• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | محاضرات وأنشطة دعوية   أخبار   تقارير وحوارات   مقالات  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    افتتاح أكبر مسجد بجنوب داغستان
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مؤتمر عن "أثر الصيام في حياة الإنسان" في ألبانيا
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    ورشة عمل ترفيهية للأطفال استقبالا لرمضان في ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    التحضير لإطعام المئات خلال شهر رمضان بمدينة ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    أعداد المسلمين تتجاوز 100 ألف بمقاطعة جيرونا ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    فيلا بارك يستضيف إفطار للصائمين للمرة الأولى
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مدينة بيفيرتون تحتفل بأول شهر للتراث الإسلامي
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    إفطار جماعي على أرضية ملعب ستامفورد بريدج
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    3 دورات للغة العربية والتربية الإسلامية بمدينة ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    بنك الطعام الإسلامي يلبي احتياجات الآلاف بمدينة ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    متطوعون مسلمون يحضرون 1000 حزمة طعام للمحتاجين في ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    فعالية تعريفية بالإسلام في مسجد هارتلبول
    خاص شبكة الألوكة
شبكة الألوكة / المسلمون في العالم / تقارير وحوارات
علامة باركود

حوار مع الدكتور محمد شريف أوغلو مفتي اليونان

حوار مع الدكتور محمد شريف أوغلو مفتي اليونان
جمال سالم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/9/2015 ميلادي - 3/12/1436 هجري

الزيارات: 3241

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حوار مع الدكتور محمد شريف أوغلو - مفتي اليونان

 

د: محمد شريف أوغلو - مفتي اليونان:

• ما زلنا نعاني آثار الماضي الدموي بين تركيا واليونان.

• دخل نور الإسلام بلادي في القرن الثالث الهجري.

• نحن في حاجة لإحياء التواصل الثقافي بين أمتنا واليونان.

• نطالب الدولةَ بتطبيق ما في الدستور من مساواة الجميع في إطار المواطنة.

• نهتم بالتعليم الديني لحماية الأجيال من الذوبان ومسخ الهوية.

• فقه الأقليات ضرورة لحياتنا - بشرط عدم التفريط في الدين.

• هذه مواصفات الأقلية الناجحة التي تكون سفيرًا لأمتها.

• رغم ضعف الأمة، فإن إيماني بلا حدود أن المستقبل للإسلام.

 

أكَّد الدكتور محمد شريف أوغلو - مفتي اليونان - أن المسلمين في بلاده ما زالوا يعانون آثار الماضي الدموي بين العثمانيين واليونانيين، وطالب حكومةَ بلاده بتطبيق ما في الدستور من مساواة الجميع، بلا أي تمييز أو تضييق على أي مواطن؛ لأن الجميع ينتمون إلى بلد واحد يجب أن يجمعهم مبدأ المواطنة، ودعا إلى إحياء التواصل الثقافي بين الأمة العربية واليونان كما كان في الماضي؛ لأن هذا كفيل بمعالجة الآثار السلبية لفترات الصراع.

 

وأوضح أن مسلمي اليونان في حاجة إلى "فقه الأقليات"، بشرط ألا يكون فيها تفريط أو تساهل مخالف لثوابت الدين، وحدد مواصفات الأقلية الناجحة التي يمكن أن تكون سفيرًا ناجحًا للأمة في البلاد غير الإسلامية، وأشار إلى أنه رغم ضعف الإمكانات المادية فإن المسلمين في بلاده يهتمون بالتعليم الديني؛ باعتباره الوسيلة الرئيسية لحماية الأجيال من الذوبان، ومسخ الهوية، وفي نفس الوقت لإعداد الدعاة والأئمة.

 

رغم عمق العلاقات الثقافية بين اليونان والوطن العربي من خلال التلاقي الثقافي فإن كثيرًا من العرب لا يعرفون شيئًا عن تاريخ الإسلام في اليونان، فماذا تقولون؟

الدكتور محمد شريف أوغلو: بداية لا بد أن يَعرِفَ القُرَّاء أنه رغم أن اليونان دولة صغيرة المساحة؛ حيث تبلغ مساحتها 107 ألف كيلو متر في الجنوب الشرقي من القارة الأوربية، وبالتحديد ضمن بلدان شبه جزيرة البلقان، فإنها عريقةُ التاريخ؛ حيث تُعدُّ حضارتها من أقدم الحضارات البشرية، وتمت ترجمة هذا التراث الحضاري، الذي ظهر قبل الإسلام، إلى العربية منذ أن دخلها المسلمون الأوائل بعد انتصار الدول الإسلامية في عهد الأمويين على دولة الروم آنذاك، وفتح المسلمون بعضَ جُزر اليونان، وأشهرها جزيرتا رودس وكريت في سنة 212 هـجرية، الموافق 827 ميلادية بقيادة أبي حفص عمر البلوطي، وتوقَّف المد الإسلامي عند هذا الحد، إلا أن التواصل الثقافي ظل مستمرًّا؛ حيث اطلع المسلمون على تراث اليونان، وترجموه وحافظوا عليه؛ لتستفيد منه البشرية كلها، وليس المسلمون فقط.

 

انتشار الإسلام

تقولون: إن المد الإسلامي توقَّف على جزيرتي "رودس وكريت"، فكيف تمَّ انتشار الإسلام في بقية اليونان حتى وصل إلى شمالها، وليس مجرد جزر الجنوب الموجودة في البحر المتوسط فقط؟

الدكتور محمد شريف أوغلو: رغم وصول نور الإسلام إلى اليونان في بداية القرن الثالث الهجري فإنه ظلَّ ضعيفًا محسورًا في الجنوب فقط حتى جاء العثمانيون، وقاموا بنشر الإسلام في دول أوربية كثيرة، ومنها اليونان وغيرها من دول البلقان على يد السلطان مراد الأول، ثم السلطان بايزيد الأول في القرن الثامن الهجري؛ حيث تم الاستيلاء على مقدونيا ووسط اليونان وشبه جزيرة المورة، ثم الجزر اليونانية، واستمرَّ حكم الأتراك العثمانيين عدة قرون؛ مما جعلها وجهة أساسية لهجرة المسلمين إليها، واعتنق الإسلام بعض اليونانيين.

 

خروج العثمانيين

قلتم: إن العثمانيين ساهموا في نشر الإسلام في بلادكم خلال القرون التي سيطروا فيها على اليونان، فكيف خرجوا منها؟

الدكتور محمد شريف أوغلو: نالت اليونان استقلالَها من الحكم العثماني في القرن الثالث عشر الهجري، عندما تدخلت الدول الأوروبية لدعم رغبة اليونان في التحرُّر من حروب عديدة بين العثمانيين واليونانيين، ولم تتوقَّفْ إلا بعقد معاهدة "لوزان" بينهما عام 1923 ميلادية، وقام اليونانيون بطرد كثير من المسلمين الذين وفدوا إليهم أثناء الحكم العثماني، ووصل عدد المسلمين الذين تم تهجيرهم عدةَ ملايين، وتعرَّض مَن بقي منهم للاضطهاد، وتمت عملية تبادل للسكان بين الدولتين، وقل عدد المسلمين باليونان كثيرًا عن ذي قبل؛ حيث كانوا يُشكِّلون أكثر من ربع سكان اليونان عام 1912، وبدؤوا في التزايد مرة أخرى، ولكن ببطء نتيجة التضييق عليهم.

 

تعدد القوميات:

يقال: إن مسلمي اليونان ينتمون إلى العديد من الجذور القومية، وتقطن كل منها منطقة ما، هل هذا صحيح؟

الدكتور محمد شريف أوغلو: هذا صحيح - إلى حد ما؛ حيث لا ينتمي كل مسلمي اليونان إلى القومية أو الجذور اليونانية الخالصة، وإنما استقرَّ فيها بعض المسلمين ذوي الجذور التركية والبلغارية والألبانية، بالإضافة إلى ذوي الأصل اليوناني؛ ولهذا نجد المسلمين موزعين في العديد من المناطق في أنحاء الدولة، مع تركزهم في بعض المناطق.

 

مناطق المسلمين:

ما أبرز المناطق التي تتركَّزُ فيها الأقليَّة المسلمة في اليونان؟

الدكتور محمد شريف أوغلو: تعد منطقة تراقيا الغربية، التي تنقسم إلى ثلاث مقاطعات تبلغ مساحتها 8758 كيلو متر مربع، من أكثر المناطق التي يتركز فيها المسلمون؛ حيث يُمثِّلون حوالي ثلث السكان، وكانت هذه المنطقة تتبع تركيا حتى نهاية الحرب العالمية الأولى، وكان عدد المسلمين فيها كبيرًا حتى عام 1918 ميلادية؛ حيث كانوا يُمثِّلون 60% من جملة سكان تراقيا الغربية، وبدأ عدد المسلمين بالتناقص بعد معاهدة "لوزان" بين تركيا واليونان، وقد استثنى بروتوكول تبادل السكان سكان تراقيا الغربية من تبادل السكان؛ حيث ظلُّوا تحت الحكم اليوناني، مقابلَ استثناء المسيحيين الأرثوذكس اليونانيون المقيمين في إسطنبول.

 

الحرية الدينية:

بعد هذا الاستثناء المتبادل من التهجير أو التبادل السكاني، هل تمتَّع مسلمو اليونان بالحرية الدينية؟

الدكتور محمد شريف أوغلو: إلى حد ما؛ حيث تم تعديل بعض مواد اتفاقية لوزان بهدف ضمان تحقيق المساواة والعدالة للمسلمين المقيمين في تراقيا الغربية ببقية أبناء الدولة اليونانية في إطار المواطنة؛ مما يَضمَنُ عدم المساس بمعتقداتهم ومساجدهم ومدارسهم وأوقافهم، والحق يقال: إنه لم يتمَّ الالتزام بكلِّ البنود المُعدَّلة في بعض الفترات من جانب الدولة اليونانية؛ مما أدَّى إلى تناقص عدد المسلمين - نسبيًّا - في هذه المنطقة، التي يُقدَّرُ عدد المسلمين فيها - حاليًّا - بأكثر من 125 ألفًا، وهناك تزايد كبير في عددهم بسبب الزيادة الطبيعية.

 

تركز المسلمين

هذا عن وضع المسلمين في منطقة تراقيا الغربية، هل يتركز المسلمون في مناطق أخرى باليونان؟

الدكتور محمد شريف أوغلو: على مقربة من منطقة تراقيا الغربية، وليس ببعيد عنها، يتركز المسلمون في منطقة مقدونيا في شمال اليونان، وغالبيتهم في مدينة سالونيك، منهم ذوو الجذور الألبانية والبوماك والغجر، كما يوجد تجمع سكاني أقل في منطقة بحر إيجة - وخاصة جزيرة رودس وجزيرة كوس، والعديد من الجزر القريبة من الحدود مع تركيا، وأكثرهم جذورهم تركية، وكذلك يوجد تجمع إسلامي في منطقة إيبروس شمال غربي اليونان قرب الحدود مع ألبانيا، وبالطبع هناك عشرات الآلاف من المسلمين في العاصمة أثينا، ومنهم عدد لا بأس به من ذوي الجذور العربية.

 

مشكلات الأقلية:

ما هي المشكلات التي يعاني منها مسلمو اليونان؟

الدكتور محمد شريف أوغلو: تركت فترة الحكم العثماني بصماتِها على الوجود الإسلامي في اليونان؛ حيث يتم النظر إليهم بشك وريبة رغم انتهاء هذا الحكم قبل قرابة القرن من الزمان، ومع هذا فإن الأوضاع بشكل عام في تحسُّن مُستمرٍّ، ونأمل أن يكون هناك مزيد من التحسن في هذه العلاقة مستقبلاً؛ لأن مواثيق حقوق الإنسان والمواطنة والحرية والمساواة تكفلها المواثيق الدولية والأوربية باعتبار اليونان عضوًا في الاتحاد الأوربي منذ عام 1981م، وهناك مشكلات خاصة بالمسلمين أنفسهم؛ حيث تعاني كثير من المناطق التي يقطنون فيها من نقص عدد علماء الدين المؤهَّلين وذوي الكفاءة، ونحن نحاول معالجةَ هذا الأمر من خلال تنشيط البعثات التي يتم إرسالُها إلى الدول العربية والإسلامية للدراسة بالجامعات والمعاهد الدينية، وكذلك استقدام بعض العلماء من خارج اليونان إلينا، إلا أن مشكلة اللغة تظلُّ عائقًا إلى حدٍّ كبير للقادمين من الدول العربية، ونأمل أن ننجح في معالجة مشكلة الجهل بقواعد وتعاليم الإسلام - وخاصة لدى الشباب والفتيات والأطفال - لأننا نخشى عليهم الذوبان وضياع الهوية الإسلامية من خلال الاندماج في المجتمعات الأوربية التي لا تهتم كثيرًا بقضية الدين.

 

المساجد والهوية:

تُعدُّ المساجد إحدى أهمِّ أدوات المحافظة على الهوية الإسلامية لأي أقلية إسلامية في العالم، فما هو واقعها بالنسبة للأقلية المسلمة باليونان؟

الدكتور محمد شريف أوغلو: لا تتعجَّب إذا قلتُ لك: إن عددَ المساجد في اليونان أثناء الحكم العثماني كان أكبر من عددها الآن؛ حيث انخفَضَ عددُها بسبب الهدم، أو تغيير هويته، أو إهماله وعدم صيانته، وأصبح عددها الآن حوالي 300 مسجد، معظمها بمنطقة تراقيا الغربية، خاصة عاصمتها كوموتيني، ويتم الآن تنفيذ مشروع مسجد ومركز إسلامي في أثينا بعد سنوات طويلة من الإجراءات، ونطالب الحكومة باستمرار تيسير إنشاء المساجد مثلها مثل دور العبادة لأي ديانة أخرى؛ لأننا نؤمن أنه من المسجد تكون المحافظة على الهوية من المسخ أو الذوبان؛ ولهذا نخطط أن تكون المساجد مؤسسات متكاملة تقدم خدماتها الدعوية للمسلمين؛ لأن الوعي الديني الصحيح - بعيدًا عن الإفراط والتفريط - في صالح العباد والبلاد، حتى لو كانت بلاد غير إسلامية يتم حمايتُها من مخاطر التطرف والتعصب الذي قد يُفضي إلى عنف مرفوض شرعًا وعقلاً.

 

التعليم الديني:

يُعدُّ التعليم الديني هو كلمة السر في قوة وبقاء أي أقلية مسلمة في العالم، فماذا عن واقعه لديكم في اليونان؟

الدكتور محمد شريف أوغلو: نحن نؤمن بذلك تمامًا؛ ولهذا يحاول المسلمون دائمًا زيادة عدد المدارس الإسلامية، التي تتصف بالوسطية والاعتدال، فمثلاً يوجد في مقاطعة تراقيا الغربية أكثر من مائتي مدرسة، يتم فيها تعليم الدين الإسلامي بشكل جزئي أو كلي، وهناك مدارس إسلامية لتخريج الأئمة الذين يقومون بالدعوة، وتعليم الناس أمورَ دينهم، وأشهر هذه المدارس: المدرسة الرشادية، والمدرسة الخيرية، ورغم ما تقوم به هذه المدارس من دور التوعية والتنوير الديني فإنها ما زالت تعاني بعض القيود والعجز المالي؛ مما ترتَّب عليه وجود عجز في هيئة التدريس بها، مما أثَّر سلبًا على انتشار ونشاط الهيئات الإسلامية بوجه عام، سواء القديمة، مثل جمعية "اتحاد الإسلام" التي تم إنشاؤها عام 1932م، وكذلك الجمعيات حديثة النشأة، مثل جمعية "يقظة الإسلام"، ونتمنى أن تجد الجمعيات الإسلامية - بوجه عام - دعمًا ماديًّا ومعنويًّا؛ للقيام بدورها في نشر الوعي الديني.

 

منظومة الإفتاء:

أنت المفتي العام لمسلمي اليونان، فكيف تسير منظومة الإفتاء في دولة غير إسلامية، يتعرَّض فيها المسلمون إلى تضييق إلى حد ما؟

الدكتور محمد شريف أوغلو: نحن نشعر أن مسؤوليتنا الأولى هي بيان الأحكام الشرعية وَفْق كل المذاهب الإسلامية عامة، والمذهب الحنفي بوجه خاص؛ حيث يتبعه كثير من المسلمين اليوم، ونحاول إيجاد عالم أو مجموعة من العلماء ذوي الكفاءة ليتم توزيعهم أو اعتمادهم إذا كانوا يقيمون في منطقة تحتاج إليهم؛ فمثلًا في منطقة تراقيا الغربية يوجد ثلاثة من علماء الإفتاء، ويتبع كل مُفْتٍ من هؤلاء الثلاثة إدارة خاصة بالأوقاف الإسلامية التي تقوم بالإنفاق عليهم، وتقوم بالإشراف عليها هيئة يتم انتخابها لمدة أربع سنوات، ويتم الاعتماد على ريع الأوقاف الإسلامية في الإنفاق على مختلف الأنشطة الدينية، ومنها: الإفتاء ورواتب الأئمة والدعاة، مع العلم أن الإفتاء لدينا مؤسسة رسمية مُعترَفٌ بها من الدولة، وتختص بالنظر في الأحوال الشخصية، مثل: المواريث، والنكاح، والنفقة، والطلاق، وغيرها من الأمور المتعلقة بحياة المسلمين كأقلية تعيش في بلد غير إسلامي.

 

إرسال البعثات:

يقال: إن عدد طلاب المسلمين من أبناء اليونان الذين تم إرسالهم للجامعات والمعاهد الدينية للتعليم والعودة إليكم دعاة - قد قلَّ، بل إنه لا يوجد منهم أحد الآن في جامعة الأزهر على سبيل المثال، فما صحة ذلك؟

الدكتور محمد شريف أوغلو: هذا الكلام صحيح إلى حد كبير، ولا تتعجب إذا قلت لك: إنه لا يوجد - حاليًّا - أي طالب يوناني داخل جامعة الأزهر منذ قيام ثورة 25 يناير 2011؛ لأن غالبية مسلمي اليونان يخافون على أبنائهم من مخاطر الصراع السياسي، وللعلم فإن هذا التحفُّظ ليس خاصًّا بمصر فقط، وإنما يمتد إلى مختلف البلاد غير المستقرة سياسيًّا وأمنيًّا، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية التي تشهدها اليونان خلال السنوات الماضية.

 

تحسين الأجواء:

في ظلِّ الماضي المشحون بالصراع الذي عاش فيه مسلمو اليونان، كيف يمكن تحسين أجواء العَلاقة بينكم وبين الدولة التي تعيشون فيها؛ لتجنب الصدام حتى ولو كان بسيطًا؟

الدكتور محمد شريف أوغلو: للعلم نحن حريصون على التعايش السلمي، والبُعد عن أي صراع ديني أو عِرقي؛ لأن هذا في صالح الأقلية المسلمة التي ترى نفسها جزءًا رئيسًا من اليونان التي تعيش على أرضها؛ ولهذا فإننا ندعو باستمرار إلى الحوار الجادِّ، والتفاهم والحرص المتبادل على استقرار البلاد التي تعيش ظروفًا اقتصادية صعبة، والتي هي في حاجة إلى تكاتف جهودنا جميعًا، والبعد عن أي صراع، وإن أي اختلاف بيننا وبين الدول يجب أن يُحَلَّ في الإطار الداخلي، وليس التصعيد الخارجي، فنحن نطالب بتفعيل وسيادة الدستور اليوناني، الذي يَنصُّ على المساواة الكاملة بين أبناء الوطن بلا أدنى تفرقة أو تمييز.

 

سفراء الأمة:

تُعدُّ الأقليَّات الإسلامية بمثابة سفراء الأمة لدى الدول غير الإسلامية، فما تقييمكم للدور الذي تقوم به الأقليات في التعريف بالإسلام، وتصحيح صورته المغلوطة بين أبناء جلدتهم؟

الدكتور محمد شريف أوغلو: لا يمكن إصدار حكم عام على كلِّ الأقليات، سواء بالسلب أو الإيجاب؛ لأن لكل أقلية في كل دولة ظروفَها التي قد تساعدها على أن تقوم بدورها المَنُوط بها على خير وجه، وتتحول إلى سفير ناجح للأمة، إذا كان أبناء الأقلية متعاونين فيما بينهم، وعلاقتهم طيبة بالدولة التي تعطيهم حرية إقامة شعائرهم، والتعبير عن أنفسهم، والعكس صحيح؛ حيث تكون الأقلية سفيرًا غيرَ جيِّد للإسلام إذا كانت مُفكَّكة متصارعة فيما بينها، وفي صدام مع الدولة، مما يؤدي إلى فرض حظر أو تضييق عليها، ويكون المسلمون هنا وسيلةً لتشويه صورة الإسلام، وليس للدفاع عنه!

 

مستقبل الإسلام:

في النهاية كيف ترى مستقبل الإسلام في بلادكم؟

الدكتور محمد شريف أوغلو: أنا متفائل بطبعي؛ لهذا أرى أن مستقبل الإسلام مُشرقٌ، ليس في اليونان فقط، بل في العالم كله، وأنا مستبشر بحلِّ كلِّ مشكلاتنا الداخلية، وأن ننال كلَّ حقوقنا الدستورية، ويتم حل المشكلة الاقتصادية قريبًا؛ مما يستوجب تحاور كل أبناء الوطن من أجل التعايش السلمي، والحوار الجاد، والتفاهم لحل كل المشكلات العالقة، وخاصة أننا - كمسلمين - نعتز بالانتماء إلى بلادنا، ولن نسمح بوجود ما يعكر صفْوَ العَلاقة بيننا وبين كلِّ مَن يعيشون على أرض هذا الوطن الذي ننتمي إليه، وكذلك مستقبل الإسلام على مستوى العالم كلِّه رغم حالة الضعف الحالية؛ لإيماني الشديد بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((ليبلُغَنَّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يَترُكُ الله بيتَ مدَرٍ ولا وَبَرٍ إلا أدخله الله هذا الدين، بعزِّ عزيز، أو بذل ذليل، عزًّا يُعِزُّ الله به الإسلام، وذُلاًّ يُذِلُّ به الكفر)).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • حوار مع الروائي الكبير ((نجيب الكيلاني)) رحمه الله تعالى
  • حوار مع د. عبدالمنعم يونس
  • حوار مع الشيخ الداعية يوسف بن عبدالله الصيني حول أوضاع المسلمين في الصين
  • حوار مع د. فوزية العشماوي حول مكانة المرأة في الإسلام
  • حوار مع الدكتور ياسر نصر مدرس الأمراض النفسية بجامعة القاهرة
  • حوار مع الأستاذ الدكتور مازن المبارك
  • حوار مع فضيلة مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي عبدالكريم
  • حوار مع الدكتور رفعت العوضي رئيس قسم الاقتصاد الإسلامي بجامعة الأزهر
  • حوار مع المستشرق البرتغالي أرنولد شوبرت
  • حوار مع الشاب "كريدج جرين" يروي قصته من النصرانية إلى الإسلام
  • حوار مع الشيخ طلعت صفا تاج الدين - المفتي العام لروسيا

مختارات من الشبكة

  • حوار مع الشيخ الدكتور ذو الكفل محمد البكري مفتي ماليزيا(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حوار مع الدكتور إبراهيم سالم أبو محمد مفتي أستراليا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • حوار مع الدكتور محمد حمدي يوسف سباهتشي مفتي صربيا ورئيس مجلس علمائها(مقالة - المسلمون في العالم)
  • حوار مع " بول موجز " حول الحوار بين المسيحيين والمسلمين(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حوار مع الدكتور يشار شريف أوغلو - نائب مفتي اليونان(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حوار مع الشيخ محمد فطريس باكرم - نائب مفتي سنغافورة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الحوار الأخير مع الدكتور محمد محمد حسين رحمه الله(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حوار مع الدكتور نجاد جرابوس مفتي سلوفينيا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • حوار مع الشيخ محمد علي الصديقي - المفتي العام لمسلمي نيبال(مقالة - المسلمون في العالم)
  • حوار مع الشيخ داتوك وان زاهدي مفتي ماليزيا(مقالة - المسلمون في العالم)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • افتتاح أكبر مسجد بجنوب داغستان
  • مؤتمر عن "أثر الصيام في حياة الإنسان" في ألبانيا
  • ورشة عمل ترفيهية للأطفال استقبالا لرمضان في أونتاريو
  • التحضير لإطعام المئات خلال شهر رمضان بمدينة فيلادلفيا
  • أعداد المسلمين تتجاوز 100 ألف بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • فيلا بارك يستضيف إفطار للصائمين للمرة الأولى
  • مدينة بيفيرتون تحتفل بأول شهر للتراث الإسلامي
  • إفطار جماعي على أرضية ملعب ستامفورد بريدج

  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 6/9/1444هـ - الساعة: 10:23
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب