• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور أحمد بن فارس السلومد. أحمد بن فارس السلوم شعار موقع الدكتور أحمد بن فارس السلوم
شبكة الألوكة / موقع د. أحمد بن فارس السلوم / مقالات


علامة باركود

براءة الحافظ المستغفري من رسالة "طب النبي صلى الله عليه وسلم المستخرج من أحاديثه بحذف الأسانيد"

د. أحمد بن فارس السلوم

تاريخ الإضافة: 30/1/2016 ميلادي - 19/4/1437 هجري

الزيارات: 13310

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

براءة الحافظ المستغفري من رسالة

"طب النبي صلى الله عليه وسلم المستخرج من أحاديثه بحذف الأسانيد"


إذا بحثت في محركات البحث عن: كتاب الطب النبوي للمستغفري، فسيظهر لك أنَّ الكتاب طُبع قديماً في المكتبة الحيدرية في النجف عام 1358 بعنوان: طب النبي صلى الله عليه وسلم المنسوب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم المستخرج من أحاديثه بحذف الأسانيد، وكُتب على صفحة العنوان: وضع المقدمة العلامة السيد محمد مهدي السيد حسن الخرسان، وقد بدأ الكتاب بمقدمة في الطب النبوي، ثم ترجم للمستغفري، ثم قال ص 17 وهو يُعدد كتب الحافظ المستغفري:

"طب النبي: قال المحقق نصير الملة والدين في آداب المتعلمين: ولا بد من أن يتعلم - طالب العلم - شيئاً من الطب ويتبرك بالآثار الواردة في الطب الذي جمعه الشيخ الامام أبو العباس المستغفري في كتابه المسمى بطب النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال شيخ الاسلام المجلسي في مقدمة كتابه بحار الانوار ج ١ ص ٤٢ طبع المكتبة الاسلامية بطهران: وكتاب طب النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان أكثر اخباره من طرق المخالفين لكنه مشهور متداول بين علمائنا، أقول وقد طبع مكرراً بطهران على الحجر بضميمة كتاب القانونجه، وكتاب أبقراط في الطب المسمى بترتيب الطب، فطبعاته في سنة ١٢٨١ وسنة ١٢٩٤، وسنة ١٣٠٤، وسنة ١٣١٨، وسنة ١٣٢٧، وبالرغم من تكرر طبعاته خمس مرات فقد ندرت نسخته وعزت حتى فقدت، وعسر الحصول عليها، ولذلك عزم الاخ الاستاذ محمد كاظم الكتبي سلمه الله على اعادة طبعه وتيسيره للقراء، ونظراً لحرصه على إخراجه مصححاً فقد قوبلت طبعته على المطبوعات الاخرى، وعلى نسخة شيخ الاسلام المجلسي التي ضمنها موسوعته الكبرى (بحار الأنوار) فقد أدرجها بتمامها في ج ١٤ ص ٥٥١ - ٥٥٣ وهو الذي صرح نسبة هذا الكتاب إلى ابي العباس المستغفري، ونظراً لمقام الشيخ المجلسي وعلو كعبه نطمئن بأنَّ هذا الذي نقدمه للقراء هو كتاب المستغفري - المترجم له - أهـ.

هذا، وقد انتشرت هذه الرسالة في المواقع الالكترونية وغيرها، وظن كثير من الناس أنها كتاب الطب النبوي للمستغفري، حتى لقد سألني غير واحد من المعتنين بالكتب العارفين بطبعاتها، لما طبعت كتاب المستغفري "طب النبي صلى الله عليه وسلم ": أليس الكتاب قد طبع قديما في إيران؟

فكنت أبين له أن تلك رسالة مختصرة محذوفة الأسانيد لعل ناسخها انتخب من طب المستغفري ما شاء أن ينتخب، وأما أن تكون الكتاب بأجمعه فليس كذلك.

مع أنه قد وقع في نفسي ريب أنْ تكون هذه الرسالة أصلاً مستخرجة من كتاب المستغفري، فإنني وجدت فرقا بين أحاديث الكتاب وأحاديث هذه الرسالة، هذا في القدر الذي اشتركا فيه، فضلا عن الأحاديث التي تفردت بها الرسالة، فاستظهرت أنَّ الرسالة ليست مأخوذة من طب المستغفري، بل مستخرجة من عدة كتب..، وقد يكون طب النبي للمستغفري أحد الكتب التي أستخرج منها.

إلا أنني لم أستطع القطع بشيء لأنَّ الأصل المخطوط لم يكن بين يدي، فلما يسره الله لي، ونظرت فيه وجدت أنَّ أحاديث هذه الرسالة على أنواع:

• منها ما هو مذكور في طب المستغفري الذي طبعناه.

• ومنها ما لا ذكر له في كتاب المستغفري.

• ومنها ما هو موجود لكن بمعناه لا بلفظه.

• ومنها ما هو مصحَّف.

فمن الأول: أول حديث في الرسالة، وهو: "ما خلق الله تعالى داء إلا وخلق له دواء، إلا السام"، وهذا النوع قليل.

ومن الثاني: "بشر المحذورين بطول العمر"، ذكره في (الورقة1) وليس هو في كتاب المستغفري، وهذا هو الغالب على أحاديث هذه الرسالة.

والكلمة محررة في الأصل: المحذورين، بالذال المعجمة، وهي في نسخة خرسان: المحرورين، تبع ما في بحار الأنوار، ولا أرى لها معنىً في الطب صحيحا، لا هكذا ولا هكذا، فالمحرور من أصيب بالحرارة في بدنه أو مزاجه، وفي شرح القاموس: الحرير: من تداخلته حرارة الغيظ أو غيره، كالمحرور، ومحرورات من يجدن حرارة في صدورهن، وذكر في موضع آخر: أنَّ شم البنفسج ينفع المحرورين.

والمحذور هو الفزعِ، وهو إن كان محذورا أو محرورا فإنه أعظم لهمه، وأشد لغمه، والهم والغم مقصرات للأعمار فيما يزعمون.

ومن المصَّحف عنده: "أصل كل داء البرودة".

فإنَّ الصواب فيه: البرد بالتحريك بالفتح، سواء كان بالتاء المربوطة في آخره أو بدونها، فقد أخرجه المستغفري في الطب (74) من حديث أنس بن مالك، بلفظ: أصل كل داء البرد، ثم قال: رواه بعضهم بسكون الراء، والأول اثبت أهـ

ونبه العسكري والمناوي على التصحيف الوارد في هذه اللفظ، وأن المقصود التخمة وليس برودة الهواء.

وقد ناقشت دعوى التصحيف هذه في هوامش الطب للمستغفري.

ومن الموجود بمعناه لا بلفظه، ما جاء في الرسالة في (الورقة13): قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سبق العاطس بالحمد أمن من الشوص واللوص والقلوص".

فإنَّه في طب المستغفري (188) بلفظ: مَن سَبق العاطس بالحمدِ وقَاهُ الله وَجَعَ الخاصرة، ولم يرَ في فِيهِ مكروهًا حتى يخرجَ من الدنيا..

وعلقت في الهامش: الحديث أورده القرطبي في التفسير (2/372) بلفظ: «من سبق العاطس بالحمد أمن من الشَّوْص واللَّوْص والعِلَّوْص»، وقال: الشوص: وجع السن، واللوص: وجع الأذن، والعلوص: وجع البطن، أخرجه ابن ماجه في سننه أهـ، وليس هو فيه، وهم رحمه الله.

قلت: وهكذا هو في المختصر من طب النبي للمستغفري، وهذا عجيب فإنه في هذه النسخة المسندة كما أثبته، وذكره ابن الأثير في النهاية (مادة: شوص)، وقال: الشَّوْص: وجمعُ الضّرس، وقيل الشَّوصةُ: وجَعٌ في البطن من ريح تنعقِد تحت الأضْلاع..

وفي الأدب المفرد للبخاري (929) عن علي موقوفًا: «من قال عند عطسة سمعها: الحمد لله رب العالمين على كل حال، ما كان ليجد وجع الضرس ولا الأذن أبدا..

وقد وثق رجاله الحافظ في الفتح، فهذا أصح ما يروى في هذا الباب، والله أعلم.

وفي المقاصد الحسنة (650) نظمه بعضهم:

من يبتدئ عاطساً بالحمد يأمن من ♦♦♦ شَوصٍ ولَوْص وعِلَّوص كما وردا

عنيت بالشوص داء الرأس ثم بما  ♦♦♦ يليه ذا البطن والضرس اتبع رشدا

تنبيه ثانٍ: استفدت ما ذكرته من تفسير القرطبي من مجلس مسجل سمعته من الشيخ الجليل عبدالكريم الخضير وفقه الله، وقال: إنَّ الشنقيطي تبع القرطبي على هذا الوهم، وقال: إنه منذ سنين يبحث عنه فلم يظفر به أهـ ما ذكرته في الهامش.

والخلاصة أنني لما وقفتُ على المخطوط الأصل لهذه الرسالة جزمت أنه لا يمت إلى المستغفري بصلة، وأنَّ إضافته إلى المستغفري خطأ محض من المجلسي تابعه عليه من جاء بعده.

وأختم بما يلي:

1- إنَّ هؤلاء القوم ليسوا من أهل التحقيق، وليس لهم مناهج علمية في التحقق من نسبة المخطوطات، وقد يكون سبب صدوفهم عن كتب التراث أنَّ السواد الأعظم منها كتبه أهل السنة، أو هو مؤلَّف على طريقتهم، ويسمونهم: المخالفين، مع أن في إيران من كتب التراث والمخطوطات الشيء العظيم.

2- اعتماد محمد مهدي الخرسان على نسبة الكتاب إلى المستغفري هو قطع شيخ طائفتهم المجلسي في كتابه بحار الأنوار بنسبة الكتاب إلى المستغفري، دون أن يبين المجلسي مستنده، وأما مستند الخرسان فهو امتداد لاعتقادهم في شيوخهم المبني على الغلو، فاكتفى -لإثبات نسبة الكتاب للمستغفري- بذكر المجلسي ذلك، مع أنهم ينقلون من أصل واحد، والله أعلم.

3- الأصل المخطوط الذي اعتمدوا عليه لم يذكر المستغفري لا من قريب ولا من بعيد، ولم يضف الكتاب له، بل هو جزء من مجموع يحتوي على رسالتين في الطب سوى هذه.

4- ثبت في أول المخطوط ما صورته: بسمه تعالى، مؤلف الكتاب: المسمى بقانونجه محمود بن محمد الجغميني وقد شرحه الحسين بن محمد بن علي الاستراباذي تلميذ السيد الفاضل إسماعيل المشتهر بحكيم الدين الطبيب الحبلي، وتحته تاريخ: 1281، ثم تبدأ الرسالة، وعنونها بنفس الخط البديع: هذه رسالة موسومة بطب النبي صلى الله عليه وآله..

وفي آخرها: تمت الرسالة الموسومة بطب النبي والحمد لله رب العالمين.

5- إنَّ مؤلف الرسالة مجهول، وقد وجدها الناسخ فنسخها في هذا المجموع ولم يعرف مؤلفها، بدليل أنه نسب الكتابين الآخرين اللذين في هذا المجموع إلى مؤلفيهما، إلا هذه الرسالة المجهولة.

6- ذكر الناسخ في أول الرسالة: أنها هكذا وُجدت محذوفة الأسانيد مكتوبة، فهذا يدل على أن الأصل الذي نسخ منه كذلك كان مجهول المؤلف.

7- وعليه فلا يصح نسبة هذه الرسالة للإمام المستغفري، وهو منها بريء، والله تعالى أعلم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • مرئيات
  • قائمة المواقع الشخصية
  • بنر
  • بنر
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة