكر ولعل من أظهر أوصاف المنافقين أنهم يقولون ما لا يفعلون , ومنها أنهم لا يقومون للصلاة إلا كسالى ولا يذكرون الله إلا قليلا ذلك أنه لما غاب الله تعالى في قلوبهم تصنعوا الذكر بحضور أهل الإيمان , كذلك كسالى عند الصلاة وذلك أن الصلاة تحتاج إلى جهد ومجاهدة لأنها على أوقات وشهود الجماعات مما يستلزم ترك النوم والأكل والضرب في الأرض كما في صلاة العصر وترك الطعام كما في صلاة المغرب والعشاء فكانت مواضع اختبار ظاهرة فكان موقع استثقال لقيامهم , فإذا قوي الإيمان قويت الطاعات وكلما كان الأمر شديد من جهة المشقة كان الأمر أصعب على المنافقين ولهذا أصعب الصلوات عليهم صلاة العشاء والفجر لأنهم في ظلام دامس ليس كصلاة الظهر والعصر فالمنافق يحب أن يُشهَد وأن يُرى فإذا صلى ليلًا لا يدري من عن يمينه ولا من عن شماله فكان الصحابة يصلون لله تعالى قديما بلا سرج فلا يرى بعضهم بعضا متعلقون بالله لا تعلق بشهود المخلوقين .
والناس يتقلبون وخاصة في الزمن المتأخر فمن الناس من ينام بالنهار ولا ينام بالليل فتكون أصعب الصلاة عليه صلاة النهار والعكس وهكذا ولهذا الخلاصة أن الشريعة جاءت بتلك الصلوات التي تخالف الشهوات فثقلت على المنافقين وهي تتغير بتغير الحال فيختبر الإيمان في حاله وهذا مثل ما يتعلق بمن يؤمن بالصلاة ولكن من جهة العمل يفرط فيها !.
13 - لدفع النفاق ينبغي على الإنسان أنه كلما علم شيء عمل به فإن ذلك مما يدفع النفاق كما يحرص على مناسبات الذكر في الصباح والمساء والأذكار المتنوعة في ذكره في سجداته وفي خاصته بما لا يسمعه أحد فإن هذا مما يجرد الإنسان من أمر النفاق وكأن الإنسان عليه أكسية من شبه النفاق يقوم بانتزاعها ولهذا العالم بلا عمل ما هو إلا منافق .
14- ومن أعظم ما يدفع النفاق عبادة الخفاء وكلما قلت عبادة الخفاء ظهر النفاق ولا أعلم أحد شكى من الرياء إلا وهو قليل في عبادة الخفاء أو عديمها .فعليك باغتنام الخلوات بالطاعات كما يغتنم أرباب الشهوات الخلوات بالشهوات فيعصون الله في خلواتهم.ولهذا كان حذيفة بن اليمان أبصر الصحابة بأمر النفاق وأحوال المنافقين كما جاء عند ابن عساكر في تاريخ دمشق (جاء رجل إلى حذيفة فقال: إني أخشى أن أكون منافقا, فقال حذيفه: تصلي إذا خلوت, وتستغفر إذا أذنبت؟ قال: نعم، قال: اذهب, فما جعلك الله منافقا) يعني الصلاة في الخفاء أمارة على مراقبة الله تعالى فعبادة العلانية لا تكون حينها إلا لله وإذا أراد الإنسان أن ينفي النفاق فليفعل في عبادة السر من جنس ما يفعله في عبادة العلانية فليكثر في عبادة السر ليطهر بذلك أمر علانيته وكلما كان الإنسان في ذلك أكثر كان من النفاق أبعد .
وإذا كان الإنسان لديه نصيب من عبادة العلانية لكنه لا يؤدي شيء من عبادة الخفاء على الإطلاق فذلك يقتحمه النفاق اقتحامًا شديدا حتى ربما يزيل إيمانه فلا يبقي من إيمانه شيء .
15- ومن أوصاف المنافقين تلبيس الحقائق على المؤمنين منها تلبيس قولي ومنها تلبيس عملي , قال الله تعالى ﴿ لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ﴾(التوبة:48) فإن الحقيقة إذا كانت ظاهر ة فتأتي بمعنى آخر من المعاني فتشق صف الناس حتى يلتبس لديهم الحق بالباطل وهو المراد من قوله تعالى﴿ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ﴾قلبوا لك الحقائق فغيروها والتغيير يكون بالأقوال ويكون بالأفعال فكأنهم يضربون الشريعة بالشريعة وكذلك لا يظهرون الاعتراض على حكم الله وإنما أظهروها بأفعالهم من غير قول فيدعون إلا الحق فيعتذرون بالانشغال كما اعتذر بعض المنافقين من النبيﷺ كما في قوله ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا ﴾(التوبة:49) فاحتج بفتنة النساء مما يتعلق بالجهاد فكأنه ما ترك الجهاد لأجل الجهاد في نفسه وإنما تركه لأمر شرعي في الشريعة , وكذلك ﴿وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ﴾(التوبة:81) فقالوا نرجئها لفصل الشتاء لحفظ الأنفس والأموال والأعراض فاعترضوا على التوقيت وليس على التشريع وهذا نوع من قلب الحقائق عن وجهها فجاءوا بكثير من الأقوال لتلبيس الحق بالباطل .
كذلك من قلب الحقائق الخلل في ترتيب الأولويات ذلك أن الشريعة جاءت بوحدة المسلمين وهي أن إخوة الإسلام تقدم على جميع الإخوة في الأرض فثمة إخوة نسب وإخوة أرض فإن الناس يعتصمون ببعض فجعلها المنافقون إخوة صراع قبلي وعرفي وعشائر وغير ذلك ولهذا ذكر الله من وسائل المنافقين في قلب الحق أنهم لا ينظرون إلى إخوة الإيمان وإنما ينظرون إلى إخوة العشيرة والحسب وغير ذلك ﴿ وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلا فِرَارًا ﴾(الأحزاب:13) لأن رسول اللهﷺ ليس من أهل المدينة وإنما من أهل مكة ولهذا قالوا يشعرون أن إخوة أهل يثرب أولى من إخوة الإيمان فيضربون على العرقية والقبلية ويقدمونها على إخوة الإيمان فما قالوا يا أهل الإيمان ولا يا أهل الإسلام ! ولكن قالوا يا أهل يثرب , وهذه الأوطان لها منزلة في الإسلام لكنها بعد إخوة الإيمان لأن إخوة الإيمان تقدم على غيرها وأما الأوطان بالزود عنها كما قال الله ﴿ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ﴾(الحج:40) فهذا من المقاصد الشرعية لكنها لا تقدم على مقصد الإسلام الذي أمر الله بالاجتماع عليه فقد اجتمع في المدينة بعد الهجرة المكي والمدني والعربي والعجمي فآخى النبي ﷺ بين المهاجرين والأنصار .
كذلك قلب الأفعال أن يدخلوا في الدين ما ليس منه ولهذا من أفعال المنافقين قاموا ببناء مسجد ضرار تفريق بين المؤمنين فصلوا فيه الجمعة والسبت والأحد ولما أمنوا بفعلهم جاءوا لرسول الله ﷺ وأرادوا به أن يصلي فيه معهم وجاء في السنن أن النبي لبس ردائه ليصلي معهم فأنزل الله عليه التحذير منه ﴿ من أول يوم ﴾ فدعا النبي ﷺ جماعة من كمل أهل الإيمان وأمرهم بهدمه لأنه ما أريد به وجه الله كمسجد قباء ;وبهذا نعلم أن من أفعال المنافقين أن يفعلوا شيء في ظاهره الحق لكنهم يريدون أن يضربوا الإسلام بالإسلام من داخله بصورة حق أخر , وهذا أخبر به النبي ﷺ غيبًا لذا الحجة والبيان فيمن يأتي بعد النبي أضعف فينبغي شدة الحذر من مشاريع العلم المناوئة للإسلام والدعوة والغيرة التي تدعي الحق وهي غير ذلك فكما أراد المنافقون الفساد في زمن رسول الله ﷺ بأفعالهم لما عجزوا في أقوالهم فهذا فيمن ياتي من بعدهم في باب أولى .
وقد سُئل أحد الكتاب عن كثرة استشهاده يالكتاب والسنة وهو لا يؤمن بهما قال ( إني أهدم الإسلام من داخله لذلك أنا أشكل خطرًا كبيرًا على الإسلام ) وقد أفضى هذا الرجل إلى ربه ولهذا قلب الحقائق يكون بالمصطلحات والأقوال أو بالأفعال كما بنى المنافقون مسجد ضرار وأرادوا للناس به الصلاة فليس كل مدعي للإسلام في ظاهر أمره نصيرًا له !.
16- ومن أوصاف المنافقين الخمول في الشدائد حيث يمكثون المنافقون ويضعفون في الشدائد يظهرون الموافقة ابتداء فإذا شرع في الأمر اعتذروا ونكثوا على أعقابهم وهذا ظاهر في أمر رسول الله ﷺ حين نكث المنافقون على أعقابهم لما خرج لأُحد وخرج معه المنافقون رجع عبد الله بن أبي سلول بثلث الجيش والثلث كثير وفي ذلك جملة من العبر منها :
- أن هذا القدر الكبير وهو ثلث الجيش استطاع المنافقون أن يشقوا صفهم ويربكوا أمرهم فاستمع المؤمنون للمنافقين ولم يستمعوا للنبي ﷺ وهو سيد ولد آدم وكان سياسة النبي في ذلك أنه لم يقدم أمر المنافقين على أمر المشركين لأن المنافقين يستترون ولم يظهروا العداوة ظاهرة كالكافرين ولكن الخوف منهم عند قوة العدو الخارجي وهم المشركون .
- لما خرج النبي ﷺ لاستقبال مشركي مكة في أُحد وخرج المنافقون معه منهم من قال أن المنافقين بيتوا الرجعة فبدأوا بأول الطريق ورجعوا ومنهم من قال أنهم خرجوا في بداية الأمر ولكن أثروا السلامة وعدم الاعتراض في حال الهزيمة فرجعوا بعذر حماية المدينة فخرجوا بعذر لا معارضةً للتشريع فعدّهم الله تعالى من المنافقين .
- أراد النبي ﷺ أن يضعف العدو الخارجي وهم المشركون في مكة فما رجع إلى المنافقين واختلف رسول اللهﷺ فيمن رجع عنه يوم أحد , منهم من قال نرجع إليهم ونقتلهم قبل المشركين ومنهم من قال لا نقتلهم بل نذهب لقتال المشركين فأنزل الله تعالى ﴿فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا﴾(النساء:88) الفئتان هم الذين اختلفوا من أصحاب رسول الله ﷺ في أمر المنافقين.
17- ومن سياسة النبي ﷺ وتعامله مع المنافقين أنهﷺ لا يواجههم بالسيف وإنما يواجههم بالحجة والبيان وكذلك يواجه عدوهم الذي يستمدون منه القوة ليضعف أمرهم ويكسر شوكتهم فذهب النبي ﷺ للمشركين وقاتلهم فإن المنافقين لا يقوون إلا بقوة المشركين .
18- ومن سياسته ﷺ في مواجهة المنافقين مجاهدتهم باللسان كما في قوله تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ﴾(التحريم :9) جاء عن عبد الله بن عباس وقتادة وعيرهم قال (جهاد رسول الله للمنافقين باللسان وللكفار بالسنان ). وذلك أن المنافقين يحتاجون إلى تخويف وترهيب لأنهم أصحاب مطامع ويريدون السلامة ولهذا يزيدون وينقصون ومن تأمل حال المنافقين كثرة وقلة وسياسة النبي ﷺ معهم وجد أن من رجع مع رسول الله ﷺ في غزوة أحد ثلاثمائة(300 )ولكن الذين تخلفوا في تبوك قلوا حتى أصبحوا ثمانون (80) ثم لما ذكر عدد المنافقين قال ﷺ (في أصحابي اثنا عشر منافقاً، فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط) . فالمواجهة باللسان مغالبةً لهم ببيان أوصافهم والتحذير من أفعالهم وصفاتهم كالكسل في الصلاة والإعراض عن حكم الله وكراهية الجهاد فيكثر النبي من ذكرها في صلواته ومجالسه التحذير من أفعالهم بالإكثار من ذكر أفعالهم مثل أنهم لا يذكرون الله كثيرا وكسالى في الصلاة وتتغير وجوههم عند ذكر القتال والإعراض عن حكم الله وإنزال العقوبة ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا﴾(النساء:61) فيكثر النبي ﷺ من ذكر أوصافهم ومنها مصالح متحققة :
- أن يحرص الإنسان على الصلاة ولو كان مستقل لها خشية أن يقع في النفاق .
- إذا دفع المنافق النفاق عن نفسه بإظهار العبادة يأمن المسلمون ولا يخافون عند الشدائد .
- الإكثار من ذكر صفاتهم من ثقل جميع العبادات كالصلاة وذكر الله .
19- من أوصاف المنافقين تثاقلهم عن أشياء أخرى غير العبادات كالتضلع من ماء زمزم لأن الإنسان لا يتضلع إلا لروي من العطش أو لتدين وامتثال فإذا لم يتضلع فكل عبادة لا يقبل الإنسان عليها بتمامها فتقصيره يعتبر شعبة من شعب النفاق وكلما كان الإنسان أكثر تسليما قولا وفعلا كلما نفي عنه النفاق لهذا حذر النبيﷺ من الأوصاف التي يقع فيها المنافقون وحذر من أقوالهم وأفعالهم وتربصهم بأهل الإيمان حتى أنه من حكمة النبي ﷺ أنه كان يقرأ في صلاة الجمعة سورة المنافقون لأن حضور المنافقين أكثر شهودًا لصلاة الجمعة لينفوا النفاق فيسمعهم النبي ﷺ أوصافهم التي وصفوا بها .
20- تأليف قلوب المنافقين بالمال والعطاء فيه جملة من المصالح : إذا أعطي المنافق مال لا يحب أن يذكر من أعطاه بسوء لأنم أرباب دنيا يريدون دنيا ومن أخذ مالا يرجو مثله وحتى لا يحرم العطاء لا يذكر من أعطاه بسوء , فكان النبيﷺ يعطيهم تأليف لقلوبهم وقد جاء في الحديث من حديث سعد بن أبي وقاص(قَالَ ﷺ : يَا سَعْدُ، إِنِّي لَأُعْطِي الرَّجُلَ وَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ، خَشْيَةَ أَنْ يَكُبَّهُ اللَّهُ فِي النَّارِ) فهذه الأموال يحتاج إليها المنافق لجملة من الأمور أن يأمن ولا ينفر من المسلم فلا يظهر شره من وراءه ولهذا أراد النبي ﷺ أن يبقيهم على حالهم ولا يخرج ما لديهم من شر ولهذا كان في ذكره لأوصاف المنافقين لا يسميهم بأسمائهم حتى ولو كان يعرفهم قال رسول الله (في أصحابي اثنا عشر منافقاً، فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط) يعنى أصحاب النفاق الأكبر ثمانية فقط وأربعة منهم من المنافقين الذين يصح إسلامهم لكنهم يقعون في النفاق الأصغر وكان النبي ﷺ لا يذكرهم لأحد إلا لحذيفة لمقاصد شرعية .
21- عدم الاستعداء والتشهير بالمنافقين فإن ذلك يدفعهم لإخراج عداوتهم وقلبها لعداوة وطنية أو عرقية ولهذا نفوت عليهم تلك الدعوة حتى لا يتكتلون لأن لكل منافق قرابة ومن يحسن الظن به فيدافع عنه ومنهم من يكابر لمصالح دنيوية فلا يمكن الحماية من ذلك إلا بعدم الاستعداء وأما الذي لا يستعديهم ويقوم بتقريبهم بطانة فهذا يعكس هديه ﷺ فقد كان النبي لا يقربهم ولا يصدرهم فيجعل الناس تشك فيهم بذكر أوصافهم هل هم المقصودون أم ليسوا المقصودون ! فلم يسميهم النبيﷺ حتى لا يستعديهم وإنما حذر من أفعالهم .
22- متى يكشف ستر المنافق ويواجه بعينه ومتى يحذر من فعله مع عدم مواجهة عينه ؟
يقول تعالى ﴿ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ﴾(آل عمران:118) إذا أظهر المنافق كل ما في قلبه فإنه يستهدف بعينه وذلك أن الإنسان إذا أظهر العداوة على فلتات لسانه أو في بعض ظواهر قوله فقمت باستعدائه أخرج ما يخفي صدوره بما هو أكبر من ذلك وهو صاحب الكفر الصريح فيلتحم بالحمية العرقية أو القبلية أو الوطنية ولهذا تتشوف الشريعة لبقاء العداوة المخفية في صدورهم لأنها تموت معهم في قبورهم والعلة في ذلك كما جاء (في قوله تعالى ﴿ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ﴾ قال كُنَّا عِنْدَ حُذَيْفَةَ فَقَالَ : " مَا بَقَى مِنْ أَصْحَابِ هَذِهِ الآيَةِ إِلا ثَلاثَةٌ ، وَلا مِنَ الْمُنَافِقِينَ إِلا أَرْبَعَةً ، فَمَا بَالُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ يَنْقُرُونَ بُيُوتَنَا بِاللَّيْلِ ، يَسْرِقُونَ أَعْلاقَنَا ؟ قَالَ : أُولَئِكَ الْفُسَّاقُ )فبيّن له أن هؤلاء فساق ليسوا منافقين وهذا يدل على أن بعض العامة لا يفرق بين الفاسق وبين المنافق .وثمة فرق بين الفاسق وبين المنافق : المنافقون يفعلون المعصية وينفونها وأما الفاسقون فيفعلون المعصية ويقرون بها فهم أقرب للإقلاع ممن ينفيها ﴿ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ ﴾(التوبة:74) ولهذا كان من حال النبي ﷺ ألا يحرص على إخراج ما في صدورهم وبه نعلم أن ما يكون من العلماء أو الدعاة أو أيا كان إذا علم شيء مما يستره المنافق ألا يظهره , وقد يقول قائل لدي بينة ! نقول ليس بينتك أعظم من بينة النبي ﷺ فإذا جاءك المنافق خذ بالظاهر ودع عنك الباطن ولا تفتن الناس بأمرهم .
لهذا الفيصل في أمر المنافقين الذي تظهر أمره وتكشف خطره وخطر قوله وسلوكه أن تنظر إلى عداوته فإذا ظهرت عداوته كلها ولم يبقى منها شيء أعلنت أمره وإذا علمت أن لديه من الشر ما هو أكبر﴿وتخفي صدورهم ﴾ فلا يقام عليه بعينه ولهذا لما استعمل النبي ﷺ تلك السياسة تحقق منها جملة من المقاصد :
- استتار المنافقون وعدم اجتماعهم فلا يعلم بعضهم بعضا ممن يؤيد فكرهم ويوافقهم على قولهم فيكتمونه .
-إذا فضحت واحد من المنافقين قام بالانتصار له أجناس كثيرة ممن يؤمنون بما يؤمن به وهم لا يعلمون به ولهذا كثير من الدعاة يخطئون السياسة مع المنافقين فيتسببون في إظهار شر المنافقين بتكتلهم مع غيرهم لما خالفوا هدي النبي ﷺ .
- كان النبي ﷺ يأخذ الأمر على ظاهره ولم يكن يأخذ بالبواطن ولهذا لا ينبغي القيام بإعلان سر المنافق علانية لأنه استتر به .
23- أخبر النبي ﷺ حذيفة بن اليمان رضي الله عنه بأعين المنافقين ولم يخبر غيره ولو كان أولى منه مرتبة كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم فإن هؤلاء باتفاق العلماء أفضل من حذيفة رضي الله عنه ولكن النبي ﷺ خص حذيفة بأمر المنافقين لأمور منها :
-ما جُبل عليه من كتمان السر وهذا لا ينقص غيره فإن الله يخلق الناس على طبائع فهذه أمور قدرية ولكن يُفضَّل الإنسان على غيره إذا استعمل الأمور القدرية في طاعة الله تعالى .
-كذلك ليحمي الأمة من بعده فكان الصحابة يسألونه كما سأله عمر بن الخطاب رضي الله عنه بما يدركه من دقائق النفاق فينظر عمر إلى دقائق ولهذا كلما علت مرتبة الإنسان في الإيمان تحسس من دقائق الأعمال ولو كانت من المفضولات لا من المكروهات فضلًا عن المحرمات ولهذا (يَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ , فَيَقُولُونَ : يَا إِبْرَاهِيمُ , أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَخَلِيلُهُ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ , اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ , أَلا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ ؟ فَيَقُولُ لَهُمْ : إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ , فَإِنِّي قَدْ كَذَبْتُ ثَلاثَ كَذِبَاتٍ ، فَذَكَرَهُنَّ أَبُو حَيَّانَ فِي الْحَدِيثِ , نَفْسِي نَفْسِي , اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي) تذكر سيدنا إبراهيم عليه صلوات الله ثلاث فقط وذلك لعلو مرتبة الولاية , ولهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يبحث معاني دقيقة جدًا من أمور النفاق مع حذيفة رضي الله عنه (قال : لحذيفة : أنشدك الله أمنهم أنا ؟ ، قال : لا والله ، ولا أؤمن منها أحداًً بعدك) .
أسال الله أن يجعلني وإياكم من أهل التقى وأن يصلح ظواهرنا وبواطننا
وأن يُسلّمنا ويعافينا من النفاق وسيء الأخلاق
وأسأله أن يأخذ بي وبكم إلى المنهج القويم والصراط المستقيم
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد

بارك الله في علم شيخي وعمره ونقانا وإياه من شعب النفاق دقائقه وجُله ونصرنا وإياه على النفاق وأهله

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • قالوا عن الشيخ رحمه ...
  • كتب
  • صوتيات
  • محاضر السماع
  • ضيوف الندوة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة