• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

أشعر بالذنب لتقصيري في حق ابنتي

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي

تاريخ الإضافة: 6/12/2016 ميلادي - 6/3/1438 هجري

الزيارات: 11059

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ ملخص السؤال:

شابٌّ ماتت ابنته بعد ولادتها بثلاثة أسابيع، ومنذ وفاتها وهو لديه عُقدة نفسية؛ لأنه يشعُر أنه كان سببًا في موتها؛ لتأخُّره في عمَل الفحوصات الطبية لها.

 

♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابٌّ متزوِّج، رزقني الله مولودة تُوفِّيتْ بعد ولادتها بثلاثة أسابيع، ومنذ وفاتها أُصبتُ بعقدة نفسية؛ لأنني أشعُر أنني كنتُ سببًا في موتِها؛ لتأخُّري في عمل فُحوصات الصفائح الدموية اللازمة لها، وأشعُر دائمًا بالذنب، بالرغم مِن أنَّ الطبيبة أخبرتني أن الصفائح ليست السبب في موت ابنتي؛ لأنها كانتْ مُتعبةً جدًّا.


المشكلة أنَّ هذا الشعور يُسبِّب لي كثيرًا مِن الألم، ولا أدري هل ما أنا فيه أوهام ووَساوس أو ماذا؟!

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فإنَّ لله ما أَخَذَ، وله ما أعطى، وكلُّ شيء عنده بأجل مُسمى، فلتصبِرْ ولْتحتسِبْ.


تعلَمُ أيها الابن الكريم أنَّ جميع النفوس متعلِّقة بآجالها التي قدَّرها الله وقضاها، فمَن حُتِّم عليه بالقدر أن يموت ماتَ ولو بغير سبب نعلمه، ومَن قدَّر الله بقاءه لم يمتْ، حتى ولو أتاه من الأسباب كلُّ سبب لم يضرَّه ذلك قبل بلوغ أجلِه؛ كما قال تعالى: ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ [الأعراف: 34]، فهذا قدَرٌ قدَّره الله عز وجل، وحُكْمٌ حتْمٌ لا مَحيد عنه، ولا مَناص منه، ولا يكون شيءٌ إلا بقدَر الله تعالى.


والذي سبَّب لكَ هذا القلق والحزن أيها الابن العزيز هو ظنُّك أنه ربما لو لم تتأخَّرْ يومًا ما تُوفِّيتْ، وهذا محض وَهْمٍ لا حقيقة له؛ فالموتُ - سلَّمك الله - لا يتأخَّر ولا يتقدَّم، فسَهمُ الله نافذ، وقدَرُ الله ماضٍ، ولا يُؤخِّر الموت (لو) أو (لعل) أو (ربما)، فأَرِح نفسك مِن هذا العناء كله؛ فالله تعالى بيَدِه الخَلق، وإليه يَرجِعُ الأمر، ولا يَحيا أحدٌ ولا يموت غيره إلا بمشيئته وقدَره، ولا يُزاد في عُمرِ أحدٍ ولا ينقص منه شيء إلا بقضائه وقَدرِه، وقضاءُ الله نافذ في جميع خَلقِه.


وتأمَّل - رعاك الله - ما أخبَرَنا الله تعالى به في كتابه الكريم عن قول المنافقين وظنِّهم الباطل، أنَّ الناس إن لم يَخرجوا للقتال ما قُتلوا؛ فقال الله سبحانه: ﴿ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ ﴾ [آل عمران: 154]... إلى قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [آل عمران: 156]، فلو لم تكن ثَمَّ معركة، ولم يكنْ هناك قتالٌ أصلًا، لَخَرَج هؤلاء وماتوا في هذا المكان الذي ماتوا فيه؛ لأنَّ الله سبحانه وتعالى قد قدَّر أن يموتوا في هذا المكان!


فأرِحْ قلبك مِن (لو)، وارضَ بقضاء الله تعالى، والأمرُ - كما قالتْ لك الطبيبةُ - أنَّ الصفائح ليستْ سببًا رئيسيًّا في وفاتها؛ لأنَّ حالتها كانت مُتعبةً جدًّا، فلا تقصير منك ولا تهاون، وقُلْ ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم: ((قدَرُ اللهِ، وما شاء فعل))، ودعْكَ مِن جَلْد نفسك؛ فأنت لم تتعمَّد التقصير في علاجها، وإنَّما هو الشيطان يُلبِّس عليك، ويُضخِّم لك الأمور ليحزنك.


وأبشِر بالأجر الجزيل؛ فقد روى أحمد والترمذيُّ عن أبي سِنان، قال: دفنتُ ابنًا لي، وإنِّي لفي القبر إذ أخذ بيدي أبو طلحة فأخرجني، فقال: ألا أُبشِّرك؟ قال: قلتُ: بلى، قال: حدَّثني الضَّحَّاك بن عبدالرحمن، عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله تعالى: يا ملك الموت، قبضتَ ولد عبدي؟ قبضتَ قُرَّة عينه وثمرة فؤاده؟ قال: نعم، قال: فما قال؟ قال: حمدكَ واسترجَعَ، قال: ابنوا له بيتًا في الجنَّة، وسَمُّوه: بيت الحمد)).


وعن مُعاوية بن قرَّة، عن أبيه، أنَّ رجلًا كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ابنٌ له، فقال له النبي صلى الله عليه وسلَّم: ((أتحبه؟))، فقال: يا رسول الله، أحبَّكَ الله كما أُحبُّه، ففقَده النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ((ما فعَل ابن فلان؟))، قالوا: يا رسول الله، مات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبيه: ((أما تحبُّ ألا تأتي بابًا من أبواب الجنة، إلا وجدتَه ينتظرُك؟))، فقال رجل: يا رسول الله، ألَهُ خاصَّة أم لكُلِّنا؟ قال: ((بل لكُلِّكم))؛ رواه أحمد والنسائي.


هذا؛ وأسأل الله تعالى أن يَأجُرَك في مُصيبتك، وأن يُخلف عليك خيرًا منها





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة