• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | محاضرات وأنشطة دعوية   أخبار   تقارير وحوارات   مقالات  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أول إفطار جماعي في رمضان في هونغ كونغ منذ 2019
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مسلمو مدينة سينسيناتي يوزعون 30 ألف وجبة إفطار ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    افتتاح أكبر مسجد بجنوب داغستان
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مؤتمر عن "أثر الصيام في حياة الإنسان" في ألبانيا
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    ورشة عمل ترفيهية للأطفال استقبالا لرمضان في ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    التحضير لإطعام المئات خلال شهر رمضان بمدينة ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    أعداد المسلمين تتجاوز 100 ألف بمقاطعة جيرونا ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    فيلا بارك يستضيف إفطار للصائمين للمرة الأولى
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    مدينة بيفيرتون تحتفل بأول شهر للتراث الإسلامي
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    إفطار جماعي على أرضية ملعب ستامفورد بريدج
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    3 دورات للغة العربية والتربية الإسلامية بمدينة ...
    خاص شبكة الألوكة
  •  
    بنك الطعام الإسلامي يلبي احتياجات الآلاف بمدينة ...
    خاص شبكة الألوكة
شبكة الألوكة / المسلمون في العالم / تقارير وحوارات
علامة باركود

حوار مع الشيخ داتوك وان زاهدي مفتي ماليزيا

حوار مع الشيخ داتوك وان زاهدي مفتي ماليزيا
جمال سالم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/10/2015 ميلادي - 1/1/1437 هجري

الزيارات: 3415

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حوار مع الشيخ داتوك وان زاهدي

(مفتي ماليزيا)


♦ قمنا بالرد العملي على من يتهمون الإسلام بأنه عدو العلم والتقدم.

♦ يتعايش المسلمون سلميًّا مع أتباع الديانات السماوية والوضعية.

♦ فشل المستعمرون في اقتلاع الإسلام من عندنا؛ لتوافقه مع الفِطرة.

♦ الجامعة الإسلامية العالمية لدينا زاوجت بنجاح بين علوم الدين والدنيا.

♦ أطالب بمزيد من التعاون بين العرب والمسلمين لتبادل الخبرات.

♦ دخل الإسلام بلادي بالأخلاق وليس بالسيف كما يُروِّجُ الأعداء.

♦ تبين لي أن أسلوب الدعوة بالقدوة الأكثر تأثيرًا.

 

أكَّد الشيخ داتوك وان زاهدي - مفتي ماليزيا - أن الوجود الإسلامي في بلاده ليس وليدَ اليوم؛ وإنما يمتدُّ إلى القرون الأولى للإسلام، حيث دخل عن طريق التجار العرب المسلمين بمكارم الأخلاق والقدوة الطيبة.


وأشار إلى أن بلادَه تُعد نموذجًا طيبًا للبلد التي يأخذ المسلمون فيه بالتقدم العلمي الشامل، بالإضافة إلى تمسكهم بأمور دينهم؛ لأنه لا تناقض بينهما، مما يعد أبلغ ردٍّ عملي على من يصفون الإسلام بأنه عدو للعلم والحضارة، وأنه لا أمل في المسلمين الذين أصبحوا عَالةً على الحضارة المعاصرة.


وأوضح أن المستعمرين الغربيين فشلوا في اقتلاع الإسلام من قلوب أبناء ماليزيا؛ لأنه يتوافق مع الفِطرة السوية.


وطالب بمزيد من التواصل بين دول العالَمَيْن العربي والإسلامي لتبادل التجارب المفيدة للجميع في إطارٍ من التعاون، الذي دعا الإسلام أتباعه إليه.

♦♦♦♦

 

♦ تشكل الخريطة الدينية الماليزية نموذجًا فريدًا للتعايش السلمي بين أتباع الأديان السماوية والوضعية، فكيف استطعتم إنجاز هذا النموذج المتميز في عالم يموج بالتطرف الديني بين أتباع الدين الواحد؟

• الشيخ داتوك وان زاهدي: الركن الأساسي في هذه التجربة هو روح التسامح وقبول الآخر المختلف في العقيدة، التي غرسها الإسلام في نفوس أتباعه باعتباره أكثرَ الأديان انتشارًا؛ إذ يشكل المسلمون حوالي أكثر من 60 % من مجموع سكان البلاد، والباقون يدينون بالهندوسية، والبوذية، والمسيحية، والكونفوشية وغيرها، ويجمَعُ الكلَّ حبُّ الوطن والعمل المشترك على الارتقاء به.

 

التعايش السلمي:

♦ في ظل دولة متعددة الأديان والعرقيات مثل ماليزيا، كيف تقوم المؤسسة الدينية الإسلامية - وعلى رأسها الإفتاء - بدورها المَنوط بها؟

• الشيخ داتوك وان زاهدي: لا شكَّ أن مهمتنا صعبة وشائكة؛ ولهذا تتطلب منا الحكمة والعقلانية للبعد عن كل ما يُعكِّر صفو العَلاقة بين أتباع الأديان السماوية والوضعية من جهة، وكذلك بين أبناء العِرقيات المختلفة؛ ولهذا فإن رسالتنا الأولى إرساءُ أسس التعايش السلمي بين الجميع، مسترشدين في ذلك بما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة بين المسلمين وبقية سكانها من غير المسلمين، في إطار القاعدة الذهبية الإسلامية التي سبق بها الإسلام مفهوم المواطنة بقرون عديدة من خلال إرسائه لمبدأ "لهم ما لنا، وعليهم ما علينا"، وفي نفس الوقت نعمل على نشر الوعي الديني الوسطي من خلال التعليم الديني والإفتاء الذي يعي ظروفَ الواقع ومقاومة أفكار التكفير بغير حقٍّ من جانب المتطرفين، وكذلك البدع من جانب الجُهَّال.

 

ترسيخ دستوري:

♦ هذا التناغم الديني الذي تكون فيه إدارة شؤون البلاد للمسلمين، كيف يتم ترسيخُه دستوريًّا لعدم حدوث أيِّ نزاعات مستقبلية؟

• الشيخ داتوك وان زاهدي: حرَص واضعو الدستور الماليزي على تأكيد حقيقة التعدد الديني مع ضرورة الاعتراف بالأكثرية للمسلمين؛ ولهذا تنصُّ المادة الثالثة من الدستور الماليزي على أن الإسلام هو دين الاتحاد الماليزي، وبالتالي لا مجال للتنازع مستقبلاً؛ لأن الدستور أقرَّ حقيقةً يعيشها ويحترمها الجميع، فضلاً عن أن المسلمين بتسامحهم الديني يحرصون على التواصل الإيجابي مع كل أبناء الوطن، بصرف النظر عن دينهم أو عرقهم.

 

الشريعة والتشريع:

♦ هل تُعدُّ الشريعة الإسلامية - وفقًا لذلك - مصدرَ التشريع الرئيس لديكم؟

• الشيخ داتوك وان زاهدي: في الأمور العامة التي ليس فيها خصوصية دينية فإن القوانين والتشريعات الماليزية يعتمدان على القوانين الوضعية - وخاصة القانون الإنجليزي العام - أما الأحكام المتعلقة بأمور تتعلق بالدين، فإنه يتم تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية على المسلمين في الأمور المتعلقة بالأسرة كالزواج والطلاق وما يتعلق بهما، وكذلك كل ما يتعلَّقُ بالشعائر الدينية الإسلامية.

 

دخول الإسلام:

♦ لا يعرف كثيرون شيئًا عن تاريخ الإسلام في بلادكم، فنودُّ أن نعرف بإيجاز رحلة دخول نور الإسلام لبلادكم؟

• الشيخ داتوك وان زاهدي: لمن لا يعرفون، فإن نور الإسلام وصل إلى منطقة جنوب شرق آسيا بوجه عام، ومن بينها ماليزيا، في وقت مبكر، حين قام عدد من التجار العرب بالدعوة بشكل نظري وعملي في منطقة أرخبيل الملايو في النصف الثاني من القرن السابع الميلادي، وتمكن التجار العرب المسلمون الأوائل من الوصول إلى سواحل سومطرة؛ ولهذا ظل الوجود الإسلامي ضعيفًا؛ لعدم تواصل الجهود التي كانت فردية وغير مُخطَّط لها، وظل الأمر حتى واصل التجار المسلمون الهنود المسيرة في القرن الثاني عشر الميلادي، ودخلوا شبه جزيرة الملايو، وازداد إقبالسكان الموانئ التجارية الساحلية الماليزية والإندونيسية على الدخول في الإسلام سلميًّا، وبمرور الوقت أصبح الإسلام دينَ غالبية شعب الملايو، وهناك روايات تاريخية أخرى تؤكد أن الإسلام جاء إلى ماليزيا مع التجار المسلمين الذين وصلوا إلى حدود الصين أولاً، وأيًّا كان الوضع فإن هناك شواهد تاريخية وأثرية تثبت أن الإسلام وصل إلى بلادنا في وقت مبكر وليس حديثًا.

 

نقطة فارقة:

♦ يؤكد التاريخ أن القرن السابع الهجري - وبالتحديد عام 676 - نقطة فارقة في تاريخ الوجود الإسلامي في بلادكم، فما السبب؟

• الشيخ داتوك وان زاهدي: في هذا العام أعلن ملك جزيرة ملقا إسلامَه بعد أن التقى مجموعة من التجار المسلمين العرب، وقام بتغيير اسمه واعتزازه بدينه الجديد فجعل اسمه "محمد شاه"، وسمى أولاده كلَّهم بأسماء عربية إسلامية، وبمجرد حدوث ذلك أقبل غالبية شعبه على اعتناق الإسلام، وتكوَّنت أول دولة إسلامية في المنطقة، وعملت على التوسُّع بالدعوة للإسلام في المناطق المحيطة بها التي دخل كثير من أهلها في الإسلام؛ ولهذا كانت "ملقا" منارة لنشر الإسلام حتى قرب نهاية القرن العاشر الهجري.

 

تنافس استعماري:

♦ ماذا حدث بالنسبة للوجود الإسلامي في منطقتكم آنذاك؟

• الشيخ داتوك وان زاهدي: قبيل نهاية القرن العاشر الهجري بسنوات قليلة وصل البرتغاليون إلى المنطقة، فوجدوا ما فيها من انتشار الإسلام، فعملوا على محاربته واضطهاد المسلمين، ودعم التبشير لإخراج المسلمين من دينهم من خلال الكيد لهم بكل الوسائل، حتى وصل الأمر إلى أن قتلوا وفتكوا بعدد كبير من المسلمين، وبعد حوالي نصف قرن جاء الاستعمار الهولندي إلى "ملقا"، وواصلوا تنفيذ نفس السياسات المعادية للإسلام، وانتزعوا أملاك المسلمين، وواجهوا كلَّ مقاومة بكل وحشية، وعيَّنوا حاكمًا عامًّا للمنطقة، ومقره جاكرتا بإندونيسيا، وأعقب ذلك خضوعُ ماليزيا للنفوذ البريطاني ابتداءً من عام 1786ميلادية، وتطوَّر الأمر في عام 1824ميلادية عندما تم عقدُ معاهدة تبادل مستعمرات بين إنجلترا وهولندا؛ حيث استلم الإنجليز بموجبها المستعمرات الهولندية في الملايو، في حين سلم الإنجليز إلى هولندا مستعمراتهم في جاوا والجزر الإندونيسية.

 

الدعوة بالقدوة:

♦ انطلاقًا من قصةانتشار الإسلام في جنوب شرق آسيا دون حروب، ألا ترى أن الدعوة الإسلامية المعاصرة تحتاج إلى إعادة النظر في طريقتها الحالية؟

• الشيخ داتوك وان زاهدي: بالتأكيد تحتاج أن تكون الدعوة بالقدوة ومكارم الأخلاق التي يجب أن يتحلَّى بها الداعية، وهذا ما فعله التجار الأوائل، حين تعاملوا مع أتباع الأديان الوضعية في جنوب شرق آسيا، فإذا بغير المسلمين يرون إسلامًا يمشي على الأرض بالسلوكيات؛ فدخلوا في دين الله أفواجًا؛ ولهذا لا بد أن يُراجِع الدعاةُ المعاصرون في العالم الإسلامي كلِّه أنفسَهم؛ لأن الدعوة بالقدوة أفضل ألف مرة من الدعوة بالكلام الذي قد يتناقض مع الأفعال، وذمَّ اللهُ مَن يقعون في ذلك بقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2، 3]، وينبغي أن نمتثل المنهج الأخلاقي الذي يمثل الرسولُ صلى الله عليه وسلم قدوتَنا ومثلنا الأعلى فيه، قال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].

 

حرص على التواصل:

♦ رغم البعد المكاني بين ماليزيا والعالم العربي إلا أن هناك تواصلاً مستمرًّا بينهم، وخاصة ما يتعلق بالتعليم الديني، فلماذا هذا الحرص الماليزي؟

• الشيخ داتوك وان زاهدي: يرجع هذا الحرص إلى أن المنطقة العربية هي منبع الإسلام، ومنها خرج النبي العربي صلى الله عليه وسلم لينشر نور الإسلام إلى العالم؛ ولهذا يحرص مسلمو ماليزيا على إرسال أولادهم - بنين وبنات - إلى مختلف الجامعات والمعاهد الدينية في الوطن العربي لتلقي العلوم الشرعية والعودة إلينا دعاةً وسطيين، ينشرون الوعي الصحيح من جانب، ويتصدون للتطرف سواء كان للدين أو ضد الدين من خلال مخالفة تعاليمه سواء عن جهل أو عمد، وفي نفس الوقت نحرص على استضافة علماء عرب مشهود لهم بالوسطية لدينا.

 

للعلم فإن هذا التواصل ليس وليدَ اليوم؛ وإنما له جذور قديمة؛ حيث كان للشيوخ العرب الذين يأتون إلى المنطقة ويستقرون فيها دورٌ كبير في نشر الوعي الديني، ومقاومة المستعمر الأوربي في مختلف العصور، حتى إنه في بداية القرن العشرين قام الماليزيون بثورة بقيادة المجاهد المعروف بالشيخ الهادي، الذي كان تلميذًا في مصر الأزهر، وتلقَّى العلم مباشرة من الإمام محمد عبده، وتأثَّر به لدرجة أنه عندما عاد إلى الملايو قام بإصدار مجلة أسماها "الإمام" اعترافًا بفضل محمد عبده، وظل التواصل بين التلميذ وأستاذه.

 

نقل التجربة:

♦ باعتباركم مفتيًا لإحدى الدول الإسلامية التي يُشار إليها بالبنان في التقدم العلمي، كيف يتم نقل هذه التجربة الفريدة إلى مختلف الدول العربية الإسلامية لنفض غبار التخلُّف بشتى صوره؟

• الشيخ داتوك وان زاهدي: أدعو مختلف الدول العربية والإسلامية إلى دراسة التجربة الماليزية التي تقوم أولاً على بناء الإرادة الحقيقية للإنسان، باعتباره العمودَ الفقري لأي نهضة؛ ولهذا فإن الاهتمام به يكون بدايةَ كسر قيود التخلُّف، وتبدأ مسيرة الألف ميل بالتخلص من رباعية: "الجهل، الفقر، المرض، التبعية"؛ لأنه لا يمكن أن تُقام نهضة حقيقية على أكتاف أناس جهلة وفقراء ومرضى، ولا يعتزون بهُويتهم، واستقلالهم الحقيقي بمفهومه الشامل، وأن تكون القيادة والشعب على قلب رجل واحد وفق إستراتيجية شاملة للنهضة على المدى القصير والمتوسط والطويل، مع العمل على تقوية الجبهة الداخلية من خلال نسيج اجتماعي قوي ومتجانس ثقافيًّا، يُؤمِنُ بأن مصلحته في الوحدة والتعاون، وأن مصلحة الوطن فوق الجميع بصرف النظر عن الاختلاف العرقي والديني، وفي نفس الوقت التعاون مع دول الجوار مثلما فعلت ماليزيا مع دول النمور الآسيوية؛ حيث يحدث التكامل والرؤية المشتركة وتبادل الخبرات.

 

دينية أم علمانية:

♦ ماليزيا دولة متقدمة، تُعدُّ مفخرةً لكل مسلم، ومع هذا لا يَعرف كثيرون أنها دولة إسلامية أم علمانية؛ بسبب التعدُّد الديني فيها؟

• الشيخ داتوك وان زاهدي: للعلم فإن الجدل حول هذه القضية ليس وليدَ اليوم؛ وإنما يمتد إلى سنوات طويلة مضت، لعل أبرزهاعام 1983 أثناء الاحتفال ببلوغ تنكو عبدالرحمن، أول رئيس وزراء لماليزيا، سن الثمانين، حيث أكَّد في مقابلة صحفية آنذاك أن سكان الدولة من خلفيات عرقية متعددة، ولهم معتقدات دينية متنوعة، ولا بد أن تظل دولة علمانية مع بقاء الإسلام دينًا رسميًّا لها، كما أثارت تصريحات لرئيس الوزراء السابق مهاتير محمد بأن ماليزيا دولة إسلامية جدلاً حول هذه القضية مرة أخرى، ليس بين غير المسلمين فقط، بل بين بعض المسلمين الذين رأوا أن بلادنا ليست في الواقع إسلامية خالصة؛ لوجود العديد من الأديان فيها، كما أنه في أواخر الثمانينيات - وبالتحديد عام 1988 - رفض القضاء عندنا دعوى قضائية تريد أن تؤكد أن ماليزيا دولة ثيوقراطية.

 

الإسلام الحضاري:

♦ تحدث كثيرون عن مشروع الإسلام الحضاري في ماليزيا، الذي بدأ على يد مهاتير محمد، فما أهم أسس هذا المشروع؟

• الشيخ داتوك وان زاهدي: رغم أن مساحة ماليزيا أقلُّ من ثلث مليون كيلو متر، وبالتحديد 329 ألف كيلو متر مربع، إلا أن هذا المشروع يهدف إلى النهوض الشامل بماليزيا عام 2020، وتحقيق معجزة اقتصادية واجتماعية من خلال استنهاض كلِّ مؤسسات الدولة، واستثمار كل خيراتها ومواردها البشرية والطبيعية، وقد أدرك القائمون على المشروع أن الارتقاء بالتعليم في مقدمة أولوياتهم؛ ولهذا تم إنشاء المدارس والجامعات الدينية والعلمية، سواء كانت حكومية أو دولية، وبالتالي يتمُّ الاهتمام باللغتين العربية والإنجليزية للتواصل مع منابع العلوم الدينية والعلمية في العالم؛ لأننا نؤمن أنه لا رقيَّ علميًّا بدون المحافظة على الهوية الدينية، وتم حتى الآن تحقيق معدلات طيبة في تخفيضمعدل البطالة، والاهتمام بجودة التعليم والإنتاج، وتحقيق معدل نموٍّ مرتفع، وانخفاض معدلات التضخم، والإيمان بالتخصص، حتى أصبحت واحدة من أكبر مصنعي الأقراص الصلبة الحاسوبية بفضل الإنفاق السخي على جودة التعليموالصحة؛ لهذا أصبحت من بين الدول المتقدمة في العلوم والتكنولوجيا.

 

المحاكم الشرعية:

♦ رغم إغلاق المحاكم الشرعية في العديد من الدول العربية والإسلامية، إلا أنها ما زالت موجودة في بلادكم، فما وظيفتُها؟

• الشيخ داتوك وان زاهدي: تعمل هذه المحاكم الشرعية على تطبيق الشريعة الإسلامية في بعض أحكام الأسرة في قضايا الأحوال الشخصية والنفقات وجنايات الآداب والخلق، وذلك في حدود السلطة التي أعطاها الدستور، ويسمى هذا بقانون إدارة الشؤون الدينية، لكنها ليس كلها من الشريعة الإسلامية.

 

نموذج عملي:

♦ أثبتت التجربة العملية الماليزية أن الإسلام لم يكن سببًا في تخلف المسلمين كما يشيع أعداؤه، فما قولكم؟

• الشيخ داتوك وان زاهدي: الحمد لله نجحنا في تطبيق نموذج مشرِّف للإسلام الذي يدعو أتباعه إلى التقدم والعزة، وهذا ما أكَّده الدكتور مهاتير محمد بأن الإسلام لا يُشكِّلُ عقبةً تحول دون التقدم والتطور والنمو، ولا يعوق اكتساب المهارات وتطبيقها على أرض الواقع؛ لأن نجاح المسلمين في الحياة كفيلٌ بإقناع غير المسلمين بالوجه الحقيقي للدين الإسلامي أكثر من المواعظ الكلامية والخطب العنترية، خاصة عندما يكون هناك تناقض بين الأقوال والأفعال.

 

الجامعة الإسلامية:

♦ تُشكِّل الجامعة الإسلامية نموذجًا فريدًا من الجامعات الإسلامية التي نجحت في تخريج النابغين في كل العلوم، نودُّ أن تلقي الضوء عليهابإيجاز؟

• الشيخ داتوك وان زاهدي: تأسَّست الجامعة الإسلامية العالمية عام 1983 بدعم من عدد من حكومات الدول العربية والإسلامية التي تعاونت مع ماليزيا؛ مثل: السعودية، وجزر المالديف، وتركيا، وباكستان، وبنجلاديش.


وقامت منظمة المؤتمر الإسلامي بتبني هذه الجامعة المتميِّزة التي تُدرِّسُ العلوم الإسلامية والاجتماعية والعلمية والطبية؛ لأن فكرتها قائمة على إنشاء جامعة تقدم كافة البرامج الأكاديمية كغيرها من الجامعات، إلا أنها تضع القيم الإسلامية كأولوية لها للطلاب الماليزيين وغير الماليزيين الذين يدرسون بها.

 

النهضة العلمية:

♦ لو ركزنا على النهضة العلمية التي تفوَّقت فيها ماليزيا، وجعلتها مفتاحَ نهضتها الاقتصادية، فكيف يمكن نقل التجربة إلى بقية الدول العربية والإسلامية؟

• الشيخ داتوك وان زاهدي: لا تتعجَّب إذا قلت لك: إن النهضة العلمية لا ترتبط بدين أو عرق، وإنما هي سنن وأسباب كونية، مَن يأخذ بها يتقدم ويَسُدِ العالم ولو كان ملحدًا لا دين له، وفي نفس الوقت مَن يخالف هذه السنن والأسباب الكونية ويتقاعس عنها، يكن مصيرُه التخلفَ ولو كان من أتقى وأعبد الناس، أو حتى كان من آل البيت؛ ولهذا فإن أمة "اقرأ " في حاجة إلى أن تقرأ، ليس في الدين فقط؛ وإنما في شؤون الكون الذي تعيش فيه وتعمل على استثمار خيراته، وفق تعاليم وأخلاق الإسلام الذي جعل إتقان العمل والصدق والأمانة وطلب العلم عبادةً وجهادًا في سبيل الله إذا تم إخلاص النيات لله وتنفيذ تعاليمه.

 

لا مجال للإحباط:

♦ قد يقول المحبطون: "لا أمل، والصورة سوداء من الضعف الشديد والتخلف الشامل"، فماذا تقول لأمثال هؤلاء؟

• الشيخ داتوك وان زاهدي: أقول لهم: لا يوجد دينٌ يكرهُ التشاؤم والإحباط والقنوط واليأس من رحمة الله مثل الإسلام، حتى إنه ربط بين اليأس والقنوط من روح ورحمة الله بالكفر، فقال الله سبحانه وتعالى على لسان نبي الله يعقوب لأبنائه: ﴿ ... وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87].


وأرشدنا الإسلام إلى نموذج عملي حين جاء إلى جزيرة العرب كيف استطاع المسلمون - حينما كانوا مسلمين حقًّا - تغيير وجه البشرية كلها، وقهروا التخلف والبدائية الشاملة والصراعات والأخلاق والسلوكيات السيئة التي كانت سائدة في الجاهلية، فاستطاعوا خلال سنوات قليلة بناء دولة على الإيمان والأخلاق والعلم، حتى إنه بعد حوالي قرن واحد من وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وصل المسلمون بدولتهم إلى أقصى اتِّساع لها، من حدود الصين إلى المغرب والأندلس بجنوب أوروبا، فهل استسلم المسلمون الأوائل للواقع المرير الذي كان موجودًا في الجاهلية، أم أنهم تمسَّكوا بدينهم، وطبَّقوه، وأخذوا بأسباب العزة؛ فحقق الله لهم عزة بالدين في الدنيا؟ وهذا ما لخَّصه عمر بن الخطاب في مقولته الشهيرة: "نحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزة في غيره أذلَّنا الله"، وبالتالي فنحن في حاجة إلى أن نكون مسلمين حقًّا، نلتزم بما أمرنا الله به، ونبتعد عما نهانا عنه في السر والعلن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • حوار مع الشيخ محمد علي الصديقي - المفتي العام لمسلمي نيبال
  • حوار مع الشيخ شعبان رمضان موباجي مفتي أوغندا
  • حوار مع الشيخ طلعت صفا تاج الدين - المفتي العام لروسيا
  • حوار مع أ.د. حلمي عبد الرؤوف حول وضع الأقليات المسلمة

مختارات من الشبكة

  • الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن التويجري في محاضرة: وقفات مع قوله تعالى: {إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة}(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • حوار مع الشيخ الدكتور ذو الكفل محمد البكري مفتي ماليزيا(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حوار مع الشيخ محمد فطريس باكرم - نائب مفتي سنغافورة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • حوار مع الشيخ إسماعيل بن موسى منك مفتي زيمبابوي(مقالة - المسلمون في العالم)
  • حوار حصري مع الشيخ مراد يوسف مفتي رومانيا حول الإسلام وأوضاع المسلمين هناك(مقالة - المسلمون في العالم)
  • حوار مع الشيخ عزيز حسانوفيتش مفتي كرواتيا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • حوار الألوكة مع الشيخ بكاري سعيد - نائب مفتي رواندا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • رسالة الشيخ عبدالكريم الدبان إلى شيخه الشيخ أحمد الراوي (PDF)(كتاب - ثقافة ومعرفة)
  • ترجمة الشيخ عبداللطيف بن الشيخ عبدالرحمن بن شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الشيخ المحدث عبدالله بن عبدالرحمن السعد في محاضرة: مسائل متعلقة بشهري شعبان ورمضان(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • أول إفطار جماعي في رمضان في هونغ كونغ منذ 2019
  • مسلمو مدينة سينسيناتي يوزعون 30 ألف وجبة إفطار خلال رمضان
  • افتتاح أكبر مسجد بجنوب داغستان
  • مؤتمر عن "أثر الصيام في حياة الإنسان" في ألبانيا
  • ورشة عمل ترفيهية للأطفال استقبالا لرمضان في أونتاريو
  • التحضير لإطعام المئات خلال شهر رمضان بمدينة فيلادلفيا
  • أعداد المسلمين تتجاوز 100 ألف بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • فيلا بارك يستضيف إفطار للصائمين للمرة الأولى

  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/9/1444هـ - الساعة: 3:48
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب