مداهمات أوروبية في البوسنة بحثًا عن مجرم الحرب "ملاديتش"

نفذت قوات من وحدات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأوروبي عمليات دهم لعدة منازل في "البوسنة"، تعود لأقرباء "راتكو ملاديتش"، أرفع مسؤول صربي سابق ما يزال فارًّا على خلفية اتهامه بارتكاب جرائم حرب ضد المسلمين في "البوسنة"، وخاصة مجزرة "سيربرنيتشا"، التي أدت لمقتل أكثر من ثمانية آلاف رجل وطفل مسلم.

وشملت المداهمات منازل تعود لشقيقة "ملاديتش"، وزوجة شقيقه، في شرقي العاصمة البوسنية "سراييفو"، وذلك في إطار حملة أمنية أوسع، شملت مجموعة من الأماكن التي يشتبه أن أصحابها يقدمون للمتهم الصربي يد العون كي يبقى بعيدًا عن قبضة القضاء.

وكانت "صربيا" قد عرضت جائزة قدرها مليون يورو لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على "ملاديتش" المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية الخاصة بـ"يوجوسلافيا" الموجودة في "لاهاي".

وكان "ملاديتش" - القيادي العسكري السابق لدى نظام "صرب البوسنة" تحت قيادة "رادوفان كراجيتش"، الذي أُوقف في يوليو الماضي، بعد تواريه عن الأنظار لسنوات - قد تولى قيادة قوات "صرب البوسنة" خلال الفترة الممتدة بين عامي 1992 و1995، التي شهدت وقوع الكثير من المجازر الجماعية ضد المسلمين في "البوسنة"، أبرزها مذبحة "سيربرنيتشا".

يشار إلى أن الشرطة الصربية كانت قد اعتقلت زعيم "صرب البوسنة" السابق "رادوفان كراجيتش"، أكثر المطلوبين في القارة الأوروبية، في العاصمة الصربية "بلجراد" في الواحد والعشرين من يوليو الماضي، منهية بذلك أكثر من عقد من الفرار من قبضة العدالة.

وجرى نقل "كراجيتش" إلى "لاهاي" بـ"هولندا"؛ حيث مَثُل أمام المحكمة الجنائية الدولية الخاصة بـ"يوجسلافيا" السابقة، وواجه لائحة مؤلفة من 11 تهمة، بينها تهمة الإبادة الجماعية وارتكاب جرائم حرب، وهي تقريبًا لائحة الاتهامات نفسها الموجهة لـ"ملاديتش".

وقد رفض "كراجيتش" خلال مثوله أمام المحكمة في أواخر أغسطس الماضي تقديم الدفع بالبراءة أمام القاضي حيال التهم الموجهة ضده.