• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | محاضرات وأنشطة دعوية   أخبار   تقارير وحوارات   مقالات  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ورشة عمل ترفيهية للأطفال استقبالا لرمضان في ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    التحضير لإطعام المئات خلال شهر رمضان بمدينة ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    أعداد المسلمين تتجاوز 100 ألف بمقاطعة جيرونا ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    فيلا بارك يستضيف إفطار للصائمين للمرة الأولى
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مدينة بيفيرتون تحتفل بأول شهر للتراث الإسلامي
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    إفطار جماعي على أرضية ملعب ستامفورد بريدج
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    3 دورات للغة العربية والتربية الإسلامية بمدينة ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    بنك الطعام الإسلامي يلبي احتياجات الآلاف بمدينة ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    متطوعون مسلمون يحضرون 1000 حزمة طعام للمحتاجين في ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    فعالية تعريفية بالإسلام في مسجد هارتلبول
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    إعادة افتتاح أكبر مسجد في بريطانيا
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مساجد ممفيس تستقبل الزائرين وتعرفهم بالإسلام
    خاص شبكة الألوكة
شبكة الألوكة / المسلمون في العالم / تقارير وحوارات
علامة باركود

حوار مع الدكتور محمد حمدي يوسف سباهتشي مفتي صربيا ورئيس مجلس علمائها

حوار مع الدكتور محمد حمدي يوسف سباهتشي مفتي صربيا ورئيس مجلس علمائها
جمال سالم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/9/2015 ميلادي - 19/11/1436 هجري

الزيارات: 4611

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حوار مع الدكتور محمد حمدي يوسف سباهتشي

مفتي صربيا ورئيس مجلس علمائها

 

د: محمد حمدي سباهتشي - مفتي صربيا -:

• رغم زوال الشيوعية ما زلنا نعاني من بقايا التعصب.

• التعليم الديني وسيلتنا للمحافظة على هويتنا من الذوبان.

• اعتراف القيادة الصربية بأخطاء الماضي بداية الإصلاح.

• يجب معالجة العداء التاريخي بين الإسلام والغرب.

• أؤيد مبادرة اليونسكو وتشارلز لتنقية المناهج والحوار.

• يزعم المتعصبون بأننا طابور خامس، رغم حبنا للوطن.

 

الحوار:

يعد الدكتور محمد حمدي يوسف سباهتشي، مفتي صربيا رئيس مجلس العلماء بها، ليس عالمًا عاديًّا؛ لأنه ولد في بيت علم، فوالده الشيخ حمدي سباهتشي، المفتي السابق الذي درس بالأزهر، وتزوج سيدة مصرية أزهرية، وحرص الوالدان على أن يدرس ابنهما "محمد" في الأزهر حتى تخرج في كلية الدراسات الإسلامية والعربية، حتى عاد إلى بلاده صربيا ليتولى فيها منصب الإفتاء، ويمثِّل بلاده في المؤتمرات الدولية.

 

• في البداية نودُّ التعرف على بداية دخول الإسلام إلى صربيا، حيث يظن بعض الناس أنه حديث أو وليد السنوات الأخيرة، التي تم فيها الحديث عن مشكلة مسلمي دول البلقان.

 

• رغم اختلاف المؤرخين في تاريخ محدد فإن ما عليه شبه الإجماع: هو أنه كان هناك وجودٌ إسلاميٌّ ضعيفٌ في منطقة البلقان بوجه عام، من خلال القوافل التجارية بين المسلمين وأهالي هذه المنطقة، وزاد الوجود الإسلامي بشكل كبير منذ أن قامت جيوش السلطان سليمان القانوني في 1522ميلادية بدخول بلجراد التي كانت حينئذ تحت سيطرة المجر.

 

انتشار المسلمين:

• نعرف أن التمركز الكبير للمسلمين في إقليم السنجق، فماذا عن الوجود الإسلامي في بقية البلاد؟

الدكتور محمد حمدي يوسف: بفضل الله الوجود الإسلامي منتشر في مختلف المدن الصربية، وخاصة العاصمة بلجراد، التي بها عدد كبير من المسلمين الذين يبلغ عددهم 10 % من إجمالي عدد السكان، ويتنوع المسلمون بين الأصول الصربية والألبانية والتركية والعربية، وكلهم من أهل السنة والجماعة، والمذهب المنتشر عندنا هو المذهب الحنفي، ونحاول أن تسود بينهم روح الود والتعاون باستمرار؛ حتى يستطيعوا صياغة حاضرهم ومستقبلهم بطريقة أفضل، والاستفادة من مشكلات الماضي وعلاجها من خلال الحوار والتفاهم وليس من خلال الصراع الدموي.

 

اتهامات ظالمة:

• نشرت بعض الهيئات الصربية اتهامات للمسلمين بأنهم يهددون أمن واستقرار البلاد، فما ردكم على هذا الاتهام؟

الدكتور محمد حمدي يوسف: العكس هو الصحيح؛ لأن مسلمي الصرب هم ضحايا عدم الأمن والاستقرار في صربيا وليس العكس كما يُرَوَّج؛ ونحن نعمل على تفنيد كل هذه الأكاذيب والشائعات ضدنا، خاصة وأن هناك حملات لانتهاك حقوق المسلمين، وليس هناك حل لمشكلاتهم، ووصل الأمر إلى أن بعض المتطرفين الصرب يتهم المسلمين بعدم ولائهم لصربيا، وأنهم ﻣﺘﺂﻣﺮون عليها، وأنهم طابور خامس كما يزعمون، مع أننا في الحقيقة نحب بلادنا بلا حدود، ونطالب بأن يسود العدل والقانون فيها، بلا تمييز بسبب عرق أو جنس أو دين، وأظن أن هذه مطالب عادلة لا يعترض عليها أحد في أي زمان ومكان.

 

مشكلات متعددة:

• طالما تحدثتم عن مشكلاتكم، فما هي أبرز تلك المشكلات التي تواجه الأقلية المسلمة في صربيا؟

الدكتور محمد حمدي يوسف: أبرز المشكلات: محاولات بعض الحكومات الصربية القيام بتهميش دور المسلمين في الحياة السياسية، بل وممارسة بعض أشكال التمييز ضدهم، خاصة في إقليم السنجق؛ حيث يشعر المسلمون هناك بعدم تمتعهم بحقوق المواطنة كاملة؛ مما زاد الهُوَّة بينهم وبين بقية مواطني صربيا؛ ولهذا فقد عبّرنا عن رفضنا لأي ممارسة لإحياء الأحقاد الدفينة التي كانت موجودة في السابق، ونطالب باستمرار بتحقيق العدالة والمساواة وسيادة القانون على جميع أفراد الشعب؛ لمنع أي توتر؛ لأننا دعاة سلام وأمن واستقرار، كما أن هناك مشكلات أخرى في التصريح لنا ببناء المساجد لأداء الشعائر، حيث لا يتناسب عددها إطلاقًا مع الوجود الإسلامي بصربيا، وكذلك ضرورة السماح لنا ببناء مقابر بحريَّة مثلما حُقَّ لبقية أتباع الأديان، كما أن هناك أحيانًا سماحًا لبعض أعداء الوجود الإسلامي ببث سمومهم ضدنا، مثلما تم السماح بنشر كتاب عنوانه "لؤلؤة المدينة" رغم ما فيه من تجريح لمشاعرنا لما يتضمنه من إساءة لمشاعر المسلمين؛ من خلال التطاول على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بزعم حرية التعبير، كذلك ما يتعرض له بعض المسلمين في بعض المناطق من التضييق على حقوقهم الدينية، وعدم إعطائهم الحرية التامة في تدريس دينهم في المدارس.

 

مواجهة المشكلات:

• ماذا تفعلون حِيال تلك المشكلات المتعددة؟

الدكتور محمد حمدي يوسف: نحن لا نتوقف عن المطالبة بحقنا الكامل الذي يكفله لنا الدستور كمواطنين كاملي المواطنة، ونتواصل مع المسؤولين لتلبية مطالبنا بالحسنى والحوار والتفاهم، فنحن لسنا دعاةَ عنف أو تطرف ديني - حتى مع المتطرفين دينيًّا من غير المسلمين - وكما يقال في العربية: "لا يَضيعُ حقٌّ وراءه مطالب" وفي نفس الوقت نعمل على توحيد الصف الإسلامي؛ لأن في اتحادنا قوة لمطالبنا العادلة.

 

التعليم الديني:

• ماذا عن التعليم الإسلامي لديكم، باعتباره أحد الوسائل الرئيسة؛ لتأكيد هُوِيَّتكم بعد فترة طويلة من الاضطهاد الشيوعي؟

الدكتور محمد حمدي يوسف: نعمل بكل جدٍّ لإنشاء مدارس وكليات للتعليم الديني، ولعل من أبرزها إنشاءَ كلية للدراسات الإسلامية في العاصمة بلجراد، بالإضافة إلى إنشاء جمعيات ودور حضانة إسلامية ولدينا ﻣﺪرﺳﺔٌ للأﺋﻤﺔ، أسستها دار اﻹﻓﺘﺎء في بداية هذا القرن، ويرتبط بهذا منع تَكرار الماضي المرير الذي دفع فيه الآباء والأجداد الكثير من أجل استمرار الوجود الإسلامي في صربيا، فمثلاً تم إحياء الذكرى ال 150 لتهجير الأجداد المسلمين من مملكة صربيا وبالتحديد عام 1862 ميلادية.

 

الحرص على التواصل:

• هل تُؤثِّر مشكلاتكم الداخلية على التواصل مع العالم العربي والإسلامي؟

الدكتور محمد حمدي يوسف: رغم الصعوبات التي نواجهها فإننا مُصرُّون على التواصل مع الأمتين العربية والإسلامية من خلال حضور المؤتمرات العلمية، وزيارة المؤسسات الإسلامية الكبرى، وعقد اتفاقيات تعاون معها، وكذلك نتفاعل مع آلام أبناء الأمة، فمثلاً: قام مسلمو صربيا بتسليم مساعدات طبية لإخواننا في سوريا أكثر من مرة، ونتواصل مع كل أبناء الأمة قدر استطاعتنا؛ لأنه مَن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.

 

علاج الأخطاء:

• قام الرئيس الصربي بتقليد والدكم الشيخ حمدي سباهتشي وسامًا من الدرجة الأولى، ووعد بعلاج الأخطاء الحكومية في حق المسلمين في الماضي، فما هي دلالة ذلك بالنسبة لكم؟

الدكتور محمد حمدي يوسف: دلالاته أن الحق أحقُّ أن يُتَّبع، وقد جاء في حيثيات التكريم أنه رغم الظروف الصعبة التي يعيش فيها المسلمون منذ فترة طويلة فإن والدي أسهم في تطوير التعاون بين القوميات والأديان والتسامح وتقديم صربيا المُشرِّف في الخارج منذ أن تم تعيينه إمامًا في بلجراد، وعمل على خلق جسور للتعاون بين أتباع الأرثوذكسية والإسلام، وفي احتفال التكريم تعهد الرئيس الصربي بتصحيح بعض الأخطاء التي وقع فيها مَن سبقوه ضد المسلمين؛ حتى يزداد التفاهم بين الأرثوذكس والمسلمين.

 

المتطرفون الصرب:

• يؤكد بعض الناس أن بعض المتطرفين الصرب ما زالوا أسرى الماضي العدائي ضد كل ما هو إسلامي، هل هذا صحيح؟

الدكتور محمد حمدي يوسف: من المؤسف أن هذا صحيح، ويعمل جميع العقلاء من أبناء الشعب الصربي على محاصرته؛ حتى لا تنتشر سمومه، والانتقام من المسلمين باستدعاء ما حدث أثناء سيطرة العثماننين على منطقة اﻟﺒﻠﻘﺎن كلها، ونسي هؤلاء أنه تم تدمير كل مساجد صربيا آنذاك وعددها 214 مسجدًا كبيرًا بعد خروج العثمانيين، وﻟﻢ يتبقَّ منها الآن إﻻ ﻣﺴﺠﺪ البريق فقط، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل حاول المتطرفون اﻟﺼﺮب إحراقه أكثر من مرة، كما أن هناك رفضًا لبناء مقابر ﻟﺪﻓﻦ ﻣﻮﺗﻰ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ، وكذلك الاستيلاء ﻋﻠﻰ أوﻗﺎفهم، ومن المؤسف أن يتم هذا رﻏﻢ أن اﻟﺨﻄﺎب الإسلامي ﻓﻲ صربيا ﻣﻌﺘﺪلٌ ويريد ﺑﻨﺎء ﺷﺮاﻛﺔ ﻣﻊ كل أبناء الوطن، وعلى رأسهم اﻟﺼﺮب اﻷرثوذكس.

 

أمل الإصلاح:

• قدمت صربيا طلبًا للانضمام للاتحاد الأوربي، فهل تعتقد أنه يمكن يكون لهذا تأثير إيجابي على أوضاع المسلمين، وعلاج مشكلاتهم؟

الدكتور محمد حمدي يوسف: بالطبع؛ لأنه يهتم ببحث قضية ﺣﻘﻮق الأقليات العِرقية والدينية في الدول الأعضاء في الاتحاد، ويلزمها بتطبيق معايير موحدة على كل السكان، بصرف النظر عن دينهم أو انتمائهم العِرقي؛ مما يحدُّ من أي تجاوزات وانتهاكات خاﺻﺔ ﺑﺤﻘﻮق الإنسان، وبالتالي سيكون لهذا تأثير إيجابي على وضع مسلمي صربيا على اختلاف انتماءاتهم بالإضافة إلى تأثير هذا الانضمام اقتصاديًّا؛ من خلال التقليل من معاناة المسلمين من اﻟﻔﻘﺮ، واﻟﺒﻄﺎﻟﺔ.

 

مؤامرة على المسلمين:

• باعتباركم من أبناء الأقليات الإسلامية، هل ترى هناك مؤامرة على وجودكم في العالم؟

الدكتور محمد حمدي يوسف: رغم اختلاف الوضع من دولة لأخرى - حسب توافق أبناء الأقلية المسلمة مع الأغلبية غير المسلمة - فإن هناك مؤامرة عالمية على الإسلام والمسلمين بوجه عام، ليس في دول الأقليات الإسلامية فقط بل دول الأغلبية المسلمة أيضًا؛ ولهذا يجب على دول الأقلية والأغلبية المسلمة التنسيق والتعاون في وضع إستراتيجية لمواجهة هذه المؤامرة، التي تستهدف عرقلة انتشار الإسلام، والتصدي لنجاح الدعوة الإسلامية في العالم، ومن المؤسف أنه ساعد على نجاح هذه المؤامرة - نسبيًّا - انقسام المسلمين وتشرذمهم إلى فرق وجماعات.

 

الثقافة الإسلامية:

• ماذا عن المؤسسات الدينية التي تحرص على نشر الثقافة الإسلامية بين مسلمي صربيا؟

الدكتور محمد حمدي يوسف: هناك العديد من المؤسسات الثقافية التي ترعاها المشيخة الإسلامية التي تُعدُّ الكيان الأكبر الذي يشرف على العمل الإسلامي في صربيا، حيث توجد دور لنشر كتب الثقافة الإسلامية، والعديد من المجلات الدينية منها مجلة "صوت الإسلام" التي تهتم بقضايا الإسلام والمسلمين، بالإضافة إلى مجلات طلابية - طلاب المدارس الإسلامية - بالإضافة إلى ظهور رموز الدعوة الإسلامية في مختلف وسائل الإعلام الصربية؛ لتوضيح حقيقة الإسلام، وتصحيح الصورة المشوهة عنه.

 

الإسلام والغرب:

• صدر منذ سنوات في الولايات المتحدة كتاب شهير عنوانه " الإسلام والغرب بين التعاون والمواجهة " وتمت ترجمته للغة العربية، فما هي رؤيتكم لتلك القضية، ولتكن البداية ما هي رؤيتكم لمجالات التعاون بينهما؟

الدكتور محمد حمدي يوسف: بداية من الخطأ التعميم في النظرة المتبادلة بين الإسلام والغرب، فليس كل الغرب معاديًا للإسلام، وليس كل المسلمين أعداء للغرب؛ وإنما المسألة نسبية، ويجب أن يكون الحكم فيها نسبيًّا، أما مسألة التعاون بين الإسلام والغرب فهو مجال متاح لكل ما فيه المصلحة المشتركة للطرفين؛ من أجل إحقاق الحق، ودفع الظلم وبناء جسور للثقة القائمة على تقوية روح التفاهم والحوار، ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على مستوى المفكّرين والمثقفين ومنظمات المجتمع المدني والجامعات، وأن يتم الابتعاد عن إحياء عداء الماضي التاريخي والحروب الدامية، وما خلَّفتْه من سوء الظن المتبادل، الذي وصل في بعض الأحيان إلى الحروب التي وصلت إلى سنوات طويلة من الحروب الصليبية وفترات الاستعمار الغربي والفتوحات الإسلامية في مختلف فترات التاريخ، حيث يستدعي الغربيون باستمرار صورةَ الأتراك على أبواب فيينا في القرن السابع عشر؛ لإنشاء حاجز نفسي بين المسيحيين والمسلمين.

 

صراع الحضارات:

• هل معنى هذا أنه يتم استدعاء ما يروج له المستشرق اليهودي في نظريته عن صراع الأديان والحضارات؟

الدكتور محمد حمدي يوسف: لا شك أن الصورة السلبية المشتركة لكل من المسلمين والغربيين عن بعضهم البعض ما زالت تتحكم - إلى حد ما - في حاضرهم، فالغربيون درسوا التاريخ جيدًا، ويعملون على منع التفوق الحضاري الإسلامي مرة أخري؛ ولهذا يحاولون منع تفعيل أي وحدة أو نهضة إسلامية، ولهذا يغلب على أبناء العالم الإسلامي الشعور بأنهم يتعرضون لمؤامرة وحصار غربي، وأنهم في موقع الضعف والخطر دائمًا، وأن الحروب الصليبية الغربية على المسلمين مازالت مستمرة حتى الآن، ولكن بأشكال ومسميات مختلفة.

 

مبادرة اليونسكو:

• ظهرت منذ سنوات مبادرة تبنتْها منظمة اليونسكو للتصحيح المتبادل لصورة الآخر في المناهج الدراسية بين الغرب والعالم الإسلامي، هل ترى ضرورة إحياء وتفعيل مثل هذه المبادرة مرة أخرى؟

الدكتور محمد حمدي يوسف: لا شك أن هذه مبادرة إيجابية وخطوة على الطريق السليم لإعادة بناء الثقة، وتقليل الشكوك وسوء الظن المتبادل، وتتمثل إيجابياتها الكبرى في أن آثارها تستفيد منها الأجيال القادمة التي يتم تأسيسها بناء على تلك الصورة الصحيحة، التي يجب أن تكتمل من خلال تعاون القائمين على وضع تلك المناهج الدراسية لمختلف مراحل التعليم مع دور وسائل الإعلام ومؤسسات التثقيف والتربية، وقبل هذا كله تصحيح الصورة المشوهة لدى الرأي العام في الطرفين؛ لأن الأسرة هي التي تقوم بوضع اللَّبِنة الأولى في عقل ووجدان الطفل عن الآخر، ويصعب إحداث أي تغيير فيها مستقبلاً؛ لأنه كما يقول الحكيم العربي: " التعليم في الصغر كالنقش على الحجر".

 

المستشرقون المنصفون:

• ألا ترى أنه يجب أن تتكامل الجهود التي بدأت بها اليونسكو مع الشهادات المنصفة لبعض المستشرقين الغربيين عن الإسلام والمسلمين؟

الدكتور محمد حمدي يوسف: بالتأكيد، خاصة أن هذه الأقوال المنصفة لمستشرقي الغرب نادرًا ما يُظهرُها الإعلام أو مناهج التعليم أو الأعمال الأدبية الغربية، ولنا أن نتصور حال الأجيال الغربية القادمة لو درسوا كلمات الكاتب الأيرلندي الشهير برناردشو التي أحفظها عن ظهر قلب وأرددها باستمرار: " لقد درست الإسلام، وهو الحقيقة التي جاء بها محمد؛ ليجمع العالم على الحب والسلام والخير، فهو النبي الذي جاء لينقذ الإنسانية، وأن رجلاً مثله لو حكم العالم بإيثاره وأخلاقه لجلب له السعادة والسلام، فقد برهن الإسلام منذ ساعاته الأولى أنه دين الأجناس جميعًا، فهو الدين الذي ضمَّ سلمان الفارسي، وبلالاً الحبشي، وصهيبًا الروميَّ، كما ضم مجموعة من النصارى واليهود وعَبَدةِ الأوثان؛ حيث انصهر الجميع في بَوتقة واحدة دون فروق بينهم على الإطلاق، ولم يحس أيٌّ منهم بأنه غريب عن الإسلام الذي جمع أجناسًا عديدة، فيهم الأسود والأبيض والأصفر؛ فكانوا جميعًا متساوين وسعداء ".

 

هل يعرف الغربيون مثل هذا القول المنصف عن الإسلام ورسول الإسلام الذي يتم تشويهه بلا حدود في غالبية وسائل الإعلام والتثقيف والتعليم الغربي؟

• وأخيرًا، كيف ترى أسس الانطلاق الصحيح للحوار بين الإسلام والغرب؟

الدكتور محمد حمدي يوسف: يجب أن يعي الجميع - حكامًا وشعوبًا - أنه لا يمكن إلغاء الآخر وميراثه الحضاري والقيم التي يعتز بها، من هنا يبدأ الانطلاق الصحيح للحوار بين الإسلام والغرب من خلال التركيز على القواسم الإنسانية المشتركة ومن خلال جسور ثقة مصالح حقيقية، وأن يجمعهما الاحترام المتبادل، وخاصة أن المنصفين يؤكدون أن الميراث العلمي والحضاري الإسلامي هو ما بنى الغرب عليه نهضته، وبالتالي هناك تواصل حضاري بدون تحيُّز أو جهل ومغالاة وشك وريبة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • حوار مع فضيلة مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي عبدالكريم
  • حوار مع الدكتور رفعت العوضي رئيس قسم الاقتصاد الإسلامي بجامعة الأزهر
  • حوار مع الشاب "كريدج جرين" يروي قصته من النصرانية إلى الإسلام
  • حوار مع د. أحمد بابكر: الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي
  • حوار مع الدكتور صابر عبدالدايم - عميد كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر
  • حوار مع الشيخ طلعت صفا تاج الدين - المفتي العام لروسيا
  • حوار مع الدكتور يوسف إبراهيم - مدير مركز الاقتصاد الإسلامي بجامعة الأزهر
  • حوار مع الدكتور عبدالرحمن بودرع أستاذ اللسانيات وتحليل الخطاب بجامعة عبدالمالك السعدي بتطوان

مختارات من الشبكة

  • الحوار المفقود (تأملات في الحوار من خلال سورة يوسف PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • حوار مع العالم اللغوي المربي محمد علي حمد الله(مقالة - موقع أ. أيمن بن أحمد ذوالغنى)
  • حوار مع " بول موجز " حول الحوار بين المسيحيين والمسلمين(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من منطلقات العلاقات الشرق والغرب ( الحوار - طرفا الحوار)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • محاذير الحوار (متى نتجنب الحوار؟)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الحوار في الدعوة إلى الله (مجالات الحوار الدعوي)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تأملات في مركب "حوار الحضارات": أي حوار وأية مقومات؟(مقالة - موقع أ. حنافي جواد)
  • الحوار المفروض والحوار المرفوض(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحوار الأخير مع الدكتور محمد محمد حسين رحمه الله(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حوار مع الشيخ الدكتور ذو الكفل محمد البكري مفتي ماليزيا(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ورشة عمل ترفيهية للأطفال استقبالا لرمضان في أونتاريو
  • التحضير لإطعام المئات خلال شهر رمضان بمدينة فيلادلفيا
  • أعداد المسلمين تتجاوز 100 ألف بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • فيلا بارك يستضيف إفطار للصائمين للمرة الأولى
  • مدينة بيفيرتون تحتفل بأول شهر للتراث الإسلامي
  • إفطار جماعي على أرضية ملعب ستامفورد بريدج
  • 3 دورات للغة العربية والتربية الإسلامية بمدينة أليكانتي الإسبانية
  • بنك الطعام الإسلامي يلبي احتياجات الآلاف بمدينة سوري الكندية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 29/8/1444هـ - الساعة: 15:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب